الفصل الأربعون و الأخير.

3.3K 92 9
                                    

جلس إياد أمام كرم و قال بهدوء:
-كل اللي طلبته اتنفذ.
أومأ كرم برأسه و هو يبتسم بخفة و ظل إياد ينظر له بتمعن و إستغراب ف قال له كرم:
-في ايه؟
=في حاجات كتير أنا مستغربها و مش فاهمها.
-زي ايه؟
=شغلنا اسمك حياتك شخصيتك انت حتي شخصيتك اتغيرت يا چون.
-كرم.
=معلش لسه مش متعود.
-كل التغيرات دي لسبب يا إياد.
=ايه هو بقي السبب دا؟
-هتعرفه قريب.
تنهد إياد و ظل صامت ف دخل إيان و جلس بجانب أخيه و قال:
-أنا تعبت.
نظر إياد له و رفع أحدي حاجبيه ثم قال:
-أنت علطول تعبان و مش قادر أنت عايز تروح العناية المركزة يا إيان باين عليك.
=لا يا عم مش للدرجادي.
ثم نظر لأخيه و أكمل:
-آسر ابنك دا شقي اوي بس بموت فيه.
=أنا عايز اشوف ولادك دول يا كرم عايزهم يعرفوا أن ليهم عم تاني غير الاهبل دا.
-مش لما أبوهم يشوفهم الأول تبقي أنت تشوفهم يا عمهم.
نظر إياد ل كرم بعدم تصديق و قال:
-أنت مشوفتهومش؟
=من يوم ما مشوا و هو مشفهومش ولا شاف امهم حتي.
-يا بني أنت مسحوب من لسانك أنا بسأله هو.
=مانا برد عليك نفس الرد اللي هو هيرده.
-أنا عايز أسمع منه هو أبو شكلك.
=يعني ايه أبو شكلك دا؟
-دي شتيمة محترمة.
=هو في شتيمة محترمة؟
-اه عادي.
نظر لهم كرم بملل ثم تركهم و ذهب ف ذهب إياد خلفه و وقفوا أمام النافذة و قال له إياد:
-أنت بتحبها بيبان عليك لما بتسمع اسمها ارجعلها يا كرم هي أكيد بتحبك صدقني مش هتخسر أي حاجة بالعكس هتكسبها و هتكسب ولادك قولها أنك بتحبها و طمنها أنها الوحيدة اللي في قلبك و مدخلش قبلها ولا بعدها .. بعدها صدقني هتطمن معاك اوي.
أومأ له كرم برأسه و علي وجهه إبتسامة ف بادله إياد الابتسامة و ألتفت و نظر ل إيان:
-ولا يا حمار أنت البت بتاعتك دي روح اخطفها و اتجوزها.
=اخطفها؟
-اه اخطفها أنت مستغرب ليه؟
=لا مينفعش.
-أنت ليه محسسني أننا صحاب جامع؟
=مانا عارف أننا مش صحاب جامع ولا حاجة بس هتتخض مني كدا.
ضحك إياد و نظر ل كرم و قال:
-والله أحلي حاجة فيه أنه بيراعي مشاعر اللي قدامه حتي لو اللي قدامه بيجرحه.
=بس ساعات بتقبل معاه ب غباء.
وقف إيان و نظر لها بغضب و قال:
-ما تحترم نفسك شايفني طفل قدامك؟
=إيان احنا اللي مربينك اصلا ف أنت فعلا بالنسبالنا طفل أنا أول ما عرفتكم كنت أنت لسه في المدرسة أنت ناسي؟
-لا مش ناسي بس خلاص بقي الكلام دا مبقاش موجود.
=خلاص اقعد متتعصبش كدا بدل ما تقع مننا ولا حاجة.
ضحك إياد و ظل إيان ينظر له بحدة و غضب.
...........................................
كانت تسير بيان في مول تجاري كبير و هي تدفع العربة التي بها كلا من آسر و آيسل و بجانبها راسيل التي تشاهد جميع المتاجر التي بها ملابس و فساتين سهرات.
-الفستان الأحمر القصير دا هيبقي تحفة عليكي.
=بحب الأسود أكتر.
-جربي يا بيان.
=مش عايزة و بعدين مش هحتاجه في حاجة أصلا .. روحي انتي أشتري اللي انتي عايزاه و انا هستناكي هنا.
-ما تدخلي معايا يا بنتي.
=الولاد هيعملوا دوشة جوا.
-بيان هما نايمين علفكرة.
=روحي يا راسيل بقي.
تنهدت راسيل و قالت لها بتذمر قبل أن تتركها و تدخل لذلك المتجر:
-دانتي رخمة.
وقفت بيان أمام باب المتجر و هي تنتظر راسيل و ألقت نظرة على طفليها و قامت بضبط وضعية نومهم ثم وقفت و عندما رفعت عينيها رأت شخص كانت تحاول نسيان أمره كثيراً و كانت أحياناً تنجح و أحياناً لا تستطيع.
-آدم.
همست بهدوء عندما وقعت عينيه عليها هي أيضاً و أقترب منها بهدوء و هو يرسم إبتسامة علي وجهه.
-Hi Bayan .. How are you?
(مرحباً يا بيان .. كيف حالك؟)
=Fine and you?
(بخير و أنت؟)
-Not bad I think.
(لست سيء أعتقد.)
كانت تري الكسرة في عينه مما جعل قلبها يتألم عليه لأنها السبب في الذي حدث له هي السبب في كسر قلبه .. قلبه الذي كان يحاول إسعادها كل يوم.
نظر لآسر و آسيل و النائمين و أبتسم بشدة و جلس علي ركبتيه ليصل لمستواهم و مسح بكفه علي وجه آسر و من بعده آيسل ثم نظر ل بيان و قال:
-They look like you.
(يشبهونك.)
=not much.
(ليس كثيراً.)
وقف أمامها و أبتسم و قال بهدوء:
-I see them very similar to you, believe me.
(أنا أراهم يشبهونك كثيراً صدقيني.)
حاولت السيطرة علي عبراتها و قالت له بهدوء:
-Adam, I am really sorry sorry, forgive me, everything was against me. Believe me, I couldn't do anything either.
(آدم أنا آسفة حقاً آسفة سامحني كان كل شيء ضدي صدقني لم يكن بوسعي فعل أي شيء و أيضاً.)
قاطعها آدم و هو يبتسم:
-Forget it, I forgave you for quite some time, believe me, don't worry about it..I wish you a happy life with these two wonderful children.
(أنسي الأمر أنا سامحتك منذ وقت لا بأس به صدقيني لا تقلقي بشأن ذلك .. أتمني لكي حياة سعيدة مع هذان الطفلان الرائعين.)
أبتسمت له بإمتنان ف كلماته هذه جعلتها تشعر بالراحة كثيراً.
بادلها الابتسامة ثم أكمل:
-Didn't you tell me their names?
(لم تخبريني ما أسمائهم؟)
=Asser and Aysel.
(آسر و آيسل.)
-A Asser the boy, right?
(آ آسر الفتي أليس كذلك؟)
اومأت له مع إبتسامة صغيرة ثم قالت:
-And Aysel girl.
(و آيسل الفتاة.)
=They are really cool just like you.
(هم رائعين حقاً مثلك تماماً.)
خرجت راسيل و تقدمت نحوهم و هي تشعر بالإستغراب و وقفت بجانب بيان و قالت:
-Hello Adam..I haven't seen you in a long time.
(مرحبا آدم .. لم أراك منذ وقت طويل.)
=Russell, good to see, I miss you, girl.
(راسيل من الجيد رؤيتك اشتقت لك يا فتاة.)
-And I'm also.
(و أنا أيضاً.)
أبتسم آدم لها ف بادلته الابتسامة ثم استأذن ليذهب و ذهب بالفعل بعد أن طبع قبله صغيرة علي يد كلا من الصغيران.
عادت راسيل و بيان للمنزل و وضعت راسيل حقائب المشتريات علي الأرض ثم ذهبت و جلست علي الأريكة بإرهاق.
-قومي شيلي آيسل و تعالي ورايا نطلع نحطهم في سريرهم و بعدين نشوف صرفتي فلوسك في ايه.
قالتها بيان و هي تحمل آسر برفق حتي لا تيقظه ف وقفت راسيل بتعب و ذهبت ناحية آيسل و حملتها برفق أيضاً و صعدت خلف بيان ليضعوهم في فراشهم.
..............................................
نظر إيان ناحية باب المنزل الذي سمع طرق عليه و ظل ينظر له بإستغراب قليلاً فمن هذا الذي سيأتي لهم؟
ذهب ناحية الباب و فتحه ليجدها أمامه.
ظل ينظر لها بصدمة قبل أن ينطق أسمها الذي اشتاقت لتسمعه منه:
-Rosilia.
(روزليا.)
أبتسمت له روزليا و قالت:
-Ian, mi manchi.
(إيان اشتقت لك.)
لم يجيبها و ظل صامت ف تحدثت هي و قالت:
-Ian, mi dispiace per tutto quello che è successo, credimi, mi dispiace così tanto, ti amo, Ian, ti amo così tanto.
