الفصل الرابع

2.5K 196 75
                                    

جففت عبراتها اللانهائية وأجابته بنبرة فاقدة للأمل:
- صحبتي خدت كراستي وغابت من المدرسة والنهاردة الأبلة حمدية هتفتش على الواجب

يا لتفاهة الأمر عنده أتندب حظها وعويلها الذي يرتفع سببه خوفها من العقاب! جثى على قدميه وحدثها بسخرية:
- وعاملة المناحة دي كلها عشان خايفة من حمدية تضربك .. أنا هبقى أضّرب مكانك مش هتوجع عصايتين ولا تلاتة أخدهم على إيدي .. عارفة لو أنا شاطر كنت اديتك كراستي بس أنا ما بذاكرش ولا بفتح الكتاب .. هي هتسأل النهاردة؟

أومأت رأسها وقالت بتأكيد وعبراتها لا تكف عن التوقف:
- آه هتصحح الواجب وهتسأل أنا مذاكرة بس كراستي مع حنان

وضع كفه على وجنته قائلاً بنبرة مرحة:
- وأنا ولا مذاكر ولا عامل كراسة واجب .. وست حنان دي ساكنة فين؟

حدقت بكلتا عينيها مجيبة له العنوان فانتصب بجسمه واقفًا وقال بلهجة جعلتها ترتعب:
- فيــن؟ ده بيتها بعيد أوي .. علقة تفوت ولا حد يموت

توقف ينتظر منها رد فمازالت تنظر إليه، تابع أنور القول:
- الحقي الطابور قرب يخلص وأنا هبقى أخد الضرب مكانك يلا أمشي قعدتك هنا هتقدم حاجة مثلًا؟

أمسكت حقيبتها ورمقته نظرة تحمل معاني كثيرة وسارت بقدميها بتردد للطابور، قذف أنور حقيبته على الأرض وامتطى دراجته التي تركها بالأمس وخرج من المدرسة يسارع تحريك البدال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذهبت لفصلها بالطابور والخوف ينهش بمخالبه في قلبها وعبراتها تنهمر بغزارة ثم جلست على مقعدها هدأتها سعاد:
- كفاية يا رئيفة والله العياط مش هيحل حاجة انتِ شاطرة والأبلة عارفة أكيد هتعذرك

دلفت المعلمة وحجابها الطويل يظهر عليها الغضب والوعيد لم تلقي عليهم السلام وقالت بجمود:
- كله يطلع كراسات الواجب قدامه

لوت رئيفة فمها بقلق ولم تستطع أن تقول لها سبب نسيان الواجب بالطبع ستنكر حديثها، طرق أنور الباب ودلف للداخل ممسك بدفتر اقترب من رئيفة وقال بجدية:
- لقيت ده واقع على السلم

هل يعقل أن يكون ذهب وكلف نفسه ليحضر دفترها؟ لم يطيل في حديثه وعاد لمقعده الآخير مازالت رئيفة ترمقه بتعجب التفت للمعلمة عندما هتفت بها:
- سرحانة في إيه يا رئيفة؟ بقول لك هاتي كراستك الحصة هضيع عشانك

رمشت عدة مرات وأمسكتها ثم أحضرتها لها صححت حمدية الواجب ولم يكن به غلطة ثم سألتها سؤال وأجابتها كررت الفعل مع جميع الطلاب منهم من تلعثم وتأخر في الإجابة هذا لا يمنع من سبهم وتعنيفهم إلى أن حان وقت سؤال أنور كانت تعلم أنه عائد السنة الثانية له على التوالي فرفعت صوتها:
- طبعًا يا أنور انت ولا محضر حاجة ولا مذاكر؟

ابتسم لها باستفزاز ولم يكترث بتوبيخها الذي بدأ تجاهلته وغادرت الفصل بعد انتهاء حصتها التفت رئيفة لأنور وبادلته ابتسامة تشكره ليغير قسمات وجهه لشكل مضحك وهو يحول حدقتيه ويخرج لسانه إليها

زمهرير لهب الصحراءTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang