الثلاثون الجزء الأول

37.6K 2K 379
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثلاثون 
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
___________
في شركة عمرو انتهى دوام العمل ، الموظفون يرحلون يرحلون من حوله شيئا فشيء والمكان يصبح فارغا وأكثر اتساعا وربما يضيق على نفسه كلما بات وحيدا أكثر ، عينيه الخاوية تتابع نظرات المشفقة نحوهه وهم يرحلون ، يسمع صوت همسهم البعض شامت يسخر والبعض الآخر حزين مشفق ، وهو لا يهتم الكلمات ترتد داخل فراغ روحه يسمع صداها جيدا دون أن يفهم أي منها ، إلى أن بات وحيدا لا أحد غيره رفع كفيه يخفي بهما وجهه تنهمر دموعه بحرقة ، رفع يده حين شعر بلمسة يد رقيقة على كتفه ظنها هي فنظر إليها متلهفا ، لتختفي لهفته ويعود الألم من جديد لم تكن هي لم يكن أحد من الأساس كان يتوهم ، نظر خلفه حين سمع صوت يعرفه جيدا يردف ساخرا :
- تؤتؤتؤ يا حرام يا جواد
التفت برأسه ينظر خلفه ليرى ليان تقف أمامه تعقد ذراعيها أمامها تنظر له شامتة ، ولها كل الحق هو لا يلومها بعد ما فعل بها ، بعد كل الكلمات السامة القاسية التي صفعها بها مرارا وتكرارا ، ليان ضحية أنانيته وعشقه الشديد لنور ولكن أين نور الآن ؟! ، اقتربت ليان منه أكثر إلى أن باتت على بعد خطوتين منه تنظر لحالته المزرية ، عينيه الحمراء والدموع التي تملئها والدموع التي نزلت على وجهه ، وجهه الشاحب منظره المزري المبعثر ، جعلها تبتسم تنظر له بحقد قبل أن تردف شامتة :
- يا حرام يا جواد شكلك بقى شبه المتسولين مع الإعتذار هما انضف وأشرف منك ألف مرة ، إنما أنت تستاهل كل اللي أنت فيه وزيادة ، تستاهل كل الوجع اللي في الدنيا ، أنت مش متخيل أنا شمتانة فيك قد ايه ، أنت تستاهل دا ذنبي ، وذنب غيري اللي لعبت بمشاعري وحبي ليك عشان ترضي انانيتك وغرورك المريض وآخرهم استخدمتني سلمة عشان توصل لحب حياتك ، شوفت بقى اديك اتحرمت منها ومش هتشوفها تاني ، اوعى تكون فاكر اني هصدق أنك بقيت غلبان واتعلمت الدرس يا حرام ، كلها كام يوم وهترجع زي ما كنت نفس الحقد والأنانية والغرور ... بس تعرف منظرك كدة ولو مؤقت طفا النار اللي في قلبك ، من كل قلبي بتمنى ليك العذاب دايما
وختمت كلامها بضحكة ساخرة تنظر له من أعلى لأسفل قبل أن تلتفت وقبل أن تغادر سمعت صوته من خلفها يهمس بنبرة نتشنج ألما :
- أنا آسف أوي يا ليان !
تجمدت مكانها وارتسمت ابتسامة واسعة ساخرة على شفتيها ، التفتت لها خرجت من بين شفتيها ضحكة متقطعة قبل أن تردف مذهولة :
- آسف إنت بتتكلم بجد ، آسف على ايه ولا على ايه ، أنا آسف أوي يا ليان وأنا المفروض اتأثر واسامحك ، دا أنت دمرتني نفسيا ، من وأنا عيلة مراهقة صغيرة وأنا بحبك رغم أسلوبك وطريقتك الزفت كنت دايما بقول لنفسي إني هقدر أغير طريقتك دي أنت عارف أنا بسببك كنت بقف قدام المراية واقول يمكن أنا وحشة ، طب يمكن مش عاجبه لبسي خلتني فقدت ثقتي في نفسي ، وفجاءة رفعتني لسابع سما بمعاملتك اللي اتغيرت 180 درجة ، فجاءة أنا بحبك يا ليان وبغير عليكِ ، كنت حاسة إني في حلم جميل ، عشان اكتشف أنه كابوس وأنك أسوء إنسان على وش الأرض ، طلعت بتستغلني وبتتريق عليا وأهنتني عشان ترضي غرورك المريض ، آسفك دا مالوش أي لازمة أنا عمري ما هسامحك ، تعرف أنا كنت ناوية أستقبل لما عرفت أنك هتشتغل في الشركة ، بس دلوقتي لاء ، أنا هنبسط أوي وأنا بشوفك كل يوم بمنظرك دا ، باي يا جواد اسيبك تكمل عياط
وتركته وخرجت من المكتب مسرعة كل ذرة بها ترتجف لا تعرف حتى كيف وقفت بذلك الثبات أمامه كل ذرة بها كانت تصرخ من شدة الألم فقط لرؤياه ، وقفت جانبا تلتقط أنفاسها المسلوبة ، رأت شهاب يخرج من المكتب نظر لها قلقا تحرك صوبها يسألها :
- مالك يا ليان أنتِ كويسة
حاولت أن تبتسم تومأ برأسها لهثت أنفاسها تهمس بنبرة ترتعش :
- أنا عايزة امشي من هنا يا شهاب لو سمحت روحني
_____________
في عتمة الليل جلست جوار أبيها أرضا أمامهم شعلة نيران وهو يجلس على الجانب الآخر منهم رائحة الذرة وهو يشوى تعطي عبق خاص مع النسيم الممتزج بالحقول الزراعية ، يرتدي جلباب أبيها يطوي ساقيه ، يجلس على بساط صغير يختلس النظرات إليها بين الحين والآخر قبل أن يكسر حاجز الصمت قائلا :
- صحيح افتكرت أريچ بتسلم عليكِ وبسكوتة المتحرشة بتسلم عليكِ
وضعت مليكة يدها على شفتيها تضحك بخفة قبل أن يتدخل والدها في الحديث متعجبا :
- مين بسكوتة المتحرشة دي ؟
ضحكت مليكة من جديد قبل أن توجه حديثها لأبيها :
- دي القطة الصغيرة بتاعت أريچ أخت دكتور جاسر ، بس هي على طول لازقة فيه ، فهو مسميها كدة
ابتسم فتحي كاد أن يقول شيئا يشارك به في الحديث حين أتى أحد عمال الحقل الخاص به يغمغم سريعا :
- حج فتحي ، الدكتور البيطري اللي بيولد البقرة عايزك يا حج
قام فتحي من مكانه يوجه حديثه لابنته :
- أنا رايح اشوف الدكتور يا مليكة مش هتأخر ، اطفي النار والدكتور عارف أوضته ، تصبحوا على خير
تحرك فتحي إلى أن غاب عن أنظارهم ، اختسلت مليكة نظرة متوترة إليه قبل أن ق
تقبس في كفها بعض من التراب تلقيه على النيران ليردف جاسر :
- مستعجلة ليه ، سيبيها شوية
ابتسمت مرتبكة تومأ برأسها جلست أرضا من جديد كل منهما على اتجاه والنيران بينهما ، وفتحي لم يعد هنا لذلك لم يعد هناك داعي للخجل في الكلام ، ابتسم يوجه حديثه إليها :
- عاملة ايه ، وأخبارك جلساتك ايه مع دكتور قاسم
ابتسمت تومأ برأسها ، رفعت وجهها لتقابل وجهه تنهدت بعمق قبل أن تهمس :
- الحمد لله ، دكتور قاسم فعلا شاطر ، صحيح هو أنت وأريچ سيبتوا الشقة خلاص ؟
تمنت أن تسمع كلمة لا ، دق قلبها قلقا من أن يكون رحل بلا رجعة ، تنفست الصعداء داخل نفسها حين حرك رأسه للجانبين يردف مبتسما :
- لا أبدا إحنا بس قاعدين مع والدي ووالدتي الفترة دي ، وفي الأغلب أنا بس اللي هرجع أريچ هترجع تقعد معاهم تاني
حركت رأسها لتراه يقف عن مكانه أخمد النيران وقف ينفض يديه من الغبار التقط اثنين من  حبات الذرة يغمغم مبتسما :
- بقولك ايه ، ما تيجي نشوف البقرة الصغيرة اللي لسه مولودة دي ، تعرفي مكان المزرعة السعيدة بتاعت باباكي دي
ضحكت بخفة تومأ برأسها تحركت جواره ليمد يده لها بإحدى حبات الذرة ابتسمت تأخذها منه تسير جواره في طريقهم للمزرعة يتحدثان يضحكان وهو يراقب من بعيد ، نظراته حادة يصوبها صوب جاسر ... كيف تبتسم له تضحك معه تسير جواره ليلا ... الغضب بلغ منه مبلغه وهو من بعيد يراقب أراد أن ينقض عليه يبرحه ضربا ولكن نصار في القصر سيعلم بالأمر وسيؤذي مليكة ، كور قبضته يشدها ألما لما تنظر هكذا ، لما تلمع عينيها حين يبتسم ، لما تحرك خصلات شعرها خلف أذنيها هي لا تفعل ذلك إلا حين تكن خجلة فقط ، النظرة التي يراها في عينيها كلما نظرت إليه تمزقه ، نظرة عشق ربما لم يرها في عينيها قط وهي تنظر إليه حتى قبل أن يحدث ما حدث ، تحرك خلفهم يتسلل إلى أن انكسرت جزوع الأشجار تحت قدميه دون أن ينتبه ، وانتبه جاسر للصوت ليختبئ عمار سريعا انحنى على ركبتيه ينظر إليهم من خلال عيدان الذرة الطويلة ، رأى كيف جذب ذلك الجاسر مليكة لتقف خلف ظهره وبدأ هو ينظر هنا وهناك بحذر ، إلى أن سألته :
- في اي يا جاسر
حرك رأسه للجانبين نظر إليها وابتسم يردف :
-ابدأ بيتهيئلي سمعت صوت ، يلا عشان ما نتأخرش
وتحركا من جديد وهي تبتسم سعيدة يدق قلبها بعنف لسبب واحد ، حين شعر جاسر بخطر قريب جذب يدها يحميها خلف ظهره دون تفكير ، حركة بسيطة ولكنها جعلتها تحلق في أعالي السحاب !!
________
في اليوم التالي ها نحن هنا في منزل جاسر مهران ، تحديدا في إحدى الغرف تجلس فاطمة أمام مرآة الزينة ترتدي فستان أبيض يشبه فساتين الزفاف ولكنه ليس فستان زفاف بالمعنى الحرفي ، عاملة إحدى صالونات التجميل تضغ مستحضرات التجميل على وجهها وهي تفكر شاردة اليوم ارتدت الأبيض من جديد ، ستصبح عروس لرجل آخر غير نور ، لالا عليها أن تنسى نور لا تذكر اسمه حتى وإلا ستكن تخون محمود ، هي وافقت بكامل إرادتها على أن تكن زوجة لمحمود إذا هي من اختارت أن تخلع نور نهائيا من قلبها ، اجفلت على صوت الباب ودخول رؤى التي ابتسمت ما إن رأتها ، اقتربت منها جذبت مقعد تجلس جوارها ، نظرت لوجهها عدة لحظات قبل أن تبتسم مدت يدها تربت على كفها برفق تحادثها :
- ماما الله يرحمها ، كانت دايما تقولي أنا أبص في وش الواحد والواحدة فيكوا وأعرف أن كان متصايف ولا مبسوط ، وأنتِ شكلك حيران يا فاطمة ، جزء منك عايز يكمل والجزء التاني رافض وعايز يفضل عايش في الماضي ، تسمعي مني نصيحة ، اقفلي على الجزء اللي عايز يعيش في الماضي بالضبة والمفتاح ما تفتحيش ليه الباب ، أنا لو كنت سمعت كلامه من سنين ما كنتش سامحت جاسر ، شوفتي أنا دلوقتي عندي 6 عيال منه ، الماضي المؤلم أو حتى السعيد بس مستحيل رجوعه هيوصل صاحبه للجنون ، بصي لقدام ، لراجل بيحبك من كل قلبه عاش سنين بيدعي ربنا تكوني ليه ، أنتِ عارفة يا فاطمة أنا مبسوطة أوي وأنا شيفاكِ بالفستان الأبيض زي ما أكون شايفة چوري ، عشان كدة عشان خاطري يا حبيبتي ما تنكديش على نفسك النهاردة أبدا

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن