الفصل الخامس و العشرون.

2.5K 89 4
                                    

دقائق متشابهة ساعات متشابهة و أيام متشابهة أيام كثيرة روتينية ليس بها شيء يكسر ذلك الروتين المصحوب بالحزن القصر مظلم حزين لا يوجد به حياة منهم من مشغول ب أعماله و منهم من مشغول بقلبه و مشاعره.
أرادت راسيل العودة ل نيويورك لكن طلبت منها بيان البقاء معها ف هي تخشي أن تكون بمفردها ف وافقت راسيل لكنها قالت لها جملة ظلت دائما تتردد في أذنها و اصبحت تخشي من ذلك اليوم:
-موافقة أفضل معاكي شويه كمان بس مش هينفع أفضل علطول هيجي يوم و هتبقي معاه لوحدك يا بيان طبيعي دا يحصل.
....................................
دلف جايك بسرعة إلي مكتب ريتشي و قال و هو يلتقط أنفاسه:
-Signore, sapevo a chi era stato ordinato di bruciare i tuoi negozi.
(سيدي لقد استطعت أن أعرف من الذي تم أمره بحرق مخازنك.)
نظر له ريتشي بلهفة و قال:
-Jake ha parlato velocemente, chi è?
(تكلم جايك بسرعة من هو؟)
=Sostiene Stefano Grand.
(أنه يدعي ستيفانو جراند.)
-e chi è questo?
(و من هذا؟)
=Non lo so, ma stasera lo porterò e lo farò confessare e dirmi chi gli ha fatto fare questo.
(لا أعرف لكني سأحضره الليلة و ساجعله يعترف و يخبرني من جعله يفعل هذا.)
-Ben fatto Jake.
(أحسنت جايك.)
=Adesso vado, signore.
(سأذهب الآن سيدي.)
ثم ذهب جايك و ترك ريتشي يشعر أنه أقترب لما يريد و عاد ليكمل أعماله لكنه كان ينتظر جايك بفارغ الصبر.
...........................................
وقف إيان في منتصف غرفته و قال بلكنته الإيطالية:
-Vieni qui? quando?
(ستأتين إلي هنا؟ متي؟)
=Tra due giorni, tesoro, hai un problema?
(بعد يومان يا عزيزي هل لديك مشكلة؟)
-No, non ce l'ho, ma devo dirlo a John, sai.
(لا ليس لدي لكن يجب علي إخبار چون كما تعرفين.)
=Perché fai sempre quello che ti dice di fare?
(لما دائما تفعل ما يأمرك به؟)
أجابها إيان ب إنفعال:
-Rosilia, mantieni i tuoi limiti, è mio fratello maggiore.
(روزليا التزمي حدودك أنه أخي الكبير.)
=Non intendo Ian, ma gli dici sempre tutto prima di farlo, come se glielo stessi prendendo.
(لا أقصد إيان لكن أنت دائماً تخبره بكل شيء قبل أن تفعله كأنك تأخذ الأمر منه.)
-Ovviamente deve sapere che questo è il suo palazzo, deve sapere chi viene e chi va.
(بالطبع يجب أن يعرف أن هذا قصره يجب أن يعرف من سيأتي و من سيذهب.)
=Va bene, Ian.
(حسناً إيان.)
قالتها روزليا علي مضض ف هي لا تحب طريقة إيان مع أخيه أو للتوضيح أكثر هي لا تحب چون و هذا له سبب قوياً.
أغلق إيان الهاتف بعد أن ودعها ثم ذهب لتناول العشاء مع أخيه و زوجته.
...........................................
كانت تجلس علي السرير و هي تقرأ تلك المذكرات التي وجدتها في غرفة عمتها و ظلت تخبأها حتي تسنح لها الفرصة بقرأتها دون أن يراها احد.
وجدت أسرار كثيرة مخبأي في تلك المذكرات .. قصة حب عمتها ب والد چون حبها له الذي ليس لا مثيل لكن مع ذلك كانت تشعر ليالي أنه يحب أحد غيرها فرحتها ب أبنها حين ولد و تسميتها له و وجدت أيضاً قصة حب والدها و والدتها التي شهدت عليها ليالي و التي ازدادت حباً بعد الزواج كتبت عن يوم ميلادها و فرحتها بها الكبيرة ف عمتها كانت تحبها منذ أن كانت جنين في بطن أمها كتبت عن فرحة أبنها ب ابنة أخيها الطفلة و حبه لها و رغبته في البقاء معها طوال الوقت لعبه معها تعلقها به و عدم رغبتهما في اللعب إلا مع بعضهم.
أشياء كثيرة كتبتها ليالي عن أبنها و أبنة أخيها الذين هم چون و بيان الآن أشياء كثيرة جعلت بيان تضحك من بين عبراتها الحزينة ك أنهم وجدوا چون يقبل بيان عندما كانوا صغار و عندما سألته ليالي أين وجدت هذا قال إنه شاهده في فيلم و كان الولد يقبل حبيبته ف أراد هو أن يجرب مع حبيبته أيضاً.
كانت تضحك بيان و هي تتخيل الموقف ف هي لا تذكر اي شيء من هذه المواقف ف كما ذكرت ليالي هي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط.
ضحكت بقوة حتي تحولت ضحكاتها هذه إلي بكاء شديد و شهقات شعرت بآلم ل فراق عمتها و أنها تم كسر قلبها مِن مَن أحبته بصدق بكت لشعورها بآلم و أن حياتها تنهار بل إنها انهارت أساساً.
سمعت طرقات علي الباب جعلتها تخبيء الدفتر سريعاً و مسحت عبراتها لكن آثار البكاء لم تختفي بعد.
أخذت نفس عميق قبل أن تفتح الباب و وجدت الخادمة تقف على الباب و قالت لها أن چون يريدها أن تنزل للعشاء الآن و عندما قالت للخادمة أن تذهب و هي ستنزل خلفها رفضت الخادمة و قالت لها أن چون أمرها أن تنزل معها ف نزلت معها بيان و هي تشعر بالغرابة ف لماذا هذا الأمر الغريب.
أوصلتها الخادمة إلي غرفة الطعام ثم ذهبت للمطبخ.
دلفت بيان و أبتسمت ابتسامة صغيرة و حيت الجميع برأسها و عندما كانت ستجلس بجانب راسيل أشار لها چون بالجلوس بجانبه ف تنهدت بضيق طفيف ثم ذهبت و جلست بجانبه و بدأ الجميع بتناول طعامهم.
الذي لم تلاحظه بيان أن الجميع لاحظ آثار البكاء التي علي وجهها لاحظوا الإرهاق البادي علي وجهها و الهالات السوداء حول مقلتيها لكن لم يتجرأ أحد التحدث معها أمامه و أثناء الطعام أيضاً.
كانت تحاول عدم النظر له و طرد الذكريات التي قرأتها في مذكرات عمتها عنها و عنه حاولت عدم تخيله من طفل لطيف بريء إلي شخص أناني و قاسي لا تفهم كيف تحاول بهذا الشكل رغم أنها كانت لا تريد التفكير إلا أن عقلها لم يتوقف عن التفكير به أو بذلك الطفل اللطيف الذي كتبت عنه ليالي في مذاكراتها.
أنهي الجميع طعامه و انسحبوا بهدوء من غرفة الطعام أخذت راسيل بيان ليجلسوا في الحديقة قليلاً و إيان و چون ذهبوا للمكتب لينهوا أعمالهم.
كانت تنظر بيان للسماء و هي شاردة و راسيل تنظر لها بهدوء.
-مالك؟
=مش عارفة.
-يعني ايه؟
=أنا تايهة.
-ازاي؟
=حاجات كتير أوي بقيت متلغبطة جوايا.
-زي ايه؟
=كل حاجة يا راسيل .. كل حاجة حتي هو.
-هو عملك حاجة؟
قالتها راسيل بقلق ف نفت بيان برأسها و قالت لها:
-أنا هطلع أرتاح شويه.
=مبقتيش تقعدي معايا و شكلي هرجع نيويورك تاني.
-آسفة يا راسيل محتاجة أرتاح صدقيني.
ابتسمت لها راسيل بخفة ف بادلتها بيان ثم صعدت ل غرفتها و هي تتذكر تلك الليلة التي أصبحت مشاعرها معقدة بها.
*"Flash back."*
دلف للغرفة مبكراً علي غير عادته و تجاهلته هي كعادتها و هي تقرأ كتاب و تجلس على الأريكة و هذا ضايقه كثيراً ف هو لم تتجاهله امرأة من قبل.
أقترب منها ثم جثي فوقها فجأة مما افزعها.
سحب منها الكتاب و رماه علي الأرض مما جعلها تنظر له بحدة و قالت:
-أنت عايز ايه؟ قوم.
=أنا لسه مخدتش حقي علفكرة.
قالها بخبث مما جعلها تقلق و تخاف أكثر عندما اقترب منها و وضع فمه بجانب أذنها و أنفاسه الساخنة أصبحت تصتطدم ببشرتها:
-عايز اخد حقي.
حاولت هي التلغب علي المشاعر التي تعتريها كلما اقترب منها قالت محاولة لتمثيل الثبات:
-هتعمل ايه يعني هتضربني؟
=تؤ.
أجابها نافياً و هو ينقل نظره بين شفتيها و مقلتيها كان جسده المتلاصق بجسدها يشعرها بشعور غريب لم تشعر به من قبل صوته و أنفاسه حتي نظراته تجعل قلبها يدق بقوة و معدتها تضطرب.
أقترب منها عندما وجدها مستسلمة وضع خاصته علي خاصتها ليتذوقها بهدوء بينما هي كانت مصدومة و ثابتة كما هي .. تعمق هو أكثر حتي جعلها تبادله كأنها مخدره لا تشعر بما تفعله فقط تفعل ما يريده هو.
احتضنها بتملك و هو مازال يقبلها بتملك أكبر شعرت به لكن لم تستطع أن تبتعد أو عدم مجاريته لم تستطع فعل أي شيء.
قلبها ظل يدق أكثر عندما جعلها تستلقي علي الأريكة و هو فوقها ازدادت قبلته عنف و تملك كأنه يريد أن يخبرها أنها له هو فقط و ليست لأحد غيره.
أبتعد عنها ليلتقط أنفاسه كان يتنفس بسرعة كأنه كان في سباق و هي أيضاً مثله .. نظر ل عيونها نظرة غريبة استطاعت فهم معناها و جعلتها تخاف منه.
نظر له نظرة مطولة و هي تري نظرته تلك ثم قالت له من بين أنفاسها:
-ابعد عني.
ظل ينظر لها نفس النظرة ثم أبتعد عنها و ذهب ليتركها وحيدة في الغرفة تضرب قلبها الذي ينبض بعنف تحاول السيطرة علي مشاعرها الغريبة التي تسيطر عليها كلما أقترب منها هي لا تحبه متأكدة مئة بالمئة أنها لا تحبه لكن لا تفهم ما هذا.
*"Back."*
رمت تلك الذكري البائسة بعيداً عن رأسها و تذكرت كلمات راسيل لها منذ أيام.
*"Flash back."*
كانت تبكي بيان بقوة و هي تجلس مع راسيل بغرفتها بعد وصولها ب يومان.
-أنا تعبانة أوي يا راسيل أنا مش عايزاه في حياتي.
تنهدت راسيل بحزن ثم قالت بهدوء:
-عارفة أنك مش هتصدقي أن الكلام دا أنا اللي هقوله بس عيشي الواقع أنتي دلوقتي مراته اتعاملي و عيشي حياتك عادي استفادي من أنك مراته بدل ما توجعي نفسك كدا كملي حياتك عادي و فرحي نفسك أكتر بس في مرحلة جديدة اتعاملي مع جوازك منه علي أنه فترة و هيجي يوم و تخلص امتحان صعب هيطول شويه بصي للجانب الإيجابي في الموضوع.
=مفيش جانب إيجابي.
-لا صدقيني فيه و لو ركزتي هتلاقيه واضح زي الشمس و بصي للجانب الإيجابي فيه هو كمان استقبلي حياتك الجديدة معاه بصدر رحب يا بيان.
ثم ضمتها لصدرها لتهدئها قليلاً.
*"Back."*
خرجت من غرفتها و اتجهت إلى مكتبه هي لم تتحدث معه منذ ذلك اليوم لكنها قررت تنفيذ كلام صديقتها لتحاول بالإستمتاع بتلك المرحلة الجديدة في حياتها.
طرقت الباب بخفة و دلفت للداخل عندما سمعته يأمر بالدخول بصوته الرجولي الحاد.
وجدت إيان يقف بجانبه و الإثنان ينظروا في الحاسوب بتركيز عالي ف ظلت واقفة بهدوء و لم ترد أن تقطع تركيزهم.
عندما انتهوا نظر لها إيان و أبتسم ف بادلته الإبتسامة أما چون ف أمر إيان بالذهاب الآن و أن أحتاجه سوف يخبره.
امتثل إيان لأوامره و ذهب بالفعل بينما چون نظر لأحد أوراقه ببرود ف قالت هي بهدوء:
-فاضي؟
=أنتي شايفة ايه؟
قالها بسخرية دون أن ينظر لها ف تنهدت هي بهدوء ثم قالت:
-طب أنا عايزة أخرج.
نظر لها بحدة و قال بعد أن ترك أوراقه و أصبح تركيزه معها:
-تخرجي علي فين دلوقتي؟
=أي مكان أنا تعبت من الحبسة دي من يوم ما جيت هنا و أنا مخرجتش من القصر و يوم ما خرجت خسرت أغلي واحدة في حياتي.
-مفيش خروج لوحدك.
=راسيل هتكون معايا.
ضحك هو بسخرية ثم قال لها:
-كدا خلاص مثلاً ولا ايه؟
=أنت ايه مشكلتك؟
-مشكلتي أنك مش هتروحي في مكان لوحدك.
=يعني أخد مين معايا علشان تسبني أخرج؟
-مش هتخدي حد يوم ما أحب اخدك مكان معايا هخدك غير كدا مش مسموح.
=و أنا مبحبش أكون في مكان معاك.
ترك مكتبه و ظل يقترب منها و عندما فتحت الباب و كانت ستذهب أغلق هو الباب سريعاً و حاصرها بينه و بين الباب و ظل ينظر لها و هو صامت إلي أن قالت له هي بصوت حزين:
-أنت بتعمل معايا كدا ليه؟
لم يجيبها و ظل ينظر لها ف قالت هي له و يظهر في صوتها البكاء الذي تحاول كتمانه:
-ليه عملت فيا كدا؟ ليه بتهني دايما و تحسسني أني مليش قيمة ليه بتحسسني أنك شاريني ب فلوسك مع أن أنا لو كنت أعرف اللي هتعمله مكنتش هسمح بيه ليه من يوم ما جيت هنا و أنا حاسة أني متراقبة دايما حاسة ب كدا متراقبة منك لو بتمشي في القصر لو ببص من الشباك لو بتكلم في الموبايل أو حتي باكل ليه بتعمل كدا بجد أنا حياتي ادمرت بسببك حتي آدم الوحيد اللي وقف جمبي و انا في نيويورك لوحدي و معرفش حد فيها خليتني جرحته خليتني سبتله جرح كبير في قلبه عمره ما هيسامحني عليه و هفضل عايشة ب ذنبه طول عمري حرام عليك ليه بتعمل كدا أنا معملتش حاجة فيك علشان كل دا أنت ليه مش حاسس .. أنت مبسوط ب تدميرك حياتي؟ أنا تعبت.
بكت بقوة أمامه و كان هو مصدوم من الذي قالته ف هو لم يتوقع كل هذا الخراب بداخلها.
أبتعد عنها بعد أن كان يقف أمامها مباشرةً تراجع بعض الخطوات بعيداً عنها ف فتحت هي الباب و ذهبت إلي غرفتها راكضة و هي تبكي و أغلقت عليها الباب جيداً و ظلت تبكي لفترة إلي أن غلبها النوم.





ڤوت و كومنتس كتييير يا حلوين و قولولي رأيكم القمر زيكم.💋❤️❤️❤️❤️

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now