توقفت سيارة الأجرة أمام البوابة الحديدة الخلفية فنزل أنور أولًا وعاون زوجته بالنزول كانت تمشي بصعوبة فحملها برفق على ذراعيه مثل دمية صغيرة، احتجت رئيفة بتعب:
- نزلني يا أنور حد يشوفنادلف بها لداخل المزرعة وأغلق الباب بالمفتاح ثم قرب وجهه عليها قائلًا بزهزقة:
- اللي هيبص علينا قليل الادب واحد شايل مراته التاني زعلان ليه؟! مايروح هو يقلدنا ويشيل مراتهثم أضاف بمزاح:
- انتِ تقيلة أوياختلطت دموع وجعها مع العبارات المتألمة وقالت:
- هي الهدوم الشتوية اللي لبساها كتيرة وتقليلةخطى خطواته وهو يردد:
- وانتِ يعني اللي كنتي ملفوفة ببطانية؟ طب ماتقلعيهم ونشوف وزنكهمست بقلة صبر:
- يا أنـــــــور أنا في إيه وانت في إيه؟!فتح باب منزله ودخل بها قائلًا:
- وصلنا البيت يا قلب أنورصعد بها للطابق الثاني حيث غرفتهما وأراحها برفق ولين على السرير، انقبض جسدها مثل قوقعة حلزون خلع أنور حذائها البمب الأبيض يتراوح طول كعبه من واحد إلى اثنين سنتيمتر، واصل تعرية ساقيها من الجوارب الشفافة وبها حاشية بالدانتيل ثم وقف قاصدًا خزانة الملابس ولكن كانت هي الأسرع بمسك يده، ورأت خدوش أظافرها على ظهر يده همست بتعب:
- أنا آسفة يا أنوررفع يدها مقبلًا بشرته الملساء واستطرد بعفوية:
- مالك يا رئيفة من امتى واحنا كان بينا أسف؟قصد الخزانة وأخرج منها ملابسهما الشتوية الثقيلة ووضعهم على حافة الفراش ليعود لها ويرفعها برفق:
- قومي هلبسك هدومكخلع لها معطفها الأبيض الفرو مواصلًا حتى انتهى وجعلها ترتدي ثيابها المنزلية، مباشرًا هو بخلع سترته الجليدية ذات اللون الأسود وارتداء ملابس ثقيلة مريحة، واقترب بجانبها على الفراش واحس بألمها فاحتضنها وهمس بأنفاسه الحارقة برقبتها:
- حاسة بوجع يا حبيبتي؟هزت رأسها واهتزت صورته أمامها لكثر دموعها العالقة بأهدابها، جفف العبرات بأصابعه وقبل رأسها ثم أردف يقول:
- سلامتك من الوجع .. هروح المطبخ اعمل حاجة وجايبرفق أبعدها من حضنه الدافئ وتوجه للأسفل بالمطبخ يعد لها مشروب ساخن وفي أقل من عشرة دقائق عاد لها بكأس حليب ساخن وضعه على المنضدة الليلة التي بجانب السرير، ورفعها يخبرها:
- عملتلك كوباية لبن دافية قومي اشربيها- مش قادرة
عبست ملامحه وجلس بجوارها ثم قال:
- بلاش دلع يا رئيفة، هشربها معاكيأمسك الكأس وقال بحماس ليغريها على النهوض:
- ده أنا حطيتلك توت في اللبن .. ريحته حلوة أويرسمت بسمة خفيفة على ثغرها واتكأت على صدر أنور وارتشفا سويًا الحليب الدافئ المختلط بحبات التوت، شعرت بحرارته وهو يلف ذراعيه حولها مكررًا كلامه حين رؤية عبراتها مجددًا:
- لسه الوجع شغال؟
![](https://img.wattpad.com/cover/273058260-288-k89057.jpg)
YOU ARE READING
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات