الفصل الواحد و العشرون.

2.6K 90 9
                                    

مستلقيه علي سريرها تنظر للسقف بشرود و لا تتحرك كأنها جماد حتي طرقات الباب لم تسمعها.
فُتح الباب لتنتفض هي من مكانها لكن تنهدت بإرتياح عندما وجدته إيان و عادت لوضعيتها السابقة.
تقدم إيان و جلس علي طرف سريرها بهدوء و ظل صامت قليلاً ثم قال لها بهمس:
-أنا آسف.
أجابته هي دون النظر له:
-علي اللي هو عمله بردو؟
=ممكن اه و ممكن علشان حاجات تانية.
-أنا مبقتش فاهمة حد فيكم بجد لا فاهماك ولا فهماه و لحد دلوقتي مش قادرة أفهم اللي هو عمله امبارح دا عمله ليه و استفاد ايه لما خلاني انفصل عن آدم.
لم يجيبها إيان و ظل ينظر تحت قدمه بشرود إلي أن قالت له:
-أنا عايزة أرجع نيويورك ساعدني أرجع.
نظر إيان لها بأسف و قال:
-مش هقدر.
=لا تقدر أنت زيك زيه هنا و مش هيحصل حاجة لو رجعتني.
-صدقيني مش هقدر و كمان مينفعش نسيبك ف نيويورك لوحدك.
=مينفعش أكون ف نيويورك لوحدي بس أفضل معاكم هنا عادي؟ و يجبرني انفصل عن آدم عادي صح؟
لم يجيبها إيان و ظل صامت بضع دقائق ثم وقف و هم بالخروج و عندما اقترب من الباب سمعها تقول:
-اعتذارك دا مفدنيش لأن أنت ملكش دعوة و أنا هخليه هو اللي يعتذر.
لم يجيبها إيان و خرج من الغرفة و هو يشعر بالشفقة عليها.
.........................................
التقط هاتفه من علي الطاولة و وقف ينظر للشرفة الزجاجية بمكتبه التي تعكس طرقات المدينة و اضوائها الخلابة و السيارات التي تظهر كأنها ألعاب صغيرة تسير بسرعة كبيرة .. نظر ل هاتفه و ضغط عليه و وضعه علي أذنه.
-Dite loro che il nostro appuntamento è tra due giorni.
(اخبرهم أن موعدنا معهم بعد يومين من الآن.)
=Stai scherzando John?
(اتمزح چون؟)
-Da quanto tempo prendo in giro Marco?
(منذ متي و أنا أمزح ماركو؟)
=Questa è una decisione finale?
(هل هذا قرار نهائي؟)
-E sai di me che mi ritiro nelle mie parole?
(و هل تعرف عني أنني أتراجع في كلامي؟)
=Bene come ti piace.
(حسناً كما تريد.)
-Bene.
(جيد.)
أغلق چون المكالمة دون حتي القول وداعاً و ظل ينظر من نافذة مكتبه و هو يضع كفيه في جيب بنطاله ثم أبتسم ابتسامة جانبية ماكرة.
ثم أمسك هاتفه مجدداً و ضغط عدة أرقام و وضعه علي أذنه و أجاب الطرف الآخر بعد ثوانٍ ف قال چون بهدوء:
-Terminare
(نفذ.)
ثم أغلق المكالمة بدون أي كلمة.
...........................................
تقف أمام نافذة غرفتها تشاهد القمر و اتباعه النجوم الذين ينيروا المدينة التي يزينها أنوارها و ثلوجها البيضاء.
يظهر صوت راسيل من الهاتف معنفة إياها علي ما فعلته ب آدم ليلة أمس لذا ظلت صامتة تستمع لها إلي أن انتهت ثم قالت لها:
-خلصتي؟
=أنتي ليه باردة كدا؟
-مش باردة بس أنا مش ناقصة تأنيب ضمير و أنتي مسمحتيش لنفسك تسمعيني.
=أصل مفيش سبب منطقي علشان تعملي كدا في آدم و بعدين أنتي مشوفتيش هو كان عامل إزاي.
-ولا شوفتيني أنا عاملة إزاي.
=هي عمتك عارفة اللي أنتي عملاه دا.
-عمتو ماتت يا راسيل.
=نعم؟ أنتي بتقولي ايه؟
-مانتي لو كنتي سمعتيني من الأول مكنش كل دا حصل.
ثم بدأت في قص عليها كل ما حدث بهدوء رغم أن داخلها لم يكن هاديء لكن قوتها الخارجية لم تعد تسمح للإنهيار مرة أخرى.
كانت راسيل منصدمة من الذي قصته عليها بيان ف كل هذه الأحداث حدثت في ذلك الوقت القصير كيف؟
بعد أن انتهت بيان من الحديث قالت راسيل بأسف و ندم:
-بيان أنا آسفة.
=أنا تعبانة اوي و مبقتش فاهمة حاجة.
-ولا أنا عارفة أفهم حاجة چون دا غامض أوي.
=ربنا ياخده علشان هو السبب في كل اللي انا فيه دا.
-أنا أقدر احجز تذكرة دلوقتي و اجيلك الصبح بس الوضع هيسمح عندك؟
=يسمح ازاي؟
-يعني اللي عندك دا بيقبل ضيوف؟
=تعالي علشان أنا محتاجة حد جمبي يفهمني.
-طب أنا هروح احجز بسرعة و هجهز شنطتي و هكلمك قبل ما أطلع الطيارة تعرفيني العنوان.
=مفيش حد عنده جراءة يقف قدام قصر كولشيو أنتي أول ما تبقي في مطار روما كلميني بس و حد من القصر يجي ياخدك.
-Okay Bye.
(حسناً وداعاً.)
=Bye.
(وداعاً.)
أغلقت مع راسيل و ذهبت و جلست علي سريرها و أخرجت من أسفل وسادتها دفتر المذاكرات التي وجدته في غرفة عمتها و بدأت بقراءة أول صفحة به.
أخرجها من تركيزها في ذلك الدفتر طرقات خافت علي باب غرفتها ف خبئت الدفتر سريعاً و أمرت بالدخول لتجد بعض من الخادمات يدلفوا لغرفتها خلف بعضهم و بدوأ بإخراج جميع ملابسها من غرفة ملابسة الصغيرة الملحقة بالغرفة.
نظرت لهم بدهشة ثم قالت لهم:
-What are you doing?
(ماذا تفعلون؟)
لم تجيبها أي منهن و ظلوا يكملوا ما يفعلون كأنها ليست موجودة مما جعلها تصرخ بهن قائلاً:
-Answer me.
(اجبوني.)
و لكن لم يجبوها أي منهن مرة أخرى ف تركت غرفتها و توجهت ل غرفة إيان و الغضب يتملك منها و طرقت الباب بعنف شديد مما جعل إيان يشعر بالفزع و فتحت الباب سريعاً و نظر لها بقلق:
-Are you okay?
(هل أنت بخير؟)
دلفت بيان الغرفة و وقفت في منتصفها و نظرت ل إيان المحدق بها و قالت:
-ممكن أفهم ايه اللي بيحصل؟
=مش فاهم؟
-دلوقتي في تلات بنات من اللي بيشتغلوا هنا في القصر دخلوا اوضتي و وافقين يطلعوا هدومي و حاجاتي و بسألهم في ايه و بيعملوا كدا ليه مبيردوش عليا.
-يمكن بيرتبوا الاوضة مثلاً؟
=إيان دول بيحطوا هدومي في شنط سفر.
بعد أن أنتهت من جملتها وجدوا أحدي الخادمات تمر من أمام غرفة إيان و تجر خلفها أحدي الحقائب المحملة ب ملابس بيان ف نظر إيان خارج الغرفة ليجد تلك الخادمة تدلف غرفة چون.
ضرب إيان جبهته بخفة و قال بهمس:
-يبقي چون عملها.
أجابته بيان بتساؤل و الغضب يظهر في نبرتها:
-عمل ايه؟
نظر لها إيان و هو لا يعرف ماذا يقول ليجدها تنظر هي له و هي تضع أحدي يدها في خصرها و ترفع أحدي حاجبيها منتظرة إجابته ف أجاب هو:
-بيان اللي بيحصل دا چون اللي يفهمك مش أنا.
=تمام أنا هروحله.
أبعدت إيان عن طريقها و ذهبت ناحية الباب و كانت ستترك الغرفة لكن أعترض چون طريقها و ظل يتقدم منها و هي تتراجع إلي أن دلفت للغرفة مرة أخرى و هو أغلق الباب خلفه.
نظر لها بحدة ثم قال:
-أنتي بقي عملالك قلق و صوتك عالي ليه؟
=أنا عايزة أفهم ايه اللي بيحصل ف اوضتي دا.
-ايه اللي بيحصل؟
تنهدت بيان من بروده و عدم اهتمامه و قالت له بغضب:
-هدومي اللي بتتحط في شنط سفر دي هتروح فين؟
=هتتنقل اوضتنا.
نظرت له بصدمة و انفرجت شفاتيها ف هي لم تفهم مقصده و قالت بعصبية:
-اوضة مين؟
=أنا مبقولش كلامي مرتين علفكرة.
-أنا عايزة أفهم ايه اوضتنا دي.
=هو أنتي عقلك علي قدك؟ بقولك اوضتنا اوضتي أنا و أنتي.
-دا اللي هو إزاي؟
=يعني ايه إزاي؟ اي اتنين متجوزين بيبقوا مع بعض في اوضة واحدة.
-أنت عبيط؟
=لا مجنون تحبي اوريكي؟
قالها و بدأ بالإقتراب منها أما هي ف صرخت بوجهه قائلة:
-هما مين دول اللي متجوزين؟
=هو أنتي غبية؟
-أنت إزاي تعمل كدا اصلا؟
=أنا أقدر أعمل اي حاجة في أي وقت.
-أنت كداب .. أنت أكيد بتكدب عليا بتتراخم عليا زي ما بتعمل علطول .. أنا مستحيل أكون مراتك.
قالت جملتها الأخيرة بصراخ ف أمسك چون ذراعها و وضعه خلف ظهرها و الصق ظهرها بصدره و بدأ بالضغط على ذراعها بقوة مما جعله يؤلمها ثم همس في أذنها بتحذير:
-أنا حذرتك أكتر من مرة أن صوتك دا ميعلاش عليا صدقيني المرة الجاية هتزعلي.
=أبعد عني.
قالتها بآلم و بدأت عبراتها بالإنهمار.
وقف إيان و حاول أبعاد أخيه عنها قائلاً:
-John stop it.
(چون توقف.)
رمق أخيه بنظرة حادة قبل أن يدلف خارج الغرفة و هو يسحبها خلفه و مازال ذراعها علي نفس الوضعية.
توجه بها إلي غرفته التي أصبحت غرفتهم منذ وقت قصير و دفعها ل داخل الغرفة بعنف ثم قال لها بحدة و غضب:
-لو خرجتي من هنا متلوميش إلا نفسك.
ثم أغلق الباب بقوة و ذهب و بقيت هي ممسكة بذراعها بآلم و تبكي بشدة.







عارفة أني اتأخرت و أنتم كمان محدش قال رأيه في الفصل اللي فات غير بنوته واحدة بس و حقيقي أنا بحبك اوي.💖
--user--
المهم عايزة رأيكم كلكم في الفصل دا بجد و رأيكم في اللي چون عمله.🙂♥️♥️

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now