الفصل الثاني و الثلاثون.

2.3K 87 5
                                    

دلفت بيان إلي منزل ميلان و هي تنظر حولها بدهشة ثم التفتت له و قالت بإندهاش:
-دا بيتك؟
أومأ لها برأسه ف نظرت حولها مرة أخرى و قالت:
-دا تحفة.
=عارف.
لم تجيبه و ظلت تنظر حولها بإعجاب و ظلت تدور حولها نفسها و هي تشاهد المنزل لكن شعرت بالدوار و كانت ستسقط لكنه سارع بإلتقاطها و قربها ل صدره و نظر لها ثم قال:
-اهدي شويه هاا؟
تسارعت دقات قلبها و هي تنظر في عينيه و احمرت وجنتيها بشدة .. أبتعدت عنه ف ضحك هو بخفة ثم قال لها:
-تعالي نطلع علشان نرتاح.
=هو في دور تاني؟
-اه تعالي السلم أهو.
سحبها من يدها و ذهبوا إتجاه السلم و صعدوا لغرفته التي أصبحت غرفتهم.
-حلوة الاوضة دي.
=اوضتي دي.
-لا و كبيرة أنت بتنام فيها لوحدك؟
=اه.
-مبتخفش؟
=يا بنتي أنتي ليه مش عايزة تقتنعي أن اللي قدامك رئيس مافيا.
صمتت بيان و نظرت أمامها ف هي بالفعل تنسي هذا الأمر .. يجب أن تخشاه لكن كيف و هي أصبحت تشعر بالأمان معه؟
..............................................
جلست بلانكا أمام الرجل الذي يصغر أبيها بعدة سنوات تقريباً و كان وجهها خالي من التعبير.
كان هو فارع الطول عينيه تحمل لون القهوة و بشرته بيضاء بشدة .. كان يرتدي حلة رسمية سوداء.
أبتسم ذلك الرجل لها و قال:
-Sei davvero brava, Blanca, come quello sciocco di Colchio è riuscito a rifiutarti.
(أنت رائعة حقاً بلانكا كيف استطاع ذلك الأحمق كولشيو أن يرفضك.)
=come lo hai saputo?
(كيف عرفت؟)
-So tutto caro e so anche che vuoi vendicarti di lui.
(أنا أعرف كل شيء عزيزتي و أعرف أيضا أنك تريدين الانتقام منه.)
لمعت عينيها بشر و أبتسم ابتسامة واسعة و قالت:
-Mi aiuterai?
(ستساعدني؟)
=Certo, mia cara, ma ho una condizione.
(بالطبع عزيزتي لكن لدي شرط.)
-Assenso.
(موافقة.)
=Conosci prima la condizione, cara.
(اعرفي الشرط أولا عزيزتي.)
-Mi vuoi sposare, vero?
(تريد أن تتزوجني أليس كذلك؟)
=Sei una ragazza intelligente.
(أنتي فتاة ذكية.)
ضحكت بلانكا بخفة و ظلت الابتسامة تشق وجهه و هو ينظر لها كان أتفق مع والدها مسبقاً أنه يستطيع إصلاح أمور شركة ريبيري مقابل الزواج من الجميلة بلانكا و بالطبع فرانك لم يعترض ف هو سيفعل اي شيء مقابل عدم إفلاسه و إنهيار أملاكه.
................................................
خرجت بيان من غرفتها و هي تبحث عنه في المنزل لكن لا أثر له هي فقط نامت ل ساعتين لا أكثر لكن استيقظت و لم تجده.
جاءها صوت إيان الهاديء و هو يقول:
-هو مشي.
رفعت أحدي حاجبيها بإستغراب قبل أن تقول له:
-راح فين؟
=كل دا لسه معرفتيش چون .. أكيد نزل شغل يا بيان.
-بس هو قالي أننا في إجازة.
=چون مش بياخد إجازات حياته كلها للشغل و بس .. تعالي نقعد برا شويه الجو حلو.
أبتسمت له بخفة و خرجت معه ف هذا المنزل صغير و دافيء في مكان منعزل و له حديقة خلفية رائعة أحبته بشدة هذا المنزل منذ أول لحظة لها به.
شدت معطفها عليها أكثر و هي تجلس علي مقعد بجانب إيان.
-أنا حبيت البيت دا أوي.
=چون اشتراه من زمان بس مكنش بيجي كتير.
-أنت أخبارك ايه بقالنا كتير مقعدناش كدا.
صمت إيان قليلاً حتي ظنته تجاهل سؤالها لكنه قاطع تفكيرها بتنهيدة عميقة قبل أن ينظر لها و يقول:
-بيان أنا آسف.
=علي ايه؟
-أنتي معرفتيش؟
=أكيد عرفت بس أنت ملكش ذنب يا إيان.
-أنا اللي عرفتك عليها و انا اللي جبتها القصر.
=بس أنت مكنتش تعرف نيتها.
-بس أنتي أكيد زعلتي مني خصوصاً أن كان ممكن يعني .. ولادك يموتوا.
أبتسم بيان و هي تمسح بيدها علي بطنها و قالت له بهدوء و لطف:
-لا طبعا مش زعلانة منك و بعدين ربنا ستر و أنا كويسة و هما كويسين.
ضحكت بخفة و هي تقول جملتها الأخيرة ف أبتسم إيان بشدة علي بساطتها كم أحب بساطتها و لطفها منذ أول مرة وقعت عينيه عليها ف بنظرة مثل تلك الفتاة يجب أن يكون لها معاملة خاصة فهي مثل الملائكة حقاً.
-چون كويس معاكي؟
=مش طول الوقت بس ساعات بيبقي كويس بس بردو يا إيان مش هضحك علي نفسي أكيد بيهتم بيا علشان ولاده.
-ما يمكن بيهتم بيكي علشان بيحبك.
=أنت بتحلم يا إيان مستحيل يحصل حب بينا أصلا.
-ليه بتقولي كدا؟
=لأن إحساسي بيقول كدا و أنا إحساسي عمره ما غلط أنا بس بدأت اتعود علي حياتي معاه بدأت أحاول أبقي مبسوطة لأن خلاص بقي في حاجة مشتركة بينا و أنا مهما يحصل مش هقدر استغني عن ولادي.
-بصي أنا مش عايز ادخل في تفاصيل متخصنيش بس يا بيان يعني إزاي مفيش حب و أنتي حامل.
صمتت بيان قليلاً إلي أن استطاعت أن تفهم قصده ثم ضحكت قليلاً قبل أن تقول له و كأن الموقف لا يؤلمها كلما تذكرته:
-كان سكران مش أكتر و بالنسبة ليا ف أنا كنت عبيطة وقتها.
=هو رجع يسكر تاني؟ بقاله كتير اوي مش بيشرب.
ظلوا صامتين قليلاً ثم قال إيان لها:
-هو چون مش بيسكر إلا لما بيكون في حاجة وجعاه و عايز ينساها أو حاجة حاسس بالذنب نحيتها و عايز ينساها .. فاهماني؟
=فهماك بس ايه هي الحاجة دي؟
-مش عارف.
صمتوا الإثنان لوقت و ظلوا ينظروا للسماء فوقهم كانت صافية و القمر يظهر بوضوح و نجوم منتشرة حوله.
تنهدت هي بعمق ثم قالت بحزن و هي مازالت تنظر للسماء:
-نيويورك وحشتني بجد عايزة أرجع هناك تاني .. ياريتني كنت وقفت قدام عمتو و قولتلها لا مش عايزة أسافر إيطاليا و وقتها كان ممكن توافق.
هربت عبرة من مقلتيها و خرجت شهقة منها دون قصد ف أغمضت عينيها و هي تتنهد حتي تحاول السيطرة علي نفسها و أكملت:
-حياتي اتقلبت كلها بعد ما كان الماضي بس اللي بيخوفني و بيوجعني بقي الماضي و الحاضر و المستقبل مع بعض بقيت خايفة أوي من كل حاجة حصلت و بتحصل و هتحصل و خوفي دلوقتي علي ولادي اللي مش عارفة مصيرهم ايه هنا كل حاجة صعبة اوي أنا بحاول أعيش بس ساعات بحس أن طاقتي خلصت بجد تعبت أوي و خايفة أوي عمري ما كنت خايفة كدا.
كانت تبكي و هي تتحدث تمردت عليها عبراتها و شهقاتها وضعت كفيها علي مقلتيها و هي تبكي لكنها شعرت ب أحد يسحبها و ضمها لصدره كان هو أجل هو استطاعت أن تعرفه استطاعت أن تعرف دفء صدره و رائحة عطره و سماع أنفاسه لم تعرف من أين آتي أو كيف لكن شعرت بالراحة بين ذراعيه و تمنت أن لا تبتعد عنه و دفنت رأسها في صدره و هي تبكي و ظل هو واقف و هو يضمها له بقوة لا يعرف كيف فعل هذا و كأن شيء ما تحكم به كأنه ليس هو لكن لا يهم كل هذا الآن.
كان يقف إيان بعيداً عنهم بعد أن جاء چون منذ بداية حديثها و جعله يذهب هو يذهب كما أمره أخيه لكن لم يستطع التغلب علي فضوله و أراد أن يعرف ماذا سيفعل أخيه و ظل واقف بعيداً عنهم قليلاً يشاهدهم و عندما رأي الذي فعله أخيه تأكد أن چون سيتغير قريباً و قريباً جدا أيضاً.
.............................................
استعد جايك و ذهب ل ريتشي أولاً قبل أن يذهب لتنفيذ مهمته.
رحب به ريتشي و هو ينظر له بفخر:
-Ciao, Jake.
(اهلا جايك.)
=Benvenuto signore.
(أهلا بك سيدي.)
-Farai tutto adesso?
(هل ستنفذ كل شيء الآن؟)
=Sì, mi diresti qualcosa prima che me ne vada?
(أجل هل تأمرني بشيء قبل أن أذهب؟)
-Voglio solo che mi chiami quando hai finito, così posso venire a vederlo bruciare con la sua piccola famiglia.
(فقط أريدك أن تهاتفني عندما تنتهي لكي آتي و أراه و هو يحترق مع عائلته الصغيرة.)
=Bene signore, lo farò.
(حسناً سيدي سأفعل.)
أومأ له ريتشي و أمره بالإنصراف ف خرج جايك و استقل سيارته و من خلفه الرجال الذين أتفق معهم علي إتمام العملية معه.
.............................................
استيقظت بيان في الصباح و نظرت للساعة لتجد أنها نامت لوقت طويل لم تنام إلي هذا الوقت المتأخر منذ وقت طويل تذكرت الاطمئنان الذي شعرت به معه ليلة أمس و وجدت نفسها تبتسم بسعادة.
ظل طوال الليل يجلسها علي قدميه بين أحضانه لم يتحدث كثيراً لكنها شعرت بالأطمئنان بسبب قربه منها أحياناً تشعر بالإستغراب من نفسها ف كيف لها أن تشعر بالإطمئنان معه كيف لها هذا؟
نظرت له و هو نائم كانت ملامحه جامدة و باردة لكنها شعرت من ملامحه أنه يشعر بالراحة ف تأكدت أن هذه ملامحه الطبيعة ف همست بهدوء ل نفسها:
-حتي و انت نايم ملامحك باردة كدا.
تنهدت بهدوء و ظلت محدقة به ثم حدقت ب بطنها قليلاً و همست بهدوء حزين:
-يا تري هتتعذبوا في حياتكم ولا هتعيشوا عادي؟ صدقوني هحاول اوفرلكم حياة كويسة من غير مشاكل و قلق هحاول اخليكم مطمنين علي قد ما اقدر.
نظرت بجانبها لتجده مازال نائم ف تركت السرير و ذهبت للحمام لتغتسل و عندما انتهت خرجت من الغرفة و ذهبت للمطبخ ل تبدأ في تحضير الفطور لهم.
................................................
آتي المساء و كان يوماً عادياً جدا لا يوجد به أحداث كثيرة لكن الغريب أن إيان لم يظهر منذ الصباح و چون لم يخرج من المنزل أبدا للعمل.
كانت تحدق به و هي تجلس أمامه ف نظر لها و رفع أحدي حاجبيه بإستغراب و ظل محدق بها هو أيضاً و عندما وجدها صامتة قال لها:
-في ايه؟
=مش عارفة.
-يعني ايه؟
=حاسة أني هبلة.
نظر لها بعدم فهم و قال:
-يعني ايه هبلة؟
ضحكت بخفة قبل أن تجيبه:
-بجد مش فاهم؟
=اومال بهزر معاكي؟
-ازاي مش فاهم معناها؟
=أنا مش عايش في مصر طول عمري علشان اعرف في كلام مش ببقي عارف معناه عادي يعني.
-طب أنت إزاي بتعرف تتكلم مصري.
=مش موضوعنا.
-بس أنا عايزة أعرف.
=مش هتستفادي حاجة.
-مش مهم.
نظر لها بحدة مما جعلها تصمت و تنظر للتلفاز أمامها و ظل هو صامت أيضاً و يفعل شيء ما علي حاسوبه.
-بتعمل ايه؟
قاطع تركيزه قفزتها و هي تجلس بجانبه علي الاريكة ف نظر لها هو بحدة و قال:
-متعمليش الحركة دي تاني.
=مكنتش نطة جامدة يعني.
-متتعملش تاني علشان غلط.
قالها بحدة و تحذير ثم نظر ل حاسوبه مرة أخرى ف قالت له و هي تحاول إخفاء إبتسامتها:
-عرفت منين أنه غلط؟
=كنت قرأت قبل كدا في الحاجات دي.
-امتي؟
=لما عرفنا أنك حامل اسكتي بقي شويه عايز أركز.
ضحكت بخفة و هي تحدق به و قالت في نفسها:
-معقول ضيع وقته ف أنه يقرأ في الحاجات دي؟
ظل هو يتابع ما يفعله و هي تحدق به لفترة ليست بالقصيرة لكن قاطع صمتهم صوت فتح باب المنزل ف نظروا الإثنان تجاه الباب ليجدوا إثنان مقنعان أمامهم و أحد منهم خلع قناعه فوراً بعد إغلاقه للباب و كان إيان و ظل الآخر واقف مكانه يحدق بهم فقط.

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now