الفصل التاسع و العشرون.

2.5K 82 15
                                    

مر أسبوع علي ذلك اليوم أمر چون بإبعاد روزليا عن إيطاليا نهائياً دون أن يفعل بها شيء ل أجل أخيه الأصغر و أمر ريتا أن تبقي مع بيان طوال الوقت الذي هو ليس موجود به.
يطمئن علي حالة بيان من ريتا لأنها أغلب الوقت نائمة و يطمئن علي إيان من ريتا أيضاً ف هو أمرها بالإطمئنان عليه و تعتني به ف ريتا معهم منذ زمن و يثق بها و يري أنها تحبه و هو أخيه و تحب زوجته أيضاً.
كان إيان مكتئب أغلب الوقت لا يريد التحدث مع أحد حتي أخيه لا يتحدث معه خارج إطار العمل لم يكن هذا بسبب الحب لكن بسبب أنه أكتشف أنه ساذج جدا و غبي أيضاً.
.........................................
دلف الغرفة بعد منتصف الليل بهدوء و وجد ريتا جالسة علي الأريكة ف سأل علي بيان ف أخبرته أنها تستحم ف أمرها بالذهاب و بالفعل ذهبت و بقي هو.
بدل ملابسه و أرتدي بنطال قطني أسود اللون و تمدد علي السرير بإرهاق و وضع أحدي ذراعيه أسفل رأسه و أغمض عينيه.
خرجت هي من الحمام و هي ترتدي رداء الإستحمام "الروب" و صدمت عندما رأته أمامها و شهقت بدون قصد.
نظر هو لها ثم أغمض عينيه مجدداً و كان يظهر عليه الإرهاق.
جاء صوتها الهامس و هي تقول له:
-أنت هنا من أمتي؟
أجابها و هو مغمض العينين و قال:
-هتفرق؟
=لا.
تركته و ذهبت ل غرفة الملابس و اختارت لها ملابس و ذهبت للحمام ل ترتديهم و عندما خرجت وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها ف وجدته يقول و هو ينظر لها من المرآة:
-الجرح اللي كان في رقبتك خف؟
اومأت له برأسها ف قال هو:
-مسبش علامة؟
=لا.
أومأ لها برأسه و صمت قليلاً ثم قال:
-أنتي عاملة ايه النهاردة؟
=الحمدلله.
-أنا حجزتلك عند دكتورة و هنبدأ نتابع عندها من بكرا.
=ماشي.
-بتاكلي كويس؟
=لما بيجيلي نفس.
-لازم تاكلي كويس.
=حااضر.
مشطت شعرها ثم جلست علي طرف السرير في الجزء خاصتها كانت تفكر في هذا الإهتمام المفاجيء منه لكن تفاجئت برده:
-أنا بطمن عليكي و علي أبني.
التفتت هي و نظرت له و ظلت صامتة ثم قالت:
-هتاخده مني؟
=هو مين؟
-ابني.
فهم قصدها لذا فتح عينيه و نظر لها و قال:
-تفتكري أنا أعمل كدا؟
=أنت تعمل أكتر من كدا بس مش هتستفاد حاجة لما تحرمني منه صح؟
رأي العبرات تترقرق في عينيها لا يعرف ما هو السبب لما البكاء الآن؟
-أنتي ليه بتقولي كدا؟
=لأن أنا خايفة تعمل كدا خايفة منك من العيشة معاك خايفة علي أبني من مصيره اللي لسه معرفوش خايفة من حاجات كتير أوي .. عارف أنا عايزة حاجة تطمني بس مش لاقيه.
-وجودي مش مطمنك؟
=وجودك مخوفني.
-ما تبصي لوجودي من الجانب الإيجابي.
=تفتكر هيفيد؟ أنت وجودك مش بيخوفني و بس دا بيوجعني كمان.
خرجت منه تنهيدة طويلة بعد أن نظر أمامه و أبتسم بسخرية ثم قال:
-طب أنتي كنتي في فترة معينة كنتي مطمنة أنا عمري ما اطمنت من و انا صغير و أنا متربي علي القسوة أمي مش موجودة قاعد في بلد غريبة مع أب و مرات أب مش بيهمها غير نفسها حتي أبنها الوحيد مهمهاش .. ناس داخلة و ناس خارجة شكلهم غريب و مخيف علي طفل .. طفل عنده عشر سنين وقتها عرفت أن أبويا زعيم أقوي عصابة مافيا في إيطاليا و غير جنسيته و أسمه.
ضحك بسخرية عندما وجدها مصدومة ثم أكمل:
-مصدومة من المافيا يعني؟ مانا كمان زعيم أقوي عصابة مافيا في العالم ندرانجيتا مسمعتيش عنها قبل كدا؟ عارفة بقي ايه اللي وجعني؟ أني في كل دا ملقتش حضن دافي يتحملني بخوفي و عياطي ملقتش أمي يا بيان .. أنتي أمك ماتت و دا أحسن بكتير أنك تكوني محتجاها و عارفة أنها عايشة بس مش لاقياها جمبك.
هربت العبرات من عيونها و قالت له بهمس:
-من يوم ما بابا و ماما اتقتلوا قدامي و أنا بحلم بكوابيس .. نفسي أعرف اللي قتلهم.
=هتعملي ايه لما تعرفي؟
-مش عارفة بس علي الأقل أعرف السبب اللي خلاهم يتقتلوا قدام عيني أعرف السبب اللي خلاني قاعدة مع عمي سنة و كلهم بيقولوا عليا مجنونة أعرف السبب اللي خلاني بتعذب كل السنين دي.
=لما تعرفيه هترتاحي؟
-كتير.
=لسه بتحلمي ب كوابيس؟
-دايما.
ظلوا صامتين قليلاً و تمددت هي بجانبه علي الفراش ثم قالت:
-أنت من رجالة المافيا بجد؟
=أكيد مش ههزر في حاجة زي كدا.
-و ليه اشتغلت كدا؟
=لأني أجبرت عليها و كمان شوفتها حاجة عادية مانا طلعت لقيت ابويا كدا في ايه المشكلة بقي.
-و عايز وجودك يطمني؟
=و أنتي شايفة أني ممكن آذيكي؟
-مانت بتأذي غيري.
=بس أنتي مش زي غيرك.
صمتوا الإثنان هي تفكر في جملته و هو يفكر في كيف خرجت منه جملته إلي أن خلدوا للنوم.
بعد عدة ساعات استيقظ چون فزعاً علي صوت صراخها لكنها كانت نائمة ملامحها مرتعبة تذرف الدموع من عيونها المغمضة.
رفعها من علي السرير و ضمها لصدره و أخذ يضربها علي وجنتيها بخفة و هو ينادي بإسمها بجانب أذنها إلي أن استيقظت و فور استيقاظها لفت يدها حول عنقه و خبئت رأسها بداخل صدره و هي تردد بخوف و بكاء:
-متسبنيش.
لم يستطع التحدث لا يعرف ماذا من المفترض أن يقوله لها بعد تشبثها به بهذا الشكل .. فضلت الصمت لأنهم وجده الحل الوحيد و ظل يمسح على شعرها و ظهرها و وجد نفسه يضمها أكثر إلي صدره و هي تتعلق به أكثر و لا يعرف اي منهم السبب لكنهم شعروا بالراحة والهدوء.
مر عليهم الوقت و هم هكذا لم يجرؤا أحد منهم التحرك حتي لا يبتعد الآخر عنه.
قاطع صمتهم صوته الهاديء الذي لم يتحدث به منذ زمن:
-نمتي؟
=لا.
-حلمتي ب ايه؟
=كابوس.
-عارف .. احكيه لو عايزة.
تنهدت تنهيدة طويلة دون أن تجيبه ف توقع أنها لا تريد التحدث لذلك صمت لكنه تفاجيء بها و هي تقول بهدوء مزيف:
-بابا و ماما اتقتلوا قدامي بس المرادي مكنتش الطفلة الصغيرة كنت أنا دلوقتي بعد ما اتقتلوا لقيت كل حاجة بقي لونها أسود حواليا و فجأة حد مسك أيدي.
رفعت رأسها و نظرت له ثم أكملت:
-كنت أنت مسكت أيدي و أبتسمت .. أنا اطمنت لما شوفتك و كنت همشي معاك بس في كائن غريب و مرعب ظهر فجأة قدامنا سحبني منك و أنت معرفتش تعمل حاجة و كان .. كان هيموتني.
اسرته عيونها التي امتلئت بالدموع شعر بشعور غريب جعله يبتسم بخفة عندما قالت إنه كان مصدر امانها في ذلك الكابوس .. شيء غريب أليس كذلك؟
رفع كفه و مسح العبرة التي هربت من مقلتيها بإبهامه و هو لا يزال يحدق بعينيها .. اقسم بداخله أنه لم يري جمال في جمال عينيها رغم أن الذبول يكسيهما.
وضع كفه علي وجنتها بلطف لم تعهده منه من قبل و قال لها بهمس:
-نامي شويه.
=مش عارفه هعرف أنام ولا لا.
-جربي.
=حااضر.
وضعها علي السرير بلطف و نهض من مكانه و ذهب للحمام بقي بالداخل وقت ليس بالقصير أما هي ف ظل بالها مشغول بكل شيء حدث الآن هل هذا هو الرجل الذي تزوجته بالفعل؟ أهذا هو رجل العصابات؟ نعم هو لكن الشخصية اللطيفة.
-شخصية لطيفة ايه يا بيان هو عنده شخصيتين .. ممكن يكون عنده انفصام شخصية؟ ياربي هتجنن.
كانت تهمس لنفسها حتي لا يسمعها ثم صمتت و ظلت تفكر في شيء آخر أهم من كل هذا.
...........................................
وقف إيان في منتصف غرفته و هو يتحدث بالهاتف و يضع أحدي يديه في خصره و قال بصوت منزعج:
-E perché non gli hai parlato direttamente?
(و لما لم تحدثه هو مباشرةً؟)
تبدلت ملامحه و صوته إلي الجدية فجأة و قال:
-Stai decisamente scherzando Sì, certo, dovrebbe saperlo Beh, vieni presto in azienda e ci incontreremo lì e gli diremo tutto ciao.
(أنت تمزح بالتأكيد .. أجل بالطبع يجب أن يعرف حسناً تعالي إلي الشركة بعد قليل و سنتقابل أنا و أنت هناك و نخبره كل شيء إلي اللقاء.)
رفع إيان خصلاته و أغمض مقلتيه الزرقواتان بقوة و هو يشد علي خصلات شعره و تنهد بصوت مسموع ثم ذهب ليأخذ حمام سريع ليرتدي ملابسه و يذهب.
.............................................
وقف چون أمام المرآة و هو يلقي نظرة أخيرة علي نفسه قبل أن يضع عطره.
نظر للساعة ذات الماركة العالمية التي يرتديها في معصمه ثم ألقي نظرة سريعة علي زوجته و أتجه إلي الباب لكنه أوقفه صوتها مصدوماً:
-كرم.
ظل واقف مكانه ينظر أمامه بصدمة و هي يوليها ظهره حتي قالت له:
-دا أسمك صح؟
أجابها بصوت منخفض و يظهر عليه الصدمة ثم قال:
-جبتي الإسم دا منين؟
=من مذاكرات كانت عمتها كتباها.
-أنا أسمي چون مش كرم.
=هي سميتك كرم علشان هي شافتك كرم ليها من عند ربنا.
-أنا أسمي چون و مليش إسم غيره.
=أنت كرم مش چون.
استدار لها و نظر لها بغضب و قال بعصبية:
-قولتلك چون كرم دا ملوش وجود.
=كرم واقف قدامي أهو يبقي إزاي ملوش وجود؟
-أنا چون .. چون كولشيو و مش عايز اسمعك بتقولي كرم دا تاني فااهمة؟
ثم ذهب و تركها دون أن يسمع منها الرد أما هي ف كانت متوقعة أنه سيغضب لمعرفتها حقيقته لكنها لم تتخيل أنه سينكر شخصه الأصلي و أدركت الآن أنها ستتعب معه في الأيام القادمة.
............................................
وصل چون شركته و ذهب ل مكتبه و الغضب يتملكه ف عقله مشغول و مشوش بشدة.
جلس علي مكتبه و طلب من المساعدة خاصته تحضير القهوة له و بعد قليل من الدقائق وجد باب المكتب يدق ثم دلف إيان و خلفه شخص آخر استطاع التعرف عليه رغم مرور الكثير من الوقت.












رأيكم في الفصل دا و اللي فات بسرعة و عايزة دعم كبير في الرواية.
يارب تعجبكم.💖💖💖

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now