الفصل الثالث عشر

2K 187 88
                                    

عندما يتم القدر تغشى عين الحكمة، وهذا ما حدث مع حبيب واسينات لقد استفاق أمين قبل قذفه خارجًا، وتلعثم في قوله:
- آآ استنى انت وهي أنا ما خلصتش كلامي

جزت على اسنانها بغضب وصرخت به:
- يــــــــــوه الظاهر إني مش هخلص من كلامك ولا منك، انت مين قالك تفتش ورايا وتيجي القاهرة!

صمد حبيب كالجدار العتيق بالرغم من بكاء وتوسل اسينات لذلك الشاب لم يرأف وصرخ بها:
- مش هسيبك غير لما ترجعي اللي سرقتيه يا حرامية

عاود حبيب إمساك ياقته بغضب وهو ينهره:
- عليم الله أنا ماسك نفسي عليك وفاضل تكة وهرتكب فيك جناية

هتف أمين برفض غير قابل لتصديق كلماته:
- وانت مين عشان تكلمني بالطريقة دي؟

قبل أن يرد عليه قرع رنين التليفون اللاسلكي، صاح حبيب:
- الو ........ كشري؟؟

لكن الكلمات المتكررة له جعلته يهتف بهم:
- النمرة غلط دي عيادة حبيب التميمي، مطعم أبو طالب فوق في الدور التاني

ثم أغلق الخط ووضع السماعة على الهاتف وقال بجدية:
- لا مؤخذة يالا أصل الناس بتكلمني على إني مطعم أبو طالب كمل انت كنت بتسألني أنا مين ... أنا هقولك أنا مين .. أنا حبيب التميمي يا تربية شقق

ضيق أمين عيناه وغادر وهو يضمر لهما بشيء، ثم تقوس فمه بضيق وخرج من العيادة وكأن شيء لم يكن .... التفت وهو يرى حالة الذعر التي وصلت لها مضيفًا يمازحها:
- أنا ليا عندك تسعة وأربعين جنيه وخمسة وسبعين قرش وقميص جديد

نظرت لفتحة قميصه التي أفسدها ذلك المناقض وباتت مبعثرة، تلقائيًا ابتسمت وجاءه ردها:
- قولتلك خد الخمسين الجنيه وانت اللي رفضت، إنما القميص الجديد خده من أمين التركي

اقترب منها وبدأ في فك أزرار قميصه السليمة، فاسترسلت بتخمين:
- انت هتقلع قميصك بجد؟

لم يترك لها خيار التخمين وخلع قميصه ذو اللون السماوي وظل بفانلة داخلية بيضاء ضيقة أو ربما عضلات صدره التي جعلتها ضيقة ... فتحت مقلتيها بتوسع غريب من شدة الصدمة ولم تستطع لم شتات افكارها إلا وهو يردف بصوته المميز:
- انتِ لسه بتعملي شغل التطريز؟

صرفت ظهرها عنه وهي تخرج من حقيبتها معدادتها التي لا تتركها لأحد وهي طارة تطريز وبكرة خيط قطن باللون الوردي الفاتح، استطاعت تطريز وإصلاح الفتاحات بمهارة وكانت زهور ضئيلة الحجم جدًا، ثم مدت ذراعها له وما زالت مستديرة له قائلة بحرج:
- اتفضل

بعد ارتدائه رأى تلك الزهور فهمس يستفهم منها:
- إيه يا اسينات اللي عملتيه في القميص ده؟ .... ورد؟ ورد على قميصي؟ أنا حبيب مش حبيبه!

بالرغم من نجاحه في رسم ابتسامة جميلة جملت وجهها لتسأله بضجر خفيف:
- انت ماتعرفش تقول شكرًا من غير مناهدة!

زمهرير لهب الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن