الفصل التاسع عشر.

2.6K 90 10
                                    

بعد يومان استيقظت بيان لكنها لم تنطق بحرف حاول الطبيب جعلها تتحدث لكنها رفضت ظن چون أنها فقدت النطق لكن الطبيب أخبره أنها هي التي ترفض التحدث و أخبره أن هذا بسبب صدمتها لا أكثر و ستتحسن مع الوقت.
أختار چون ممرضة واحدة فقط تعتني ب بيان و وقع اختياره علي تلك الممرضة التي كانت تحتضن بيان أثناء بكائها.
كانت فتاة شقراء ذات عيون خضراء صافية و جسد نحيل .. تدعي جوليانا فتاة أمريكية الأصل .. كانت تقضي جميع وقتها مع بيان كما أمرها چون ف هو جعلها لا تهتم لأي أحد سوي بيان بينما هو كان يهتم ل أخيه كثيراً و يراقب حالته و أيضاً كان يراقب بيان دون أن تلاحظ يطمئن علي حالتها و إذا كانت تتناول طعامها أم لا تأخذ دوائها أم تحدثت أم لا .. كان يشغل تفكيره حقاً رفضها للتحدث هذا لا يعرف لماذا يهمه أمرها من الأساس.
مر أسبوع كانت الأمور مستقرة نوعاً ما لكن إيان مازال في عالمه لم يستفيق بعد ولا أحد يعرف متي سيستفيق حتي طبيبه لا يعرف.
كان يقف أمام النافذة الزجاجية العريضة المطلة علي غرفة أخيه يتأمله بهدوء يتمني أن يستفيق و يطمئن عليه يريده أن يعود يريد رؤية ضحكته و مرحه الذي كان يمليء المكان يريد أخباره أنه سيعاقبه و يمنعه من قيادة السيارة مرة أخرى ف يضحك إيان بوجهه و يخبره أنه بخير و لا يوجد داعي لكل هذا يفتقده بشدة ف هو أدرك الآن أنه يحب أخيه كثيراً ولا يقوي علي خسارته.
خرجت جوليانا من غرفة بيان و ذهبت ناحية چون الواقف ينظر ل أخيه و يوليها ظهره .. حمحمت جوليانا بخوف ثم قالت بصوت منخفض مهذب ف هي كانت تهاب هذا الرجل كثيراً:
-Sir, Miss Bayan refuses to eat her food.
(سيدي أن آنسة بيان ترفض تناول طعامها.)
استدار چون لينظر لها ثم نظر ل غرفة بيان و ترك جوليانا واقفة مكانها و ذهب ل بيان بخطوات رزينة ثابتة و دلف للغرفة بهدوء.
كانت تجلس علي السرير تحدق أمامها بشرود عقلها مغيب لا تدري بما حولها حتي أنها لم تلاحظ وجود الذي واقف أمامها يتأمل ذبولها ف قد نقص وزنها و الهالات السوداء تجمعت حول عينيها و الخدوش و الكدمات مازال تشوه وجهها و الجرح الذي أسفل عنقها مازال عليه ضمادة طبية و العظمتان الذين يقعوا أسفل عنقها برزوا أكثر من ذي قبل.
جلس چون أمامها بعد أن لاحظ أنها لم تنظر له و قال لها بصوته الرجولي الذي لا يظهر به أي مشاعر:
-الممرضة بتقول أنك مش عايزة تاكلي.
لم تجيبه بيان لأنها لم تسمعه من الأساس لكنها أفاقت من شرودها علي لمسته لكفها ل تنظر له و تحدق به دون تحدث ف قال هو بعد أن تنهد:
-مش عايزة تاكلي ليه يا بيان؟
لم تجيبه و ظل تحدق به دون أي تعبير مما جعله يغضب و قال لها بإنفعال و عصبية:
-انتي بتعملي كدا ليه؟ ليه كل حاجة بتعمليها بالعافية بعد ما بطلعي عينينا معاكي علفكرة أنتي بتأذي نفسك مش بتأذي حد غيرك.
كانت بيان تريد أحد يجعلها تخرج ما بداخلها تريد من يستفز أعصابها و هذا بالفعل ما فعله إبن عمتها دون أن يلاحظ مما جعلها تصرخ به بينما العبرات بدأت تتجمع في مقلتيها:
-ايه المشكلة لما اذي نفسي هفرق معاك في حاجة خايف عليا مثلاً؟ أنا عايزة اذي نفسي لحد ما اموتها مش عايزة أعيش لأني تعبت من كل حاجة حواليا كل حاجة بحبها بتروح مني كل حاجة بمعني كل حاجة تعبت من الوجع اللي جوايا و اللي محدش حاسه ولا هيحسه غيري سيبني أموت ملكش دعوة شيء ميخصكش أصل أنت عمرك ما هتخاف عليا أنت أصلا متعرفنيش علشان تخاف عليا و أبعد عني بقي و خليك في حالك.
قالت كلمتها الأخيرة بصراخ أقوي من ذي قبل و كان هو واقف أمامها و الغضب يتملك منه و عينيه الحمراوتان و قبضته التي يضغط عليها بقوة حتي يهدي غضبه لكن لحظة منذ متي و چون يحاول تهدئه نفسه ف هو إن تحدث معه أحد مثل ما فعلت هي الآن من المفترض أن تكون حياتها انتهت علي يده الآن.
أفاق علي صوتها الصارخ الحاد و هي تقول له:
-اطلع برا.
حدق بها ثم لم يشعر بنفسه إلا و هو يحاصرها بينه و بين السرير أسفلها و يمسك رقبتها بقبضته مما جعل تنفسها ضعيف قليلاً لكن الغريب أنها لم تبكي أو تصرخ من الذي يفعله ف هو علي وشك إنهاء حياتها لكنها كانت تنظر في عينه بحدة قوية و ثابتة كأنها لم تكن تصرخ و تبكي منذ لحظات .. هذه الفتاة غريبة.
ظلوا يتبادلوا النظرات الحادة التي يكسوها الغضب منه و البرود منها .. كان الهواء الصاعد لرئتيها يقل لكنها لم تشعره بذلك لم تشعره بضعفها أبدا.
تركها چون عندما وصل لمسامعه صوت طرقات علي باب الغرفة ثم فُتح الباب ل تطل منه جوليانا و هي تخبره أن إيان استعاد وعيه.
............................................
ضرب ريتشي الطاولة الكبيرة التي أمامه بيده و قال بصراخ غاضب للرجال الذين أمامه:
-Come è morto suo fratello?
(كيف لم يموت أخيه؟)
=Ritchie credimi, non so come..
(صدقني سيد ريتشي أنا لا أعرف كيف..)
قاطع ريتشي ذلك الرجل بإطلاق رصاصة اخترقت جمجمته ليسقط غارق بدمائه مما جعل الرجل الآخر يشعر بالخوف و يرتجف ف صرخ ريتشي قائلاً:
-Scendi dalla mia faccia ora che sei l'altro.
(أغرب عن وجهي الآن أنت الآخر.)
خرج ذلك الرجل مسرعاً و هو يتنفس الصعداء فقد نجي بحياته الآن و لم يكن مصيره الموت مثل صديقه.
اشتعلت أعين ريتشي و ضرب الطاولة أمامه بقوة حتي تهشم زجاجها قائلاً بوعيد:
-Non ho ancora finito con te Colchio.
(لم انتهي منك بعد كولشيو.)
............................................
خرج چون سريعاً من غرفتها إلي غرفة أخيه ليجد أن الطبيب معه يفحص حالته ف دلف چون بهدوء و عينيه معلقة ب أخيه الصغير ب لهفة و إبتسامة صغيرة تزين ثغره.
وقعت عين إيان علي أخيه ف أبتسم له بسعادة و ملامح متعبة لكن سرعان ما تذكر ليالي و بيان ف اقتحم القلق و الخوف ملامحه.
أنهي الطبيب فحصه و طمئن چون علي حالته الصحية و قال أنه أصبح بخير لكن سيبقي في المشفي ل يومين ليطمئنوا عليه و يحصل علي الرعاية الكاملة.
تركهم الطبيب و ذهب ف قال إيان بخوف واضح:
-Are they okay?
(هل هم بخير؟)
صمت چون قليلاً لكن قبل أن يتحدث ظهر صوتها المصحوب ب لهفة واضحة علي ذلك الراقد علي السرير الطبي.
-إيان.
دلفت و هي تمشي بخطوات سريعة ب رداء المشفي الأبيض الذي يصل لأسفل ركبتيها و شعرها الطويل الفحمي المنسدل علي ظهرها و خلفها جوليانا التي كانت خائفة من ردة فعل چون بعد أن رأي بيان التي خرجت من غرفتها.
وقفت بيان أمام سرير إيان و قالت و الدموع تمليء مقلتيها و قالت له:
-Are you okay? Is something hurting you?
(هل أنت بخير؟ هل شيء يؤلمك؟)
=Nothing hurts me, but what about you, tell me.
(لا شيء يؤلمني لكن ماذا عنك أخبريني.)
ثم وقعت أنظاره علي الضمادة التي تقع أسفل رقبتها و رأي الكدمات و الخدوش التي تشوه وجهها ف قال لها بقلق و خوف واضح و هو يشير علي وجهها و جرحها:
-What's this Bayan? Tell me.
(ما هذا بيان؟ أخبريني.)
=Don't worry, Ian, it's minor wounds.
(لا تقلق إيان أنها جروح بسيطة.)
كان چون يتابع ما يحدث بينهم بملامح جامدة ثم وقعت أنظاره علي جوليانا الواقفة عند الباب و التي يبدو عليها الخوف ف أشار لها بالخروج دون التحدث ف نفذت أوامره و خرجت بالفعل.
سأل إيان السؤال التي تخشاه بيان و التي لا تستطيع تصديق إجابته من الأساس ل تجيبه.
ظلت واقفة أمامه بملامح جامدة إلي أن تجمعت العبرات في مقلتيها و أخذ الحزن يتشكل علي ملامحها ف قال إيان بصوت صارخ نسبياً و غاضب في نفس الوقت:
-Answer me are Layaly okay?
(اجيبيني هل ليالي بخير؟)
هربت العبرات من مقلتي بيان و خرجت الشهقات رغم عنها و حركت رأسها نافية و هي تنظر أسفل قدميها ف هي فقدت آخر من تملك.
صرخ إيان بهم و هو ينقل نظره بينها و بين أخيه الواقف بصمت:
-Are you kidding me?
(هل تمزحون معي؟)
ظهر صوت چون و هو يقول بهدوء:
-لا مش بنهزر هي ماتت.
نظر له إيان بصدمة كبيرة بسبب موت ليالي و صدمة أخري أن أخيه يتحدث باللغة العربية بطلاقة بينما شهقات بيان تزداد .. ظلوا صامتين قليلاً إلي أن نظرت بيان ل چون و قالت:
-انت وديت جثتها فين؟
=موجودة هنا في تلاجة الموتي.
-عايزة أشوفها يا چون.
قالتها له بتوسل و عبراتها تزداد ف أومأ هو لها بهدوء ف قال إيان:
-هاجي معاكم.
قال چون لهم بحزم و صرامة:
-انت مينفعش تخرج من سريرك و أنتي مكنش ينفع تخرجي من اوضتك بس حسابك معايا بعدين.
=حسابك مع مين أنت مين أصلا علشان تحاسبني؟
نظر لها بغضب شديد و اكتسبت عينيه اللون الأحمر من شدة غضبه ثم قال لها بحدة و تهديد:
-متعليش صوتك عليا تاني علشان موتك ميكونش علي أيدي.
كانت ستتحدث لكن ظهر صوت إيان القائل بحزم:
-مينفعش كدا اسكتوا.
ثم أكمل و هو ينظر ل أخيه الأكبر:
-أنا عايز أخرج من هنا.
أجابه چون و هو يتجاهل بيان التي تشتعل من الغضب أمامهم:
-الدكتور قال يومين و تخرج.
=أنت عارف أنا مش بحب الأماكن دي زيك.
تنهد چون و هو يشد علي خصلاته بأنماله ثم أومأ ل أخيه و كان سيذهب من الغرفة لكن أوقفه صوتها:
-قولتلك عايزة أشوفها.
استدار لها و هو يرمقها بنظرات حارقة ثم قال لها صارخاً:
-قولتلك طيب هو أنا مخبيها في جيبي هتنيل اخليكي تشوفيها متقرفنيش بقي.
ثم تركهم و خرج من الغرفة وسط ذهول إيان ف هو لم يكن يعرف أن أخيه يجيد التحدث باللغة العربية بالإضافة أنه قال كلمات لم يفهم إيان معناها بينما بيان لم تتأثر من صراخه و ذهبت لتجلس علي أريكة أمام سرير إيان و وضعت رأسها بين كفيها.
بعد دقائق من الصمت دلف چون بهيبته المعتادة و هو يسلط أنظاره علي تلك الجالسة علي الأريكة و تضم نفسها بيدها و تضع رأسها بين ركبتيها.
ظهر صوته الآمر الحاد و هو يقول:
-تعالي.
نظرت هي له بنظرات ممزوجة بالرهبة و الخوف و الارتباك لكن لم يكن هو السبب .. السبب كان فكرة أنها ستري عمتها لآخر مرة ف حياتها ستراها جسد بلا روح.
وقفت و تقدمت منه و وقفت أمامه بجسدها النحيل و ردائها الطبي القصير ف كانت أقصر منه و جسدها لا يضاهي شيء أمام ضخامته و طوله.
ظهر صوت إيان ليوقفهم قبل أن يخرجوا:
-چون.
فهم چون ماذا يريد أخيه ف أومأ له برأسه و أشار ل ممرضان أن يأتوا و يساعدوا أخيه الصغير أن ينهض و بالفعل هذا ما حدث.
كانت تسير بيان بجانبه بينما إيان خلفهم برفقة هذان الممرضان و أمامهم ذلك المسؤول عن ثلاجة الموتى هذه.
وصلوا لذلك المكان الملقب بثلاجة الموتي كان بارد جدا لا حياة فيه كمن يرقدون بداخله .. شعرت بيان بإنقباضة بداخلها و قدمها لا تقدر علي حملها مما جعلها تقف فجأة و هي تضع يدها علي قلبها مما جعل الجميع يقف حتي چون الذي كان سبقها ببضع خطوات استدار و عاد ادراجه و وقف بجانبها دون التحدث.
ظهر صوت إيان كاسراً لذلك الصمت المُميت كالمكان الذي هم فيه:
-بيان لو عايزة نرجع هنرجع.
حركت رأسها نافية دون التلفظ بأي حرف ثم تحركت بخطوات بطيئة إلي المكان الذي يرقد به جسد ليالي.
وقف المسؤول عن هذا المكان بجانب جسد ليالي و عندما أشار له چون برفع الغطاء قام برفعه برفق لتنهار بيان بجانب جسدها و هي تحاول كتم شهقاتها.
كان جسدها شاحب و الجروح السطحية و العميقة تملئ وجهها و جسدها لم تكن ليالي التي عهدتها بيان لم تجد بها أي شيء يدل علي أنها ليالي حتي رائحتها لم تكن هي.
هربت بعض العبرات من مقلتي إيان ف هو أيضاً كان يحب ليالي بشدة ف هي كانت المرأة الوحيدة التي تحنو عليه دون مقابل دون حتي أن تعرفه جيداً.
كان چون ثابت فقط يحدق ب وجه والدته الخالي من الحياة.
ظلوا هكذا لما يقارب ساعة كانت بيان تبكي إلي أن انهارت قواها و إيان يمثل ثباته بينما عبراته و عينه تكشفه أما چون ف ثابت يحدق ب وجه والدته أحياناً و ب بيان المنهارة أحياناً.
أفاق چون من هذا الصمت المُميت و أشار للرجل أن يعيد الغطاء ل وجهها كما كان و أشار للجميع لكي يخرجوا لكن بيان ظلت مكانها ف أمسكها چون من ذراعها بقوة و هو غاضب بسبب تجاهلها ل أوامره لكنه وجد أن لا قوة بها لتحملها ولا قوة بها لرفع جفنيها الذان ترفع نصفهما بتعب بادي عليها.
أوقفها أمامه و نظر لها ليجدها تقول بهمس التقطته أذنيه بصعوبة:
-كلهم سابوني لوحدي.
ثم مالت برأسها علي صدره ليجدها فقدت وعيها تماماً.
مال عليها و مرر أحدي ذراعيه أسفل ركبتيها و ذراعه الآخر علي ظهرها و رفعها ليضمها لصدره بقوة و حرس شديدان و أنطلق خارج ذلك المكان بينما الجميع يسير خلفه.






رأيكم..🌚♥️
بستني رأيكم أوي والله و بفرح من أي كومنت و ڤوت.💖
خليكم متابعين لأن الأحداث هتتغير خالص و يارب تعجبكم لأن أنا بتعب فيها أوي.💜
قولولي حبيتوا مين أكتر چون ولا إيان و ايه اللي عجبكم في شخصيتهم و ايه اللي معجبكوش بردو عادي.😂😂💕

ندرانجيتاWhere stories live. Discover now