دلفت بيان إلي منزل ميلان و هي تنظر حولها بدهشة ثم التفتت له و قالت بإندهاش:
-دا بيتك؟
أومأ لها برأسه ف نظرت حولها مرة أخرى و قالت:
-دا تحفة.
=عارف.
لم تجيبه و ظلت تنظر حولها بإعجاب و ظلت تدور حولها نفسها و هي تشاهد المنزل لكن شعرت بالدوار و كانت ستسقط لكنه سارع بإلتقاطها و قربها ل صدره و نظر لها ثم قال:
-اهدي شويه هاا؟
تسارعت دقات قلبها و هي تنظر في عينيه و احمرت وجنتيها بشدة .. أبتعدت عنه ف ضحك هو بخفة ثم قال لها:
-تعالي نطلع علشان نرتاح.
=هو في دور تاني؟
-اه تعالي السلم أهو.
سحبها من يدها و ذهبوا إتجاه السلم و صعدوا لغرفته التي أصبحت غرفتهم.
-حلوة الاوضة دي.
=اوضتي دي.
-لا و كبيرة أنت بتنام فيها لوحدك؟
=اه.
-مبتخفش؟
=يا بنتي أنتي ليه مش عايزة تقتنعي أن اللي قدامك رئيس مافيا.
صمتت بيان و نظرت أمامها ف هي بالفعل تنسي هذا الأمر .. يجب أن تخشاه لكن كيف و هي أصبحت تشعر بالأمان معه؟
..............................................
جلست بلانكا أمام الرجل الذي يصغر أبيها بعدة سنوات تقريباً و كان وجهها خالي من التعبير.
كان هو فارع الطول عينيه تحمل لون القهوة و بشرته بيضاء بشدة .. كان يرتدي حلة رسمية سوداء.
أبتسم ذلك الرجل لها و قال:
-Sei davvero brava, Blanca, come quello sciocco di Colchio è riuscito a rifiutarti.
(أنت رائعة حقاً بلانكا كيف استطاع ذلك الأحمق كولشيو أن يرفضك.)
=come lo hai saputo?
(كيف عرفت؟)
-So tutto caro e so anche che vuoi vendicarti di lui.
(أنا أعرف كل شيء عزيزتي و أعرف أيضا أنك تريدين الانتقام منه.)
لمعت عينيها بشر و أبتسم ابتسامة واسعة و قالت:
-Mi aiuterai?
(ستساعدني؟)
=Certo, mia cara, ma ho una condizione.
(بالطبع عزيزتي لكن لدي شرط.)
-Assenso.
(موافقة.)
=Conosci prima la condizione, cara.
(اعرفي الشرط أولا عزيزتي.)
-Mi vuoi sposare, vero?
(تريد أن تتزوجني أليس كذلك؟)
=Sei una ragazza intelligente.
(أنتي فتاة ذكية.)
ضحكت بلانكا بخفة و ظلت الابتسامة تشق وجهه و هو ينظر لها كان أتفق مع والدها مسبقاً أنه يستطيع إصلاح أمور شركة ريبيري مقابل الزواج من الجميلة بلانكا و بالطبع فرانك لم يعترض ف هو سيفعل اي شيء مقابل عدم إفلاسه و إنهيار أملاكه.
................................................
خرجت بيان من غرفتها و هي تبحث عنه في المنزل لكن لا أثر له هي فقط نامت ل ساعتين لا أكثر لكن استيقظت و لم تجده.
جاءها صوت إيان الهاديء و هو يقول:
-هو مشي.
رفعت أحدي حاجبيها بإستغراب قبل أن تقول له:
-راح فين؟
=كل دا لسه معرفتيش چون .. أكيد نزل شغل يا بيان.
-بس هو قالي أننا في إجازة.
=چون مش بياخد إجازات حياته كلها للشغل و بس .. تعالي نقعد برا شويه الجو حلو.
أبتسمت له بخفة و خرجت معه ف هذا المنزل صغير و دافيء في مكان منعزل و له حديقة خلفية رائعة أحبته بشدة هذا المنزل منذ أول لحظة لها به.
شدت معطفها عليها أكثر و هي تجلس علي مقعد بجانب إيان.
-أنا حبيت البيت دا أوي.
=چون اشتراه من زمان بس مكنش بيجي كتير.
-أنت أخبارك ايه بقالنا كتير مقعدناش كدا.
صمت إيان قليلاً حتي ظنته تجاهل سؤالها لكنه قاطع تفكيرها بتنهيدة عميقة قبل أن ينظر لها و يقول:
-بيان أنا آسف.
=علي ايه؟
-أنتي معرفتيش؟
=أكيد عرفت بس أنت ملكش ذنب يا إيان.
-أنا اللي عرفتك عليها و انا اللي جبتها القصر.
=بس أنت مكنتش تعرف نيتها.
-بس أنتي أكيد زعلتي مني خصوصاً أن كان ممكن يعني .. ولادك يموتوا.
أبتسم بيان و هي تمسح بيدها علي بطنها و قالت له بهدوء و لطف:
-لا طبعا مش زعلانة منك و بعدين ربنا ستر و أنا كويسة و هما كويسين.
ضحكت بخفة و هي تقول جملتها الأخيرة ف أبتسم إيان بشدة علي بساطتها كم أحب بساطتها و لطفها منذ أول مرة وقعت عينيه عليها ف بنظرة مثل تلك الفتاة يجب أن يكون لها معاملة خاصة فهي مثل الملائكة حقاً.
-چون كويس معاكي؟
=مش طول الوقت بس ساعات بيبقي كويس بس بردو يا إيان مش هضحك علي نفسي أكيد بيهتم بيا علشان ولاده.
-ما يمكن بيهتم بيكي علشان بيحبك.
=أنت بتحلم يا إيان مستحيل يحصل حب بينا أصلا.
-ليه بتقولي كدا؟
=لأن إحساسي بيقول كدا و أنا إحساسي عمره ما غلط أنا بس بدأت اتعود علي حياتي معاه بدأت أحاول أبقي مبسوطة لأن خلاص بقي في حاجة مشتركة بينا و أنا مهما يحصل مش هقدر استغني عن ولادي.
-بصي أنا مش عايز ادخل في تفاصيل متخصنيش بس يا بيان يعني إزاي مفيش حب و أنتي حامل.
صمتت بيان قليلاً إلي أن استطاعت أن تفهم قصده ثم ضحكت قليلاً قبل أن تقول له و كأن الموقف لا يؤلمها كلما تذكرته:
-كان سكران مش أكتر و بالنسبة ليا ف أنا كنت عبيطة وقتها.
=هو رجع يسكر تاني؟ بقاله كتير اوي مش بيشرب.
ظلوا صامتين قليلاً ثم قال إيان لها:
-هو چون مش بيسكر إلا لما بيكون في حاجة وجعاه و عايز ينساها أو حاجة حاسس بالذنب نحيتها و عايز ينساها .. فاهماني؟
=فهماك بس ايه هي الحاجة دي؟
-مش عارف.
صمتوا الإثنان لوقت و ظلوا ينظروا للسماء فوقهم كانت صافية و القمر يظهر بوضوح و نجوم منتشرة حوله.
تنهدت هي بعمق ثم قالت بحزن و هي مازالت تنظر للسماء:
-نيويورك وحشتني بجد عايزة أرجع هناك تاني .. ياريتني كنت وقفت قدام عمتو و قولتلها لا مش عايزة أسافر إيطاليا و وقتها كان ممكن توافق.
هربت عبرة من مقلتيها و خرجت شهقة منها دون قصد ف أغمضت عينيها و هي تتنهد حتي تحاول السيطرة علي نفسها و أكملت:
-حياتي اتقلبت كلها بعد ما كان الماضي بس اللي بيخوفني و بيوجعني بقي الماضي و الحاضر و المستقبل مع بعض بقيت خايفة أوي من كل حاجة حصلت و بتحصل و هتحصل و خوفي دلوقتي علي ولادي اللي مش عارفة مصيرهم ايه هنا كل حاجة صعبة اوي أنا بحاول أعيش بس ساعات بحس أن طاقتي خلصت بجد تعبت أوي و خايفة أوي عمري ما كنت خايفة كدا.
كانت تبكي و هي تتحدث تمردت عليها عبراتها و شهقاتها وضعت كفيها علي مقلتيها و هي تبكي لكنها شعرت ب أحد يسحبها و ضمها لصدره كان هو أجل هو استطاعت أن تعرفه استطاعت أن تعرف دفء صدره و رائحة عطره و سماع أنفاسه لم تعرف من أين آتي أو كيف لكن شعرت بالراحة بين ذراعيه و تمنت أن لا تبتعد عنه و دفنت رأسها في صدره و هي تبكي و ظل هو واقف و هو يضمها له بقوة لا يعرف كيف فعل هذا و كأن شيء ما تحكم به كأنه ليس هو لكن لا يهم كل هذا الآن.
كان يقف إيان بعيداً عنهم بعد أن جاء چون منذ بداية حديثها و جعله يذهب هو يذهب كما أمره أخيه لكن لم يستطع التغلب علي فضوله و أراد أن يعرف ماذا سيفعل أخيه و ظل واقف بعيداً عنهم قليلاً يشاهدهم و عندما رأي الذي فعله أخيه تأكد أن چون سيتغير قريباً و قريباً جدا أيضاً.
.............................................
استعد جايك و ذهب ل ريتشي أولاً قبل أن يذهب لتنفيذ مهمته.
رحب به ريتشي و هو ينظر له بفخر:
-Ciao, Jake.
(اهلا جايك.)
=Benvenuto signore.
(أهلا بك سيدي.)
-Farai tutto adesso?
(هل ستنفذ كل شيء الآن؟)
=Sì, mi diresti qualcosa prima che me ne vada?
(أجل هل تأمرني بشيء قبل أن أذهب؟)
-Voglio solo che mi chiami quando hai finito, così posso venire a vederlo bruciare con la sua piccola famiglia.
(فقط أريدك أن تهاتفني عندما تنتهي لكي آتي و أراه و هو يحترق مع عائلته الصغيرة.)
=Bene signore, lo farò.
(حسناً سيدي سأفعل.)
أومأ له ريتشي و أمره بالإنصراف ف خرج جايك و استقل سيارته و من خلفه الرجال الذين أتفق معهم علي إتمام العملية معه.
.............................................
استيقظت بيان في الصباح و نظرت للساعة لتجد أنها نامت لوقت طويل لم تنام إلي هذا الوقت المتأخر منذ وقت طويل تذكرت الاطمئنان الذي شعرت به معه ليلة أمس و وجدت نفسها تبتسم بسعادة.
ظل طوال الليل يجلسها علي قدميه بين أحضانه لم يتحدث كثيراً لكنها شعرت بالأطمئنان بسبب قربه منها أحياناً تشعر بالإستغراب من نفسها ف كيف لها أن تشعر بالإطمئنان معه كيف لها هذا؟
نظرت له و هو نائم كانت ملامحه جامدة و باردة لكنها شعرت من ملامحه أنه يشعر بالراحة ف تأكدت أن هذه ملامحه الطبيعة ف همست بهدوء ل نفسها:
-حتي و انت نايم ملامحك باردة كدا.
تنهدت بهدوء و ظلت محدقة به ثم حدقت ب بطنها قليلاً و همست بهدوء حزين:
-يا تري هتتعذبوا في حياتكم ولا هتعيشوا عادي؟ صدقوني هحاول اوفرلكم حياة كويسة من غير مشاكل و قلق هحاول اخليكم مطمنين علي قد ما اقدر.
نظرت بجانبها لتجده مازال نائم ف تركت السرير و ذهبت للحمام لتغتسل و عندما انتهت خرجت من الغرفة و ذهبت للمطبخ ل تبدأ في تحضير الفطور لهم.
................................................
آتي المساء و كان يوماً عادياً جدا لا يوجد به أحداث كثيرة لكن الغريب أن إيان لم يظهر منذ الصباح و چون لم يخرج من المنزل أبدا للعمل.
كانت تحدق به و هي تجلس أمامه ف نظر لها و رفع أحدي حاجبيه بإستغراب و ظل محدق بها هو أيضاً و عندما وجدها صامتة قال لها:
-في ايه؟
=مش عارفة.
-يعني ايه؟
=حاسة أني هبلة.
نظر لها بعدم فهم و قال:
-يعني ايه هبلة؟
ضحكت بخفة قبل أن تجيبه:
-بجد مش فاهم؟
=اومال بهزر معاكي؟
-ازاي مش فاهم معناها؟
=أنا مش عايش في مصر طول عمري علشان اعرف في كلام مش ببقي عارف معناه عادي يعني.
-طب أنت إزاي بتعرف تتكلم مصري.
=مش موضوعنا.
-بس أنا عايزة أعرف.
=مش هتستفادي حاجة.
-مش مهم.
نظر لها بحدة مما جعلها تصمت و تنظر للتلفاز أمامها و ظل هو صامت أيضاً و يفعل شيء ما علي حاسوبه.
-بتعمل ايه؟
قاطع تركيزه قفزتها و هي تجلس بجانبه علي الاريكة ف نظر لها هو بحدة و قال:
-متعمليش الحركة دي تاني.
=مكنتش نطة جامدة يعني.
-متتعملش تاني علشان غلط.
قالها بحدة و تحذير ثم نظر ل حاسوبه مرة أخرى ف قالت له و هي تحاول إخفاء إبتسامتها:
-عرفت منين أنه غلط؟
=كنت قرأت قبل كدا في الحاجات دي.
-امتي؟
=لما عرفنا أنك حامل اسكتي بقي شويه عايز أركز.
ضحكت بخفة و هي تحدق به و قالت في نفسها:
-معقول ضيع وقته ف أنه يقرأ في الحاجات دي؟
ظل هو يتابع ما يفعله و هي تحدق به لفترة ليست بالقصيرة لكن قاطع صمتهم صوت فتح باب المنزل ف نظروا الإثنان تجاه الباب ليجدوا إثنان مقنعان أمامهم و أحد منهم خلع قناعه فوراً بعد إغلاقه للباب و كان إيان و ظل الآخر واقف مكانه يحدق بهم فقط.
YOU ARE READING
ندرانجيتا
Romanceفتاة ذات ماضي مؤلم يطاردها منذ أن كانت بعمر الرابعة عشر من عمرها تعيش في ولاية نيويورك مع عمتها التي تحاول أن تنسيها ماضيها لكن تنقلب حياتها رأساً على عقب من مجرد رحلة إلى إيطاليا.