الفصل الثالث.

3.7K 90 4
                                    

في صباح اليوم التالي بدأت الشمس بالظهور تدريجياً ليختفي في حضنها الليل الأسود و لتستيقظ معها أيضاً بيان بسبب ذلك الكابوس المعتاد و كانت تتنفس بقوة كبيرة كأنها كانت تجري لأيام هدئت قليلاً ثم قالت جملتها المعتادة التي تبدأ بها صباحها كل يوم:
-I hate that damned life.
(أنا اكره تلك الحياة اللعينة.)
ظلت مكانها قليلاً تنظر أمامها بشرود ... الذي يراها يظن أنها تتأمل الغرفة بينما هي كانت شاردة بأشياء أخري و عقلها يري أشياء حاولت هي كثيراً التخلص منها.
كانت مستسلمة ل عقلها و تجعله يفعل ما يشاء بعد أن حاولت كثيراً تذكر طفولتها الرائعة قبل حدوث الكارثة لكنها لم تستطع لا تعرف هل ذاكرتها قامت بمحي طفولتها و أرادت تعذيبها ب تذكر الأشياء المؤلمة فقط أم أن تلك الذكريات موجودة لكن هي لا تريد بشكل كلي تذكرها.
حاولت مئات المرات السيطرة علي عقلها و تجعله يفكر في الأشياء التي تريدها هي لكن لم تستطع حاولت و حاولت لكن لا فائدة ف قررت الاستسلام تحت جملة "هذا مصيري."
ظلت هكذا لما يقارب ساعة .. ساعة فقط مرت كالدهر عليها و عندما أفاقت من شرودها وضعت يدها علي وجنتها عندما شعرت بشيء يسيل لتري عبرة وجدت طريقها من قناتها الدمعية للجريان علي وجنتها التي بلون بياض الثلج.
محت العبرة و هي تبتسم بسخرية علي حالها ثم ذهبت للحمام و قامت بالإستحمام بالماء الساخن و ظلت واقفة تحت الماء فترة ليست بالقصيرة كأنها تريد من الماء أن يزيل ذكرياتها القديمة المؤلمة معه.
انتهت من الأستحمام و ارتدت منامة قصيره و خفيفة و خرجت من الحمام و كانت في طريقها لغرفتها لكن قابلتها عمتها التي قالت لها بغضب:
-ايه اللي انتي لابساه دا مش خايفة تبردي؟
تنهدت بيان بهدوء ثم قالت:
-أنا لبست كدا علشان اخلص بسرعة و اروح اوضتي و هلبس دلوقتي لبس كويس علشان الجو متقلقيش.
=البسي جاكيت يا بيان و يلا علشان منتأخرش.
-حااضر.
ثم ذهبت بيان ل غرفتها و أغلقت الباب و ذهبت ليالي لتحضير الإفطار و من بعده الذهاب لإرتداء ملابسها.
وقفت بيان أمام المرآة بجسدها النحيف تتأمل نفسها و نقاء بشرتها و بياضها الناصع الغريب الذي اكتسبته من والدتها و شعرها الطويل الأسود الداكن الذي يتعدي أسفل ظهرها بقليل و عينيها السوداء كانت شديدة الجمال تجمع بين الجمال الغربي ب بياضها الناصع و الجمال الشرقي ب لون شعرها و عينيها و الملامحها الشرقية الحادة و البريئة في نفس ذات الوقت و طولها المتوسط هذا رائع الذي تعرف أنها ورثته من عمتها.
ارتدت بيان بنطال أسود مع كنزة قصيرة من اللون الأبيض و تظهر رقبتها و عظمتا رقبتها البارزتان لتعطيها منظر جذاب كأنها من أحدي ملكات جمال العالم.
و بعد أن جففت خصلاتها السوداء قامت بإرتداء جاكيت من الجلد الأسود القصير الذي يمتلك حزام من أسفله لكنها فضلت تركه مفتوح و ارتدت حذاء أسود و نظرت ل نفسها بالمرآة النظرة الأخيرة لتجد أن شكلها يرضيها دون أي مساحيق تجميل ثم قامت بسحب حقائبها معها لخارج الغرفة و قامت بإغلاق الغرفة جيداً.
.............................................
يجلس في مكتبه علي كرسيه الجلدي المريح ذو اللون الأسود القاتم كان كرسي يليق بعظمته و هيبته وحده و هو ينظر في الأوراق التي بين يديه كان كأنه يدرس تلك الأوراق بدقة و بعمق.
كان مكتبه كبير جداً ذو ألوان قاتمة و الأسود هو الأكثر بها كأنه يعلن وجوده في هذا المكان و يوجد معه اللون الرمادي يحاول إظهار نفسه أيضاً لكن من يستطيع إظهار نفسه في حضور سيد الأناقة ... اضوائه خافتة بينما يوجد ارفف في ركن ما تحمل أجمل و اندر الكتب بجميع اللغات و بالطبع المكتب الكبير ذو اللون الأسود القاتم الذي يبدو رسمياً جداً رغم جماله.
قطع تركيزه طرق الباب ثم فتحه .. عرف هو من الذي يطرق الباب قبل ظهور الشخص حتى .. ترك الأوراق من يده و حرك رقبته يميناً و يساراً ثم نظر للشخص الذي أمامه الذي كان يعطيه ظهره و يغلق الباب ثم نظر له و قال باللغة الإيطالية:
-John tua madre all'arrivo.
(چون والدتك علي وصول.)
=Lo so.
(أعرف.)
-Non andrai a riceverla?
(ألن تذهب لإستقبالها؟)
=No.
(لا.)
-Perché?
(لماذا؟)
=Non ho tempo e ho molto lavoro.
(لا امتلك الوقت لدي الكثير من الأعمال.)
-Sei strano, è tua madre.
(أنت غريب أنها والدتك.)
=Vai se vuoi, Ian.
(إذهب أنت إذا أردت يا إيان.)
-A volte è difficile credere che tu sia mio fratello.
(احيانا يصعب علي تصديق أنك أخي.)
=E lo sono anche.
(و انا أيضاً.)
-Bene, ci andrò, nessun problema, volevo incontrarla da molto tempo.
(حسنا سأذهب لا مشكلة لدي ف أنا ارغب بالإلتقاء بها منذ زمن.)
=La conosci?
(أتعرفها؟)
-No, ma nostro padre stava parlando di lei con me, sembra che le volesse molto bene, John.
(لا لكن والدنا كان يتحدث عنها معي يبدو أنه كان يحبها كثيراً چون.)
=Ian, non ho tempo per queste banalità ... dimmi cosa hai fatto durante il tuo ultimo incarico?
(إيان ليس لدي وقت لتلك التفاهات .. أخبرني ماذا فعلت في اخر مهمة كلفتك بها؟)
أجابه إيان بغرور و ثقة:
-Fatto ovviamente.
(تمت بالطبع.)
=bene bene.
(حسنا جيد.)
-Dove stai andando?
(إلي أين أنت ذاهب؟)
=Ho del lavoro da finire.
(لدي بعض الأعمال يجب أن انهيها.)
-E tua madre non la riceverà qui?
(و والدتك ألن تستقبلها هنا؟)
=Vedrò Ian, vedrò.
(سأري إيان سأري.)
قالها له بإيجاز ثم أخذ معطفه و ذهب و خرج وراه إيان و أغلق باب مكتب أخيه ثم ذهب ل غرفته قبل أن يذهب للمطار.
...........................................
كانت بيان تجلس في الطائرة بهدوء و بين يديها رواية تحبها كثيراً باللغة الإنجليزية لكن قطعت تركيزها صوت المضيفة و هي تخبرهم أن يربطوا الأحزمة لأنهم علي وشك الهبوط في نفذت كلا من بيان و ليالي كلامها حتي هبطت الطائرة في سلام علي أراضي مدينة روما.
خرجت بيان من الطائرة و من خلفها عمتها و كانت تتأمل المكان حولها لم تنبهر بيان كثيراً تقريبا لأنها لازالت داخل المطار.
نزلوا من الطائرة و سارو بعض الخطوات ثم وجدوا شاب ذو شعر أسود يصل لأول عنقه و يرتدي نظارة شمس سوداء و بنطال أسود و قميص أسود و معطف أسود طويل أيضاً .. تقدم منهن و هو يبتسم ثم وقف امامهن و قال ب لكنته الإيطالية:
-Benvenuta a Roma ... Sei la madre di John?
(مرحبا بكن في روما ... هل أنتِ والدة چون؟)
قال سؤاله و هو ينظر ل ليالي ف لم تفهمه ف قالت بيان مما جعله ينتبه لها:
-Sorry we can't understand you .. we just speak English.
(آسفة نحن لا نستطيع فهمك .. نحن نتحدث الإنجليزية فقط.)
نظر لها إيان طويلاً و هي يتأملها و يتأمل ملامحها و ظهرت ابتسامة صغيرة علي ثغره ثم قال لها و هو يمد يده ليصافحها:
-oh I'm sorry .. I'm Ian John's brother.
(اوه أنا آسف .. أنا إيان أخ چون.)
=Nice to meet you Ian.
(سررت ل مقابلتك إيان.)
قالتها و هي تصافحه و تبتسم ابتسامة خفيفة.
قالت ليالي و هي تنظر ل إيان بإستغراب:
-Are you my son's brother?
(هل أنت أخ ابني؟)
أبتسم إيان لها و قال:
-Yes ma'am.
(نعم سيدتي.)
أبتسمت له ليالي بينما كانت تشعر بالصدمة بداخلها و بدأت تأتي أفكار ل رأسها سيئة ك عدم حب أبنها لها و حب زوجته أبيه لكن قطع تفكيرها إيان و هو يقول لهم:
-We should go now .. Follow me please.
(يجب علينا الذهاب الآن .. اتبعوني من فضلكن.)
سار أمامهن بينما كان يوجد بعض رجال الحراسة حولهم و هذا جعل بيان تشعر بالإستغراب ف لماذا تلك الحراسة هل هو شخص مهم لهذه الدرجة لكنه لطيف للغاية و لا يظهر عليه كل تلك الأهمية .. كان هذا تفكير بيان في إيان لكن قاطع تفكيرها حارس من الحراس و هو يفتح لها باب خلفي ل سيارة ذات لون أسود و ذات زجاج أسود أيضاً تبدو رائعة من نوع Divo ف هي كانت تري مثلها علي مواقع الإنترنت فقط.
صعدت السيارة هي و عمتها و ذهلت من شكل السيارة من الداخل أنها مذهولة جدا و أزداد الأسئلة في ذهنها عن إيان.

أتمني دعمكم ب ڤوت و كومنت💖💖

ندرانجيتاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن