الفصل الخامس

2.6K 201 127
                                    

لمدة ساعتين استمر حبيب بالعمل حتى قدوم من يساعدوا رفيقه، خرج من الصيدلية يتحدث مع نفسن بنفاذ صبر:
- خمس سنين تضيع من عمري عشان أبيع بامبرز وشامبو

توقف في الطريق عندما سمع رنين هاتفه قبل دخوله لعيادته أخرج هاتفه وقال:
- نعم يا عمي

توجس صوت عمه لما عقب له:
- عايز اتكلم معاك يا حبيب وما تقولش لحسن، الموضوع يخصه هو

ثم أكمل قائلًا:
- لو فاضي بالليل تعالى وبكرر كلامي تاني اوعى حسن يعرف إنك جاي

وضع حبيب قبضة يده اليسرى في جيب بنطاله وسأله بقلق خفيف:
- انت قلقتني أكتر يا عمي ماله حسن؟ لسه متخانق معاكم!

تكلم شريف بهدوء حاسم:
- لما تيجي هقول لك على كل حاجة .. سلام

نظر في شاشة الهاتف وشرد قليلًا حول حتمية شجار ابن عمه مع والديه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توقفت سيارة الأجرة أمام قسم مصر الجديدة كان ميخائيل قد أعطى المال للسائق مبكرًا وعلى عجالة وسرعة غريبة وقف أمام القسم، زداد غضبه شيئًا فشيئًا وسار بخطوات غير مهتدية، رفع هاتفه إلى أذنه ينتظر ردها

تيبست ساقاه فجأة حينما سمع صوت ابن عمه الضابط قائلًا بتعجب:
- بتعمل إيه يا ميخائيل هنا؟

تجهم وجهه وقال بصوت قاتم:
- إيڤا ودميانة مقبوض عليهم

تساقطت كلماته على ابن عمه بدهشة واسرع بالهتاف به:
- ازاي الكلام ده يحصل وأنا ماعرفش؟ وما كلمتنش ليه؟

تغاضى عن نبرته الغاضبة ورد على هاتفه بلهفة:
- أنا جنبك يا إيڤا ما تخافيش ثواني وهكون عندك

نفخ ابن عمه بصوت مسموع، فميخائيل يتعمد تجاهله ورغم ذلك أبدى اهتمامه:
- ممكن تنسى الخلافات اللي بيني وبينك دقيقتين، وكلمني جد؟

تقوس فمه بسخرية وحدثه بسخط:
- عايز تشمت فيهم يا موسى

رد عليه موسى بتنهيدة مطولة تحمل الآسى:
- للدرجادي يا ميخائيل؟ .. ما هما برضو بنات عمي

زفر بضيق وقال بقلة صبر:
- سيبني أشوفهم

رن هاتف موسى وقبل أن يفتحه قال:
- تعالى معايا

ثم أغلق الهاتف وتقدم بخطوات سريعة إلى مكتب رفيقه الذي رن عليه، فوجئ هو وميخائيل بدميانة وإيڤا منهارتين من البكاء والضابط يحاول تهدئتهما

اقترب ميخائيل إليهما واستطرد موجه قوله لهما بعد تفحصه وقد رأى بقع دماء على ملابس ابنة عمه:
- إيه اللي حصل؟ ودم مين اللي على هدومك؟

حدجهما موسى نظرات مستفهمة وللفتاة الأخرى التي تغيرت بالكامل متعمد النطق وقد استنكر فعلته، وقال معاتبًا بقوة:
- مية مرة أقولك ميز بين البلطجية وولاد الناس

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now