خرج ماركو من مكتب أبنه و هو يتملكه الغضب و أتجه للخارج مباشرةً دون النظر لأحد ليخرج إيان خلفه لكنه وجده قد رحل ف عاد للداخل مرة أخري.
جلس إيان أمام أخيه و قال:
-مكنش ينفع تقول كل الكلام دا بعد ما عدي عليه سنين؟
نظر له چون بعصبية ثم قال له:
-أنت مجنون أنت مشوفتوش بيكلمني إزاي ولا بيتكلم علي مراتي و ولادي ازاي؟ كنت عايزني اسكتله مثلاً؟
ثم أكمل بصوت غاضب مرتفع:
-هو مفكر أني ناسي اللي عمله أنا عارف كل حاجة و ساكت أنا كنت أقدر في لحظة أطلع سلاحي و اقتله و أخلص و لو اتكلمت أنت كمان هخلص عليك اتفضل أطلع برا.
=كرم اهدي صوتك عالي مينفعش حد يسمعك.
-اطلع برا يا إيان.
تأفف إيان بغضب قبل أن يذهب و تركه بمفرده.
...........................................
أمسكت ب كف صغيرها و عبراتها تنساب علي وجنتيها و همست و هي تنظر للأثنان:
-لازم تعيشوا في هدوء و سلام و هعمل اي حاجة علشان تعيشوا حياة هادية و كويسة.
قبلت يد آسر و من بعده آيسل ثم همست لهم:
-اوعدكم.
ثم أبتعدت عنهم و ذهبت ل تخفي آثار البكاء من وجهها.
خرجت من الغرفة و أغلقت الباب بهدوء حتي لا تيقظ صغيريها و هبطت للأسفل و اتجهت للمطبخ مرة أخري و وقفت تري الطعام ف قالت لها راسيل:
-بيان هروح بس ثواني و راجعة.
اومأت لها بيان برأسها ف ذهبت راسيل سريعاً للحديقة و وجدت إيان يقف هناك و هو صامت ف هي كانت وجدته مسبقاً و هو يخرج من مكتب أخيه للحديقة مباشرةً و كانت تريد الذهاب له منذ البداية لكن ظل بداخلها صراع بين أن تذهب له و بين أن تتركه لكن انتصر قرار قلبها و الذي كان أن تذهب له و لا تتركه بمفرده.
وقفت خلفه و كانت قريبة منه إلي حداً ما و همست بأسمه بهدوء و لم تجد كلمات بعدها ل تقوله ف التفت هو لها و كانت عينيه مليئة بالدموع.
ظل واقف ينظر لها قليلاً ثم تقدم منها و ارتمي علي صدرها و بدأ بالبكاء و قال لها من بين بكائه:
-أنا تعبت.
كانت مصدومة .. مصدومة من فعلته و من بكائه و مصدومة منه هو نفسه ظلت يديها بجانبها قليلاً إلي أن رفعتهما ببطيء و ضمته لها لتجده تمسك بها أكثر كأنه يأبي أن يتركها.
..........................................
جاء موعد الغداء و تجمع الجميع علي مائدة الطعام الكبيرة التي يترأسها كرم دائماً.
كان إيان يتابع راسيل بنظراته و هي لم تنظر له ف هم لم يتحدثوا لكن ظل بين ذراعيها لأطول فترة ممكنة و استطاع أن يهديء و هو بين يديها.
نظر كرم ل بيان بإستغراب ف هي لم تكن تأكل و كان يظهر عليها الحزن ف هو يستطيع أن يعرف ماذا بها من نظرة لكنه الآن لا يستطيع تحديد سبب حزنها.
ظلت تقلب الطعام بالمعلقة و لم تأكل ثم تركت المائدة و ذهبت ف أوقفها سؤاله:
-راحة فين يا بيان؟
كانت هذه أول مرة أن يكسر قوانينه أول مرة يتحدث أثناء تناول الطعام ف هو مهما يحدث لا يتحدث و يمنع الجميع من الحديث أيضاً.
وقفت مكانها و اجابته و هي توليه ظهرها:
-كلت.
=هنهزر؟ انتي طبقك زي ما هو.
-أنا مكنتش جعانة أصلا.
=ارجعي مكانك تاني و اقعدي كلي و بعدين بصيلي و أنا بكلمك.
-هو أنت ممكن تسيبني براحتي؟
=قولتلك بصيلي و أنا بكلمك.
نظرت له ببرود ثم قالت بنبرة باردة:
-أنا راحة أشوف الولاد علشان لوحدهم.
ثم تركتهم جميعاً و صعدت لغرفتها لتطمئن علي أطفالها.
نظر إيان ل راسيل بإستغراب ثم نظر أخيه الذي كانت نظراته مثبته علي مكانها.
ترك كرم مكانه و صعد خلفها سريعاً و عندما دلف للغرفة أغلق الباب خلفه برفق.
-في ايه بقي؟ ممكن أفهم؟
كان يتكلم بعصبية يحاول التحكم بها ف نظرت هي له ببرود مصطنع عكس ما بداخلها:
-مفيش حاجة.
ضغط علي أسنانه بغضب و قال لها:
-مش هعيد سؤالي تاني ف جاوبي أحسن.
=أنا مش عايزة اتكلم دلوقتي.
-اومال أمتي؟
=لما احس اني عايزة اتكلم هتكلم و اهدي شويه علشان الولاد نايمين.
ثم التفتت لتوليه ظهرها و وقفت تتفحص أولادها.
رفع هو يده في الهواء ثم اغلقها و هو يضغط عليها بقوة و أنزلها بجانبه ثم خرج من الغرفة و غضبه يتملكه من طريقتها المستفزة.
هربت عبرة من مقلتيها السوداء ف قامت ب مسحها سريعاً و هي تحاول أن تشعر نفسها بالقوة.
......................................
خرج كرم من القصر بأكمله و استقل سيارته و عندما أراد إيان الذهاب معه أشار له بيده ل يبقي و تركه و ذهب.
وقف إيان مكانه و هو ينظر بإستغراب لسيارة أخيه التي تختفي تدريجياً.
التفت عندما سمع صوت راسيل خلفه قائلة:
-في ايه؟
=مش عارف تصرفاته غريبة و متكلمش أصلا.
-و هي كمان تصرفها أغرب أول مرة تبقي كدا.
=أكيد حصل بينهم حاجة و هيتصالحوا عادي.
-أنا هطلعلها.
استدارت ل تذهب ف امسك إيان بكفها و سحبها و أوقفها أمامه حاولت هي أبعاد يده لكن قبضته كانت محكمة علي كفها ف قال لها:
-راسيل أنا عايز اتكلم معاكي.
=مينفعش يا إيان.
-لا صدقيني ينفع.
=صدقني أنت مينفعش و لو سمحت سيب أيدي.
ظل ممسك بيدها قليلاً و هو ينظر في عينيها ثم ترك يدها ف هربت هي من أمامه سريعاً دون أن تلقي نظرة عليه لكن هو ظل ينظر لها إلي أن اختفت من أمامه.
..........................................
أمسك بهاتفه و كان ينقل نظره بين هاتفه و بين الطريق ثم ضغط علي شاشة هاتفه و وضعه على أذنه و ظل صامت قليلاً ثم قال:
-Sto arrivando.
(أنا قادم جهز كل شيء.)
و أغلق الهاتف ثم وضعه أمامه بإهمال و أمسك بخصلاته بغضب و تنفس بقوة غاضبة ثم ضرب المقود بيده أثناء القيادة.
....................................
طرقت راسيل باب غرفة بيان ف خرجت لها بيان ب ملامح جامدة رسمتها ببراعة:
-راسيل لو سمحتي أنا عايزة ابقي لوحدي.
=أنا عايزة اعرف مالك؟ هو عمل فيكي حاجة؟
-الكل عمل و بيعمل و هيعمل مبقتش فارقة ممكن تسبيني لوحدي؟
=قصدك ايه باللي بتقوليه؟
-معرفش ممكن تمشي و تسبيني لوحدي علشان مش عايزة أقول كلام أندم عليه بعد كدا لو سمحتي.
نظرت لها راسيل بحزن في هي تريد أن تعرف ما بها ل تحاول التخفيف عنها لكن الأخري لا تعطي فرصة لأحد.
اومأت لها راسيل ف دلفت بيان غرفتها مرة أخري و أغلقت الباب جيداً خلفها و جلست علي السرير و وضعت رأسها بين كفيها و بدأت جميع الذكريات تتردد علي رأسها مرة أخرى منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها إلي ما عرفته بالصدفة منذ ساعات.حاولت متأخرش والله😂
يلا عايزة رأيكم و توقعاتكم زي المرة اللي فاتت و عايزة دعم جامد علشان أنزل الفصل اللي بعده بسرعة.💞💞
Enjoy.💜💜
YOU ARE READING
ندرانجيتا
Romanceفتاة ذات ماضي مؤلم يطاردها منذ أن كانت بعمر الرابعة عشر من عمرها تعيش في ولاية نيويورك مع عمتها التي تحاول أن تنسيها ماضيها لكن تنقلب حياتها رأساً على عقب من مجرد رحلة إلى إيطاليا.