(إيان أنا آسفة علي كل شيء حدث صدقني آسفة جدا أنا أحبك أنت إيان أحبك بشدة.)
رفع أحدي حاجبيه بإستغراب قبل أن يضحك بسخرية و قال لها:
-Mi ami Mi prendi in giro, ragazza?
(تحبيني؟ هل تمزحين معي يا فتاة؟)
=No, credimi, non sto scherzando, ti amo, Ian, e l'ho scoperto molto tempo fa.
(لا صدقني لا أمزح أنا أحبك إيان و قد اكتشفت هذا منذ وقت طويل.)
-Il tuo amore Tienilo per te Non ho più bisogno di te o del tuo amore.
(حبك هذا احتفظي به لنفسك أنا لم أعد بحاجة إليك أو إلي حبك.)
=Ian, per favore dammi una possibilità di dimostrare quanto ti amo Per favore Ian, tu mi ami.
(إيان أرجوك أعطني فرصة لأثبت لك مدي حبي أرجوك إيان ف أنت تحبني.)
-Ti volevo bene, Rosilia, ma ora è diverso e non ti voglio più nella mia vita.
(كنت أحبك روزليا لكن الآن الأمر أصبح مختلفاً و أنا لم أعد أريدك في حياتي.)
=Ian I.
(إيان أنا.)
قاطعها إيان بحزم:
-Ti ho detto quello che voglio che tu sappia è che non ti amo più e non ti voglio nella mia vita, ok?
(أنا أخبرتك بالذي أريدك أن تعرفيه و هو أنني لم أعد أحبك و لا أريدك في حياتي حسناً؟)
هربت عبراتها من مقلتيها و ظلت تنظر له لكنه كان حاد الملامح و لم تشعر أنه مازال يحمل لها أي مشاعر في قلبه.
رأيت فيه قسوة أخيه الذي لم تراها به يوماً.
أخرجها من شرودها في محيط عينيه صوته الحاد و هو يقول:
-Vuoi altro?
(هل تريدين أي شيء آخر؟)
=No grazie e ci scusiamo per il disturbo.
(لا شكراً لك و آسفة علي ازعاجك.)
ثم تركته و ذهبت و هي تشعر بالخجل من نفسها و من معاملته لها و تمنيت من أعماقها لو انها لم تستمع إلي كلام قلبها و بلانكا.
.........................................
يقفون أمامه يرتجفون ف هو الآن يتملكه الغضب و العصبية.
صرخ بهم بقوة و غضب و قال:
-Come avviene questo? Come hai fatto a non notare quelle azioni, come sono diminuite tutte le azioni in una notte, chi potrebbe farlo e come osa?
(كيف يحدث هذا؟ كيف لم تنتبهوا للأسهم تلك كيف جميع الأسهم انخفضت في ليلة واحدة من بإمكانه فعل هذا و كيف تجرأ؟)
=Credimi, signore, non sappiamo niente.
(صدقني سيدي نحن لا نعرف أي شيء.)
-Stiamo collassando Capisci cosa significa? Dichiareremo presto fallimento e non ho mai permesso che ciò accadesse .. Hai sentito?
(نحن ننهار هل تفهمون ما معني هذا؟ سنعلن الإفلاس قريباً و أنا لم اسمح لهذا أن يحدث أبدا .. هل سمعتم؟)
هزوا رؤسهم له ف صرخ هو بهم ليخرجوا و بالفعل خرجوا من مكتبه و بقي هو يحاول أن يبحث عن حل لهذه المصيبة التي وقعت علي رأسه فقط ف هو الآن في لحظة سيخسر كل تلك الأشياء التي ظل يجمع بها سنوات طويلة.
دلف صديقه و هو بيده جريدة و قال له بعد أن أغلق الباب:
-Marco che la stampa parla di bancarotta delle tue aziende.
(ماركو أن الصحافة تتحدث عن إفلاس شركاتك.)
=Che cosa? Come è successo? Non ti ho detto di controllare la situazione in modo che non arrivasse alla stampa?
(ماذا؟ كيف حدث هذا؟ ألم أخبرك أن تسيطر علي الوضع حتي لا يصل للصحافة؟)
قال سؤاله الأخير بصراخ ف قال له صديقه:
-Sì, e l'ho fatto, ma non so chi sia stato?
(نعم و انا نفذت لكن لا أعرف من فعل هذا؟)
جلس ماركو علي كرسي مكتبه و فقد شعر أن قدميه لا تقدر علي حمله و وضع رأسه بين يديه ف لا يستطيع عقله إدراك أن كل هذا حدث في يومان فقط تقريباً.
..........................................
حاولت إخفاء اشتياقها له و حبها له الذي زاد عن السابق و يظهر في عينيها الآن ف هي لا تصدق أنه جاء من أجلها الآن.
-Cosa ti ha portato qui?
(ما الذي آتي بك إلي هنا؟)
=perchè ti amo.
(لأني أحبك.)
-E non ti amo, David, non ti amo.
(و أنا لا أحبك ديفيد لا أحبك.)
=Sei un fallimento nel mentire, credimi.
(أنت فاشلة في الكذب صدقيني.)
-Non voglio che ti allontani da me.
(أنا لا أريدك أبتعد عني.)
=Blanca, basta, perché vuoi farci soffrire entrambi? Perché vuoi fare tutto questo?
(بلانكا يكفي هذا لماذا تريدين أن تجعلينا نحن الاثنين نتعذب لماذا تريدين فعل كل هذا؟)
-Non sto soffrendo se tu stai soffrendo, questo non è un mio problema.
(أنا لا اتعذب إن كنت أنت تتعذب ف هذه ليست مشكلتي.)
مسح وجهه بيده و هو يحاول التحكم في أعصابه ثم قال لها:
-Questa è l'ultima possibilità per cercare di riparare la nostra relazione, Blanca, credimi, questo è il mio ultimo tentativo perché sono stanca, non vuoi perdonarmi per qualcosa che ho fatto e l'ho risolto.
(هذه آخر فرصة لمحاولة إصلاح علاقتنا بلانكا صدقيني هذه هي آخر محاولة مني لأنني تعبت أنت لا تريدين أن تسامحيني علي شيء فعلته و اصلحته.)
=Non mi amavi se mi amavi perché non mi avresti fatto questo?
(أنت لم تحبني إن كنت تحبني لما كنت فعلت بي هذا.)
-Non sapevo che ti avrei amato un giorno Tutto questo era per me un affare con Giovanni Colchio Non sapevo che le cose arriveranno a questa Blanca Ti ho amato e ti amo e ti amerò per sempre Tu sei tutto per me Fidati di me.
(لم أكن أعرف أنني سأحبك يوماً كل هذا كان بالنسبة لي صفقة عمل مع چون كولشيو لم أكن أعرف أن الأمور ستصل إلى هذا بلانكا أنا أحببتك و أحبك و سأظل أحبك أنت كل شيء بالنسبة لي صدقيني.)
=Ho paura.
(أنا خائفة.)
-da cosa?
(من ماذا؟)
=Da tutto David non mi sento al sicuro se non con te da quando ti ho lasciato Non mi sento al sicuro e ho sempre paura e anche paura di tornare da te Ho paura di tutto e distratto.
(من كل شيء ديفيد لا أشعر بالأمان إلا معك منذ أن تركتك و أنا لا أشعر بالأمان و دائما خائفة و أيضاً خائفة أن أعود لك أنا خائفة من كل شيء و مشتتة.)
قالت جملتها الأخيرة و هي تبكي بشدة و تمسك رأسها ف أقترب هو منها و ضمها لصدره بقوة و إشتياق و قال:
-Non piangere e fidati di me, non c'è niente che ti spaventerà questa volta te lo giuro.
(لا تبكي و ثقي بي لا يوجد شيء سيجعلك خائفة هذه المرة اقسم لك.)
تعلقت هي به أكثر و بكت أكثر و قالت له:
-Non lasciarmi, ti amo e per favore non deludermi ancora una volta David F. Il mio cuore non poteva più sopportarlo.
(لا تتركني أنا أحبك و أرجوك لا تخذلني مرة أخرى ديفيد ف قلبي لم يتحمل أكثر.)
أبتسم ديفيد بسعادة كبيرة و رفعها عن الأرض و ضمها لصدره بشدة و همس لها:
-E ti amo più di ogni altra cosa in questo dannato mondo.
(و أنا أحبك أكثر من أي شيء في هذا العالم اللعين.)
........................................
-بقاله شهرين في نيويورك و مجاش حتي يشوف ولاده أنا بجد تعبت أنا عايزة أقابله.
كانت تتحدث بعصبية شديدة و راسيل تجلس أمامها لكن كلمتها الأخيرة جعلت راسيل تبتسم بشدة و قالت لها بلهفة:
-هترجعيله؟!
=لا هطلق.
-نعم؟
=أيوا هطلق أنا تعبت بقي ليه مخليني مربوطة بيه كدا ما نتطلق و كل واحد يعيش حياته أنا بكرهه و بكره انانيته دي رفض يطلقني علشان افضل بتاعته لوحده علشان مبقاش لحد غيره أنا تعبت بجد.
-يا بيان اهدي شويه.
نظرت بيان لها بحدة فقالت لها راسيل بخوف:
-بقولك ايه بلاش النظرة دي بتفكريني بيهم.
=هما مين؟
-كرم و إيان.
جلست بيان بجانبها بعد أن زفرت الهواء بضيق و تعب و قالت بضعف:
-أنا حاسة أني شايلة حمل كبير لوحدي مش قادرة اتحمله بجد الموضوع بقي صعب اوي يا راسيل.
سحبتها راسيل و ضمتها لصدرها و قالت لها بحنان:
-كله هيبقي تمام صدقيني.
=مش حاسة.
-متحسيش علشان إحساسك علطول بيطلع غلط.
دفعتها بيان بعيداً عنها ف ضحكت الأخري و قالت لها:
-تعالي نقوم نعمل قهوة و نقعد برا في الهوا شويه.
ذهبوا معاً للمطبخ و حضروا القهوة و كانوا سيذهبوا للحديقة لكن وصل لمسامع بيان صوت آسر و هو يبكي و يناديها ف تركت ما بيدها و صعدت له فوراً لتجده يبكي هو و شقيقته و عندما رأوها صمتوا ف قبلتهم الإثنان و حملتهم بين ذراعيها و هي تقول لهم:
-Don't worry, Mama is here.
(لا تقلقوا ماما هنا.)
ثم أخذتهم و نزلت ل راسيل التي كانت تقف عند الباب و هي تحمل كوبان القهوة و خرجوا معاً و وضعت راسيل الكوبان علي الطاولة الصغيرة التي في منتصف الحديقة ثم عادت للداخل لتحضر بعض الألعاب للصغيران.
وضعت بيان الطفلين علي الأرض بالقرب منها ثم وضعت راسيل الألعاب أمامهم ليبدوأ باللعب و جلست هي و بيان و بيدوأ يحتسوا القهوة بصمت.
-كل دا حصل في سنتين.
=كل دا ايه؟
-من أول ما سافرت إيطاليا و شوفته لحد دلوقتي و معداش غير سنتين بس انا كنت بحسبهم أكتر من كدا.
=الحمدلله أن معداش أكتر من كدا.
ارتشفت بيان من كوبها قبل أن تري تلك السيارة التي وقفت فجأة أمام بيتها ف نظرت هي و راسيل لبعضهم بإستغراب ثم نظروا لتلك السيارة مجدداً.
فُتح باب السيارة ليخرج هو منه بهيبته التي اعتادت عليها منذ أن عرفته نظارته السوداء علي وجهه لتزيد من هيبته و وقاره و إيان الذي خرج من الباب الآخر كان لا يقل هيبة عن أخيه لكن بالنسبة لها ف كرم له هيبة خاصة لم تراها علي أحد من قبله أو من بعده.
ظلت كلا منهما تنظر لمالك قلبها و الآخران يمشيان بكل غرور و هيبة و بجانبهم ذلك ال إياد الذي لم تراه بيان إلا مرة واحدة فقط.
ظلت نظراتها معلقة به لكن عندما وجدته يقترب من الطفلان ذهبت سريعاً و وقفت أمامهم كأنها تحميهم منه.
وقف هو أمامها و خلع نظارته السوداء و نظر في عينيها مما جعلها تتوتر و تفرك في يدها و حاولت تجنب النظر في عينه.
حاولت التحدث لكن الكلمات أبت الخروج من حنجرتها لذا فضلت الصمت و هو أيضاً كان صامت و يتأملها فقط ف بهذه اللحظة تأكد أنه أشتاق لها و بشدة.
أقترب إيان من آيسل و حملها و بجانبه إياد الذي بدوره حمل آسر.
التفتت لهم بيان بذعر و قالت لهم بخوف:
-انتم رايحين بيهم فين؟
أمسك هو بكفها و قال لها بهدوء:
-متخافيش.
نظرت هي إلي كفه الممسك بيدها ثم قالت له:
-لا أخاف و أخاف اوي كمان.
ظهر صوت إياد و هو يقول:
-متخافيش احنا هندخل جوا بس و بعدين عايزهم يتعرفوا علي عمهم التاني بردو مينفعش كدا.
قال جملته الأخيرة و هي يشير علي نفسه و يضحك حتي يخفف تلك الأجواء المتوترة.
سحب إيان راسيل و دلف للداخل و خلفه إياد و ظلت بيان بمفردها معه مرة أخري.
-مش عايزة أفضل معاك لوحدي تاني.
=ليه؟
-علشان كل مرة بفضل فيها لوحدي معاك بيحصل حاجة وحشة بندم عليها أو بتجرحني بكلامك اللي مبيعملش حاجة غير أنه يجرحني و يكسرني كأن كل اللي حصل و بيحصل و هيحصل دا ذنبي انا كأن كل حاجة أنا السبب فيها مع أن دا غلط أنا كل حاجة حصلت كنت مجبورة عليها مفتكرش أن في حاجة عملتها بمزاجي من يوم ما بابا و ماما ماتوا .. قصدي اتقتلوا.
قالت جملتها الأخيرة بسخرية و عبراتها تنساب علي وجنتيها لكن بالرغم من ذلك كانت تحاول إظهار أنها قوية و هي من داخلها عكس ذلك.
كفكف عبراتها بأصابعه و قال لها:
-بيان في حاجات كتير اوي اتغيرت من يوم ما مشيتي حاجات كتير والله.
=متحاولش تقنعني أن أنت اللي اتغيرت لأن أنت عمرك ما هتتغير طول عمرك هتفضل چون كولشيو رئيس المافيا القاسي الظالم اللي كل حاجة بيعوزها بيعملها من غير ما يحسب إذا كانت الحاجة دي هتأثر علي اللي حواليه ولا لا.
-أنا كرم مش چون.
=چون مسيطر علي أكبر جزء من روحك مش سامح ل كرم أنه يظهر و أنت اللي سامحله ب كدا .. و لو فعلا في حاجات كتير اتغيرت من يوم ما أنا مشيت ليه مجيتش؟ ليه كنت بتبعتلي إيان؟ قولي ليه مكنتش بتيجي أنت و متقوليش شغل لأن أنت لو عايز تعمل حاجة و وراك مشاغل الدنيا كلها هتعمل اللي انت عايزه و انا متأكدة من دا ف ليه بقي مكنتش بتيجي علي الأقل تشوف ولادك اللي كبروا سنة من غير ما يشوفك ولا مرة كنت كل يوم بستناك تيجي و مبتجيش.
-أنتي اللي مشيتي و سبتيني.
قالها بإنفعال ل تقول هي له بعصبية:
-كنت عايزني أفضل معاك ازاي بعد كل اللي اكتشفته كنت عايزني أفضل معاك إزاي و انا مش لاقية إثبات واحد منك أنك عايزني مكنتش لاقيه دليل أنك بتحبني حتي عمرك ما حسستني ب كدا و متقوليش افعالي لأن أفعالك كلها كانت إهتمام علشان ولادك مش علشاني و بتفرق علفكرة ملقتش حاجة واحدة بس منك علشان أفضل معاك.
=لما جيتي قولتيلي أنا عايزة أمشي قولتلك ايه أنا وقتها؟
-قولتلي أني بتاعتك لوحدك و أني مينفعش أكون لغيرك و كلام كتير يدل أنك متملك أنك عايزني لأن دا حق مكتسب ليك مش علشان أنت بتحبني في فرق كبير اوي بين الحب و التملك أنت مش فاهمه أنت متملك و دا مرض حب التملك دا مرض يا كرم.
=أنا لو مش بحبك مكنش زماني واقف قدامك دلوقتي.
-بعد ايه؟ بعد سنة من غير ما أشوفك؟ سنة كاملة كنت كل يوم بقول هيجي أكيد هيجي علشان ولاده علي الأقل مش لازم ليا بس كنت كل مرة بلاقي إيان و كل مرة بشوف إيان فيها عقلي يقولي هو عمره ما حبك ولا هيحبك يا غبية فوقي بقي كل مرة كنت بحاول أخلي قلبي يقسي عليك فيها بس مكنتش بعرف كل حاجة حواليا كانت بتفكرني بيك و أنا اكيد عمري ما جيت علي بالك.
=أنا مكنتش بفكر في فيكي.
-و مجتش ليه؟ ايه اللي منعك؟
=خوفت يا بيان اه أنا خوفت تكوني مش متقبلة وجودي خوفت يكون كلام إيان اللي بيقوله كل مرة بيجي من عندك فيها يكون مش صح كان دايما يقولي أن أنتي بتستني أنه يتكلم عني و دا بيبقي واضح في عينيك بس بردو مكنتش متأكد من كلامه في أوقات كتير اوي كنت هجيلك بس برجع في كلامي و بقول خليني هنا أحسن كنت بفتكر كلامك عن أنك عايزة ولادنا يعيشوا حياة طبيعية بعيد عن شغلي و اللي أنا فيه و كنت بقول لنفسي علشان ترجعلها لازم تكون ضحيت علشانها لأن أنا اكتشفت أن أنا عمري ما ضحيت علشانك.
كانت تبكي أمامه بشدة بعد أن حاولت السيطرة على عبراتها لكنها فشلت في الأخير.
أمسك بكفيها و قبلهما علي حدي و قال لها:
-حاجات كتير اوي اتغيرت أولهم أني بقيت كرم خلاص صدقيني چون مبقاش موجود لأنه لو لسه موجود مكنش هيسمحلي أقف قدامك دلوقتي و لو بردو لسه موجود مكنش هيسمحلي أني أنهي أي شغل يخص المافيا أنا نهيت كل الشغل و استغنيت عنه متبقاش غير الشركات و دي مكنش ليها علاقة باللي بيحصل في ندرانجيتا أصلا صدقيني أنا نهيت كل دا علشانك انتي قبل ما انهيه علشان آيسل و آسر كل اللي عملته و هعمله دا علشانك أنتي يا بيان مش حد تاني .. و الحاجة الوحيدة اللي قدرت أعملها في ماركو اللي هو ياسر أني خسرته كل شركاته و فلس الموضوع مخدش مني وقت بس أنا مقدرش أعمل أكتر من كدا لأني في الآخر أبويا بس حاولت اجيبلك حقك و اجيب حقي أنا و إيان منه بردو كل حاجة لقيت نفسي قادر أعملها عملتها علشان ارضيكي علشان تعرفي أني بحبك و مش بحبك تملك زي ما بتقولي بس اللي بيحب حد بيبقي عايزه له لوحده يا بيان و أنا بحبك و عايزك ليا لوحدي.
تنهد و أنتظر منها رد لكنها لم تجيب و ظلت تبكي ف ضمها إلي صدره و لف ذراعيه حول خصرها و همس لها:
-تعالي نبدأ من جديد أنا عارف أنك خايفة بس اسمعي كلام قلبك المرادي و صدقيني عمرك ما هتندمي حاولي معايا يا بيان و ادي لحياتنا فرصة جديدة و صدقيني هتكون آخر فرصة لأني عمري ما هضيعها.
لفت ذراعيه حول ظهره و تمسكت به بقوة و شهقت و ازداد بكائها و قالت له من بين بكائها و شهقاتها:
-متسبنيش تاني متسبنيش أنت أول و آخر حب و أنا مش عايزة أندم عليه.
تجمعت العبرات في عينيه لأول مرة منذ وقت طويل لكن هذه المرة كانت دموع من فرط السعادة.
قبل رأسها و أسند وجنته علي شعرها بلطف و قال لها:
-عمري ما هسيبك.
..........................................
-أنت واخد الاتنان و رايح بيهم فين أنت تعالي أنت مين اصلا؟
كانت ستلحق إياد الذي حمل آسر و آيسل و صعد بهم فوق و لم يجيبها لكن أمسكها إيان من يدها و سحبها ليوقفها أمامه و قال:
-متخافيش إياد بيحب الأطفال مش هيعملهم حاجة.
=سيب أيدي.
-لا.
=سيب أيدي خليني اروح أشوف اخوك بيعمل ايه في صاحبتي برا.
-واحد و مراته بيتكلموا انتي ايه اللي هيحشرك بينهم.
=صاحبتي.
-مش مبرر.
=أخوك ملوش أمان.
-هي بتحس بالأمان معاه ملكيش دعوة.
=إيان أبعد عني.
-أنا بحبك و دي آخر مرة هقولهالك لأن انا تعبت و قرفت من تصرفات العيال بتاعتك دي والله أنتي مطلعة عيني ولا كأني خونتك.
قال كلماته دفعة واحدة مما جعلها تصمت و تنظر له دون أن تتحدث ف أكمل:
-أنا مكنتش اعرف أنك بتحبيني و الوقت اللي عرفت فيه مكنش عندي طاقة احب تاني كنت بحب واحدة و طلعت بتخدعني بقالها سنين و أنا مكنتش مصدق كل اللي انا فيه و أكيد بيان قالتلك .. لما عرفت أنك بتحبيني كان كل همي أنك متحسيش باللي أنا حسيت بيه أن قلبك ميوجعكيش زي مانا قلبي وجعني لأن انا عارف الإحساس.
=أنت مهتمتش ل حبي ليك يا إيان.
قالتها و العبرات تهرب من عينيها دون أن تحاول السيطرة عليهم حتي.
أكمل و هو يمسح عبراتها بأصبعه:
-أنا مكنتش مهتم ل حياتي نفسها يا راسيل خوفت ادخلك حياتي اللي كانت متلغبطة دي تتعبي معايا.
=عمري ما كنت هتعب منك.
-أنا كنت تعبان من نفسي إزاي أنتي مكنتيش هتتعبي.
=لأني بحبك.
-أنا وقتها مكنش ينفع ادخلك حياتي لأن هي كانت لسه في قلبي كنتي تتعبي اكتر.
=أكتر مانا تعبانة دلوقتي؟
-صدقيني أكتر بكتير.
ازدادت عبراتها ف أكمل هو:
-أنا دلوقتي بحبك أنتي بعد تفكير كبير لقيت نفسي بحبك انتي والله.
=بقالك شهرين بتتجاهل وجودي و جاي دلوقتي تقولي بحبك.
-بتجاهلك علشان تعملي اي حاجة يا غبية مانا بردو تعبت من محاولاتي معاكي و انتي مش عايزاني.
=أنا أكتر حاجة وجعتني أنك كنت بتتجاهلني.
-أنا جيتلك اهو تاني و صدقيني حياتنا مع بعض هتكون أحلي من اي حاجة في خيالك.
=لسه بتحبها؟
تنهد إيان بعمق ثم قال:
-جاتلي امبارح و قالت إنها اكتشفت انها بتحبني و عايزة ترجعلي بس أنا مفكرتش وقتها غير فيكي و في حبي ليكي و حبك ليا و رفضت و خليتها تمشي و جيتلك أنتي النهاردة عايزة إثبات أكتر من كدا؟ أنا بحبك أنتي يا راسيل و انتي لوحدك اللي في قلبي و هتفضلي لوحدك اللي في قلبي.
=أنا بحبك.
قالتها من بين عبراتها ف ضحك هو بصوت عالي و بسعادة و سحبها بين ذراعيه و ضمها له بقوة و هو يقبل وجنتيها و جبينها و هي بدورها تمسكت به بشدة كأنها لا تريد تركه بل هي بالفعل لا تريد تركه.
نزل إياد من فوق و هو يحمل التوأمان و قال بسعادة و هو يحملهم و يبدو أنهم يشعرون بالسعادة معه:
-العيال دي عسل اوي و دمهم خفيف أكيد زي بيان ملهومش علاقة ب كرم خالص .. اوباااا ايه الحضن الجامد دا أنتم خلاص كدا؟
أومأ له إيان و هو يضحك بسعادة و راسيل كانت سعيدة جدا لكنها تشعر بالخجل.
صمت إياد ل لحظات ثم قال ل إيان:
-ولا هما ملهومش صوت برا ليه؟
=مش عارف.
-تعالي نشوفهم ليكونوا قتلوا بعض.
و خرجوا جميعهم لينصدموا بالذي أمام أعينهم فقد كانت بيان متعلقة به و هو يضمها له بقوة و كانوا صامتين.
-احلي اتنين متجوزين شوفتهم في حياتي.
همس بهذه الجملة إياد فضحك آسر بقوة و صوت مرتفع و أضحك شقيقته معه مما جعل بيان تبتعد عن زوجها بسرعة و تنظر خلفها لهم.
نظر كرم ل إيان و إياد بحدة ف رفع إيان يديه الإثنان في الهواء بمعني أنه ليس السبب.
ذهبت بيان و أخذت أولادها من إياد و تقدمت بهم نحو كرم لكن آيسل شعرت بالخوف منه و آسر ظل ينظر له كأنه يكتشفه و عندما جاء ليأخذ آسيل رفضت ترك والدتها لكن آسر استطاع أخذه بسهولة و همست له بيان بأن يتحدث معه باللغة الإنجليزية.
-I am your dad .. why do you look at me like this?
(أنا والدك .. لماذا تنظر لي هكذا؟)
ظهر صوت إياد و هو يقول:
-دا سؤال تسأله ل طفل هيرد عليك هو يعني؟
نظر كرم ل إياد و قال له:
-اسكت يالا.
=يالا.
كان هذا صوت آسر و هو يقلد ما قاله والده و يضحك مما جعل كرم يضحك بشدة و بيان تنظر ل أبنها بصدمة علي الذي قاله.
ظلوا يضحكون علي كلمة آسر و صدمة بيان.
ذهبت راسيل و أحضرت الكاميرا خاضتها و جعلت بيان تقف بجانب كرم و هي تحمل آيسل و نظر كرم لها بحب ف بادلته هي النظرة و استطاعت راسيل التقاط هذه الصورة لهم ببراعة لتكون هذه أول صورة لهم مع بعض.














أنا آسفة جدا علي التأخير.💖

الفصل الأخير بنهاية الرواية الجميلة دي يارب تكون عجبتكم.✨

عايزة ڤوت و كومنتس كتير و رأيكم في كل حاجة في الرواية.💜🌸

و انتظروا Special Part قريب إن شاء الله و رواية جديدة كمان.💕

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now