الثالث والثلاثون الجزء الثالث

37.9K 2.1K 465
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثالث و الثلاثون 
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
__________
الألم ، الشعور بالألم الخالص ... ذلك الشعور الذي يشبه الاختناق وكأن أفعى الكوبرا تلف جسدها حول الروح تعتصرها تخنقها ، تفتت كل ذرة بها ولكنها لا تقتلها ، والموت في هذه اللحظات راحة يتمنى الحصول عليها ، لم تذق عينيه النوم منذ أسبوع تقريبا ، كل ذرة به تحتضر ، الدموع لم تتوقف من عينيه ، عينيه تنزف لا تبكي ، لا يصدق أنه لن يرى شقيقه من جديد ، عمار مات بين يديه ، عمار رحل ولن يعود ، عمار لأول مرة كان يبتسم تلك الابتسامة الصافية وكانت ابتسامة الوداع ، ليته لم يستمع إلى تهديد نصار ، ليته أخبر والده عنه ، ليته ما ابتعد عنه لحظة ، ليت نصار أخذه هو منذ الصغر ، وضع يده على فمه يصرخ بعلو صوته يشهق في البكاء بقوة ، صوت رنين هاتفه هو ما جذبه ، الرقم الذي كان يدق عليه ، رقم غريب لا يعرف صاحبه ولم يحتاج ليعرف من هو ، فهو على أتم ثقة من أنه نصار نفسه ، فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليسمع صوته يحادثه ساخرا :
- البقاء لله يا زين ، عمار كان غالي عليا أوي ، كان زي أبني اللي ما خلفتوش ، لولا بس غبائه كان زمانه عايش دلوقتي ، اسمعني يا زين كويس أنا ما عنديش عزيز ولا غالي ، ودلوقتي ما بقاش في أي خطر عليا عايش غيرك ، بس أنا عارف أنك ذكي يا زين ، أنت لو نطقت بحرف أنا مش هقتلك انت ، أنا هقتل عاصم ، ومراد وحسين ، ومريم وچوري ، وطنط حلم ، هموت الكل ، وهسيبك إنت عايش تتفرج عليهم وهما بيموتوا واحد ورا التاني ، زي عمار ما مات كدة ، سلام يا زيزو ، اوعى تنسى كلامي
وأغلق الخط في وجهه ، قبض زين على الهاتف في كفه يقطع وعدا في نفسه ، أنه سيقتص لشقيقه من ذلك الوغد ، فُتح باب غرفته ودخل أبيه ، وجهه شاحب عينيه حمراء أسفل عيناه هالات سوداء قاتمة ، تحرك صوب زين جلس أمامه يسأله بحرقة :
- ليه ما قولتليش يا زين ، ليه ما اعرفش أنه ابني غير بعد ما يموت ، ليه خبيت عليا ، ليه مقولتيش أنه أخوك
صرخ فيه في نهاية كلامه ، قبل أن يتحرك إليه قبض على تلابيب ثيابه يصرخ فيه :
- انطق ، ليه ما قولتليش انه أخوك
أغمض زين عينيه تنهمر منها الدموع تتابعت شهقاته يتحدث بحرقة :
- رفض إني أقولك، تهاني بهدلته عمره كله لدرجة أنه بقى بيكره الناس كلها ، لما قولتله هقولك ، هددني أنه هيقطع علاقته بيا تماما لو عملت كدة ، كنت مستني اللحظة المناسبة ، بس اللحظة المناسبة جت بعد موته
وخرجت من بين شفتيه شهقة عالية ، لتنهمر الدموع من عيني عاصم أيضا يسأله غاضبا :
- مين اللي قتله ؟ ، أكيد أنت عارف
اخفض زين رأسه لأسفل ، يحرك رأسه للجانبين يهمس بحرقة :
- عمار كان ليه عداوات مع ناس كتير ، عشان كدة دايما مختفي ، كان جاي يودعني قبل ما يسافر ، أكيد حد منهم شافه ، أنا هموت يا بابا ، أنا مش مصدق إني مش هشوفه تاني ، عمار ، عماار
