الفصل الحادي والاربعون الجزء الأول

30.1K 2K 549
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الحادي والاربعون
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
في صباح اليوم التالي تعالت الزغاريد من بعض الجارات حين وقفت سيارة أجرة في منتصف الحي ونزلت منها السيدة صفاء ترتدي جلباب أبيض ها قد عادت من أداء مناسك العمرة ، نظرت فاطمة من شرفة شقة لتبتسم حين وقعت عينيها على السيدة صفاء ، لمحت عينيها محمود وهو يفتح صندوق سيارة الأجرة يخرج العديد من الحقائب يبدو أن السيدة صفاء أحضرت الكثير من الهدايا ، تحركت صفاء لأعلى يتحرك محمود خلفها يحمل الحقائب ، وقفت صفاء فجاءة في منتصف السلم التفت برأسها صوب محمود تسأله :
- أخبارك أنت وفاطمة ايه يا محمود
ابتسم محمود متوترا يحرك رأسه يخبرها أن كل شيء على ما يرام ، ولكن حدسها يخبرها أن العكس هو الصحيح تنهدت تكمل طريقها لأعلى ، وبدلا من أن تتوجه إلى شقتها توجهت إلى الشقة المقابلة حيث تقطن فاطمة ، نظرت إلى محمود تحادثه :
- دخل الشنط الشقة ، ما عدا السنة الزرقا دي هاتها
أخذت منه الحقيبة ، ابتلع لعابه متوترا يحرك رأسها توجه صوب باب شقته فتح بابها وقبل أن يدخل أبصر والدته تدق الباب وخرجت فاطمة ، ارتمت بين أحضان والدته تعانقها بقوة ، تنهد حزينا يُغلق باب الشقة عليه ، جلس على أقرب مقعد لديه يحرك المفاتيح في يده ينظر إليهم شاردا ، لا يعرف لما كلما حاول أن يكن جوارها تفرقهم الحياة وكأنه عدوًا لها

أما في الشقة المقابلة ، دخلت السيدة صفاء جلست جوار فاطمة على الأريكة ، وجهت صفاء أنظارها لفاطمة تسألها فجاءة :
- هبب ايه في غيابي ابن بطني ؟
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي فاطمة ، طرفت عينيها الدموع ، رفعت يدها سريعا تمسح دموعها قبل أن تسقط تتنهد بحرقة :
- ما حصلش حاجة، أنا ومحمود بس مش متفقين ، عشان كدة لازم نتطلق
شهقت صفاء مذعورة تحرك رأسها للجانبين ترفض ما تسمع :
- ايه اللي أنتِ بتقوليه دا يا فاطمة ، اهدي يا بنتي وصلي على النبي وكل مشكلة وليها حل
قوليلي بس هو عمل ايه وأنا هخدلك حقك منه تالت ومتلت
حركت فاطمة رأسها للجانبين ترفض ما تقول صفاء وتلك المرة انهمرت الدموع من عينيها تحادثها بحرقة :
- أرجوكِيا ست صفاء ، أنا سمعت كلامك وكلام أخواتي ووافقت إني أطلع نور من قلبي وأدي فرصة لمحمود بس هو أذاني أوي ، أنا عايزة اتطلق
جذبت صفاء فاطمة إلى أحضانها تعانقها بقوة تتوعد لولدها الأحمق أنها لن تدع ما فعله يمر مرور الكرام ما إن تعرف ما هو
_________
في منزل ياسر ، تحديدا في غرفة جاسر
جلس جاسر على فراشه يضم قدميه له ينظر للفراغ شاردًا حزينا ، يحاول كل دقيقة الإتصال بها ، يحاول الوصول إليها ولكنها ترفض وبشدة ، يود فقط أن يطمأن عليها ، يعرف كيف حالها الآن ، هل تعاني من تخلص جسدها من أثر تلك الأقراص التي كان السبب في إدمانها لها دون أن يقصد ، رفع كفيه يخفي وجهه خلفهما يتنهد بحرقة ، سمع صوت دقات على باب غرفته ودخلت والدته ، حرك عينيه ناحيتها قبل أن يبتعد بأنظاره ينظر لركن بعيد ، تنهدت نرمين حزينة على حاله ، دخلت إلى غرفته تغلق الباب عليهم ، جلست على طرف الفراش تنهدت قلقة على حاله تسأله :
- مالك يا جاسر فيك ايه ، ساكت وشارد من أيام الكل قلقان عليك ، سما وأريچ وياسر وسامر ، فين مراتك طيب حصل بينكوا ايه ، أنا ماليش دعوة بيها تاني ، ولو هي مشيت بسببي أنا مستعد أروح اعتذرلها دلوقتي حالا بس ما تعملش في نفسك كدة يا ابني ، عشان خاطرنا كلنا
حرك جاسر رأسه للجانبين الأمر أعقد مما تظن والدته ، حرك رأسه للجانبين يتحدث بنبرة خاوية تماما من الحياة :
- مالوش لزوم ، هي ما بقتش عيزاني خلاص ، عشان أنا اذيتها ، اذيتها أوي ، أنا بس عاوز فرصة عشان أصلح اللي عملته ، بس هي حتى مش عاوزة تبص في وشي
قامت نرمين جلست جوار جاسر على الفراش ، تجذب رأسه ليستند على كتفها ، سمعت زفرة قوية حزينة تخرج من أعماق قلبه ؛ لتتنهد حزينة رفعت يدها تربت على رأسه تحادثه :
- جاسر أنا عارفة إني غلطت في حق البنت جداا ، وسمعتها كلام مقرف ، خالك كان عنده حق ، أنا بس فجاءة لقيت الماضي اللي هربت منه سنين بيتجسد قدام عينيا ، كنت غضبانة وخايفة أوي ، وطلعت كل المشاعر المشتتة على مراتك وهي مالهاش ذنب ، عشان كدة أنا لازم اعتذرلها ، أنا مش عايزة أعرف إنت عملت ايه يا جاسر ، مش عاوزة اتصدم فيك ، مش عاوزة صورتك في عيني تتهز ولو للحظة ، بس اسمعها مني نصيحة ، ما تفضلش قاعد كدة مستنيها تسامحك ، ما تقوليش مش عاوزة تخليني أشوفها ، روح عسكر قدام بيتهم ، أخطفها أعمل أي حاجة ، أنا عارفة أن دا عكس شخصيتك ، بس اتجنن يا دكترة الجنان في الحب مش وحش ، قوم يلا أغسل وشك وغير هدومك عشان دكتور طارق زمانه جاي
قبلت جبينه تبعثر خصلات شعره وتركته ورحلت ، أما هو فعقد حاجبيه يفكر ، يختطفها !! ولما لا ، ولكنه عليه أن يخطط لتلك الخطوة جيدا ، قام من مكانه يشعر بالحماس  يدب في جسده بعد طول خمول وقف يحادث نفسه سعيدا :
- أنا هوريك جنان جاسر راضي يا مليكة
أما في الخارج ، في غرفة سما وقفت سما متوترة أمام مرآة غرفتها تتنهد قلقة بين لحظة وأخرى ، تنظر لنفسها في المرآة تتسأل هل لازالت حقا جميلة ؟ تنهدت حين سمعت صوت الباب يُفتح ودخلت أريچ إليها ، تنهدت سما تسألها قلقة :
- تفتكري الدنيا ممكن تديني فرصة تانية يا أريچ ، تفتكري أنا أقدر أحب تاني

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now