الفصل السادس

2.5K 208 97
                                    

ابتسامة عريضة على ثغرها موافقة لحديثه وشاكرة إياه وابتعدت عنه، ملأت قلبه حماسة وتحفيز عازم على الجد والأجتهاد اتفق أنور معها عند انتهاء اليوم الدراسي أن يجلس معها تحت ظل الشجرة وتعيد مراجعة دروسه التي لم يهتم بها في الأول

نفخت رئيفة بضيق وحدثته بنفاذ صبر:
- دي المرة الخامسة اللي اشرحها لك يا أنور وانت لسه ما فهمتهاش دي ثانوية عامة ولازم تنسى إنك بتكره النحو

أراح ظهره على الشجرة ونفض الكتب بعيد عنه وهو يردد:
- مقدرش دي حاجة خارج إرادتي

رمقته بمقت واستهزئت به:
- ابتدينا نتفلسف

عاود إمساك الكتاب وقال بضيق خفيف:
- ولا فلسفة ولا بتنجان هاتي نذاكر نحو

قاطعته بإمساك كتاب آخر وسألته:
- خلاص خلي النحو بعد النصوص عشان تعدل مزاجك

التقط القلم بعدم اكتراث وابتسم في حديثه معها:
- لو مسكت النصوص مش هقدر اسيبه، هاتي سد النفس الأول

ربعت ذراعيها وسألته باستنكار خفيف:
- ليه النصوص دي اللي هتحلي بيها

ثم سألته بتفكير:
- انت نفسك تدخل كلية إيه؟

أجفل أنور وتصلب جسده على الفور وقد انعقد حاجبه قليلًا إلا أنه لم يتكلم على الفور:
- معرفش .. أنا عايز ادخل أي حاجة المهم ماشتغلش في المزرعة بكرهها أوي، وانتِ؟

زمت شفتيها لتصغير حجمهم وقالت بتمني:
- آداب لغة عربية كنت ديما أقول لبابا الله يرحمه إني هدخلها وهشرفه، بس مات بدري أوي

امعن النظر بها وساد الصمت قليلًا قبل أن ترتفع نبرة صوتها الباكية، فحدثها بصوت أجش خافت:
- انتِ بتعيطي؟

ساد الصمت مجددًا قبل أن يرفع يده يباعد موجات الشعر الكثيرة بحثًا عن عينيها ثم قال بصوت صادق:
- أنا أول مرة أخد بالي عنيكي حلوة أوي

لاحظ شيئًا ما بجانب صدغها ليكمل حديثه:
- وأول مرة أشوف الجرح لما خبطتك بالعَجلة علم جنب عينك

سبب لها الخجل فامسكت بيدها حجر صغير وهي تقول بهمس:
- لم نفسك يا أنور يا إما والله أبطحك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

قضى قرابة شهر يدرس ويحشو عقله بالمعلومات فغدًا أول يوم لامتحاناته، ولم تنساه والدته من الدعاء حتى لا يشمت به زوجها ويحمل عليها العبء في عدم تربيته

لحسن حظه أن رئيفة معه باللجنة تم تسليم ورق الامتحان وحاول كتابة ما يعرفه من ذاكرته دون ما حفظه على الورقة ولكن الكثير من الأسئلة واقفة معها لقد حشر معلومات كثيرة في وقت قليل

بين الحين والآخر ينظر لرئيفة وتطمئنه، طالب خلف طالبة يسلمون ورقة الإجابات وهو قابع مكانه، أردفت هب بنبرة جادة للمعلم:
- لو سمحت يا أستاذ ممكن أقعد في مكان تاني عشان الشمس جات على مكاني

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now