٤٨

1.8K 50 1
                                    

سكّرت جواله تنفي: إنت شلون جدي سلّمك المكان؟ شلون يأمن حلاله على واحد مثلك؟
كشّر يفتح شباكه: بدينا حركات المسؤولة الغثيثة .. كلها قهوة خمس دقايق ناخذها على طريقنا ونكمل
هزت راسها بالنفي للمرة الثانية ترفض: كمل طريقك ولا وقف على جنب أكلم وليد يجيني
تجاوز الكوفي بالفعل يتذمر: هذي أولها! الله يصبر موظفيني من مسؤول رائع مهذب محترم للآراء لمسؤولة غثيثة الحياة عندها محدودة على الشغل
ضحكت بعدم تصديق تناظره: الحياة محدودة على الشغل؟ هذي حياتي ولا حياتك أُسيد
هز أُسيد راسه بالنفي ينكر: أكيد مو حياتي! هذاني أبي قهوة أكيف عليها لكن الله يعين .. أختي الصغيرة وش أقول بعد
ناظرته بطرف عينها تتعدل: والمسؤولة عنك وش تقدر تقول زيادة
ضحك يهز راسه بالنفي يأشر لها من بيّن مبنى الشركة على نظرهم: جدّك من شهرين يجهز الدنيا لك، حتى الورد قلبه وردي لك
تعدلت بجلستها تشوف بداية الرصيف، العشب ووردي الورود المزروعة حوله تُجذب نظرتها لنوعيته ولثواني فقط يُجفل ذهنها بإستذكار لأول مرة تستكشف فيها هالنوع من الورد، بأيام أشد قضايا مناف وأيام دوامه بالمركز يصوّر لها هالنوع وبلونها الأحب والآن يزرعه بواجهة شركتها يترك المكان بطاقة خيالية، بشراحه وسعة تنبض فيه الحياة .. ركن أُسيد السيارة بالمواقف الخاصة تنزل بهدوء تاخذ نفس من أعماقها بحاولة تهدأت عاصف أعصابها لإنها من فترة طويلة ما كانت بحدود الشركة، ما أشتغلت وما تعرف لو إنها للآن قادرة على العمل ومواجهة الموظفين بعد الغياب الطويل .. إتجهت لناحية أُسيد تدخّل كفها بذراعه وتخطي على خطاه بالداخل يبث لها آخر الأخبار: الفترة الأخيرة زاد الإحتياج للموظفين مع زيادة المشاريع وقبلنا أقلية، مريتي على معلوماتهم؟
هزت لدن راسها بالإيجاب: كلهم، سيف مداوم؟
ضحك أُسيد يهز راسه بالإيجاب: ما شفتي سيارته بجنبي؟ يعني شوفيني موظف حقّ ومداوم من أول يوم قبلك .. لا يلعب عليك يسويها أول أسبوع ثم أنسيه
ما كان منها أي رد بفتح البوابة الزجاجية لمدخل الشركة، للمكاتب الأولية للإستقبال والموظفين اللي تعدّلوا بوقفتهم يرحبون فيها بحرارة وحب غزير، يتحمدون على سلامتها وتقدمت تصافح النساء منهم، تسلّم عليهم بإبتسامة تلغي كل توترها وتخوفها بشكل مبدئي تتجاوز الإستقبال بجنب أُسيد للمكاتب الأساسية تشوف الضجة بالمكان، الثياب اللي تمر أمامها بسرعة بالغة وبإنغماس تام بالعمل من مكاتب النساء ولثواني توقفت الحركة، قلت الضجة تتجه كل الأنظار ناحيتها وبصعوبة هي ثبتت أنظارها عليهم تبدأ السلام وجاتها الردود متفاوته تعم الفرحة مباشرة وتفيض بعيونهم، ضحك أُسيد يتجه ناحية المصعد: ما أشوف هالفرحة بعيونكم لي!