بكى عاصم بحرقة يجذب زين إليه يعانقه لينفجر الأخير في البكاء كطفل صغير خائف يتمسك بأحضان أبيه ، يصرخ باسم شقيقه بعلو صوته ، حتى اختفى صوته من الصراخ شيئا فشيء ، فلم تعد سوى صوت بكاءه العالي ، وجسده وهو ينتفض بعنف بين يدي والده
__________
في تلك الأثناء في شقة طرب ، اليوم هو اليوم الموعود ، من المفترض أن يأتي جاسر مهران بعد قليل ليأخذها ويغادران بلا عودة ، رعد منذ عدة أيام وهي تكاد لا تراه ، يخرج قبل أن تستيقظ ويعود ليلا في وقت متأخر ، كلما وقعت عينيه عليها ، ترى في عينيه نظرة لوم تصفعها نظرات اشمئزاز ونفور ، أعدت حقيبة صغيرة
وجلست في صالة المنزل تهز ساقيها متوترة ، ستبتعد ستأخذ ما تبقى لها من كرامة وترحل بلا عودة ، أكثر ما يعتصر قلبها ألما هو أنها لن تجد الفرصة حتى لتودع والدتها وشقيقتها ، لا هي تكذب أكثر ما يعتصر قلبها ألما أنها سترحل بلا عودة ، لن تراه من جديد ، لن ترتمي بين أحضانه في أشد لحظاتها ألما ومرارة ، سمعت صوت الباب يُفتح هبت واقفة لترى جاسر يقف أمامه يبتسم لها ، قامت تتحرك إليه تسأله متوترة :
- هنمشي خلاص
ابتسم لها مترفقا يحرك رأسه للجانبين اقترب هو منها يُنزل الحقيبة من يدها ، ظل ينظر لها لعدة لحظات في صمت قبل أن يُفجر القنبلة:
- أنتي مش هتسافري يا طرب ، رعد هيتدمر لو سيبتيه وسافرتي ، وعلاقتي أنا وهو هتتدمر تماما لو عرف أن أنا اللي هربتك ، وهيعرف لو عملتها دي مش حاجة صعبة خالص تتعرف ، عشان كدة أنتي مش هتسافري يا طرب ودا آخر كلام عندي
توسعت حدقتاها ذهولا تنظر له مستنكرة مصعوقة مما يقول ، كيف يفعل بها ذلك هو الآخر ؟ ألم يقلها لها مرارا وتكرارا أن تعتبره كوالدها ، ولكنه لن يكون أبدا ، هو والد رعد وليس أبيها هي ، ضحكت ساخرة بعلو صوتها تومأ برأسها توافق على ما يقول :
- إنت عندك حق ، ما ينفعش رعد باشا مهران يتدمر ، هو في الأول وفي الآخر ابنه ولازم هتدور على سعادته قبل أي حد ، طب عشمتني ليه من الأول ، ضحكت عليا وقولتلي أنا هبقى ضهرك وسندك وكلام كتير كدة ، امشي يا جاسر باشا ، امشي لو سمحت وأنا حقيقي آسفة إني طلبت مساعدتك
الحمقاء سريعة رد الفعل تماما كزوجها ، تأفف حانقا منها يتحدث غاضبا :
- ماتبقيش مندفعة زي جوزك كدة ، اسمعي باقي كلامي ...
لم تدعه يُكمل حرفا آخر ، دخلت إلى غرفتها وصفعت الباب وأغلقته عليها من الداخل بالمفتاح ، جلست خلف باب الفصل المغلق تضم قدميها لصدرها تنهمر دموعها بحرقة ، تحادث نفسها بصوتٍ مسموع :
- شايف يا بابا لما مشيت ، مش لاقية حد يجيبلي حقي ولا يخاف عليا ، أنا مش بلومه وهو عايزه سعيد بأي شكل ، حتى لو على حسابي ، أنا تعبت ، تعبت وما بقتش قادرة أكمل تعالا خدني أرجوك ، أنا عايزة اجيلك
واجهشت في البكاء بصوتٍ عالٍ ، الجميع تخلى عنها ، لم يعد لها سوى الصغير القابع بين أحشائها ، هبت واقفة تمسح دموع عينيه بقوة تعزم النية على الهروب مهما كلفها الأمر واليوم ستفعل
______________
اجتمع رؤساء عدة شركات في مقر الصفقة الرئيسي ، حتى يعرفوا إلى من سيوكل أمر الصفقة ، رغم أن الأمر محسوم لصالح شركات نصار ، ولكن وجودهم هنا ليتلقطوا عدة صور ويتحدثون عن القرعة القادمة ، توقفت سيارة جاسر أمام المقر نزل منها يتحرك للداخل عينيه شاردى ، يفكر قي كلمة قالتها طرب ، وسمعها تتحدث خلف الباب النغلث ، مسكينة الفتاة تحتاج ليده ليساعدها ، ولكن ها هو يبدي سعادة ولده على المسكينة التي انهارت تبكي حين أخبرها بكل قسوة أنه سيخذلها ولن يساعدها ، ولكن لم يقصد خذلانها ، هو أخبر رعد بكل حدة أن يأتي بزوجته إلى القصر من جديد ، وبالطبع رعد سيفعل ما أمره به
دخل جاسر إلى غرفة الاجتماعات يترأس مجلس الطاولة
في تلك اللحظات توقفت سيارة رعد ، نزل منها يمشي بخطى واثقة صوب الداخل يرتدي قميص اسود وبنطال اسود وسترة حلة تماثلهم سوادًا ، تحرك لداخل الشركة يتوجه مباشرة لغرفة الاجتماعات فتح الباب يدخل بهدوء ، لتتوقف جميع الأحاديث الدائرة يوجه الجميع  انظارهم إلىه ، تحرك رعد يبحث عن اسم شركته ، ليجلس على المقعد الفارغ المقابل لاسم شركته في هدوء ،  تحركت مقلتاه ينظر صوب والده العزيز يبتسم في سخرية جعلت جاسر يقبض كف يده غاضبا ، إن فعل رعد ما يفكر به الآن لن يفلت من قبضته ، مضت عدة لحظات قبل أن يدخل المسئول عن المشروع ، ابتسم يوجه حديثه للجالسين أمامه  :
- مساء الخير يا جماعة ، مشروع إسكان الدولة الجديد مشروع مهم وحيوي ، وعليه لما طلبنا منكوا تقدموا العروض كان لحد قبل النهاية بدقايق بسيطة أفضل عرض متقدم هو عرض شركة نصار جروب ، ولكن زي ما بيقولوا الجون بيجي في ثانية ، قبل ما يتقفل باب استلام العروض جالنا عرض شركة من شركات مهران ، شركة رعد مهران ، وحقيقي العرض كان فوق الممتاز وعليه بإجماع الآراء ، الصفقة الجديدة رايحة لشركان مهران
رفع رعد يده ابتسم يغمغم في هدوء تام :
- معلش يا افندم عشان واضح أن في لبس عند حضرتك ، شركة رعد مهران مش تابعة لشركات مهران ، منفصلة عنهم ، وأنا حقيقي أن الشركة خدت صفقة مهمة زي دي
وقام من مكانه يصافح الراجل يبتسم في وجهه بهدوء ليعطيه الأخير عدة ملفات بها كل ما سيحتاج لتنفيذ المشروع ، وأخبره أنهم سيظلوا على تواصل دائم الفترة القادمة ، والتقطوا الصور معا أيضا ، أما أعضاء الاجتماع فكانوا ينظرون إلى جاسر في حالة من الدهشة والعجب ، مما حدث قبل قليل ، وجاسر يشعر بالغضب الشديد ، اقترب نصار منه يهمس له :
- ليه ما قولتليش أنك عاوز الصفقة لرعد يا جاسر ، دا أنت اللي مساعدني في كتابة العرض ، أنا مش فاهم حاجة
احتقنت الدماء في عيني جاسر ووجهه ، انتظر إلى أن انفض الجمع إلى الغرفة وتوجه إلى رعد قبل أن يغادر قبض على ذراعه ، طحن أسنانه يهسهس حانقا :
- إنت اتجننت يا رعد ، أنت إزاي تهبب اللي أنت هببته دا ، أنت مش عارف إن الصفقة دي ليا ، تروح تتنازل عنها ، الصفقة دي بتاعتي أنا ، وهديك عمولة عليها
ضحك رعد ساخرا لعدة لحظات قبل أن يكتف ذراعيه أمامه يستند بكتفه إلى إطار الباب المجاور له يسخر مما يقول :
- تؤتؤتؤ ، الصفقة دي أنا كسبتها بمجهودي ، زي ما أنا يامااا كسبتك صفقات ، وأنا قررت خلاص إني لن أعيش في جلباب أبي تاني يا جاسر باشا ، لاء صحيح دا أنت ما بتلبسش جلاليب ، يبقى لن أعيش في بدلة أبي ، سلام يا باشا

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن