part 43

840 35 4
                                    

  ازاي جالك قلب تموته انت قلبك دا حجر مبيحسش هان عليك
كان صوتها المتالم من موت ابنها وهى تتذكر اكثر ما المها لقد سلبو روح ابنها من داخلها بدم بارد وكأن لم يكن بقلوبهم مكان ابدا للرحمة
نطق الواقف مصدوم من ما تقوله حبيبته الذى يحميها بروحه:اقتل مين دا ابني
صرخت بيه بغضب:متتجرأش تنطق وتقول انه ابنك ازاي سامح لنفسك تقول انه ابنك وانت بنفسك اللي وديتني علي مركز الإجهاض وامرتهم ينزلوه
اردف بعدم فهم :امضت ايه وأمر ايه مفيش حاجة من دي حصلت
مودة:كداب انا بعيني شوفت امضتك علي ورق العملية شوفت اللي اكدلي انك انسان من غير قلب قولي عملت كدا ليه انطقق ليه بعد ما وفقت علي وجودة موته كنت بتتضحك عليا ليهه
انهت حديثها بصراخ هيسترى وبكاء مما جعله يمسك ذراعها ليهدئها بقوله:مودة اللي بتقوليه دا محصلش انا معرفش حاجة انتي بتختبري حبي للي في بطنك صح هو مامتش
دفعت يده بعنف مبتعده عنه :متلمسنيش انا من انهاردة مش عايزه اشوف استاذ اياد داغر الجبراني انا بكرهك مش قادرة ابص في عينك مش طايقة اشوف اب قتل ابنه مش انت اللى اتجوزته انت واحد غيره من غير قلب 
اياد بحدا وغضب:مودةةة احفظي كلامك كل اللى بتقوليه محصلش
صمتت لدقائق ثم اردف بقهر وحزن بان بنبرة صوتها الذى عكس تحطم قلبها النازف:انت مكنتش عايز يبقي ليك ابن كنت كارهة وجوده مكنتش عايز تبقي اب احب ابشرك عمرك ما هتبقي في حياتك
خرجت من القصر تاركه اياه يستدير متجها للمصعد بخطوات صامته لحد الان لم يصدق ما قالته للتو وقف عندما شعر بمن يقف أعلى الدرج ينظر له ببرود تام تحدث باحترام وحزن:بابا انت كنت بكلمة منك تقدر تعرفها ان الفاعل مش انا
داغر كان لديه رائ اخر لقد تركه متوجها لجناحه الخاص دون قول كلمة  فذهبت خلفه لورا الذى شاهدت كل ما حدث ولم تتدخل بسبب نظرات زوجها الذى منعها تردف بحزن: موقفتش قدمها ليه وقولتلها ان مستحيل اياد يعمل كدا انت كان بايدك تغير كل دا
رمى جاكيته على الاريكة باهمال قائلا:المشكلة مشكلة اياد ولازم بنفسه يحلها ويواجهها
لورا :يعني مش هتساعد ابنك
اقترب منها يحاوطها بيده بحب مردفا بصوتا هادئ:لانه ابني مش هعمل غير اللي في صالحه
خرج صوتها سريعا :طب اللي في صالحه انك تساعده
ضرب انفها باصابعه وهو يردف بصوتا حنون:لا
تهجمت ملامحها مردفه بتسأل وغضب :ليه
تنهد مبتعدا ليعود ليمسك أوراقه مردفا بهدوء تام:لأنها خاصه بيه
                    ******************** 
عادت لمنزل والدها تطرق الباب وجدته يفتح لها فارتمت بحضنه تبكي :اياد يابابا
تحدث الاخر بقلق وهو يدخل ابنته يجلسها بحنان:حصل ايه يابنتي
مودة:اياد موت ابنه يابابا سقطني وحرمني من ابني
صدم الجالس امامها قائلا بنفى:وليه يعمل كدا
مودة:عشان عاوز يحقق كلامه هو مكنش عايزني اخلف اصلا كنت فاكره انه رجع عن اللي في دماغه ووافق ان نخلي البيبي بس لا هو طلع كان بياخدني علي قد عقلي
تحدث الاخر بهدوء:اهدي وخشي ارتاحي بكرا هروح اقعد مع استاذ داغر واياد واتاكد من اللي بيحصل دا
مودة:تتأكد ايه بقولك سقطني شوفت امضته علي الورق شوفت خطه هو امرهم يسقطوني
تحدث الاب بحنان:ادخلي ارتاحي الأول وبعدها هنتكلم في الموضوع دا
نهضت متجهة لحجرتها دخلت تسير باتجاه شرفة حجرتها تنظر للسماء ودموعها لا تتوقف فبعد سنين من الشوق انتهى الأمر يموت ابنها ولكن تلك المره كان من قتله زوجها من وثقت بيه وكأن حبيبها وامانها خذلها بما فعله لم تسطيع سماحه والوثوق بيه مره اخرى وهو من قتل ابنه قطعه من روحه
                       ********************
طرقت الباب بطارقات هادئة ولم تستمع لصوته فتحت الباب تدخل بهدوء وجدته نائما وعلى ملامحه الالم والارهاق اقتربت منه بهدوء تتحسس جبينه مبعده شعره حتى لا ثزعجه تشهر بحرارة العاليه نهضت بسرعه ذاهبة للاسفل متجها للمطبخ جالبه اناء بيه ماء وثلج ثم جلبت قطع نظيفه من القطن واضعه اياها بالماء حملت الاناء متجها للخارج حتى اصتدمت بشقيقتها الذى اردفت بقلق:رهف بتعملى اي
نظرت لشقيقتها بهدوء مردفه :مفيش
كادت ان ترحل فامسكت حور يدها بحزن:لسه منستيش اللى حصل
اردفت بحزن :كنا ايد واحده وانتى قطعتيها
حور:وتوصل انك تخبى عنى وتخوضى كل دا لوحدك
رهف:اللى حصل انا مش عايزه افتكر لو سمحت ياحور
كادت ان تتخطها لكن حور وقفت بوجهها:طالما مش قادرة تسامحيني يبقى كان لازم انا اللى ابقى ميته
نظرت لها رهف بسخرية :حور يوسف تعبان سيبنى عايزه اعمله كمدات
ابتعدت عنها صاعده للأعلى بسرعة جلست بجانب شقيقها لتبدا بوضع الكمدات على جبينه ورقبته مردفه بحزن:انا اسفه يايوسف
امسكت يده تقبله ثم قبلت جبينه :انتى ساعدت ولادى وانا
نزلت دموعها بحزن وهى ممسكه بيده بيد والأخرى على جبينها شعرت بيد تمسح دموعها نظرت لصاحبها الذى علمته فكيف لا تعرف يد من جلبها لتلك الحياة وضعت يدها على يد والدها ناهضا ترجمة بحضنه بحزن مزق قلبها لانشات وجع الضمير يمزق قلبها ببطئ :مش قادره يابابا حاسه ان مش هقدر اسامح نفسي ابدا  ولا حد هيبقى جنبى
قاطعها بابعاد وجهها ماسحا دموعها:مهما عملتى هفضل جنبك غلطك كان كبير لكن اللى حصل  كفايه
نطقت بالم وهى تنظر للاسفل :انا بقيت وحشه ومتحبش صح
ابتسم قائلا بحنان:بقى قمرى الصغير وحش
عانقته بقوة فهى بحاجة لوالدها الذى كان دائما دعمها وسندها مهما حصل تجده يحتويها ويخفف عنها
اردف بحنان:روحى اتمنى على ولادك
رهف :بس يوسف تعبان
جلي بجانب ابنه مردفا بهدوء:انا معاه
اومات وهى تتجهة للخارج تاركه والدها الذى جلس بجانب ابنه يغير له كمداته يهتم بيه يتأمل ملامحه بشوق طال لسنوات اختطفوه من بين احضانه وها هو بين يداه ولن يسمح لاحد بان يحرمه من ابناءه ولو تكلف الأمر قتل سكان الارض يظل الاب هو أوفى حب لابناءه ومهما قسى عليهم يبقى بداخله حب العالم لهم

                        ********************

انتهي هذا اليوم بمرارته علي البعض وفرحه علي البعض وها هي الشمس تشرق علي هذا الواقف ينظر لصورته مع حبيبته بل زوجته يتذكر منذ اول يوم رائها وكانه فلم يعرض امامه نزلت دمعة من عيناه مسحها  تثبت مدي المه وجعه يتذكر رفضه لابنهما امام العائلة والاستهانه بها يتذكر كم مرة عاني الاثنان عندما كان يموت طفلهما وعندما اعطي نفسه امل وقبل هذا الحمل يتمني ان لا يسبب خطر عليها ها هيا عادت المسيرة ليموت طفلهما تحدث بالم مرددا يخاطب ربه:يارب هون علينا ويسر أمورنا
هو ايضا يتمني وجود طفل لكن وجود حبيبته هو الأهم  تذكر جملتها الذي مازالت تتردد باذنه حتي الان "انت مكنتش عايز ابن مكنتش عايز تبقي اب وعمرك ما هتبقي اب "
فتح عيناه ينظر لصورتها قائلا بعين حاده وصوت غاضب:هثبتلك ان مليش ايد في اللي حصل مش هخليكي تبعدي عني كفايه
خرج من الغرفة متجها للاسفل ذاهبا لخارج القصر دخلا المخزن ليجد هؤلاء المكبلين خلع جاكيته مغلقا الباب بغضب مقتربا من هؤلاء الاثنان يشمر كم قميصه:مين فيكم اللي حرمني من ابني
تحدث هذا البارد :وهيفيد بايه حققتلك غايتك مكنتش عايز ابنك
لكمة اياد صارخا بيه:انا مطلبتش منك تدخل ليه قتلته وازاي
راشد:الاملاك كان قصدها ابنك وخسارتي قصدها حياة ابنك
لكمه اياد بقوة قائلا بحدا:هدفعك التمن غالي انت وابنك
تركه وخرج رافعا هاتفه يجري اتصال قائلا:هاتها
اغلق الهاتف صاعدا للسيارة متوجها لبيت معشوقته سايثبت لها صحت حديثة نزل من سيارته متجها للاعلي  يطرق الباب بقلب متالم وها هي تفتح له الباب  وما ان رائته تركته ودخلت فادخل ورائها يمسك يدها:مودة استني
دفعت يده بغضب:عايز ايه مش كفايه اللي حصل
اقترب منها قائلا بهدوء:معقول تصدقي أن ممكن انا اقتل
صمتت ولم ترد عليه فاكمل حديثه بثقه:سكوتك بتثبت عكس كلامك
مودة:مكنش في غيرك عايز يقتله ممكن تقولي لو مش انت هيكون مين
سحبها خارجا من البيت متجها للاسفل واضعا اياها بالسيارة منطلقا بها للقصر ذاهبا بها للمخزن  اوقفها امام هذا المكبل الذي ينظر لهم بابتسامة نصر فاردفت مودة باستغراب:جايبني هنا ليه وليه مكتف اخوك كدا
اياد:عشان اثبتبك ان مليش ايد في موت ابننا
فتح الباب ليدخل الحرس ذلك الفتي الصغير الذي كان مغمض العينان تحت نظرات استغراب الواقفه الا ان صوت زوجها لامس قلب الاخر:رايك ايه يارسلان
اختفت ابتسامة الاخر يقول بغضب:لو شعره منه اتلمست مش هيكفيني فيها موتك
صرخ ذلك الصغير بخوف عندما سمع صوت والده:بابا
ابتسم الاخر قائلا بسخرية:معناه ان اقتلك دلوقتي بس برائيك هستفيد ايه لما اقتلك كدا هااا حرقت قلبي علي ابني مش خسارة فيك اللي هيحصل ولا ايه رائيك ياراشد
راشد:اقتله اه ابني بس طول عمره ما فدنيش في حاجة
تجاهل رسلان حديث والده يقول:بس ابنى ملهوش ذنب حسابك معايا انا
اياد:وابني كان ذنبه ايه
رسلان برجاء:انا مستعد أصلح اللي حصل
رفع اياد السلاح مصوبا اياه علي راس ذلك الطفل قائلا بنظرات قاسيه:فات الأوان
#################
_انتظرو البارت القادم والأخير بحبكم باى❤️🫶

احفاد راقب الجبرانى بعنوان«ملاك داغر» Where stories live. Discover now