جاه الرد من الوليد الليّ كان منحني على إحدى المكاتب: الله يسلّمك إنت لا شفناك بكينا دم .. بالله عليكم متى آخر مرة صبح عليكم بهالضحكة؟
وجّه آخر كلامه للموظفين اللي ما تجرأ أعلاهم على الرد لإن أُسيد مجنون جدية بحدود الشركة، يعصف فيهم بكل وقت ما يروق إلا بوجود عمّته وأخته .. تقدم الوليد يسلّم على لدن تتجه بجنبه للمصعد وبمجرد ما سكّر هي رجّعت راسها للخلف تستوعب عالي نبضها: بدخل المكتب أقفله علي، يوتر يوتر
دخّل الوليد قلمه لأعلى جيب ثوبه ينفي: الحين تشوفين العايلة وتنسين التوتر، البنات كلّهم موجودات
تعدلت لدن تناظره: كلهم؟ مين هم بالضبط
عدد لها أُسيد: الغيد، ميهاف، المياسة ومهرة
ناظرته بعدم تصديق لإن الغيد كلّمتها لآخر الفجر تخيّرها بين ألوان المناكير وتعرف إنها ما تتخلى عن أساسياتها ونومها لأجل أول دوام لها، فُتح المصعد للطابق العلوي الأخير والمخصص لآل نافل فقط تشوف بمدى نظرها جلوس سيف على الكنبة اللي تتوسط المكان منزّل غترته بجنبه، يثبّت يمنى قدمه على يسار ركبته يتصفح جواله بينما يعبث بنظاراته الشمسية يتغيب عن واقعه وما أستوعب شيء إلا بضرب الوليد لعرق عنقه بطرف إصبعه يسبب رعشة ألم تسري بكامل عروقه يوقف غصب، يستوعب لثواني مدى ألمه تكشّر ملامحه وسرعان ما جُبر يبتسم برؤيته للدن يلبس عقاله أعلى الطاقية فقط يتجه ناحيتها: حيّ معزبتنا!
تكتفت لدن ترفض سلامه: هذي جلسة تجلستها بأعلى الشركات قيمة! سيف!
ميّل سيف جسده يستند على العامود بجنبه: هذي جزاتي وأنا جالس أنتظرك
هزت راسها بالإيجاب برفض لإستقباله: ما أبيك تنتظرني طيب؟ أبيك تشتغل سيف
رجعت خطوته لمحل جلوسه مرة أخرى: علميني كم بينخصم من رزقي بالصريح
ما ردّت بالأكثر تتجه لمكتبها الأساسي، مكتب جدها السابق وضحك الوليد يتجه للمكاتب المكشوفة: مبدئيًا كذا بتقطع كل رزقك
سحب سيف غترته يدخّل جواله لجيب ثوبه: وراي زواج وراي إلتزامات شلون أقضيهم بربع راتب! كلموا مناف يتصرف معها
رفع الوليد نظره لباب مكتب أُسيد اللي فُتح بسرعة خيالية يستوعب إن أُسيد من وصولهم للطابق العلوي إتجه مباشرة لمكتبه، إتسعت أنظاره من كان بإيده لابتوبه يهز راسه بعدم إستيعاب: إنت متى أمداك توصل عشان تشتغل! خفف على نفسك يا ولد
ما كان من أُسيد أي إهتمام يتجاهله ويوجّه نظره لسيف يملي عليه: لو أمسكّ مشروع بدبي تاخذه؟ مو لعبة الموضوع سيف مشروع يكسبنا الدنيا ويرفع قيمتنا بالإمارات
حسّ سيف بجدية أُسيد يتوتر غصب لكبر الموضوع: وش يوديني دبي .. لا زيد وتميم عندك كلّمهم فيه
نزّل عمر سماعاته من إحدى المكاتب المكشوفة يشارك: صدق إنك غبي .. عطني إياه أنا بمسكه
هز أُسيد راسه بالنفي: إنت أبيك عندي .. سيف هالرفض بيوصل لدن تمحي أبو راتبك، مو بس تقطعه إلا تتركه سالب

رقّت نظرتها مباشرة بأول دخولها تشوف تجمّع البنات فعلًا، جلستهم وسط كنب المكتب ما يعرفون عن وصولها وبمجرد دخولها كانت الضحكات تضج، السرور يضج فيهم يستقبلونها بشدة ما تقارب كونهم بالأمس كانوا سوا .. ضحكت من إنتبهت للورد الليّ يغرق المكتب بألوانه وأنواعه: هذا لإنه أول يوم لي ولا تهرب من المذاكرة؟
تركت الغيد جوالها تهز راسها بالنفي: ما أبي أسمع كلمة مذاكرة .. عقلي بينفجر من المعلومات يكفي
هزت ميهاف راسها بالإيجاب تمدّ لمهرة فنجال: ولعبوا فيك المعلومات ولعبتي إنتي بأخوي؟ مناف بيكسر راسه شلون يداوم مواصل
فسّرت المياسة ترتب أطراف عبايتها: نيّاف جاء يصلي مع أبوي وناوي يرجع البيت بس غيده مسكته ما ننام للصباح ندور ورد يناسب لدن
ضحكت لدن بعدم تصديق تنزل طرحتها: الفجر تتخيرين ألوان المناكير والصباح ألوان الورد؟ وإنهرتي لا جاء وقت إنك تتخيرين الإجابات
مثّلت الغيد عدم السماع يفصل ذهنها فعلًا لإنها من ظهر الأمس إلى فجره هي بين موادها ومن الفجر إلى الصباح قضته برفقة نيّاف تمنعه عن نومه والصباح كله مضى بين محلات الورد تختار أرق أنواعه وتتخير بين درجات الوردي تترك نيّاف يهلك أضعافها لإن ما يعجبها شيء وتطلب الأكثر للدن .. إتجهت المياسة لإحدى الباقات بكبير حجمها تترك خطى لدن تتجه بجنبها تقرأ الكرت المتروك أعلاه يضحك قلبها حب لإنها من ألين: حبيبـتي .. رجعوها الرياض تكفون
تعدّلت الغيد تتنحنح: دوري أحلى باقة، مني بدون أقول
هزت ميهاف راسها بالنفي تأشر للدن بالتقدم: لاحقة على الورد، تعالي إجلسي
إتجهت لدن لجلوسهم بالفعل تاخذ قارورة الموية من مهرة: الموظفين دايمًا يحبونك كذا ولا هذي فرحة لإنك جيتي مكان أُسيد؟
إبتسمت لدن تهز راسها بالنفي: دايمًا، يحببوني بالشغل غصب
أشرت المياسة على عدت باقات: صبحوا علينا بهالورد، يقولون من أمس جايبينه بس إنغدرنا .. أبوي عبدالإله جاي؟
رفعت لدن أكتافها بعدم معرفة: كنت متوقعة سديم وفيّ بس اللي بيجوون بس بعدكم أتوقع حتى أمي شيخة جاية
وقّفت الغيد تتجه للمكتب تثبّت جسدها على أطرافه تقرأ المُثبت أعلى الطاولة: لدن بـنت خالد بن عبدالإله .. إذا توظفت بيكتبون لي كذا؟
تأملت لدن قاعدة إسمها وتوضيح منصبها بالشركة، إسمها الكامل بإستثناء نسبها للعائلة وتعرف تام المعرفة إن جدها يتعمد عدم ذكر أبوه لإنه يرفض أدنى ذكرى ممكن تعكّر جوّها وجو بقية أحفاده اللي يترددون بشكل كبير على المكتب .. أخذت نفس يستاء داخلها غصب لإن جدها يحب أبوه، رغم كثرة مساوئه وكثرة أذاه هو ما يقوى كرهه ويعيش دنياه يضمد آثار جروح أبوه لعياله، أحفاده وكل ناسه، قُطع تفكيرها من طُرق الباب تدخل السديم، فيّ وأنثى أخرى ما تعرفت لدن على هويتها لكنها ردّت إبتسامتها المريحة تسلّم عليها: أهلين! كيف الحال
جُبرت إبتسامة لدن على الأضعاف تصافحها: يا هلا .. تسنيم؟
هزت تسنيم راسها بالإيجاب تبتسم: تسنيم .. توّ ما نور المكان
ما كفّت إبتسامة لدن من أصابت التوقع تتعرف على هويتها، بإنها الموظفة اللي أذهلت جدها وعمها تركي بشدة عملها وإتقانها تشيّد مشروع تاريخي وتمسكه بالكامل بأول أيامها .. جات السديم من خلفها تعدّل طرحتها: غطي، العمّال جايين
هزت لدن راسها بالإيجاب تتغطى فعلًا وترجع خطوتها للخلف من دخلوا ثلاثة عمال يتركون ثلاثة باقات بأحجام كبيرة على حدّ المكتب وإستأذنت تسنيم ترتب الأوراق بإيدها: وصل الورد .. أستأذن الحين أُسيد يطلبني
تخرج من بعدها وضحكت الغيد بصدمة: أعز الأخوياء؟ وش أُسيد ذي
نزّلت السديم طرحتها تحرر شعرها: مسجلة رقمه بـ "أُسيد" .. ميانة عمل هذي
إتجهت لدن لمحل جلوسها مرة أخرى تستغرب: عمي تركي منهبل عليها، يمدحها يقول من عرفت الشركة ما لاقيت أحد متقن هالشغلة قدها .. أُسيد على إهتمامه بالموظفين ما كلمني فيها ولا جاب طاريها
مدّت المياسة فنجال للسديم ترد: يمكن أبوي يبالغ أو أُسيد مو مهتم .. اليوم بريك ما عندك شغل؟
هزت لدن راسها بالإيجاب: أمس سكّرت كل الملفات بس باقي مناف يكمل .. غيد هاتي جوالي
هزت الغيد راسها بالنفي تأشر لهم بالتقدم تصرخ نظرتها دهشة بينما أنظارها للإطلالة والجدار الزجاجي بالكامل تشوف مواقف الشركة، ركن مناف لسيارته ونزوله، ينزل بجنبه عبدالإله ويتجهون خمسة عمّال لشنطة السيارة ينزّلون منها خيالي الباقة، خيالي الورد وحجمه يتعاونون فيها بصعوبة وتجزم الغيد بنظرها إن عدد الورود يتجاوز الخمس مئة وكان كلّ المنظر على عيون البنات كلّهم يتجمعون حول الغيد بفضول لسبب دهشتها يُتركون بدهشة أشد، أخذت فيّ شنطتها تناظر لدن: بشوف أُسيد وأرجع أسلم على عمي .. سديم؟
هزت السديم راسها بالإيجاب ترفع طرحتها وتتبعه فقط للخارج .. فُض تجمع البنات من دخل مناف برفقة عبدالإله لحدود الشركة ينعدم مجال رؤيتهم وإتجهت لدن لخلف طاولة المكتب تشوف إن مرّت ساعة فقط من خروجها من البيت، ساعة وحدة كافية بإنه ياخذ جدّه من بيته، يمر محل الورد وهذا يعني إنه ما داوم .. جلست على كرسي المكتب اللي إعتادت عليه بفترة عملها مع جدها وتعتاد عليه الآن كالرئيسة الأساسية والعاملة الأولى للماكن، مررت أصابعها على أطراف المكتب تسمع ضجة العيال بالخارج تفهم إن مناف وجدها وصلوا للطابق تتعدل، يتغطون البنات وترفع هي طرحتها إحتياط لأي تدخل ممكن يحصل من العيال .. وقّفت من فُتح الباب يدخل عبدالإله بالأول يبتسم سرور يتضاعف برؤيته للبنات سوا، لجلوس لدن وسط مكتبها ومكانها تنعشه حياة الورد من أول أيامها، طغى بتعالي وتفاخر من مُثبت كامل إسمها ومنصبها تبيّن حفيدته، بنته ومن صلبه تتخذ مكانها الأنسب والمستحق الأكيد لها، تتولى مسؤولية أكبر وأعلى شراكات الشرق الأوسط بمكانه يعجز عنها القاصي ويعرف هو إن الألسنة ما كفّت عنه وهو عبدالإله المُعمر بالمجال والمعروف بمكانته ويعرف إنها ما بتكف عن حفيدته بصغر سنها، قلة خبرتها بوجهة نظرهم لكنه يعرف إنها تقوى الكلام، تخرسه بأفعالها اللي ما يقدر الصبر لرؤيتها تتشييد بالرياض وخارجها تفجّر المجال بكونها الأحق بهالمنصب اللي ما يليق فيه سواها .. جُذب نظرها لفتح طرف الباب يدخل مناف مخفي بالكامل خلف باقة الورد المستحيلة تضحك دهشة، تضحك سرور وحب من دخوله ما تشوف منه إلا أقدامه ينزّل الباقة بصعوبة على الأرضية يتعدّل ويعدل غترته ينتبه لهلاك ضحكتها تهلّك له روحه من تقدمت تتمسك بطرف إصبعه: منـاف
قربها ناحيته أكثر يلاصق ذراعها بصدره: مطولين هذولي؟ ورانا شغل ما حنا فاضين
ضحكت ترفع أكتافها بعدم معرفة تناظر البنات لإنه يقصدهم: أبيهم، إنت بس اللي وراك شغل أنا مخلصة
هز راسه بالرفض: شركتي ولا شركتك؟ جاي أعاونك وتقولين أبيهم ما أبيك!
أبتعدت عنه بمسافة قليلة تجلس على الأرضية تلتمس باقته: حلـو الورد ..
تأمل لثواني تكامل مظهرها وسط الورد يردّ بينما يمرر أنظاره على بقية الباقات: عبدالإله يقول تجيب الورد للورد، لأم الورد .. ورود
ضحكت ترفع نظرها له: يعرف عن الإسم؟ ما يعرف إنك تحبها وهي ما جات؟
هز راسه بالنفي يتفجّر صدره حب لواسع مدى فِكره، للسنين القادمة ولبنته يتقطّع قلبه لها، لفكرة وجودها بنسخة الورد يحبها أضعاف، يرسمها باللا إدراك يترك أوراق مكتبه كلها تحتوي على إسمها، وردها وهيئتها ببحر خياله ..
إبتعدت الغيد عن حضن جدها ترفع كفوفها له توريه إنه قصّرت طول أظافرها ما تطليهم بألوان المناكير بالشكل اللي هو يحبه: دقق لو سمحت
ضحك عبدالإله يترك عكازه على الكنبة يرفع كفوفه لكفوفها يقبّلها يُلجمها صدمة وعدم توقع نهائي لفعله: شوي شوي علي طيب ..
تعدّلت ميهاف بجلوسها تاخذ الدلة من الطاولة ما تكف إبتسامتها من دخولهم، من دخول جدها تستلمه الغيد مباشرة ما يسلّم عليهم ومن الجهة الأخرى مناف يتجاهل الكل يتجّه لوقوف لدن ما يسمح لجدّه بالسلام عليها .. مدّت فنجال لجدها بعد سلامها عليه تسمع إقتراحه: أول حملك يتعبك، ما أقول لك أجلي الترم لكن حولي أونلاين وأكلمهم أنا ما يفرقك عنهم شيء وعذرك معك
هزت ميهاف راسها بالنفي بصدق: آخر إختبارات ما تأثر، ثلاث أيام بس
تركت الغيد عكازه بجنبها تجذب نظره: نفوذك يوصل لإنك تحولني أنا؟ العذر زوجي يبي خيامه وما أقدر أتركه بين الصحاري لوحده
ضحك عبدالإله بعدم تصديق يناظرها: غيد تركي تبي الخيام مع زوجها؟ من يصدق بس
إلتمست بأصابعها مقبض عكازه تناظره بثقة: تصدقني إنت وتصديقك يكفي، ولا؟
تركت مهرة جوالها على الكنبة بجنبها توقف: لاعبة إنتي مرة تدرين؟ تميم وصل يلا
هزت الغيد راسها بالنفي ترفض الذهاب: جيت مع زوجي وبرجع معاه
تركت ميهاف جوالها بداخل شنطتها ترفع نظرها للغيد: كم مرة قلتي زوجي اليوم؟ مستانسة مرة على الصفة ولا ماخذته عذر عشان تكبرين الموضوع
ما ردّت الغيد تتجاهل كامل الحوار تاخذ جوالها من الكنبة الأخرى وكانت خطوتها بإتجاه لدن إلى أن أدركت عينها كامل المشهد أمامها، وقوف مناف اللي للتو فقط تدركه بإستقامه يعطي جلستهم مقفاه بينما لدن تنحني على الأرضية تلتمس وروده، عينها للأعلى له تشعّ فرحة مختلفة، تشع حب مستحيل تشوفه لأول مرة وتشوف صارخ الودّ بـ لدن لأول مرة يُرهب ذهنها لإنها تواجه هالحب من لدن لمناف بعدم توقع نهائي وبإعجاز إستحالي ما يجي بضمن خيالتها المستحيلة زُلزل قلبها ترتجف نظرتها من إختلف وقوف مناف يميّل بقلة تتضح ملامحه على عينها، تتضح إبتسامتها يضرب ذهنها بألف إنذار غير مصدق وألف تصديق لإن ما يحدث أمامها مجرد أوهام مستحيلة .. ضاعت خطوتها تضيّع مكانها من ألتفت مناف من جاته ميهاف تتبدل ملامحه بالمعتاد، يسلّم عليها ويضمّها لوقت طويل ما تلتقط مسامعها الحوار بينهم إلا بنهايته تسمع وداعهم فقط تتجّه ميهاف للخارج بجنب المياسة ومهرة، تعدّلت بوقوفها من جاتها لدن ما تكفّ إبتسامتها وبشديد محاولتها هي أخفت ربكة ملامحها تُبدي رغبتها الأولى وأساس قدومها للدن: نعدل الورد؟ بصورك بينهم
هزت لدن راسها بالإيجاب تنزّل طرحتها وتتجه بجنب الغيد لحد المكتب يرتبون الباقات العديدة والمتروكة بعشوائية على حدود المكتب يجمعونها حول الجدار الزجاجي، تتوسط باقات مناف والغيد المكان تجلس لدن بينهم، تبتسم بإشعاع يُعكس على ملامح الغيد تصورها، تلتقط لها ألف صورة تتردد ضحكاتها بالمكان يُنعم صدر مناف فيها ويرتخي جسده على الكنبة بجنب عبدالإله اللي ما كفّت إبتسامته للآن يستذكر ماضي كلامه: تقول لي ضحكاتها روحي .. أشوفها بروحك وتشوفها بنت تركي

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now