الفصل الثاني والأربعون

1.9K 134 60
                                    

بأوداج منتفخة قليلًا، وبشرة تميل للحمرة؛ بسبب تلك الصدمة التي تلقتها من ظهور والدتها فجأة، تحدثت عزة لتجذب انتباه انتها اسينات:
- مش هتقوليلي ادخلي؟

أردفت اسينات باقتضاب:
- جاية ليه؟

- مين الست دي يا اسينات؟

قالتها الصغيرة رودينا من خلف الستارة، فأمرتها اسينات بلهجة صارمة:
- مالكيش دعوة ادخلي جوا وأنا جاية وراكي

اعتقدت عزة أن طليقها قد تزوج عليها ونسى قصة حبه القديمة، فضغطت على نفسها قائلة بفضول:
- مين دي؟ ليكون أبوكي اتجوز؟

تفوهت اسينات بلهجة ساخطة:
- وانتِ مالك يتجوز ولا مايتجوزش! مش انتِ اللي اخترتي تبعدي؟

حذرتها عزة بلكزة خفيفة على صدرها:
- اتكلمي بأدب يا بت وانتِ بتكلميني بدل ما اربيكي من أول وجديد

واتجهت من تلقاء نفسها نحو الردهة حيثما وجدت طليقها ينظر لها بقلق كبير، لحقت بها اسينات وهي تعنفها:
- استني هنا أنا ماسمحتلكيش تدخلي!

نهض سعيد بعنفوان واقترب منها يسألها بسرعة:
- إيه اللي جابك يا عزة حاجة حصلت لابتهال ولا بنتها؟!

أجابته عزة وهي تفرد كتفيها في زهو:
- جاية أطمن على بنتي اللي هجرتني من يوم ماجتلك

التفت اسينات كالملسوعة لتنظر إليها في سخط وكره، ثم قالت في وجوم:
- ما أنا كنت قاعدة عندك من اسبوعين

ببرود سمج قالت لها:
- أهو الموضوع اللي جيالك فيه مايستناش لبكرا

غامت ملامحها، وتحولت تعبيراتها للشراسة وهي تهاجم والدتها برفض عدائي:
- وأنا ماهسمعش منك حاجة وأمشي بدل ما آآ

عند هذه النقطة الفاصلة ولم يتحمل سعيد بعصبية ابنته تجاه والدتها، فصرخ بقسوة عليها:
- إيــــه يا اسينات! ما تتلمي وتتكلمي عدل مع أمك؟

صاحت اسينات في صدمة:
- يا بابا دي أكيد جاية ووراها مصيبة

عادت عزة لتخاطب طليقها متعمدة الاستهزاء بتصريح ابنتها:
- لسانك طول من يوم جيتي القاهرة

بينما رد سعيد رافضًا بصوت متقطع:
- طب وليه الغلط ده يا عزة

أهانته عزة بوقاحة فجة وهي ترمقه بنظرة احتقارية:
- إياك تنطق اسمي على لسانك، أنا لا جاية في عتاب ولا جاية استسمحك! أنا جاية للهانم اللي مطنشة مكلماتي بقالها اسبوعين

ثم أضافت بغطرسة:
- لو يدايقك يعني أنا عايزة اتكلم معاها لوحدي

استوعبت اسينات ما قالته بعد لحظة من الشلل في تفكيرها، واندلع غضبها كالبركان، خاصة مع توجيه الإهانة لوالدها، فصرخت بها:
- انتِ ازاي تتكلمي مع بابا بالأسلوب ده؟

زمهرير لهب الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن