ال35

27.4K 1.7K 179
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الخامس و الثلاثون
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
قامت من فراشها لا رغبة ولا طاقة لديها في فعل ذلك ، تشعر بالخواء يسكن روحها ، ما حدث في حياتهم دمرها تماما ... دمرها لدرجة أنها أقسمت على ترك بيت جاسر ، أقسمت ألا تعود إلا حين يعود ولدها كما كان ، ترفض محاولات جاسر اليومية لمحاولة مراضاتها ، تنهدت تخرج من غرفتها القديمة في منزل أبيها تتجه صوب غرفة عاصم القديمة التي تبيت فيها مريم منذ الأمس ، فتحت الباب تضيء الإنارة لتقطب جبينها مستنكرة حين لم ترى ابنتها في الغرفة ... بحثت عنها هنا وهناك لا أثر لها!! ، التقطتت هاتفها تطلب رقم ابنتها سمعت رنين وانتظرت بضع لحظات إلى أن اجابت مريم لتحادثها رؤى سريعا :
-أنتي فين يا مريم قلبت عليكي البيت
سمع صوت ابنتها تقول تعتذر منها :
-أنا آسفة أوي يا ماما كان عندي محاضرة بدري فنزلت على طول ما رضتش أقلقك ، هخلص وأرجع عندك قبل ما أروح عند بابا
تنفست رؤى الصعداء توصيها أن تهتم بنفسها وألا تتأخر ، حين سمعت صوت دقات على باب المنزل ابتسمت يائسة ، من غيره سيكون
جاسر بالطبع ، تعيش منذ عام بعيدا عنه وفي كنفه في الآن ذاته ، توجهت إلى باب المنزل تفتحه لتبصر جاسر يقف امامها يعطيها ابتسامة حزينة معاتبة كعادته كل يوم افسحت له الطريق ليدخل ، فتوجه للداخل جذب مقعد وجلس ينظر إليها من عند طاولة الطعام يبسط راحة يده أسفل ذقنه يحادثا معاتبا :
- ما تعبتيش من البعد أنا تعبت يا رؤى ، عدى سنة ومش عارف أعيش حياتي من غيرك ، كل يوم بجيلك يمكن ترضي ترجعي معايا
حركت رأسها للجانبين ، تحركت تقترب منه جذبت المقعد المجاور له تعتصر كفيها تشعر بالألم يحرق قلبها والعجز يقيد يديها تجمعت الدموع في مقلتيها تنزل على وجهها تتمتم بحرقة :
-لا يا جاسر مش هرجع معاك ، مش هرجع غير لما رعد يرجع ، أنت بتقولي أنك زعقلته وقولتله أنه عيل ومش ناضج ، ومين اللي كان السبب في كدة ، مين اللي عاش سنين يكبت فيه ويقفله على غلطة ويتلككله ، أنت اللي بدأت غلط يا جاسر ، أنا هتجنن وأنا مش عارفة هو فين ولا حاله ايه وأنت مش عاوز تقولي ، أنا خايفة عليه خايفة عليه أوي
ماذا يقول ،أنا أيضا أكاد أموت كمدًا مما يصل لي ، رعد صار النسخة التي حاولت سنوات منعه من أن يصبح عليها ، أن ولده بات سكيرا يرتاد الملاهي الليلية ليلا وصباحا يعمل على أخذ كل صفقات السوق لنفسه لينافسه ، صمت يتنهد بحرقة يبتلع لعابه يغص فيه ؛ ليقرر تغير دفة الحديث :
- صحي مريم عشان اخدها معايا اوديها الجامعة ، عايزاها تبات معاكي النهاردة كمان ولا عادي ترجع الفيلا
مدت يديها تمسح دموعها عينيها تبتلع لعابها تردف :
-مريم نزلت قبل ما انت تيجي عندها محاضرة بدري ، لاء هترجع الفيلا عشان تذاكر عشان الامتحانات هي ما بتعرفش تذاكر هنا ، أخبار چوري ايه بقالي مدة ما شوفتهاش وكل ما اكلمها ترد على القد
مد يده إلى كفيها يحتضنهم بين يديه يمسح على ظهر كفها بإبهامه يحادثها مترفقا :
-انتي عارفة هي متضايقة ليه ،چوري فضلت تتخايل عليكي كتير أنك ما تسبيش البيت وأنتي بردوا ما سمعتيش كلامها ، ومشيتي
تنهدت حزينة ، تحرك رأسها چوري أكثر مم ابتعدت عنها بسبب بعدها عن البيت ... في اللحظة التالية سمعوا صوت باب غرفة والديها التي يقطن بها يوسف الآن خرج من الغرفة وهو يرتدي ثيابه يحمل مئزر أبيض وعلبة متوسطة الحجم في يده ، ابتسم ما أن رأى أه ليقبل عليهم يعانق والده ؛ لتقوم رؤى تردف :
-أنا هعملك فطار ، تفطر قبل ما تروح الجامعة وتركتهم ودخلت إلى المطبخ ، وتوجه يوسف يجلس على المقعد المجاور لأبيه يسأله :
-عملت ايه يا بابا مع رعد؟
تنهد جاسر حزينا يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه للجانبين ، تنهد يتحدث بحرقة:
- مش عارف اعمل معاه ايه يا يوسف أنا تعبت منه ، المهم خلي بالك من والدتك وياسين وسليم أنا عارف إن القعدة هنا مش محببة ليك ، بس أنا مش هينفع أسيب والدتك قاعدة لوحدها
تنهد يوسف يحرك رأسه موافقا ، منذ أن تركت والدته المنزل ووالده أجبره أن يذهب ويقطن معها في شقة والديها ، الطريق من تلك الشقة إلى الجامعة طويل للغاية ، ولكن استطاع والده أن يراضيه وابتاع له سيارة ليتنقل بها ، بعده عن ملاك يضاقيه حد الجحيم ، بالكاد يراها
قام جاسر يربت على كتف يوسف برفق قبل أن يأخذ خطاه للداخل يبتسم حين تذكر الماضي ، دخل إلى المطبخ ليرى رؤى تُسرع في إعداد الطعام له هو ويوسف ... اقترب منها حتى بات ملتصقا بها لفها إليه نظر لعينيها يتحدث بنبرة حزينة :
- يا رؤى أنا حاسس إني بلف حوالين نفسي وأنتي جاية في عز المشاكل تسيبي البيت وتمشي
تنهدت تشيح وجهها في الاتجاه الآخر لا ترغب في الكلام ، تنهد يحاول أن يبتسم خاصة حين تذكر ما كات يحدث هنا قديما ليبتسن يحادثها عابسا :
- فاكرة لما طمطم قفشتنا وأنا بحاول ابوسك وطلعت تصرخ تقولهم عمو جاسر بيبوس رؤى في المطبخ بوسة عيب
ضحكت رؤى بخفة حين تذكرت الماضي ، لم يكن بالسعيد فقد كانت تعاني مع شخصية جاسر القديمة في محاولة إصلاحها والآن أيضا تعاني ولكن معاناة أخرى فرعد كان نقيا ولكن ما حدث له سيتسبب له بالكثير ، تنهدت تحرك رأسها بغير رضى حين رأته يقترب منها يبتسم عابثا ، أراد الحصول على تلك القبلة والآن ولكنه ما إن كاد يفعل ، صدح صوت سليم الصغير وهو يصرخ بعلو صوته:
- يا ياسين يا يوسف ، بابا بيبوس ماما في المطبخ بوسة عيب
وهرع يركض للخارج يُخبر اخويه بما رأى وهو يصرخ بعلو صوته ، ابتعد جاسر عن رؤى يزفر أنفاسه حانقا :
-هو أنا مش هخلص من الفضيحة دي بقا ، أما وريتك يا سليم الكلب
وخرج من المطبخ تتبعه ضحكات رؤى ،تحرك للخارج فرأى سليم يتقوقع داخل أحضان جاسر كقط صغير خائف ، ضحك بخفة يحرك رأسه قبل أن ينظر لساعة يده يتحدث سريعا على عجل :
-أنا اتأخرت أوي وفي اجتماع مهم لازم أحضره، وتحرك ينزل درجات السلم إلى سيارته متوجها إلى حيث الإجتماع

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن