الحادي والعشرون الجزء الثاني

28.9K 2.2K 459
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الحادي والعشرون
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل ❤
__________
وقف جاسر ينظر لشاشة هاتفه المغلقة بعد أن أنهى مكالمته عينيه شاردة ، يتمنى أن يغمض عينيه وحين يفتحها يجد أن ما حدث لم يكن سوى كابوس بشع لا أصل له ، نظر جواره حين دخل عاصم إلى الشرفة وقف جواره يربط على كتفه يسأله قلقا :
- مالك يا جاسر حالك النهاردة مش عاجبني مشاكل شغل ايه اللي تعمل فيك كدة أنا عارفك كويس
اهتز كف يده ليقبضه يسيطر عليه ، نظر لعاصم ... في خلال سنوات طويلة مضت عاصم أثبت له أنه شقيق وصديق ليس مجرد شقيق زوجته ، أراد أن يخبره ولكن كيف يقولها شفتيه لم تطاوعه على نطقها ، بدلا من ذلك سأله :
- هو حسين عامل ايه صحيح ؟
تنهد عاصم يغمغم قلقا على حال ولده :
- مش عارف ماله من ساعة ما رجع وهو قافل على نفسه ، بياكل بالعافية ... ما بيتكلمش مع حد سألته ألف مرة يقولي تعبان
همهم جاسر متفهما ، قبل أن يتطرقا للحديث من جديد دخل محمود إلى الشرفة يوجه حديثه إليهما :
- يا أستاذ جاسر يا باشمهندس عاصم ، يا جماعة نظام الغصب دا ما ينفعش ، لو هي مش موافقة خلاص أنا مستحيل اتجوزها غصب عنها
- خلاص نجوزها لمنير هو كدة كدة هيموت ويتجوزها ولا ايه يا عاصم
غمغم بها جاسر في هدوء ليرى وجه محمود ينقبض غضبا في لحظة ، ابتسم عاصم خفية يوافق ما قال جاسر :
- هو صحيح عيل زبالة بس أنا ممكن اخليه تحت عيني وأربيه من أول وجديد ، معاك نمرته
أخرج جاسر هاتفه يبحث بين الأرقام، هنا شعر محمود أنها تضيع منه للمرة الثانية وتلك المرة أبدية فذلك الوغد منير لن يتركها إن باتت زوجته ، انتفض واقفا يغمغم منفعلا :
- منير ايه وزفت ايه ، أنا بس مش عايزها تكون مغصوبة عليا ... بس طالما كدة كدة هتتجوز فأنا طالب ايدها ومستعد اكتب عليها دلوقتي حالا
ضحك عاصم بخفة يربط على كتف محمود يردف :
- ماشي يا أبو نسب ، بس مش دلوقتي حالا أكيد ، استنى أروح أخد رأي فاطمة ، اسبقني يلا
تحرك محمود من الغرفة ليمسك جاسر بذراع عاصم قبل أن يلحق به يهمس محتدا :
- تاني رأي فاطمة ما أنت عارف أنها مش هتوافق ، جاسر قالك هتفضل في الدوامة دي تلف حوالين نفسها لحد ما تخرج منها وتبدأ علاقة جديدة
ابتسم عاصم يربط على يد جاسر يردف بهدوء:
- أنا هحاول اقنعها ، ما ينفعش طبعا اجوزها من غير رضاها هتفتكرني عايز أخلص منها ، فاطمة حساسة عاملة زي البت چوري بنتك كدة ، بردوا بتزعل من أقل كلمة لو قفشت عليها في الشغل
انقبض وجه جاسر غضبا ما إن ذكر عاصم اسم چوري ليترك يده فابتعد عاصم يخرج من الشرفة في حين كتم جاسر صرخة قوية ترددت داخل صدى روحه
تحرك عاصم إلى غرفة فاطمة دق الباب لتخرج له رؤى ما أن رأته أمسكت ذراعه تبتعد به عن الغرفة تسأله قلقة :
- ها يا عاصم عرفت ماله ، من ساعة ما كنا في الشركة وهو على الحال دا
حرك عاصم رأسه للجانبين يهمس قلقا :
- لاء توه في الكلام وما رضيش يقولي ، أكيد في حاجة كبيرة اللي توصله للحالة دي ، إن شاء الله خير ما تقلقيش ، خليكي هنا أنا هبعتلك حلم ، عايز اتكلم مع فاطمة كلمتين
اومأت موافقة تنظر من بعيد لجاسر وهو يقف في الشرفة عينيه شاردة ، تنزل دموعه ليرفع يده سريعا يمسحها لو فقط تعلم ما به !! اجفلت على يد وضعت على كتفها نظرت جوارها لتجدها السيدة صفاء تهمس تحادثها :
- جوزك شكلك زعلان ومكسور أوي ، ماله؟
رفعت كتفيها تدمع عينيها تهمس حائرة :
- مش عارفة والله ، كان كويس وفجاءة حاله
بقى كدة ، بيقولي خسر صفقة ، بس حتى لما كان بيخسر عمره كان كدة كان يقولي مش نصيبي ، ربنا شايلي الأحسن منها ، مش عايز يقولي ماله ، أنا خايفة عليه أوي
أما عاصم فتحرك إلى غرفة فاطمة يطلب من حلم زوجته الذهاب لرؤى ، ودخل هو إلى الغرفة ليرى شقيقته تجلس على فراشها تبكي تضم ساقيها لصدرها تبكي ، اقترب يجلس أمامها لترفع وجهها إليه تعاتبه تهمس بحرقة :
- هو أنا بقيت تقيلة عليكوا أوي كدة ، خلاص سيبوني مالكوش دعوة بيا ، أنا اللي كانوا بيخافوا عليا كلهم ماتوا ، بابا وماما حتى نور
ابتسم عاصم مترفقا يقترب منها أكثر يحتضنها لتتمسك بأحضانه تبكي بعنف :
- مش عايزة اتجوزه يا عاصم ، أنا بحب نور وعايزة أفضل احبه لآخر العمر ، أنا لما بشوف محمود بحس بحاجة غريبة بتتحرك جوايا مش عيزاها تكبر أرجوك أنا عايزة أفضل احب نور
تركها تبكي إلى أن هدأت قليلا ليبعدها عنه اعتدل في جلسته يربع ساقيه يمسك بكفيها يغمغم مترفقا :
- بذمتك إنتِ مصدقة نفسك ، بقى أحنا عايزين نخلص منك ، أنا أو جاسر أو رؤى ، وأنتِ عارفة أن جاسر بيحبك زي أنا ورؤى بالظبط من أيام الچاكت اللي بيولد شوكولاتة
لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيها سرعان ما اختفت حين تذكرت ما فعل قبل قليل ليردف عاصم بنبرة هادئة لينة :
- فاطمة يا حبيبتي ، أنتِ مالحقتيش تتجوزي يا قلبي ، ما لحقتيش تعيشي السعادة اللي تستاهيلها ، ما تزعليش من اللي هقوله أنا أخوكِ الكبير وأنتِ عارفة أنتِ غالية عندي ازاي ، لو كان ربنا أراد والحمل كمل وخلفتي ، كنت هقول مش عايزة حد تاني في حياتها غير ابنها أو بنتها ، إنما يا فاطمة كلها كام سنة وهتبقى محتاجة حد يشاركك حياتك ، أنا مش هعيشلك العمر كله ، محمود لو مش بيحبك بجد كان اتجوز بعد ما اتجوزتي ، ما كنش قعد لحد دلوقتي من غير جواز ، أديله فرصة يا حبيبتي ودا مش عيب ولا حرام ولا فيه أي خيانة وألا كان ربنا حرمه ، فكري يا فاطمة ما ترديش عليا دلوقتي ، فكري زي ما تحبي .. ممكن بقى تيجي تقعدي معانا عشان الزفت اللي اسمه منير مش هيسيبك في حالك
حركت رأسها للجانبين ترفض ذلك تتذكر كلام السيدة صفاء:
- لا يا عاصم أنا ما عملتش حاجة غلط عشان أخاف منه ولا من أي حد ، الست صفاء كلامها لسه بيرن في وداني ، طالما أنا ما عملتش الغلط يبقى ما اخافش ولا اوطي راسي
ابتسم يربط على وجهها برفق يهمس متعبا :
- تعبتيني معاكِ يا بنت أمي وأبويا ، ماشي يا ستي خليكِ ، بس فكري كويس في كلامي يا فاطمة ، ماشي يا حبيبتي
اومأت له شاردة ليبتسم يعانقها ، خرج من غرفتها ليرى جاسر يتوجه إليهم يغمغم ساخرا:
- ما وافقتش طبعا ، واضح فعلا أننا ما عرفناش نربيها
قطب عاصم جبينه لا يفهم ما به جاسر حقا ، أما الأخير فالتقط سترته يغمغم فجاءة دون مقدمات :
- أنا ماشي ، اعملوا اللي تعملوه .. يلا يا رؤى
وأمسك بيدها ينزلان لأسفل ، نظرت رؤى لشقيقها تعتذر منه تحركت خلف جاسر إلى سيارته تنظر للساعة لتتسع حدقتيها العاشرة ليلا ، لم يتغير حال جاسر طوال الطريق لازال شروده هو الشيء الوحيد المسطير عليه ، أما هو فكان يفكر خائفا على ابنته يدعو ألا يراها
لا يعلم ما سيكون رد فعله أن رآها أمامه حين عودته ، تمنى أن يستمر به الطريق دون وصول
ولكن السيارة توقفت وها هو البيت ، نزل من السيارة سريعا يفتح الباب بمفتاحه ، تتسع خطاه لأعلى وكأنه يهرب من شيطان نفسه ، يحمد الله أنه لم يرها ، لم يتوقف عند باب غرفتها ، لم يتوقف إلا حين أمسك مقبض الباب ليفتحه ليسمع صوتها المتعب يأتي من خلفه :
- بابا حمدلله على السلامة اتأخرتوا ليه كدة
اعتصر المقبض يغمض عينيه يشدد عليهم ، يحاول إن يقبض على زمام نفسه ، سمع خطواتها تقترب منه وصوتها يغمغم متعجبا :
- بابا أنت كويس ، بابا مالك
فصلها عنه خطوة كادت أن تتقدمها حين سمعت صوته يصرخ فيها غاضبا للمرة الأولى تقريبا :
- خشي أوضتك ، خشي أوضتك وما تخرجيش منها ، أنتِ مش تعبانة خشي أوضتك يلا
تجمدت قدميها مكانها تنظر له مدهوشة ، لم تحدث قبلا لم يعامها هكذا أبدا ، همست تتمتم مذهولة :
- بابا في اي ، أنت زعلان مني
ضرب سطح الباب بعنف يطحن أسنانه غاضبا ، دخل إلى غرفته يصفع الباب في وجهها يتحاشى تماما النظر إليها ، لتطرف عينيها الدموع والخوف يتملك من قلبها وفكرة واحدة تطرق عقلها أن والدها عرف بما حدث ، اقتربت رؤى منها لتبادر چوري تسأله قلقة :
- ماما هو بابا ماله أول مرة في حياتي يزعقلي بالشكل دا
مسحت رؤى على شعر ابنتها تهمس برفق :
- مش قصده يا حبيبتي ، لما يهدا هيجي يصالحك ، هو النهاردة أعصابه تعبانة جداا بسبب مشكلة كبيرة عنده في الشغل ، لدرجة أنه كان بيخانق دبان وشه ، اتخانق مع الكل النهاردة مش أنتي بس ، خدتي العلاج
اومأت چوري برأسها تحاول أن تقتنع بكلمات والدتها لتكمل رؤى :
- طب روحي ارتاحي وأنت هجيبلك حاجة خفيفة تاكليها
تحركت چوري إلى غرفتها عينيها معلقة بغرفة أبيها المغلقة والقلق يأكل قلبها  ، حاولت أن  تطمأن نفسها بكلمات والدتها ، أما رؤى فوقفت في حيرة من أمرها جاسر لم يصرخ في وجه چوري يوما ، كانت المدللة لديه ، دوما ما كانت تخبره أن رعد سيغار من شقيقته ، چوري افتعلت كوارث في صغرها ولم يغضب جاسر منها لحظة كان دوما ما يردد جملته
( تعمل اللي هي عيزاه أنا واثق فيها ، دي چوريته آل مهران ، ما فيش منها اتنين )
أيعقل أن غضب جاسر سببه چوري ؟ لأنها سافرت دون إذن منه ، تنهدت حائرة قلقة تحركت إلى غرفة رعد دقت الباب لتفتح لها طرب تهمس بصوت خفيض :
- مساء الخير حضرتك
نظرت رؤى صوب الفراش لترى رعد يغط في النوم ، وجهت أنظارها صوب طرب تهمس تسألها :
- هو عامل ايه دلوقتي يا بنتي ؟
نظرت طرب إليه لتعاود النظر لوالدته تهمس :
- الحمد لله ، خد العلاج من نص ساعة ... الدكتور قال إن العلاج دا تقيل هينيمه ، هو عمي جاسر كان بيزعق ليه في حاجة
ابتسمت رؤى تحرك رأسها للجانبين تهمس:
- لا يا حبيبتي دي مشكلة صغيرة ، روحي ارتاحي أنتِ واقفة على رجلك من بدري ، ولو احتاجتي حاجة قوليلي
ابتسمت طرب تشكرها ، تركتها رؤى وتحركت إلى غرفة نومها هي وجاسر رأته يجلس على حافة الفراش يخبئ رأسه بين كفيه جلست جواره تضع يدها على كتفه تهمس قلقة :
- جاسر حوار الصفقة اللي أنت خسرتها دا مش داخل دماغي ، في اي يا جاسر ، وبعدين من امتى وأنت بتزعق لچوري كدة
رفع وجهه عن كفيه ما أن نطقت اسمها ينظر إليها يهمس بنبرة خاملة تقطر ألما :
-چورية آل مهران ما تغلطش ، أنا واثق فيها ولا إيه
وقام دون أن ينطق كلمة أخرى إلى المرحاض
ورؤى لا تفهم ما حدث ولكنها تثق الآن أن چوري فيما حدث !
______________
الحادية عشر ليلا حين وقف بسيارته أمام العمارة السكنية التي يقطن فيها ، صعد لأعلى ليجد شقيقته تجلس جوار مليكة يشاهدان فيلما على التلفاز ، ظل ينظر إليهما بضع لحظات يحاول ألا يحدث صوتا ، يحاول أن يخترق أغوار تلك الجالسة أمامه ، أهي ضحية من ضحايا عمار ، المقطع الذي رآه يقول ذلك ، أم شريكة له ... مقاطع الفيديو الأخرى التي رآها عنها تقول أن المصور عاشق ، لا يفهم ويكره ذلك ... حمحم يجذب انتباههم لتقف مليكة تنظر له تبتسم في هدوء :
-حمد لله على السلامة ، هسيبكوا أنا عشان عندي جامعة بكرة ، عن إذنكوا ... باي يا روچا
تحركت وما أن باتت بالقرب منه سألها فجاءة :
- تعرفي واحد عندكوا في الجامعة اسمه عمار ؟!
أصفر وجه مليكة حد الرعب ، شحبت تهرب الدماء منها ، يرتعش جسدها تلقائيا ما أن استمتعت لاسمه ، ليغمغم جاسر :
- عمر ياربي عمار ايه بس ، عمر مصطفى محمد ، معيد في الكلية
تنفست الصعداء تحاول أن تلتقط أنفاسها قبل أن تومأ برأسها موافقة :
- ايوة دكتور عمر عندنا ، أنت تعرفه ؟
ابتسم يوما برأسه يغمغم ضاحكا :
- آه طبعا الواد عمر دا مشكلة كنا أصحاب في ثانوي ، ابقي سلمي لي عليه
رسمت إبتسامة مرتبكة على شفتيها تومأ برأسها موافقة قبل أن تغادر سريعا ؛ لتتقلص ابتسامته إلى أن اختفت تعابير وجهها حين سمعت اسم عمار تقول أنها ضحية وليست شريك ، يبدو أن ضحايا عمار كثيرون للغاية ، ارتمى جوار أريچ على الأريكة يسند رأسه إلى كتفها يغمغم متعبا :
- الواحد هلكان أوي ، طلع عين أمي ... بقولك إيه عملتي حاجة تتاكل ولا اطلب دليفري أنا واقع من الجوع
- مليكة عملت شاورما حلوة اوي وسيبتلك نصيبك في المطبخ ، مليكة دي عسولة أوي
غمغمت بها أريچ مبتسمة ليقبل جبينها ويتحرك إلى المطبخ وجد الطعام هناك ، فتح هاتفه يشاهد المقطع التي سجلته كاميرا المراقبة في المطبخ وضع سماعات أذنيه وجلس يشاهد وهو يتناول الطعام ، كيف أمسكت بيد شقيقته تأخذها معها إلى المطبخ ، ومن لملمت شعرها المجعد الطويل برباط للشعر وهي تردد ضاحكة :
- أنا بحب شعري وهو كيرلي بس بيقرفني لما بطبخ ، يلا عشان أنا واقعة من الجوع
وبدأت وصلة من الضحك مليكة لم تتوقف عن المزاح كلما رأت أريچ شاردة ، أغلق الهاتف يتنهد حائرا ، تلك الفتاة لغز لا يفهمه أبدا !
