الفصل السابع و الثلاثون.

2.1K 76 2
                                    

وقفت بيان أمام النافذة و هي تحتضن نفسها و تشاهد الطرقات أمامها لكن كان عقلها مشغول ب أمور أهم من مشاهدة السيارات.
تنهدت بعمق عندما شعرت ب عبرة تجري علي وجنتها ف كفكفتها سريعاً و نظرت خلفها عندما سمعت صوت راسيل خلفها:
-سرحانة في ايه؟
=ولا حاجة .. الولاد لسه نايمين؟
-اه تعالي نشرب القهوة دي و نقعد في شويه هدوء قبل ما يصحوا.
ذهبت و جلست بجانبها علي الأريكة و أخذت منها كوب القهوة خاصتها و ارتشفت منه القليل ثم ظلت ممسكة به بين يديها.
تنهدت راسيل و قالت لها بهدوء:
-هتفضلي كدا لحد أمتي؟
=كدا إزاي؟
-مش انتي بيان اللي أعرفها.
أصدرت بيان ضحكة ساخرة و قالت:
-من يوم ما وافقت علي السفر إيطاليا و انا مبقتش بيان اللي انا نفسي عارفاها.
=طب اتكلمي قولي اللي جواكي.
-هتفرق؟
=هترتاحي.
-مين قالك؟
صمتت راسيل ف نظرت لها بيان و قالت:
-مين قالك أنها بتريح؟ عمرها ما كانت كدا في ناس لما بتتكلم بتتعب اكتر و بتتعب اللي حواليها.
=بس أنا مش هتعب منك.
-سبيني يا راسيل علشان خاطري سبيني.
تنهدت راسيل بحزن علي ما يحدث ل صديقتها و ظلوا صامتين قليلاً إلي أن قالت راسيل بهدوء و حذر:
-إيان ساعة كدا و جاي.
=ايه الجديد؟
-مش هتعصبي و تزعقي زي كل مرة؟
=مبقتش تفرق.
ثم تركتها و ذهبت للغرفة التي بها أولادها و ظلت تتأمل صغيرها و هو نائم.
-أنت شبهه اوي يا آسر نفس ملامحه الجامدة و هو نايم نفس نظرته لما بتتعصب نفس ضحكته اللي مبتظهرش كتير و اللي انت كمان مبتظهرهاش كتير حتي بروده وريثته أنت كرم الجديد بس عمري ما هسمحلك أو هسمحله أنك تبقي زيه لما تكبر عمر دا ما هيحصل يا آسر.
ثم انحنت و قبلت رأسه بهدوء و من بعده رأس آيسل التي ظلت تنظر إليها لوقت طويل و هي تبتسم و تمسح علي خصلاتها.
*"Flash back."*
دلفت بيان لمكتبه بعد أن طرقت و سمح لها بالدخول كانت تسير ببطيء ف هي في شهرها الأخير الآن.
-أنتي كويسة؟!
عندما وصل سؤاله لمسامعها أبتسمت لا إرادياً و قالت له بهدوء:
-اه كويسة.
أومأ لها برأسه و نظر لحاسوبه مرة أخرى ف جلست هي علي الأريكة و قالت له:
-أنا عايزة أقولك علي حاجة.
=قولي.
-أنا لقيت اسماء حلوة للولاد.
ابعد نظره من الحاسوب و نظر لها شعرت ف نظراته بالإهتمام ب الذي تقوله و كانت هذه أول مرة.
أخذت نفس عميق لتتخلص من توترها الذي ظهر بسبب تحديقه بها ف هي مازالت تتوتر عندما ينظر لها:
-ايه رأيك في آسر و آيسل؟
=آيسل؟
-وحش؟
=غريب.
-و آسر؟
=عجبني.
-و آيسل بردو عجبني.
=هو مش وحش أنا بس استغربته و خلاص يا ستي آسر و آيسل حاجة تانية يا أم آسر؟
نظرت له بتعجب و قالت له:
-أم آسر؟
لم يستطع كتم ضحكته و ضحك عليها بشدة ف قالت هي له بتذمر:
-بتضحك علي ايه أصلا أنا أول مرة أسمع الكلمة دي.
اختفت ضحكته لكن ظل أثرها علي وجهه و كانت إبتسامة جميلة لا تظهر كثيراً.
-بس أكيد فاهمة معناها.
=اه بس مش دا اللي استغربت منه أصلا.
-اومال ايه اللي استغربتي منه؟
=أنت حياتك كلها تقريبا كانت برا مصر و لحد دلوقتي معرفش إزاي بتتكلم و بتفهم مصري يمكن أحسن مني كمان.
ترك مكتبه و ذهب ليجلس بجانبها و قال لها:
-السؤال دا محيرك من أول ما جيتي هنا و أنا قررت أقولك .. أنا اه جيت هنا و أنا صغير جدا بس لما جيت هنا مكنتش بتكلم إيطالي أو انجليزي إلا في المدرسة أو في الشارع لكن أول ما بدخل البيت مبقولش ولا كلمة انجليزي أو إيطالي ياسر مكنش بيحب يتكلم إلا مصري و فعلا مكنش بيتكلم غيره إلا في الشغل بس حتي إيان هو السبب في أن إيان يعرف يتكلم عربي بسهولة دلوقتي.
صمتت قليلاً ثم قالت له بصدمة:
-يعني انت بتعرف تتكلم عربي من زمان؟
=أنتي مجنونة يا بيان؟ اومال انا بقول ايه من ساعتها؟
نظرت له بتوتر و قالت بتوتر و إرتباك:
-يعني أنا لما كنت ساعات بتكلم عليك بالعربي كنت أنت بتفهمني؟
=قصدك بتشتميني مش بتتكلمي عليا.
-أنا كنت بقول عديم الإحساس بس.
=و بالنسبة ل حيوان عادي؟
-أنت لسه فاكر؟ ميبقاش قلبك أسود بقي يا حبيبي.
ضحك بخفة عندما سمع كلماتها الأخيرة كانت تلقائية جدا منها كأن حياتهم عادية كأن قصة زواجهم أتت عن حب مثلاً كانت أول مرة يشعر بالبساطة معها كأنه ليس چون كولشيو الذي لا يبتسم ابدا لكن هي جعلته يضحك ليس يبتسم فقط.
فاجئها بقبلة لطيفة علي وجنتها جعلتها تتفاجيء منه أكثر مما تفاجئت بنفسها صدمتها من فعلته كانت أكبر من صدمتها من نفسها عندما خرجت منها لا إرادياً كلمة "حبيبي".
عندما قبلها عاد ل مكتبه مرة أخرى و أكمل عمله ف سحبت هي نفسها بهدوء و خرجت من المكتب و صعدت ل غرفتها و عندما صعدت أغلقت الباب و وقفت أمام المرآة و لمست مكان قبلته ثم وجدت نفسها تضحك بسعادة و شعرت أنها كمراهقة صغيرة حصلت علي أول قبلة لطيفة من حبيبها.
*"Back."*
...........................................
جلس ديفيد بجانب زوجته في حديقة منزلهم الكبير و أمسك بيدها ف سحبت هي يدها بعنف و قالت بحدة:
-Non mi tocchi.
(لا تلمسني.)
=Blanca per favore.
(بلانكا ارجوكي.)
قاطعته هي بصرامة و قالت:
-Per favore, allontanati da me, non ti voglio, sono qui solo perché mio padre e mia madre non hanno accettato la mia presenza. Non so come abbiano fatto, ma questo fatto sono tornato solo per questo. Non più io non ho trovato un posto dove andare così sono tornato .. Per favore Davide mi lasci.
(ارجوك أنت ابتعد عني أنا لا أريدك أنا هنا فقط لأن أبي و أمي لم يتقبلوا وجودي لا اعرف كيف فعلوا هذا لكن هذه الحقيقة أنا عدت فقط من أجل هذا لا أكثر لم اجد مكان ل أذهب إليه لذلك عدت .. ارجوك ديفيد اتركني.)
قالت جملتها الأخيرة عندما ظهر البكاء في صوتها ف تركته و دلفت للمنزل بينما هو تنهد بحزن و ندم و رفع خصلاته بعنف ف كل شيء أصبح ضده منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي عرفت به كل شيء.
.........................................
نزلت بيان من الطابق الثاني للأول عندما أخبرتها راسيل ب أن إيان قد آتي.
أبتسمت له بيان و صافحته بقوة و اشتياق ف هو مازال صديقها و أكثر.
جلسوا و ظلوا صامتين قليلاً إلي أن قال إيان:
-بيان مش كفاية كدا؟
=كفاية ايه؟
-كفاية بعد تعالي نرجع زي الأول أنتي كدا كدا لسه مراته.
=كفاية بعد؟
ضحكت بسخرية ثم قالت:
-بعد ايه يا إيان احنا شبه منفصلين.
=بسبب ايه؟
-بسبب أن ولادي يعيشوا حياة طبيعية.
=بعيد عنه؟ انتي شايفة أنهم هيعيشوا حياة طبيعية بعيد عنه؟
-بعيد عن العالم بتاعكم اللي ملوش نهاية.
=بيان صدقيني هو بيحبك.
-عمره ما حبني هو عمره ما حب حد أصلا هيحبني أنا؟
=من يوم ما مشيتي و هو مش زي الأول .. اديه فرصة.
تدخلت راسيل و قالت:
-اديه فرصة يا بيان جربي.
=و أنا كان مين اداني فرصة؟ ها مين كان سابلي حق الإختيار كل حاجة حصلت في حياتي كانت غصب عني حتي جوازه مني كان غصب عني مدنيش فرصة أقول موافقة ولا لا هددني و خوفني و كنت كل ما يقرب مني أخاف عمري ما حسيت أنه بقي كويس غير لما عرف اني حامل و كل دا كان علشان ولاده مش أكتر .. محدش يطلب مني فرص لأن انا محدش اداني نص فرصة حتي.
كانت تحدثهم بصراخ لم تستطع السيطرة علي أعصابها كانت تصرخ و تحاول كتمان عبراتها ثم تركتهم و هربت لغرفتها دون أن تقول أي شيء آخر.
وقفت راسيل و كانت ستذهب خلف صديقتها لكن أمسك إيان بيدها و أوقفها أمامه علي مسافة قريبة منه و قال لها بدون مقدمات:
-راسيل أنا بحبك.
نظرت له راسيل بصدمة و توسعت عينيها لم تتخيل في يوم أنه سيقولها أنه سيحبها أو أن قلبه سينبض لها يوماً ما.
هزت رأسها نافية و الدموع بدأت تتجمع في عينيها ف شد هو علي يدها أكثر و قال:
-لا ينفع متخافيش أنا مستعد اتغير علشانك مستعد أعمل اي حاجة علشانك بس متقوليش لا دي صدقيني صعبة علينا احنا الاتنين.
سحبت يدها من كفه فجأة عندما سمعت بكاء أحدي الصغيرين و أشارت علي فوق و ذهبت من أمامه راكضة ف ضحك هو بخفة و قال بصوت مرتفع متأكد انها سمعته قبل أن يذهب:
-تمام يا راسيل بس صدقيني مش هسيبك تضيعي مني تاني.
..........................................
-بتقرأي ايه؟
=استني بس.
تقدم منها و وقف أمامها و سحب الكتاب من يدها فجأة مما جعلها تنظر له بغضب و تقول بعصبيتها التي كانت تشبه الأطفال بالنسبة له:
-يا كرم بقي عايزة أخلص.
=رواياتك أهم مني اوي كدا؟
-مانا مش مهمة عندك اصلا.
=مين اللي قالك كدا؟
ربعت يدها أمام صدرها و قالت:
-تصرفاتك.
رمي الكتاب علي السرير و أقترب منها أكثر ليظهر فرق الطول بينهم بوضوح:
-تصرفاتي عمرها ما قالت حاجة.
=لا بتقول كتير.
-زي ايه؟
قالها و هو علي وجه ابتسامة خبيثة و كان يقترب منها و هي تبتعد إلي أن ارتطمت قدمها بمقعد خلفها و كانت ستقع لكنه بادر بلفت ذراعه علي خصرها و قربها من صدره و قال:
-ينفع كدا؟ بسبب كذبك كنتي هتقعي اهو.
=أنا مش بكذب.
-لا كذبتي لما قولتي أن تصرفاتي بتقول أنك مش مهمة عندي.
=أنت عايز ايه؟
-عايز أقولك تصرفاتي بتقول ايه.
=و أنا مش عايزة أعرف.
-مش بمزاجك يا مدام.
ثم أقترب من وجهها و طبع قبلة طويلة علي شفتيها ثم أبتعد و أوقفها جيداً كي لا تقع و ذهب و وقف أمام المرآة و هو ينظر ل خصلاته البنية و قال لها:
-ايه رأيك في شعري حلو و هو قصير؟
كانت تنظر له بصدمة و بداخلها تسأل عن كرم الذي تعرفه من المستحيل أن يكون ذلك الرجل هو زوجها الذي تعرفه.
أخرجها من شرودها مناديته لها بأسمها ف نظرت هي له بتمعن ثم قالت:
-نعم؟
=شعري كدا حلو ولا و هو طويل؟
-لا و هو قصير كدا أحلي.
=و تسريحته؟
-حلوة بردو.
=طب تعالي قربي علشان تشوفي.
-لا شايفة.
=خلاص اجيلك أنا.
و ذهب و وقف أمامها و قال لها:
-كدا شايفة كويس اكيد ها قوليلي بقي ايه رأيك.
=ما قولتلك حلو.
-مانا عارف.
نظرت له و رفعت أحدي حاجبيها ف ضحك هو بشدة عليها مما جعلها تبتسم بشدة أثر ضحكته التي أصبحت تحبها فجأة.
أقترب منها و قبل وجنتها و قال:
-أنا رايح الشغل.
ثم تركها و ذهب و كان يشعر بشعور غريب أول مرة يشعر به لكنه كان شعور رائع.
*"Back."*
افاق من شروده علي صوت طرق باب مكتبه ثم دلف مساعده الخاص بعدها و قال له بطريقة رسمية:
-Signore, l'incontro tra un'ora.
(سيدي أن الإجتماع بعد ساعة من الآن.)
اومأ هو له برأسه ف خرج المساعد و هو يشعر بالإستغراب من هدوء هذا.
أمسك بهاتفه و فتحه لتظهر صورتها التي كان يتأمل بها ف أبتسم بخفة ثم نظر للمرآة التي في زاوية مكتبه و نظر بالتحديد لخصلاته القصيرة التي منذ ذلك اليوم و اصبح يحرص أن يجعلها قصيرة و أيضاً يرفعها بنفس الطريقة التي اعجبتها.
ظهر شبح إبتسامة حزينة علي وجهه ثم أخفاها و ذهب يجهز لذلك الإجتماع.












فصل طويل اهو عايزة تفاعل كتير بقي💕💕

الرواية قربت ل نهايتها ف عايزة رأيكم فيها من دلوقتي و توقعاتكم و عايزين النهاية سعيدة ولا حزينة؟!💞

Enjoy💜💜

ندرانجيتاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن