السادس والثلاثون

32.8K 1.8K 196
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل السادس و الثلاثون 
الجزء الأول
"فلاش باك "
¤¤¤¤¤¤¤
وقف أمام سيارته يشعر بالغيظ الشديد يركل بقدمه الحجارة بعيدا ، يكاد يشتعل غضبا .. لو لم تكن فقط إمرأة ، لو لم تكن فقط زوجة شقيقه لكان جعلها دفعت ثمن صفعته غاليًا ، تصفعه ومن ثم تُلقي خاتم خطبته هو وملاك في وجهه ، هل عادت طرب بعد عام هربت فيه لتدمر حياتخ ، لن يسمح لها بذلك... ملاك ستعود له رغما عن أنفها ، تقدم وليد منه وضع يده على كتفه يحاول التهوين عنه :
- اهدا يا يوسف ، يا عم محلولة والله خد والدك وأروح اتفاهم مع والدة ملاك
اشتعل وجه يوسف غضبا يصرخ بعلو صوته :
- دي ضربتني بالقلم ، لو ما كنتش بس واحدة ست أنا كنت كسرت ايدها اللي رفعتها عليا ، وملاك صبرها عليا ، عشان أقول الكلمة ما تتنفذش بسببها صوت علي وأنا بتخانق مع الحيوان اللي اسمه زين ولميتهم حوالين
تضايق وليد مما يقول يوسف ، ابتعد عنه يقطب جبينه يسأله مستنكرا ما يقول :
- هو أنت مش حاسس أنك غلطان خالص ؟!
احتدت عيني يوسف غضبا ينظر لوليد بحدة قبل أن يصرخ فيه :
- غلطان في ايه عشان بقولها تسمع كلامي ابقى غلطان
حرك وليد رأسه بالإيجاب يصارحه بالحقيقة التي لن يسمعها من غيره :
- لا يا يوسف ، أنت من زمان وفيك الطبع الزفت دا عايز تبقى القائد المسيطر على الكل ، عايز كلمتك بس هي اللي تتسمع ، أنا ما انكرش أنك فيك مزايا كتير جداا لكن فعلا لو فيك عيب ، فهو أنك شايف أنك دايما صح ومستعد تفرض كلامك عشان يتنفذ بأي طريقة ، فاكر لما كنا في أوضتك بعد ما عرفتوا بالحوار اللي كان بين طرب ورعد قولتلي أنك هتقصقص أجنحة الملاك ، ودا اللي أنت بتعمله ، أنت بتعاملها بقسوة وعنف غير مبررين يا يوسف
أنت عايزها انسان آلي تقول نعم وحاضر وطيب ، تضحك وقت ما تقولها اضحكي بس ، ولو عملت عكس كدة تبقى أجرمت من وجهه نظرك ، اسمعها مني يا يوسف أنا صاحبك ومش هغشك ، أنت عاوزة عروسة لعبة تتحرك جوا صندوق ، مش مدي لملاك أي ثقة ودا ما ينفعش ما فيش حياة بتقوم على انعدام الثقة دا ، تعرف كويس اللي حصل دا عشان تراجع نفسك ،وتعرف أنك غلطان وأنك أجرمت في حق ملاك ، بدل ما تكون ايدها تسند عليها عشان تشوف الدنيا من جديد ، كنت أيد حبستها جوا صندوق أصغر من الكرسي اللي كانت قاعدة عليه ، راجع نفسك يا صاحبي عن إذنك
وتركه وغادر ، وظل يوسف واقفا مكانه عينيه شاردة تتضارب بعنف الكلمات والمشاهد في رأسه ، جلس أرضا يستند إلى سيارته خلفه ينظر للفراغ أمامه وكل مشهد حدث بينه وبين ملاك يُعاد أمام عينيه ، يشاهد من خارج الصورة كيف كان يؤذيها وهي تسامحه
وليد محق !
_____________
في سيارة شريف ... يتحرك شريف بسرعة هادئة صوب منزلها هي ووالدها يتحدث مع والدها الذي يجلس على المقعد المجاور له في أمور شتى ، وهي تنظر له تختلس النظرات بين حين وآخر ، تتنهد حزينة أغمضت عينيها تتذكر ما حدث قبل عدة أشهر
Flash back
فؤاد الوغد ومحاميه القذر اتفقا سويا بمساعدة عادل صديقه على تلفيق فضيحة لها هي وشريف ، بدأ بمقطع فيديو نشره عادل صديق فؤاده على جميع مواقع التواصل الإجتماعي يقول فيه بكل تأثر وحزن
« مساء الخير يا جماعة أنا اسمي عادل الصباح ، عايز أحكي عن مصيبة هيضيع فيها صاحبي وأخويا ، أنا ليا صاحب عمري اسمه فؤاد كان شغال بقاله سنين في بلد عربي ، شقيان وطافح الدم ولما قرر يرجع عشان يستقر هنا ويتجوز ، كان بيدور على شغل في كذا مكان عشان يكون ليه شغلانة ثابتة هنا في مصر ، لقيته راجع في مرة مهموم وزعلان وفضلت ازن عليه لحد ما قالي أنه شاف بنت خالته ماشية مع شلة بنات وولاد ودا ما ينفعش ولما راح يكلمها الراجل اللي معاهم طلع ظابط وهزقه قدامها وطرده ، وهو مشي
فضل يدور على عنوانها عشان يقولها يا بنت الحلال دا ما ينفعش وأنهم ناس من عيلة محافظة وأهلها ناس محترمين ، ولما وصل لاقى بنت خالته اللي اسمها زينب في وضع مش كويس مع الظابط دا اللي اسمه شريف علي ، وصاحبتها كانت قاعدة برا عادي ولا كأن في حاجة بتحصل ، كان هيتجنن أن بنت خالته اللي زي أخته الصغيرة اللي يعتبر هو اللي مربيها قبل ما يسافر ، في الوضع دا ، الدم غلي في عروقه ودا راجل وعنده نخوة ، صاحبتها وهي بتزقه السكينة جت فيها ، ودلوقتي الظابط عايز يلبسه قضية شروع في قتل البت صاحبتها ، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم حسبي الله ونعم الوكيل
وانفجر في البكاء وإلى أن هنا انتهى مقطع الفيديو وفي ظرف ساعات تصدر ذلك الفيديو جميع الصفحات الجميع يتحدث عن تلك الحادثة الغريبة وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض ، مُصدق ومن يرى أن ما يقال هراء لا يجب تصدقيه
وقف شريف في مكتب مجدي يصرخ بعلو صوته :
- شوفت ابن الكلب دا عمل ايه ، حتى لو النيابة ما صدقتوش ومتنيل مرمي في السجن ، أنا سمعتي أنا والبنت دي بقوا في سابع أرض ، أنا في ناس بتبصلي في  الشارع بقرف
حاول مجدي أن يهدئه ولكن لا فائدة ، شريف كان يغلي غضبا ، دُق الباب ودخل جاسر ومعه شاب لا يعرفه أي منهم ، هرع شريف إليه يتحدث منفعلا :
- كويس أنك جيت يا جاسر مش أنت يا ابني كنت شاهد وشوفت اللي حصل
رفع جاسر يده يضعها على كتف شريف يحاول أن يهدأه :
- ممكن تهدا يا شريف ، ما فيش حاجة هتتحل وأنت متعصب أوي كدة ، وبعدين الموضوع دلوقتي مش موضوع تحقيق ومين شاهد ومين مش شاهد ، الموضوع دلوقتي موضوع سوشيال ومجتمع ، وزي ما هو ضرب النقطة دي ، إحنا كمان نقدر نضربها عشان نحافظ على سمعتك وسمعة زينب ، سامر عنده فكرة اسمعها
نظر شريف للفتى الواقف جوار جاسر والذي بدأ يتحدث بهدوء :
- أنا أقدر أعمل بوستات بتاريخ قديم بلايكات وكومنتات وشير كتير ، لخطوبتك إنت وزينب وكتب كتابك أنت وهي ، وفيديوهات خطوبة كمان عن طريق برامج معايا ، بس لازم صور ليك وليها وانتوا بتكتبوا الكتاب ووأنت بتلبسها دبل الخطوبة ، في أماكن مختلفة وبهدوم مختلفة ، ونصيحة كتب الكتاب يكون حقيقي عشان المحامي بتاع فؤاد هيضرب في الحتة دي وهيفضل يدور على القسيمة ، وعليه إحنا محتاجين مأذون يكتب القسيمة بتاريخ قديم وتتوثق بتاريخ قديم ، ومش لازم نتأخر لأن الفيديو بينتشر بسرعة البرق

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن