الفصل السادس و الثلاثون.

2.1K 77 5
                                    

خرج ماركو من مكتب أبنه و هو يتملكه الغضب و أتجه للخارج مباشرةً دون النظر لأحد ليخرج إيان خلفه لكنه وجده قد رحل ف عاد للداخل مرة أخري.
جلس إيان أمام أخيه و قال:
-مكنش ينفع تقول كل الكلام دا بعد ما عدي عليه سنين؟
نظر له چون بعصبية ثم قال له:
-أنت مجنون أنت مشوفتوش بيكلمني إزاي ولا بيتكلم علي مراتي و ولادي ازاي؟ كنت عايزني اسكتله مثلاً؟
ثم أكمل بصوت غاضب مرتفع:
-هو مفكر أني ناسي اللي عمله أنا عارف كل حاجة و ساكت أنا كنت أقدر في لحظة أطلع سلاحي و اقتله و أخلص و لو اتكلمت أنت كمان هخلص عليك اتفضل أطلع برا.
=كرم اهدي صوتك عالي مينفعش حد يسمعك.
-اطلع برا يا إيان.
تأفف إيان بغضب قبل أن يذهب و تركه بمفرده.
...........................................
أمسكت ب كف صغيرها و عبراتها تنساب علي وجنتيها و همست و هي تنظر للأثنان:
-لازم تعيشوا في هدوء و سلام و هعمل اي حاجة علشان تعيشوا حياة هادية و كويسة.
قبلت يد آسر و من بعده آيسل ثم همست لهم:
-اوعدكم.
ثم أبتعدت عنهم و ذهبت ل تخفي آثار البكاء من وجهها.
خرجت من الغرفة و أغلقت الباب بهدوء حتي لا تيقظ صغيريها و هبطت للأسفل و اتجهت للمطبخ مرة أخري و وقفت تري الطعام ف قالت لها راسيل:
-بيان هروح بس ثواني و راجعة.
اومأت لها بيان برأسها ف ذهبت راسيل سريعاً للحديقة و وجدت إيان يقف هناك و هو صامت ف هي كانت وجدته مسبقاً و هو يخرج من مكتب أخيه للحديقة مباشرةً و كانت تريد الذهاب له منذ البداية لكن ظل بداخلها صراع بين أن تذهب له و بين أن تتركه لكن انتصر قرار قلبها و الذي كان أن تذهب له و لا تتركه بمفرده.
وقفت خلفه و كانت قريبة منه إلي حداً ما و همست بأسمه بهدوء و لم تجد كلمات بعدها ل تقوله ف التفت هو لها و كانت عينيه مليئة بالدموع.
ظل واقف ينظر لها قليلاً ثم تقدم منها و ارتمي علي صدرها و بدأ بالبكاء و قال لها من بين بكائه:
-أنا تعبت.
كانت مصدومة .. مصدومة من فعلته و من بكائه و مصدومة منه هو نفسه ظلت يديها بجانبها قليلاً إلي أن رفعتهما ببطيء و ضمته لها لتجده تمسك بها أكثر كأنه يأبي أن يتركها.
..........................................
جاء موعد الغداء و تجمع الجميع علي مائدة الطعام الكبيرة التي يترأسها كرم دائماً.
كان إيان يتابع راسيل بنظراته و هي لم تنظر له ف هم لم يتحدثوا لكن ظل بين ذراعيها لأطول فترة ممكنة و استطاع أن يهديء و هو بين يديها.
نظر كرم ل بيان بإستغراب ف هي لم تكن تأكل و كان يظهر عليها الحزن ف هو يستطيع أن يعرف ماذا بها من نظرة لكنه الآن لا يستطيع تحديد سبب حزنها.
ظلت تقلب الطعام بالمعلقة و لم تأكل ثم تركت المائدة و ذهبت ف أوقفها سؤاله:
-راحة فين يا بيان؟
كانت هذه أول مرة أن يكسر قوانينه أول مرة يتحدث أثناء تناول الطعام ف هو مهما يحدث لا يتحدث و يمنع الجميع من الحديث أيضاً.
وقفت مكانها و اجابته و هي توليه ظهرها:
-كلت.
=هنهزر؟ انتي طبقك زي ما هو.
-أنا مكنتش جعانة أصلا.
=ارجعي مكانك تاني و اقعدي كلي و بعدين بصيلي و أنا بكلمك.
-هو أنت ممكن تسيبني براحتي؟
=قولتلك بصيلي و أنا بكلمك.
نظرت له ببرود ثم قالت بنبرة باردة:
-أنا راحة أشوف الولاد علشان لوحدهم.
ثم تركتهم جميعاً و صعدت لغرفتها لتطمئن علي أطفالها.
نظر إيان ل راسيل بإستغراب ثم نظر أخيه الذي كانت نظراته مثبته علي مكانها.
ترك كرم مكانه و صعد خلفها سريعاً و عندما دلف للغرفة أغلق الباب خلفه برفق.
-في ايه بقي؟ ممكن أفهم؟
كان يتكلم بعصبية يحاول التحكم بها ف نظرت هي له ببرود مصطنع عكس ما بداخلها:
-مفيش حاجة.
ضغط علي أسنانه بغضب و قال لها:
-مش هعيد سؤالي تاني ف جاوبي أحسن.
=أنا مش عايزة اتكلم دلوقتي.
-اومال أمتي؟
=لما احس اني عايزة اتكلم هتكلم و اهدي شويه علشان الولاد نايمين.
ثم التفتت لتوليه ظهرها و وقفت تتفحص أولادها.
رفع هو يده في الهواء ثم اغلقها و هو يضغط عليها بقوة و أنزلها بجانبه ثم خرج من الغرفة و غضبه يتملكه من طريقتها المستفزة.
هربت عبرة من مقلتيها السوداء ف قامت ب مسحها سريعاً و هي تحاول أن تشعر نفسها بالقوة.
......................................
خرج كرم من القصر بأكمله و استقل سيارته و عندما أراد إيان الذهاب معه أشار له بيده ل يبقي و تركه و ذهب.
وقف إيان مكانه و هو ينظر بإستغراب لسيارة أخيه التي تختفي تدريجياً.
التفت عندما سمع صوت راسيل خلفه قائلة:
-في ايه؟
=مش عارف تصرفاته غريبة و متكلمش أصلا.
-و هي كمان تصرفها أغرب أول مرة تبقي كدا.
=أكيد حصل بينهم حاجة و هيتصالحوا عادي.
-أنا هطلعلها.
استدارت ل تذهب ف امسك إيان بكفها و سحبها و أوقفها أمامه حاولت هي أبعاد يده لكن قبضته كانت محكمة علي كفها ف قال لها:
-راسيل أنا عايز اتكلم معاكي.
=مينفعش يا إيان.
-لا صدقيني ينفع.
=صدقني أنت مينفعش و لو سمحت سيب أيدي.
ظل ممسك بيدها قليلاً و هو ينظر في عينيها ثم ترك يدها ف هربت هي من أمامه سريعاً دون أن تلقي نظرة عليه لكن هو ظل ينظر لها إلي أن اختفت من أمامه.
..........................................
أمسك بهاتفه و كان ينقل نظره بين هاتفه و بين الطريق ثم ضغط علي شاشة هاتفه و وضعه على أذنه و ظل صامت قليلاً ثم قال:
-Sto arrivando.
(أنا قادم جهز كل شيء.)
و أغلق الهاتف ثم وضعه أمامه بإهمال و أمسك بخصلاته بغضب و تنفس بقوة غاضبة ثم ضرب المقود بيده أثناء القيادة.
....................................
طرقت راسيل باب غرفة بيان ف خرجت لها بيان ب ملامح جامدة رسمتها ببراعة:
-راسيل لو سمحتي أنا عايزة ابقي لوحدي.
=أنا عايزة اعرف مالك؟ هو عمل فيكي حاجة؟
-الكل عمل و بيعمل و هيعمل مبقتش فارقة ممكن تسبيني لوحدي؟
=قصدك ايه باللي بتقوليه؟
-معرفش ممكن تمشي و تسبيني لوحدي علشان مش عايزة أقول كلام أندم عليه بعد كدا لو سمحتي.
نظرت لها راسيل بحزن في هي تريد أن تعرف ما بها ل تحاول التخفيف عنها لكن الأخري لا تعطي فرصة لأحد.
اومأت لها راسيل ف دلفت بيان غرفتها مرة أخري و أغلقت الباب جيداً خلفها و جلست علي السرير و وضعت رأسها بين كفيها و بدأت جميع الذكريات تتردد علي رأسها مرة أخرى منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها إلي ما عرفته بالصدفة منذ ساعات.








حاولت متأخرش والله😂
يلا عايزة رأيكم و توقعاتكم زي المرة اللي فاتت و عايزة دعم جامد علشان أنزل الفصل اللي بعده بسرعة.💞💞
Enjoy.💜💜

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now