part 32

801 34 0
                                    

اشعة الشمس استحوذت علي عين هذا الشاب الصغير الذي يبلغ عمره ١٦ عام فتح عيناه وهو ينهض بثبات متجها للحمام ياخذ حمامه ثم ارتدي زيه المدرسي ولأن واقف امام مرائته يصفف شعره باناقة
دخلت امه الغرفة تردف بابتسامة :صباح الخير يايوسف
يوسف:صباح النور ياأمي
اردفت بصوتا هادئ:الفطار جاهز بسرعة عشان متتاخرش
تحدث باحترام وابتسامة جذابه :حاضر ياامى
قبلت راسه ثم توجهت للاسفل لتجد شقيقتها الذي اردفت بمرح:الله علي النشاط ياست رهف ما لسه بدري
رهف:مكنش بايدي كنت بصحي عيالك وعيالي الله اكبر  محتاجين صاعق كهربي ما عدا العاقل حبيبي يوسف
رفعت حور نظرها تنظر لرهف الذي تحولت ملامحها لحزن :وحشني
حور:وانا كمان اوي  الحمدلله على كل شئ ربنا بعتلنا ابنك طالع شبه ربنا بيعوض
رهف:عشان تبقى تسمعو كلامى تأملى لصورت اخونا جاب نتيجة
ضحكت حور ورهف يكملون عمل الافطار لابناءهم الذي سيذهبون للمدرسة
وجدو من يدخل يجلس بعشوائية قائلا:فين ياحوحو الفطار
حور:حوحو انا امك يااستاذ لؤي
لؤي:عادي يالولو ما احنا صحاب
وضعت الفطور امامه قائلة:اطفح ياخويا
لؤي:اموت في حنيه قلبك ياست الكل
ضحكت رهف وهي تري هؤلاء الفتاتان صحيح ليسو اخوه لكن بنات عم  ورغم ذلك متقربين من بعضهم كثيرا احدهم تدعي قمر  والاخري شمس الاثنان اقل ما يقال مجنونان شيطين صغار وثلاثتهم بقصر جدهم ستتعرفون عليها بعد قليل
جلسو بعين ناعسة فهم يستيقظون من اجل المدرسة الذي يكرهونها يعتبرونها مكان تحطيم احلامهم
لؤي:اهلا ياقمر
شمس:مفيش شمس معاك ولا هو الشوق
لؤي:خليكي في حالك
شمس:بكرا تيجي تبوسي ايدي عشان اوافق اساعدك
لؤي:مستغنين عن خدامتك
قمر وهي تتثاءب:صباح الخير يامامي
رهف:صباح الخير يابرعي
قمر:خليكم شاهدين انتم اللي بتجروني لرذيلة
نزل ذلك الهادئ برذانه يجلس علي كرسيه قائلا بصوته العذب:صباح الخير
الجميع:صباح النور
نزل يحيي ومهند يجلسون علي كرسيهم  وبجانب كلا منهم زوجته والأطفال ياكلون بصمت وعندما انتهو نهض يحيي ومهند ذاهبين لعملهم وراءهم الاطفال الذي ذهبو لسيارتهم الخاصه الذى انطلقت لوجهتها
                 ******************
فى قصر الجبراني
جالسا على كرسيه المصنوع لأجله ينظر للزجاج يري الحديقة متخيلا ابنه يلعب بها كعادته وهو يضحك متذكرا جلوس صغيره بحضنه وسط العشب
عيناه الحمراء من قلة نومه كيف لعيناه ان تغفى وابنه ليس معه هناك من اخذ ابنه منه لن يستسلم وبرغم من ما حصل منذ سنوات الا انه لم يصدق ما فعله هذا الرجل واثقا ان ابنه علي قيد الحياة اصبح شخص اخر يحيطه هالت البرود والجمود عاد للشرطي وعاد للقيام بمهماته بالإضافة للعمل بالشركات بالإضافة لبحثة عن طفله  يبحث منذ سنوات عديدة بكل مكان حتي الصحراء لن يجد حجرا الا وبحث فيه ولن يجده وبرغم من ذلك مواصل بحثه عالما ان يجده
فلاش باك
دخل ادم تزاما مع صراخ رهف وقمر يقول وهو يتنفس بصعوبة:لقينا مكانه
ركض داغر للخارج وخلفه يزيد واوس وحازم والشاب يركبون سيارتهم الذى انطلقت بأقصى سرعة للمكان الذى اخبرهم بيه ادم
ما ان وصل داغر اقتحم هذا المبنى المهجور ينظر حوله
ليجد ماوجعل آخر قطع تبقت بقلبه تتحطم
اقترب اياد من الذى علي الارض ممسكا بيه يتجهة لابيه:دي هدوم يوسف ودا دمه
مد داغر يده ليأخذ ثياب ابنه متوجها للخارج تاركا اياد الذى نزل علي ركبته ينظر لدماء اخيه الصغير متذكرا ذكرياته القليلة ورغم عدم حديثه كان الوحيد الذى يفهمه كان هو الحضن الذى يذهب له يوسف في الليل لينام فيه كان هو الذى يجيبه بعفويته وحديثه عن مدرسته وكل شئ نزلت دموعه ليقترب مهند منه نازلا لمستواه واضعا يده علي كتف الاخر بحزن والم فالصغير رغم مشاجراته معه اكتسب مكانه كبيره بقلبه
بالخارج
يوسفففففف
صراخ حطم قلوب الواقفين من هذا الاب الذى فقد ابنه صرخت اب فقد روحه فقد قطعه منه انزل راسه يستند علي سيارته وهو ينظر لدماءه الذى تملئ ثيابه بعين حمراء كاتما غضبه حزنه قهره صرخت أعلنت ألم قلبه الذى تحطم بفقدان ابنه
باككك
فتح عيناه عندما تسلل عطر ملاكه الذي يشعره بحياته يدها الذي وضعت علي كتفه قائلة:كلنا اتجمعنا برا منتظرينك عشان يبدؤ في الفطار
وضع يده علي يدها ناهضا مقبلا راسها محاوطا اياها بذراعه خارجا من مكتبه متجها لحجرة الطعام واقفا علي راس الطاولة الكبيرة يجلس ليجلس الجميع بعده ينظر لاحفادة أولاده نعم جميعهم أولاده وليس ابناء اولاد اعمامه يتناولون الطعام بصمت 
رفعت تلك المشاغبة نظرها وهي ثلاثي الشيطين نجم تنظر لاخيها الاكبر الهادئ ايضا متنهدا بضجر لقد ملت اخيها الكبير الهادئ لا يسليها ابدا برذانته لا يعرف ما يسمي المتعة في تخريب الاشياء
"هؤلاء ابناء اروي وآدم "
نهض داغر كي يذهب لعمله يصاحبه يزيد  اما حازم فهو قد سافر ليدير الشركات خارج البلد  ومعه رحيم وتولين الذي لم تعود ذكرتها بعد ولم يحاول رحيم إرجاع ذكرتها لقد حب حياتهم الهادئة بصحبة ابناءه دون مشاجرات
هم ايضا يتناولون الطعام بصمت ليقاطع هذا الصمت تلك الصغيرة البريئة:مامي خلي رائد يديني العصير بتاعي
جلبت لها آخر فابعدته تقول بحزن:لا عايزه دا بتاعي
اعطاها رائد العصير الذي هو بالاصل له لكن هيا اردته وهو لن يحزنها من اجل هذا الشئ وايضا لكي لا تفعل صوتا عالما بان لا يجب الحديث علي طعام وهذا احترام وأدب
تلك الصغيرة تسمي أليس بريئة جميلة كما انها عنيدة مدللة والدها اخذت عين والدتها وشعر والدها ملامح والدتها اما رائد فهو يشبه والده بكل شئ ما عدا عيناه الذي اخذها من والدته
اتعلمون هؤلاء الصغار ابناء تولين ورحيم نعم الذي يعيشون حياتهم بهدوء رحيم يعمل مع عمه وتولين تعتني بابناءها
يعيشون بهدوء دون مشاجرات دون خناق دون خلافات حياة هادئة مليئة بالحب والود الذى اصبحت تولين تعطيه لرحيم برحابة صدر
                    *****************
يقف هذا الشاب الذي ظهرت ملامحه الرجوليه عضلات جسده القوية نظراته الحادة طولة عرضه يركض بسرعة فائقة يلحقه بعض الرجال  اختبئ خلف الصخرة دون ان يراه احد يصوب علي من يقف امامه ليصيب هدفه بمهارة ومن ثم الباقي وجد خزنته قد فرغت فخرج من مخبئه ليس جبان ليختبئ لقد تعلم كيف يواجهة لذلك خرج اقتربت الرجال منه إلا أنه لم يعطى احدا فرصة وقد بدا بضربهم بمهارة واحترافيه عاليه حتي تسطح الجميع علي الارض سمع صوت من يصفق له
استدار يري ذلك الرجل الذي ظهر العجز علي ملامحه يقترب منه بابتسامة اعجاب قائلا:برافو عليك كدا اقدر انزلك شغل وانا مطمن اجتزت كل اختبارات الذكاء والقوة بمهارة احيك
اردف بصوته الخشن البارد:امرك يازيدان باشا
زيدان:يعجبني فيك طاعتك روح ارتاح الايام الجايه مليانه شغل والشغلانه الجايه هي اللي هتاكدلي وفاءك
رد عليه ببرود ولا مبالة:وانا جاهز
ابتسم الاخر بافخر مشيرا له ليذهب هذا الشاب لحجرته يريح جسده ناظرا للسقف مخرجا سلسال تحتوي علي صندوق ينظر لها بنظرات لا تفسر هو لا يعرف لمن هذه كل ما يعرفه انها كانت معه منذ مجيئة لهنا لابد انها من اهله
علي الجانب الاخر
تجلس هذه الام تبكي علي فراق طفلها الذى مر عليه العديد من السنوات وهي تنظر للسلسال الذي بيدها والذي يحتوي علي مفتاح تعانق ملابس ابنها تردف بقهر وحزن:وحشتني يايوسف
علي الجانب الاخر
وضعها الاخر اسفل وسادته ليغمض عيناه ينام سامحا لنفسه باخذ قسط راحة
                 *******************
تجلس مع شقيقتها يشاهدون التلفاز دون ازعاج والطبع قصدهم علي هؤلاء الاشقيه حتي طرق باب القصر فانهضت حور ذاهبة باتجاه الباب تفتحه لكي تري من الطارق وفور فتحها للباب نظرت للذي امامها بذهول  تخطتها الطارقة ذاهبة للداخل
سمعت رهف صوت خطوات فاردفت وهي تظن بان القادمة شقيقتها:مين ياحور
لم تسمع الرد فرفعت نظرها مما جعلها وقفت بهدوء وهي تنطق  :سولفيا
تذكرت ما حدث بعد اختفاء شقيقها ليليها اختفاءها
فلاش باك
وقفت امام هذا البارد تعانقه قائلة بحب:بحبك يايحيي من صغرنا بحبك ليه مش قادر تقتنع
خرج صوته الجامد وهو يبعد يداها:وانا بحب مراتي حطي في دماغك ان مستحيل اشوف غيرها
سولفيا بغضب:ليه ايه فيها عني انا بحبك من زمان ايه مخلكش تشوفني ايه المميز فيها فاهمني
يحيي:سولفيا اعرفي حدودك دي مراتي وحبيبتي ومسمحش لاي حد يعيب فيها واقسم بالله لسانك لو نقط بحرف معجبنيش مش هيكفيني فيها قتلك انا عارف انتي قاعده هنا ليه ومتحلميش تحصلي عليه لأنه مستحيل سامعه ياسولفيا م س ت ح ي ل
نزلت دموع الاخري تردف:طيب يايحيي انت اللي اختارت بس حط في دماغك انا عمري ابدا ما بسيب اللي بحبه ويعجبني انا همشي يايحيي بس افتكر ان يوم ما هرجع هبقي بس عشان تبقي ليا انا وبس
تخطته ذاهبة الا انها وقفت تنظر للذي تنظر لها بجمود
تخطتها بنظرات حاقده ورهف تنظر لاسرها  الذى اصبحت فارغة ببرود تام
باك
ذهبت حور تجلس امامها وبجانبها رهف الذي قالت:جيتي ليه
حور:استني يارهف واجب الضيف احترامه
رهف:بس دا لو كانت محترمة اصلا ايه هيخلي دي ترجع بعد السنين دي آلا لو
قاطعتها سولفيا بصوتها الهادئ:رهف متفهمنيش غلط انا وقتها كنت في لحظة غضب بس لاكن دلوقتي اختلف كل شئ  انا ادركت ان مكنش اي حاجة ليحيي
رهف:وراجعة ليه
سولفيا:انا شركات والدي فلست ومبقاش حيلتي اي حاجة وجيت هنا عشان مليش غير ولاد عمي يساعدوني
حور:تمم هما في الشغل اطلعي انتي دلوقتي ارتاحي ولما يجو هنقولهم
سولفيا بهدوء:شكرا
نهضت سولفيا صاعده لاحد الغرف بالاعلي نظرت لها رهف قائلة:انتي مجنونة ياحور دي متتأمنش
حور:البنت خسرت كل حاجة نسيتي بابا علمنا ايه منقفلش الباب في وش المحتاج ابدا
قاطعهم صوت ابناءهم الذي عادو  دخلت تلك الفتاتان متجهين لوالدتهم الذي ظنو انهم سيعانقهم الا انهم اخذو الاكياس يجلسون يتناولون التسالي
رهف:وحياة امك منك ليها
رهف:لمؤاخذ 
ضربت رهف على كف بنفاذ صبر من هؤلاء الفتيات
اتي الليل علي هؤلاء الفتاتان احدهم تدرس لابناءها والاخري تقوم بعمل الطعام دخلت عليها بخطوات بطيئة تردف بابتسامة:اساعدك في حاجة ياحور
لم تنظر لها جور بل ردت بهدوء:شكرا ياسولفيا
سولفيا:ممكن تسمحلي اساعدك انا عايزه ابقي منكم صدقيني مبقتش زي الاول انا اتغيرت
ارتشفت حور من كوب العصير الذي سكبته لنفسها للتو :الايام هتثبت دا
سمعت صوت صراخ شقيقتها فاخرجت كي تري ماذا يحدث تاركه تلك الواقفة وحدها اخرجت هذه الزجاجة الذي تحتوي علي مادة غريبة تضع منها بالكوب باخبث وشر
بالخارج
حور:في ايه
رهف:العيال مبتفهمش
حور:جرا ايه يابت منك ليها ليه متركزو
شمس:ذنبنا ايه مبتعرفش تشرح
ضربت علي راسها من قبل امها:بس يام نص لسان واقعدي ركزي والا انتي عارفه هعمل فيكي ايه
شمس: ابه لزموو التعليم دا انتر اهو بتخرطى بصل جوا
ضربت مره اخري فصرخت بتذمر:ايه يابشر مخي هيقع
حور:عشان لسانك المتبقي منه دا
لؤي:انا جالي صداع قايم
امسكت رهف حذاءها تقول:والله لو ما تلميتو وقعدو تحلو لاكون عماله من شعورهم كفته فحم
جلس الثلاثة دون كلمة.وهم يتذمرون تنهدت حور بضجر عائدة للمطبخ تمسك كوب العصير تشربه حتي انهته نظرت حولها تقول:راحت فين دي
عادت لتكمل طعامها اما الاخري فهي تقف علي الباب  تبتسم بخبث: عمري ما برجع في كلمة قولتها
                    ******************
يقف بالشرفة ينظر للامام بشرود تام وهو يدخن سيجارته ببرود لا ننسي ان من قتل هو شقيقة هذا جعل الحزن يعود له مره اخري صحيح لديه صوت يتحدث بيه الا ان حديثة قليل
وجد يد تحاوط ذراعه فنظر لزوجته الذي لم تتغير ملامحها بعد العملية الجراحية بل عادت اجمل  بكثير بابتسامة اختفت عندما نبثت الواقفه:اياد ممكن اطلب طلب.
اياد:نعم ياحبيبتي
مودة:انا نفسي اخلف عايزه افرح بولد
اياد:لا
مودة:احنا بقالنا اد ايه متجوزين  نفسي في بيبي
اياد بغضب:وبعدين كل ما حضرتك بتحملي بتسقطي هفضل اتفرج عليكي وانتي كل مره بتتعذبي واسكت واهودك لا يامودة شيلى الفكره من دماغك
نزلت دموعها بالم تقول:ارجوك هجرب المره دي بس
اياد دون مناقشة ورفض تام:لا معناها لا
تركها خارجا من جناحه تركها تبكي بالم هيا تريد أن تصبح ام حملت اكثر من مره وكل مره ابنها يموت داخلها  حتي عارض زوجها صحيح حظرهم الطبيب لاكن هي تريد طفل وبشده تريد أن يناديها احد بماما تري الجميع يحمل أطفاله ما عدا هيا تريد أن تصبح ام
                  *****************
لقد انتهي هذا اليوم بخير علي البعض والبعض الاخر حزن والاخر شوق اختفي القمر ليحل محله  الشمس الذي أعلنت عن شروقها
وها هو هذا الشاب يقف امام هذا الرجل الذى سيعلمه عن آخر اختبار لذلك الواقف اختبار الوفاء وهو الذي سيحدد مصيره يبقي معهم ويصبح منهم ام يتم قتله زيدان :طبعا عارف انت هنا ليه يارسلان
رسلان :اكيد
زيدان:الاختبار دا من أصعب الاختبارات جربه ناس كتير ونهايتها كانت الموت ياتنجح ياموت
رسلان:وانا موافق
زيدان :هتقتل شخص
لم يستغرب من طلبه ولم يظهر تفاجأه بل اردف ببر :مين
نطق الاخر بهدوء تام:داغر راقب الجبراني
##############
~هل مات يوسف؟
~ما الذى سيفعله داغر وكيف سايعيد ابنه؟
~من هذا الشاب المسمى بارسلان؟
~من هو زيدان ولماذا يريد قتل داغر؟
~هل سيوافق رسلان وينجح بهذا الاختبار ام سيختار الموت؟
_انتظرو البارت القادممممم بحبكم بايييييييى❤️👋

احفاد راقب الجبرانى بعنوان«ملاك داغر» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن