الفصل الأول.

12.5K 222 17
                                    

كانت تجلس خلف نافذتها تشاهد الثلوج البيضاء و هي تتساقط لتعلن عن إحتلال فصل الشتاء العالم لفترة .. بعد دقائق معدودة كانت الثلوج هي التي تغطي المكان حتي أن حديقة المنزل أصبحت جميعها باللون الأبيض.
قررت الخروج للحديقة قليلاً ف ارتدت معطفها الأبيض و أخرجت منه خصلاتها السوداء الحريرية و خرجت بهدوء للحديقة و بيدها كوب من القهوة و جلست على الأرجوحة التي أصبحت منذ زمن مكان جلوسها المفضل.
شردت في ذكرياتها القديمة و هي تتذكر حياتها منذ أن كانت صغيرة إلي أن جاءت لهذه الدولة ثم نظرت للخاتم الألماسي الذي بيدها و ظلت تتأمله و كانت تعابيرها فارغة.
أخرجها من شرودها صوت عمتها و هي تناديها للدخول للمنزل قبل أن تصاب ب نزلة برد ف اومأت لها برأسها و بالفعل دلفت لداخل المنزل خلفها.
كان المنزل دافئ من أثر تشغيل عمتها للمدفئة ف خلعت معطفها و علقته و ذهبت ل تجلس بجانب عمتها دون التحدث ف قالت عمتها بصوتها الدافئ و هي تنظر لها:
-Are you okay?
(هل أنتي بخير؟)
=تقريباً.
-في حاجة بينك و بين آدم؟
=بالعكس مفيش حاجة خالص.
-طب مالك؟
=مفيش حاجة جديدة بس أنتي عارفة فصل الشتاء دا بيبقي بالنسبالي ايه يا عمتو.
-عارفة يا حبيبتي علشان كدا أول ما جيت هنا و استقريت بعت خدتك علطول علشان تحاولي تنسي.
=حاولت يا عمتو بس مش قادرة أنسي مش هقدر أنسي مهما حصل الموقف محفور في ذاكرتي كأنه حصل امبارح.
-رغم كل السنين دي مش قادره تنسي يا بيان؟
=مش قادرة.
قالت بيان كلمتها الأخيرة و ظهر في صوتها الاختناق ف سحبتها عمتها و ضمتها لصدرها و ظلت تقبل رأسها بعاطفية اموية و تهمس لها ب كلمات تهدئها حتي هديت قليلاً و ظلوا جالسين فترة بهذه الطريقة إلي أن قطعت عمتها الصمت و قالت:
-هنسافر إيطاليا الأسبوع الجاي.
ابتعدت عنها بيان قليلاً و قالت بإستغراب:
-ليه؟
=عايزة اشوف چون.
-احنا بقالنا هنا أكتر من 5 سنين عمري ما شوفته جالنا و مكالماته قليلة لينا اوي يا عمتو.
=بس هو في الأول و في الآخر ابني يا بيان.
-عارفة بس.
صمتت بيان و لم تعرف بما تكمل ف أبتسمت عمتها و قالت:
-عارفة أنك زعلانة منه علشان مبيسألش علينا بس متنسيش أن هو اللي وفرلي بيت كويس هنا في ولاية نيويورك و كمان هو اللي بعت خدك من مصر و جابك هنا و انتي صغيرة لما طلبت منه و بيبعتلنا فلوس يا بيان و كمان بقي معانا الجنسية الأمريكية كله دا بسببه.
=مش قصدي عارفة أنه عملنا حاجات كتير بس هو ليه بارد و قاسي معانا أوي كدا مفتكرش أني اتعاملت معاه قبل كدا أصلا.
-أنا السبب يا بيان.
قالتها بحزن عميق ف لم تتحدث بيان و ظلت صامتة بينما ظلت عمتها أيضاً صامتة لكن قطعت بيان هذا الصمت بقولها:
-و هو عارف أن احنا هنسافرله؟
=طبعاً لازم يكون عارف .. هيبعتلنا طايرته الخاصة.
-هو چون بيشتغل ايه؟
قالتها بيان بتساؤل و استغراب ف هي دائما تتساءل كيف حصل چون علي كل هذا المال ف قالت لها عمتها بهدوء غريب:
-معرفش .. في حاجات كتير اوي معرفهاش عنه تقريبا معرفش حاجة عنه اصلا كل حاجة فيه اتغيرت كل اللي أعرفه أن دا أبني و بس.
كانت تشعر بيان بالغرابة من هذه الكلمات ف هي أيضا لا تعرف شيء عن چون هذا سوي أنه ابن عمتها فقط ولا تعرف من اي حصل علي ذلك الإسم الغريب ولا حتي تتذكر شكله.
كانت حياتها سعيدة حتي أصبحت تبلغ من العمر أربعة عشراً عام منذ ذلك الوقت اختفت السعادة من حياتها و ظهر بدلاً من السعادة الرعب و الغموض و الصدمات المرعبة ف حياة بيان يصعب تصديقها يصعب تصديق ما حصل لها بالماضي كل شيء حدث غريب غريب جداً و ليس له تفسير إلي الآن.
قبلت ليالي عمتها رأسها و أخبرتها أنها سوف تذهب للنوم و عندما ذهبت أمام غرفتها قالت لها:
-قولي ل آدم أننا هنسافر متنسيش.
=Okay don't worry .. sweet dreams.
(حسنا لا تقلقي .. أحلام سعيدة.)
-Sweet dreams to you honey.
(أحلام سعيدة ليكي أيضاً عزيزتي.)
تبادلوا الابتسامات و التحيات و ذهبت كل واحدة منهم ل غرفتها ف ليالي كانت متحمسة ل رؤية أبنها لكن أيضا كانت تشعر بالخوف قليلاً ف هي لا تعرف كيف سيتعامل معها أبنها أو أنه مشتاق لها مثل ما تفعل هي أم أنه لا يبالي كانت مشاعرها كأم و أفكارها مشوشة حولها أبنها الذي تغير.
كانت بيان بغرفتها تحادث آدم خطيبها مثل كل يوم ف آدم شاب أمريكي عمره سنة و عشرون عاماً و يعرف بيان منذ أن جاءت لتسكن مع عمتها في الولايات المتحدة الأمريكية و عندما أنهت دراستها الثانوية تقدم لخطبتها ف هم كانوا اصدقاء منذ أن جاءت بيان للولايات المتحدة الأمريكية و رحبت عمتها به كثيراً و وافقت بيان بسبب إلحاح عمتها و بدأ الموضوع كله بطريقة رسمية جدا بالنسبة ل بيان لكن آدم كان واقع في حبها لدرجة الجنون و يحاول فعل أي شيء ليسعدها معه.
جلست بيان علي سريرها و هي تتحدث مع آدم و هي تقول:
-Believe me I don't know why ... But I think we'll spend the entire vacation there.
(صدقني لا اعلم لماذا ... لكن أعتقد أننا سوف نقضي الإجازة بأكملها هناك.)
=Do you know him?
(هل تعرفيه؟)
-Almost.
(تقريبا.)
=I don't understand.
(أنا لا أفهم.)
-Adam please .. I can't explain to you.
(آدم أرجوك .. أنا لا أستطيع أن أشرح لك.)
=Bayan I can't understand you ... I don't know anything about your life you are mysterious.
(بيان أنا لا أستطيع أن افهمك ... أنا لا أعلم أي شيء عن حياتك أنت غامضة.)
-I'm not.
(أنا لست كذلك.)
=No, you are.
(بلا انت كذلك.)
أصبحت المحادثة حادة و مشحونة بالغضب و العصبية بينهم و عندما بدأ آدم بالحديث العصبي و اتهامه لها انها لا تخبره شيء عن حياتها أخبرته بيان أنها لا تقوي علي الشجار اليوم و تريد أن تنام و ذلك اغضب آدم أكثر ف أغلق المكالمة معها دون أن يودعها و أكتفي فقط بقوله لها أن تفعل ما تشاء.

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now