الفصل الثامن عشر.

2.6K 88 3
                                    

فتحت بيان عينيها ثم اغلقتهم مرة أخرى بسبب قوة الضوء ظلت تفتح عينيها و تغلقها إلي أن اعتادت علي الضوء ثم نظرت حولها لتجد أنها بغرفة ذات لون ابيض و مغروس في كفها إبرة طبية متصلة بمحلول ما و يتصل بها عدة أسلاك تعود إلى أجهزة كثيرة و غريبة لم تراها من قبل.
شعرت بآلم كبير بجسدها ثم تذكرت كل شيء تذكرت صراخها منذ أن سمعت صوت الطلقات تذكرت إيان الذي كان يحاول أن يسيطر علي سيارته و لم يستطع و تذكرت أيضاً جرحه الذي فُتح و صرخته المتألمة تذكرت عمتها التي كانت تحاول أن تهدئهم و تحاول التماسك أمامهم رغم رعبها مما هما به تذكرت صدمات السيارة التي جاءت من العدم لهم و أخيراً سقوط السيارة في النهر بقوة ثم لم تشعر بشيء بعدها.
صرخت فجأة بأسم عتمها و حاولت النهوض لكنها صرخت مرة أخرى من آلم جسدها ف فُتح الباب فجأة ليدلف منه عدة ممرضات منهم من حاول تهدأتها و جعلها تستلقي و منهم من كانت تتفحص الأجهزة و الأسلاك الطبية المتصلة بجسد بيان.
دلف طبيب بعد الممرضات و كان خلفه چون لكنها لم تهتم له أو ل نظراته فقط ظلت تنادي علي عمتها و تتوسل للممرضات أنها تريد الذهاب لها.
كانوا الممرضات صامتين لا يعرفون ب ماذا يجبوها بينما الطبيب كان يري حالتها دون أن يتحدث معها أو ينظر لها حتي.
تشبثت بيان ب أحدي الممرضات بجانبها و قالت لها و هي تبكي بحرقة و القلق يتملكها:
-ارجوكي عايزة أشوفها حاسة أن هي فيها حاجة وحشة عايزة اطمن عليها ارجوكي.
كان بكائها يزداد ف كل كلمة تقولها و نسيت كل الكلمات و لم تتذكر إلا لغتها الأصلية التي لم يفهمها أحد سواه.
أدمعت أعين الممرضة لها و قامت بإحتضانها و هي تربط علي شعرها بحنان ف هي لا تعرف ماذا تقول ف هذا الرجل منعهم جميعاً من الحديث معها حتي الطبيب المشرف علي حالتها.
كان ينظر لها بوجه خالي من التعبير فقط يتأمل الكدمات التي تمليء وجهها و جسدها و عينيها المتورمتان و الجروح السطحية التي شوهت وجهها و دموعها التي تسيل علي وجنتيها ثم إلي الجرح الذي أسفل عنقها مباشرةً الذي كان مغطي ب ضمادة طبية لأنه كان عميق نوعاً ما.
أشار بعينه للطبيب و الممرضات بالخروج و بالفعل نفذه أمره فوراً ليتبقي هو و هي فقط ف الغرفة.
كانت تنظر له و تبكي و تشهق بحرقة ف مشاهد الحادث تُعاد في رأسها من جديد مما جعلها تقلق أكثر و بكائها يزداد أيضاً.
أقترب منها بخطوات هادئة حتي أصبح أمامها مباشرةً و قال بهدوء:
-اهدي.
=خليني اروح عندها ارجوك.
-اهدي.
=طب قولي حالتها طيب قولي اي حاجة متفضلش ساكت كدا.
قالت جملتها الأخيرة بإنفعال و بكائها و شهقاتها تزداد مما جعله ينفعل عليها و قال لها بصراخ:
-اهدي بقي.
انتفض جسدها أثر صرخته القوية تلك و حاولت كتم بكائها و شهقاتها لكنها لم تستطع و ازدادوا أكثر.
نظر للجهة الأخري ثم عاود النظر لها مرة أخرى بعد أخذ نفس عميق ليهديء.
ظل ينظر لها دقائق و هو يتأمل ملامحها التي أصبحت خائفة و ترتجف قم قال:
-انتي بقالك اسبوع في غيبوبة.
=و عمتو؟
-و إيان حالته خطيرة و في غيبوبة كمان و جرحه اتفتح أكتر بعد ما كان بدأ يخف.
شعرت هي بالسوء أكثر في حالة عمتها لأنه لم يقول عنها أي شيء ف ظلت صامتة و هي تنظر له و قلبها ينبض بقوة من فرط الخوف ف وقف هو و استدار ليقابلها ظهره و قال دون النظر لها و هو يغلق عينيه بقوة كأنه يعتصرهما و هو يتذكر والدته:
-ماتت يا بيان.
........................................
يجلس في سيارته و يقود بسرعة هادئة هو كان يتحدث في الهاتف:
-Mi dispiace davvero Frank per il ritardo, ma sua madre è morta e Ian la sua vita è in pericolo ora.
(أنا حقاً آسف فرانك علي التأخير لكن والدته ماتت و إيان حياته في خطر الآن.)
=Stai scherzando Marco? Come hai fatto a non dirmi che dovrei andare per lui.
(اتمزح ماركو؟ كيف لم تخبرني يجب أن أذهب له.)
-Questo incidente è stato una settimana fa, Frank, ma Von si è affrettato e ha reso la cosa ancora più vera perché conoscevo il loro padre.
(ان هذا الحادث منذ اسبوع فرانك لكن چون أسرع و أحكم الأمر حتي لا ينتشر و لأني والدهم عرفت.)
تنهد ماركو ثم قال:
-Ti ho chiamato solo per dirti il ​​motivo del ritardo e non ti preoccupare questo matrimonio prima o poi avrà luogo e inoltre non c'è bisogno che tu venga quando le cose si sistemeranno, ti chiamo subito per fissare una data del matrimonio.
(أنا أتصلت فقط ل أخبرك سبب التأخير و لا تقلق ستتم هذه الزيجة عاجلاً أم آجلا و أيضاً لا داعي ل مجيئك عندما تستقر الأمور سأتصل بك فوراً لتحديد موعد للزفاف.)
و أغلق المكالمة معه بعد أن وافقه فرانك الرأي.
وضع ماركو الهاتف بجانبه و ركز في الطريق أمامه و زاد السرعة قليلاً ليصل سريعاً ل أبنائه.
.............................................
كانت الغرفة هادئة كأن لا أحد بها بعد أن قال تلك الكلمات اللعينة لتعلن وفاة أعز شخص في حياتها.
كان مستعد ل سماع بكاء شهقات او حتي صراخ لكن لا يوجد أي شيء حتي أنفاسها بالكاد يستطيع سماعها.
استدار چون ببطيء ليجدها فاقدة للوعي و وجهها شاحب كالأموات تماماً ف ركضت ناحيتها سريعاً و ظل يضربها بخفة علي وجنتيها و هو ينادي بأسمها لكن لا إجابة و لاحظ أن تنفسها ضعيف جدا ف ركض سريعاً خارج الغرفة و أحضر الطبيب ليفحصها و ظل واقف يراقب الطبيب و هو يفحصها بأعيون حادة كالصقر و استطاع بكل براعة إخفاء قلقه الذي كان يظهر عليه منذ لحظات.
أنهي الطبيب فحصها و قام بحقنها بمهديء و وضع لها قناع الأكسجين و استدار ل چون و قال له:
-Mi dispiace, signore, ma è rimasta scioccata e le ho iniettato un sedativo ora, ma non so quando si sveglierà sfortunatamente.
(أنا آسف سيدي لكنها تعرضت لصدمة عصبية و أنا حقنتها بمهديء الآن لكن لا أعرف متي ستستفيق للأسف.)
أومأ جون له و أشار له بالخروج ف خرج الطبيب و ظل هو ينظر لوجهها الشاحب الذي يغطيه قناع الأكسجين هذا .. ملامحه خالية من التعابير و نظراته غير مفهومة بداخله صراع بسبب أنه سمح لهم بالسفر و أيضاً وافق أن يتولي أخيه القيادة منذ متي و هو يسمح له بالقيادة دائماً ما تحدث بينهم المشاجرات بسبب أن إيان يريد أن يقود سيارته و هو يريده أن يأخذ أحد السائقين كان يلعن نفسه لأنه وافق علي سفرهم و أنه سمح لأخيه أن يقود بكل سهولة.
آفاق من شرده علي طرقات صغيرة أتت من النافذة الزجاجية العريضة التي في الغرفة.
استدار لينظر ليجد ماركو واقف في الخارج و ينقل نظره بين چون و بين بيان الراقدة علي السرير.
خرج چون سريعاً من الغرفة و أغلق الباب بإحكام عليها و نظر ل ماركو ببرود ثم ذهب و وقف أمام نافذة زجاجية عريضة أخري تطل علي غرفة أخيه الذي يرقد علي السرير الطبي عاري الصدر متصل بصدره العديد من الأسلاك الطبية و علي وجه خدوش و ذراعه الذي مربوط بإحكام بسبب الجرح الذي أصبح اسوء و أخطر من زي قبل.
وقف ماركو بجانبه و قال له بهدوء:
-Come sta tuo fratello?
(كيف حال أخيك؟)
ف إجابة چون بسخرية:
-هو أنت هتفضل عايش دور ماركو دا عليا كتير؟
نظر له ماركو بإستغراب و لم يجب ف أكمل چون قائلاً:
-متفكرش أن أنا نسيت لغتي الأصلية و نسيت جنسيتي الأصلية و عيشت دور الإيطالي زيك أنا فاكر كل حاجة و عمري ما نسيت حاجة و بطل إهتمامك المزيف دا من أمتي و احنا بنفرق معاك دانا اللي طول عمري مهتم ب إيان و واخد بالي منه أنت ولا فارق معاك حد فينا.
كان ماركو مصدوم من كلمات أبنه الباردة و وجهه الخالي من التعابير و عيونه التي تحدق ب أخيه.
ظل ماركو واقف بجانب ابنه و هو صامت أما چون فلم يعطيه أهمية و ظل يتنقل بين غرفة إيان و بيان و هو ينظر عليهم من النافذة الزجاجية بينما ماركو لم يستطيع تجميع اي كلمات ليقولها ل أبنه ف قرر الذهاب بعد أن قضي ساعة صامتة برفقة چون و قبل أن يذهب سأل الطبيب علي حالة إيان ليطمئن عليه.
ظل چون طوال الليل يتنقل من غرفة بيان إلي غرفة إيان و يفكر في جثمان ليالي الموضوع في ثلاجة الموتى الخاصة بالمشفي ف هو لا يعرف ماذا سيفعل لم يتعرض لهذا الموقف من قبل و تذكر عندما جاء للمشفي منذ يوم الحادث.
"Flash back."
دلف المشفي و هو يركض في الرواق و خلفه رجاله بعد أن أتصل به أحد رجال إيان و أخبره بما حدث كاملاً و قام بأمرهم أن يأخذوهم إلي تلك المشفي.
وقف أمام غرفة ليالي بعد أن ارشده أحد رجال إيان عن مكانها .. دلف بعد مرور بعض الدقائق ليجدها راقدة علي السرير الطبي و الغطاء الطبي يغطيها كاملة حتي وجهها.
عرف وقتها أن روحها لم تعد بجسدها عرف أنها فارقت الحياة هو لم يكن يكرهها لذلك الحد لكن كان يحملها ذنب أنها تركته مع والده كل ذلك الوقت والده الذي دمر طفولته.
جلس القرفصاء بجانب سريرها و رفع الغطاء عن وجهها ليجدها شاحبة جدا .. ظل يتأملها إلي أن هربت عبرة من مقلتيه ف كفكفها هو سريعاً ثم وقف و وضع الغطاء علي وجهها مجدداً ثم خرج من الغرفة بعد أن ألقي عليها نظرة.
ذهب ل مجموعة من الأطباء و أمر اكفائهم ب متابعة حالة كلا من إيان و بيان الذي كانت غير مستقرة بعد .. و قرر البقاء معهم في المشفي و ألغي جميع أعماله و لم يكن يذهب سوي ليبدل ملابسه فقط و منذ أن جاء و هو جعل حارسان يقفان علي باب المشفي من الخارج.
"Back."






مستنيه رأيكم يا قمرات🖤
يارب يعجبكم💕

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now