_____________
مرت عدة أيام بعذ ذلك الحياة فيهم لم تتغير كثيرا ، في منزل علي وإيمان ... استيقظ شريف في تمام الخامسة والنصف صباحا يستعد اليوم سيذهب هو وزملائه إلى تلك المهمة ، اغتسل وبدل ثيابه وحزم القليل في حقيبة صغيرة حملها على كتفه خرج من غرفته ليجد أن جميع من في البيت مستيقظين ، هرعت إيمان إليه تحتضنه تحادثه باكية :
- أنا خايفة عليك أوي يا شريف ، قلبي مقبوض يا ابني ، بالله عليك قولهم تعبان وما تروحش
ابتسم والدته تفعل ذلك دوما قبل سفره ، قبل جبينها وكف يدها يغمغم مازحا :
- يا ماما هو أنا عيل عايز يغيب عن المدرسة ، يعني أكلم القائد أقوله ايه ، ماما مش عاوزة تنزلني ، ما تقلقيش يا ست الكل أنا هبقى زي الفل ، ادعيلي أنتِ بس
توجه صوب أبيه يعانقه ليربط الأخير على رأسه يوصيه :
- خلي بالك من نفسك يا إبني ، تروح وترجع بالسلامة بإذن الله يا حبيبي
ترك أبيه ليجد نور تقترب منه تبتسم تمسك بورقة كتبت عليها :
- تروح وترجع بالسلامة ، أنا هدعيلك دايما ، أنت طيب أوي يا شريف ربنا يخليك يارب
ابتسم يشكرها ، الفتاة تحسنت كثيرا وصارت تتحرك على قدميها وضميره ينهره بعنف لأنه يحتجز الفتاة هنا ، فقط حتى لا يحطم قلب شقيقته ... نظر حوله هنا وهناك يبحث عن ليان ليراها تقف بعيدا تختلس النظر إليه لم تأتِ لتودعه وهو غاضب للغاية منها لن يذهب إليها حمل حقيبته يتوجه صوب الباب بصحبة والديه ، فتح المقبض ينتظرها أن تأتي ولكنها لم تفعل ابتسم ساخرا ألتلك الدرجة تفضل جواد عليه ؟! ،  تحرك ليخرج ليسمعها تهمس باسمه وهي تبكي ، التفت لها لتهرع إليه ارتمت بين أحضانه تبكي تهمس تعتذر منه :
- أنا آسفة ما تزعلش مني ، ما تسافرش وأنت زعلان مني ، أنت أغلى وأهم عندي والله العظيم
ابتسم يعانقها سعيدا ، رفع وجهها إليه يمسح دموعها يهمس مبتسما :
- مش زعلان يا حبيبتي ، أنتِ ما تعرفيش أنتِ غالية عندي إزاي ، خلي بالك من نفسك على ما أرجع ، ماشي يا حبيبتي
اومأت تعانقه من جديد تهمس باكية :
- تروح وترجع بالسلامة
ودع الجميع ونزل لأسفل ، ترك سيارته وأخذ سيارة أجرة يتوجه بها إلى مقر عمله ، في الطريق ظل ينظر لهاتفه ينتظر مكالمة واحدة منها تودعه بها ، ولكنها لم تفعل ... وحين حاول هو الاتصال بها وجد هاتفها مغلقا ، يبدو أن علاقتهم انتهت تماما ، وقفت سيارة الأجرة نزل منها ليعطي السائق نقوده ، رفع يده الأيمن ينزع الخاتم عن يده ليلقيه بعيدا قبل أن يدخل إلى عمله
________________
في تمام السابعة والنصف صباحا في منزل جاسر مهران في صالة المنزل بالأسفل على طاولة الإفطار ستجد كل من يوسف ومريم ومعهم ملاك يتناولون الإفطار ورؤى تضع الطعام أمام كل منهم تغمغم متلهفة :
- كلوا كويس عشان تعرفوا تركزوا ، واقروا الأسئلة كويس وما تحلوش بسرعة ، وابدأوا بسم الله
ربطت يوسف على يد والدته يحادثها مبتسما :
- ما تقلقيش يا ماما هتعدي ،إحنا مذاكرين كويس
ابتسمت رؤى قلقة تومأ برأسها تردف سريعا :
- وأنا هفضل أصلي وأدعيلكوا انتوا التلاتة لحد ما تيجوا
نزلت في تلك اللحظة طرب من أعلى سريعا توجهت إليهم تلقي التحية قبل أن تأخذ المقعد المجاور لشقيقتها تحادثها قلقة :
- ملاك عشان خاطري ركزي كويس وأنتِ بتحلي ومالكيش دعوة بكلام ، أنا عارفة أن في ناس عيال ما اتربتش هتتنمر عليكِ ولا كأنك سمعاهم
- ما حدش يقدر يتنمر عليها ولا ينطق بربع كلمة دي داخلة تحت اسم جاسر مهران
صوت جاسر القوي جعلها تنظر إليه وتبتسم ممتنة ، والد رعد اختلف كثيرا في بعض أيام لم تعد تراه ، ملامح وجهه صارت أغلب الوقت حزينة عينيه دوما شاردة ، ما عاد يخرج من غرفته تقريبا ، اقترب منهم يأخذ مقعده على رأس الطاولة لتنزل چوري سريعا عليها أن تتحدث معه منذ أيام وهو يتجاهلها تماما لسبب ما لا تعرفه ، نزلت لأسفل تأخذ المقعد المجاور له تنظر إليه تردف سريعا :
- صباح الخير يا بابا
ظل صامتا عدة لحظات يشيح بوجهه بعيدا عنها قبل أن ينظر إليها ويبتسم كعادته :
- صباح الخير يا چوري ، عاملة ايه دلوقتي
ابتسمت سعيدة تومأ برأسها تغمغم سريعا :
- أنا كويسة الحمد لله بقيت كويسة ، حضرتك كويس بقالك كام يوم مش بتتكلم معانا خالص ، وآخر مرة زعقتلي ، هو حضرتك زعلان مني في حاجة
ابتسم لها من جديد ليرفع يده يربط على وجهها برفق يردف مبتسما :
- لا يا حبيبتي أنا أقدر أزعل منك أنا بس في فترة ضغط جامدة أوي ، هتنزلي شغلك تاني امتى بقالك كتير قاعدة في البيت مش عادتك
لا تعرف لما شعرت بالخوف ولكن نظرة عيني والدها كانت حادة متوعدة بها شيء مخيف ابتلعت لعابها ربما تتوهم تغمعم سريعا :
- النهاردة ، هروح النهاردة
ابتسم من جديد يومأ برأسه يردف :
- ابقى سلمي لي على حسين ، ولا أقولك أنا كدة كدة هشوفه النهاردة ، قومي يلا عشان تجهزي
حركت رأسها موافقة لتتحرك لأعلى ، تتابعها عيني جاسر قبل أن يلتفت إليهم يغمغم بنبرة قاطعة :
- الأساتذة اللي عليهم إمتحان النهاردة ، تركز في امتحانك ، لاتغش ولا تغشش ولا تحط نفسك في موضع شبهه ، ما تركز مع كلام أي حد ، في عربية بسواق هتبقى مستنياكوا قدام المدرسة هتاخدكوا على الدرس ، هكلمكوا من الموبايل اللي مع السواق ، لانكوا هتسيبوا الموبايلات هنا ، ويلا افطروا عشان أنا هوصلكوا
ومن ثم أدخل يده في جيب سترته يخرج منها عدة أوراق نقدية ، يعطي لكل منهم :
- مصروفك يا يوسف ، مصروفك يا مريم ، مصروفك يا ملاك
ارتبكت الأخيرة تحرك رأسها للجانبين تهمس متوترة :
- لاء أنا مش عاوزة شكرا
تنهد جاسر بعمق لا طاقة لديه للجدال أبدا ، أعطى النقود لرؤى التي اقتربت من ملاك تضعهم في حقيبتها تغمغم مترفقة :
- خديهم يا حبيبتي ، ما فيش إحراج بينا يا ملاك ، أنتِ زيك زي يوسف ومريم يا حبيبتي
يلا كملي أكلك يا حبيبتي
ابتسمت ملاك لها محرجة لتربط طرب على كتفها ، قاموا جميعا متوجهين إلى سيارة جاسر ، فتح جاسر الباب الخلفي لتجلس مريم ومن ثم انحنى يحمل ملاك بين ذراعيه يدخلها إلى السيارة يهمس لها :
- أنتِ زي چوري ومريم يا عبيطة ما اسمعش كلمة شكرا مش عاوزة دي تاني
ابتسمت ملاك تومأ برأسها ، تحرك يوسف يجلس جوار أبيه وانطلقت بهم السيارة صوب المدرسة كل منهم ينظر للأوراق في يده ليغمغم جاسر بحدة :
- سيبوا الزفت اللي في ايديكوا دا أنت وهي وهي خلاص انتوا ذاكرتوا ، اهدوا وسيبوها على الله
وقفت السيارة بعد مدة بسيطة أمام المدرسة
لينزلوا جميعا منها ، اقترب مدير المدرسة من جاسر يصافحه يغمغم مبتسما:
- جاسر باشا نورتنا والله ، ما تقلقش يا افندم لجنة الانسة ملاك في الدور الأول زي ما حضرتك طلبت
ابتسم جاسر يشكره ، ودعهم وغادر تاركا إياهم
بعد أن ودعهم
_____________
في شركة عاصم جلس حسين في مكتبه بعد غياب طال أثار ريبة والده ، يفكر شاردا يحاول الوصول لچوري منذ عدة أيام دون فائدة ، چوري تحمله الذنب كله وهو لا يمانع المهم أن تكن بخير وإن أصبح هو الوغد الدنئ في الحكاية ، خرج من مكتبه يتوجه لمقهى الشركة ليحصل لنفسه على كوب من القهوة ، رأسه على وشك الإنفجار ، قابل زين في طريقه ليسارع الأخير إليه يستند على عكازه يسأله قلقا :
- باشمهندس حسين إنت كويس ، حمد لله على السلامة
ابتسم حسين يربط على كتفه يردف بنبرة خاملة :
- بخير يا زين الحمد لله ، أنت أخبار رجلك ايه دلوقتي
لا هو ليس بخير وجهه حزين خامل ، هو السبب ولكنه لم يكن يملك خيار آخر ، ابتسم يغمغم :
- الحمد لله أحسن كتير ، حمد لله على سلامتك مرة تانية ، عن إذنك
وتركه وغادر قبل أن يبكي أمامه ... أخذ حسين كوب القهوة وتحرك يعود لمكتبه ما أن مر بباب الشركة اتسعت حدقتيه وعلا ثغره ابتسامة سعيدة حين رآها أمامها وضع الكوب جانبا وتحرك إليها يغمغم متلهفا :
- چوري اخبارك ايه ، عاملة ايه دلوقتي ، بقالي كتير بكلمك ، وبعدين نزلت دلوقتي ليه شكلك لسه تعبانة
أعطته ابتسامة واهنة تهمس مرتبكة :
- بابا شك والنهاردة سألني أنا ليه ما بنزلش الشغل
تنهد حسين حائرا نظر لوجه چوري المتعب ، صاحب الملامح الواهنة والابتسامة الشاحبة ، تلك الفتاة عكس چوري القوية المرحة التي يعرف ،  يشعر بالألم ينخر قلبه تنفس بعنف يهمس لها :
- أنا هاجي اتقدملك النهاردة قولتي ايه ؟
رفعت عينيها إليه ، التقت حدقتيه بعينيه .. مؤلم هو الشعور حين نظر لعينيها وشعر بأنها مجبرة على الموافقة ، ابتلعت لعابها تهمس :
- بلاش دلوقتي يا حسين ، دلوقتي امتحانات ثانوية عامة وأخوك بيمتحن وأخواتي بيمتحنوا ، بعد ثانوية عامة
تنهد يومأ لها لتتركه وتتحرك إلى مكتبها ، رآها زين ما أن دخلت أغمض عينيه يتنفس بعنف ، شعر بأنه وغد دنئ أساء لها وهي لم تؤذه يوما ، تبدو محطمة مهشمة بسبب ما فعل ، أدمعت عينيه ليمسح دموعه سريعا ينظر لها يبتسم :
- ازيك يا چوري عاملة ايه
أعطته ما يشبه ابتسامة وجلست على مكتبها ، قرر القيام وجلب كوب من العصير لها ، تحرك لخارج المكتب قبل أن يقف وتتسع حدقتيه ذهولا حين رأى نصار ومعه عمار يقفان خارجا يستقبلهم عاصم يغمغم مرحبا:
- اهلا اهلا نصار باشا ، اهلا يا عمر يا ابني اتفضلوا ، من هنا
تحركوا ثلاثتهم لينظر عمار إليه يغمزه يضحك ساخرا ليصفر وجه زين خوفا يبدو أنهم بدأوا تنفيذ المرحلة التالية من خطتهم الخبيثة والتي ستنتهي حسب ما يعلم بسجن عاصم ودفع مبلغ من المال لأحد رجال في السجن ليقتله !!
تجمدت قدميه مكانها ينظر لهم مذعورا لا يعرف ما يفعل ، رأى عاصم يعود توجه صوت حسين يحادثه غاضبا:
- يلا عشان الإجتماع يا بيه ، أنت هتفضل في الحال دا لحد امتى
نظر حسين أرضا يهمس متعبا :
- بابا أنا تعبان أرجوك خد اي حد تاني مكاني
حدجه عاصم بنظرة غاضبة قبل أن يتركه توجه صوب زين الواقف بالقرب منهم يغمغم محتدا:
- وطبعا هتلاقي چوري هانم تعبانة بردوا ، تعالي معلش يا إبني
ارتجف جسده بأكمله أثر كلمة عاصم ليومأ برأسه سريعا ، ليبتسم عاصم له ممتنا تحرك جواره بينما يحادثه عاصم حانقا:
- مخلف عاهات والله يا ابني ، إن كان الكبير ولا الصغير ، هيشلوني
- بعد الشر عليك
همس بها زين بصوت خفيض للغاية لم يسمعه عاصم حتى ، دخلا إلى غرفة الاجتماعات لتتسع ابتسامة نصار الخبيثة حين رآه!
___________
بالخارج قبل أن يتوجه حسين إلى مكتبه دق هاتفه برقم جاسر زوج عمته والد چوري ، فتح الخط ليجد جاسر يغمغم قلقا:
- حسين أنا محتاجلك يا ابني ، رعد رجله مكسورة ومش عارف أكلمه ، المواد اللي إحنا اشتريناها جديدة طلعت منتهية الصلاحية ، هبعتلك اللوكيشين ما تتأخرش
أغلق حسين معه الخط تلك كارثة مواد البناء فاسدة كارثة بكل المقاييس ، بعث له جاسر بالعنوان ليخرج من الشركة سريعا يتحرك صوب العنوان
بعد ربع ساعة في مكتب چوري وجدت هاتفها يدق بإسم أبيها ، فتحت الخط تضع الهاتف على أذنها لتسمع صوت أبيها يحادثها قلقا:
- قولت لأمك يا چوري والله ان البنت اللي اتجوزها رعد دي وراها مصيبة ، في كارثة يا چوري تعرفي تجيلي في ******** ، بسرعة
شعرت بالقلق ولكنها وافقت تغمغم:
- حاضر يا بابا أنا جاية حالا
شكرها يغلق معها الخط لتخرج من مكتبها توجهت إلى مكتب حسين ولكنها لم تجده فتحركت تخرج من الشركة استقلت سيارتها تتجه صوب العنوان كلما اقتربت كلما شعرت بالخوف أكثر وأكثر ، إلى أن وصلت وجدت أمامها بوابة ، أخرجت هاتفها تتصل برقم والدها ولكنه لم يرد ، تحركت صوب البوابة المفتوحة تنادي على أبيها:
- بابا ، بابا حضرتك هنا
سمعت خطوات شخص ما تقترب منها ظنته أبيها ، توسعت حدقتيها حين أبصرت حسين يقف أمامها لتسأله مدهوشة :
_حسين أنت بتعمل ايه هنا ؟
لم تقل دهشته عنها اقترب إلى أن صار أمامها يغمغم متعجبا:
_ عمي جاسر كلمني وقالي أنه عايزني ضروري وفي مشكلة وقالي أقابله هنا ، أنتِ اللي بتعملي ايه هنا ؟
تلك نفس الكلمات التي قالها لها والدها تقريبا شعرت بالقلق تهمس متوترة:
_ ايه دا ؟! بابا بردوا كلمني وقالي أنه عايزني ضروري وقالي أقابله هنا ، هو في ايه ؟
فخ ، ما يحدث الآن فخ ، جاسر زوج عمته استدرجه هو وابنته إلى هنا يوقعهم في الفخ ، ولكن لما ؟ هل ترى علم؟ من المؤكد أنه علم ، أمسك بيد چوري يغمغم مرتبكا:
_چوري هو أبوكِ بس إحنا لازم نمشي من هنا حالا
وقبلا أن يلتفتا ليغادرا سمعا صوت البوابة تُغلق بعنف شديد وصوت أبيها يغمغم بنبرة سوداء متوعدة:
_رايحين فين يا حبايب بابا مش تستنوا نتعشى سوا الأول !!
نظرت صوب أبيها لتراه ينظر إليهما بنظرة حادة قاتلة يقترب منهما وصوت خطواته يثير في نفسها الذعر إلى أن بات أمامها ليقبض على فكها ، نظرت لعيني أبيها لتشعر بالألم الذي يمزق وهو يهمس في وجهها محتدا :
- چورية آل مهران الوردة الجميلة اللي حاطط طول عمري ثقتي فيها ، رغم غضبي الشديد من سفرك من إذني إلا أني كنت واثق فيكِ ، متأكد أنك بنت أبوكِ ، مش هتسمحي لحد أنه يقرب من ضلك ، بس واضح إني كنت غلطان ، كسرتي بسببك وحشة أوي يا چوري ، عمري ما تخيلت أن طعنتي هتبقى منك أنتِ ، ليه يا چوري ، ليه تعملي كدة ؟ ... ليه تكسري أبوكِ كدة ، أنا عمري ما زعلتك ... هونت عليكِ يا چوري ، هونت عليكِ
فاضت عينيها بالدموع تحرك رأسها للجانبين بعنف تهمس بحرقة :
- غصب عني والله أنا مظلومة
ابتسم في سخرية ليبتعد عنها ينظر إليها متقززا مشمئزا ، لتغمض عينيها ألما من نظراته
وقف أمام حسين ودون سابق إنذار رفع يده ولكمه بعنف ، صرخت چوري مذعورة تضع يديها على فمها في حين ارتد حسين للخلف تنزف الدماء من جانب شفتيه ليقبض جاسر على تلابيب ثيابه يصرخ فيه :
- أنا هقتلك على اللي عملته ، مش هتخرج من هنا حي
هرعت چوري إلى أبيها تمسك بذراعه تصيح خائفة :
- لا يا بابا والله العظيم حسين مالوش ذنب ، هو كمان ضحية
دفع يدها بعيدا عنه يضحك بعلو صوته يسخر منهم :
- هو ضحية وأنتِ ضحية ، وأنا اللي بعت واحد تالت يغتصبكوا انتوا الاتنين ، انتوا الاتنين كنتوا متقلين في الشرب مش كدة ، صح قولوا صح
ابتعد عنهما يغمغم ينظر لكلاهما محتدا ناقما متوعدا قبل أن يطرقع بأصابعه ليظهر من داخل ذلك المكان 3 رجال وسيدتين ينظران لهما نظرة خبيثة لا تبشر بالخير ليشير إليهما يغمغم متوعدا :
- اربطوا البيه والهانم
__________________
1- أنتوا عارفين أزمة الكهربا في مصر اليومين دول
2- أنا بكتب الفصل والنور قاطع والجو ولعة وحرفي ضغطي من الحر ومش قادرة أكمل والباقي عايز تركيز
3 مواعيد الرواية حد وأربع وجمعة بإذن الله
يارب نتفاعل بقى
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن