الفصل الثالث والثلاثون

1.4K 130 122
                                    

مسح ماجد دماؤه الجافة بقطعة القطن وأخذ نفسًا مرتجفًا ثم قال بجمود أقل سطوة:
- وأنا وجاي من الشغل طلعوا عليا حرامية ضربوني وسرقوا فلوسي

ثم أضاف بنبرة تحمل الثقة وعدم القلق:
- أنا كويس والمحفظة مافهاش فلوس كتيرة، مالوش لزوم محضر وبلاغ

شعور غريب استولى على أنور واعتراه وهو ينصت لقول ماجد، فأكمل الطبيب برتابة:
- اللي يريحك .. هكتبلك على مضاد حيوي فعال تاخده كل اتناشر ساعة وتغير على جرحك بعد يوم

أومأ ماجد رأسه فهو لا يريد نقاش أكثر من اللازم كل ما يريده الذهاب لأخيه، تقدم أنور مع الطبيب وترك ماجد يعاني بصمت وألم، لمدة عشر دقائق وقام بدفع ثمن العلاج وعاد إلى الغرفة القابع بها ثم قال بشيء من المرح:
- ده انت كلت علقة موت ماكلهاش حمار في مطلع، كأنك قاتلهم قتيل

- ربنا ينتقم منهم

تفوه بها ماجد بألم ثم أمسك رسغ أنور وهمس له:
- أنا عايز اطمن على فيليب ومراته

ببطء غير ملحوظ وعيناه تتحركان عليه أجاب بنبرة عادية:
- قوم نمشي زمانهم وصلوا البيت

استقام ماجد وسار معه وهما يخرجان إلى رواق المستشفى، لمس ماجد رأسه بألم قائلًا:
- انت اسمك إيه؟

رد عليه بصوت رزين:
- أنور

تابع هو يخبره بعرفان لموقفه النبيل:
- متشكر يا أنور وأنا ماجد أخو فيليب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- حمد لله على سلامتك يا ڤيڤيان

جملة بسيطة وعفوية همس بها ماجد لزوجة أخيه التي شبه فاقدة للوعي، وعلى الفور قبض فيليب على ذراعه قائلًا بتجهم:
- سيب ڤيڤيان ترتاح، وتعالى أنا عايز اتكلم معاك

تغاضى عن نبرة شقيقه الفظة وسار معه للصالة، ومن هنا انطلق لسان فيليب:
- إيه الحوار يا ماجد؟ انت لو ضحكت على الناس كلها مش هتقدر تستغفلني أنا

تبادل ماجد معه نظرة مترددة، ثم قال بيأس:
- الحرباية مرات رؤوف دخلت اوضتي وقطعت هدومها وصوتت إني بتهجم عليها

نظر له في ضيق ورغبة منه في قطع رأس الأفعى السامة التي جلبت لهما الدمار والخراب، قائلًا في غلظة:
- بنت الـ ***** مش هترتاح غير لما تطردنا من البيت واحد ورا التاني

تحدث من زاوية فمه:
- أنا مش هرجع للبيت يا فيليب آآ

لم يتمكن للأسف من إتمام عبارته بسبب صياح أخيه المنزعج:
- وأظن عايزها هي اللي تقعد في الڤيلا! وتسرق فلوسنا لحد ما ترمي أبوك وأمك في أقرب دار مسنين ... ركز يا ماجد وبلاش غباوة، راندا عايزة تبعدنا عن أي حاجة بتاعتنا من الڤيلا لمحلات الدهب عشان تبرطع فيه براحتها هي والدلدول بتاعها

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now