الفصل الحادي عشر

2.1K 189 56
                                    

لحظات عم صمت غريب غير قابل للتصديق بعد أن ألقت منال قنبلتها الموقوتة، لم يصدق أحد فتنتها أو ظهر عليه علامات الاهتمام سوى شريف الذي صرخ بصوت عالي يأبى تصديقها:
- ده انتِ مصممة إني أمد إيدي عليكي، كلام الراجل ده صح؟

ثم أنشب شريف براثنه في كتفي منال يجبرها على الوقوف، أسرعت ثريا بالصمود بينهم وهتفت:
- سيبها يا شريف هتموت في إيدك

قال محمد وهو يجلس على كرسي بلا مسند ويرتشف عصير الفاكهة ببطء:
- اقعدي يا منال وفهمينا ازاي عرفتي شريف بيحب رئيفة؟

صدح صوت شريف بحنق واعتراض:
- انتوا هتصدقوا كلامها دي بت كدابة

رفع بصره وتلاقت عيناه بأعين ابنه وأكمل قوله:
- أنا مش عايز اظلمك ولا اظلمها

إلى الآن كلا الزوجين في حالة صدمة رافضة للتصديق، تسلل الشك في قلب أنور حول حتمية حب أخيه وتطلعه لزوجته بل تطور ظنه في التفكير هل تخيل بها علاقات محرمة، نفض رأسه وطرد الأفكار الخبيثة ثم أطفأ التلفاز داعي إياهما بذلك للبوح لها بما تكنه ... تلعثمت منال عدة مرات وجف حلقها عندما سمعت صوت محمد الصارم:
- طولة لسانك اللي من شوية راحت فين؟ انطقـــي

انتفضت هلعة ولم ترد عليه فتابعت السكوت وتظاهرت بالبكاء دون أي إجابة تخمد النار المشتعلة لم تكن تقبل نظرات الكره من العائلة إلا انها رأت شريف سيفتك بها مجددًا في هذه الحالة، فتنهدت ثريا دون أن تبدي الرضا على حديثها وقالت:
- ماتنطقي يا منال احنا بنهري وننكت قدامك وانتِ ساكتة

كذبها المزيف لم يدم إلا بضع دقائق فقد جعلها أضحوكة قابلة للسخرية حينما تابع متولي بنبرة متوجسة:
- أمانة عليكم ننهي الخلاف على كده انا مش قد بهدلة السجن

أشفق محمد عليه رغمًا عن الجريمة الفجة التي ارتكبها وقال:
- ما هو برضو اللي عملته يا متولي ماكنش شوية ميه رشيتهم قدام الباب، انت اجرت نسوان بلطجية يضربوا مرات ابني وعايزنا في الآخر نصدق كلامك

جاءهم صوت أنور غاضبًا يجلجل المكان:
- شغل اللت والعجن ده مايدخلش دماغي بنكلة .. أنا هرتكب فيهم جناية لو ماخرجوش من آآ

قاطعه محمد يكمل بلهجة عابسة:
- مهما كان يا أنور الراجل وابنه في بيتك احترم مجيتهم

أطرق رأسه بطاعة قسرًا على حديث والده وأخفض صوته في استرسال القول، فأطبقت رئيفة على شفتيها تشيح وجهها للحائط على يمينها وتحاول ألا تطلق سراح دموعها عندما قال متولي بتوسل:
- والله لو موافق أبوس يدها قبل رجلها لأعملها عشان تسامحني

مسحت دمعة ساخنة على خدها وتطلعت في ظهر أنور الواقف أمامها وشردت لثانيتين من الوقت، إن كان من يحتاج للردع والنهر هو خالها عاشور، ثم قالت:
- لو في حد لازم اسامحه هو خالي .. ربنا يسامحك على اللي عملته انا كل اللي نفسي فيه إني اعيش بعيد عن الكره والشر

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now