part 77

22.8K 1K 5.3K
                                    


"عِشتُ وحدةً مُقفِرة وسط أكتار الظلام، لازمتُ جُدران منزلٍ موحش لا يَبتغيها أنسٌ أو جان، وتَجرعتُ آلاماً مريرة دون صرخةٍ أو تعبير، كُنتَ مجردَ الرِفاق، وحيد الظل، لا يقفُ خلفكَ سِوى شراً يَقودُ خطواتك إلى هاويةٍ مجهولةِ القاع

وأكثر ما هيَّج تِلك الأوجاع بصدري، وأثقل كاهل قلبي وأجهده ، قد كان بُكائك الصامت، أنينك الخافت، عِتاب عينيك الخفي ولوعات مِن المؤكد أنّها عذبت ما شاءت واقتطفت ما أرادت من بديع روحك

وما زِلتُ متعجباً، مستغرباً، يَصيبني الذهول بِكل مرةٍ أتواجه فيها مع ما مضى وإنقضى من حقائق، كيف أستطعت؟ كيف ظفِرت بهذه الشِدة والتماسك؟ من أين حِزتَ على هذهِ الصلابة والصبر؟

أتساءلُ عن ماهية هذه القوه ومصدرها؟
أنّى لِشخصٍ رخيّ، رَغِد، رَغيد أن يمتلك هذا القدر من الصمود والعزم

أنّى لك؟"

اختتم آخر سطر من الصفحة بترديد ذات الكلمه، وما ان گلبها غيم حتى لگى بوح آخر، ودون التردد هو انهمك بِقراءته

"الهلاك بآثامٍ ارتكبتها أهون مِن العيش وكأن شيئاً لم يكن

لا عيشَ هانئ، ولا نعيم يُستلذ فيه بهذه الحياة ولا آخرتها حتى لِما بعد إندثار الأجساد ورقودها في لَحدٍ رَطِب التربة، بارد الجوف"

غُرْبةWhere stories live. Discover now