كان الثلاثة معًا جالسين على الأريكة وحبيب في الوسط بينهما، هتف على مضض كأنه يتحدث مع طفلين مدللين:
- يعني الخناقة دي كلها عشان لايك على الفيس؟عقب عليه أنور بتأكيد:
- شوفت حاجة تافهة .. أمك اللي بتعمل من الحبة قبةسألته رئيفة بعينين تدوران عليه بشك:
- وهي تعملك لايك على صورتك ليه؟نطق حبيب فلم يعد قادرًا على الصمود من شدة تفاهة الموقف:
- انتوا مش عاملين لي حساب ليه؟ أنا لو بكلم عيال كانوا اتصالحوا ... انتوا عديتوا الستين سنةلوت فمها بضيق وقالت:
- لم نفسك يا حبيب أنا لو صبغت شعري ابقى أصغر منكثم همس لوالده بمرح:
- الستات مهما يكبروا برضو داء النكد فيهمثم سألها بنبرة مرتفعة:
- انت تعرف الست دي منين يا بابا؟برر أنور موقفه بتلقائية:
- كانت زميلتي في الشغل قبل ما اطلع على المعاش ويا في سنك يا أكبر منك بكام سنة، أكيد يعني مش بعد العمر ده كله هبص لعيلة من دور ابني! ولا هي هتحب راجل قد أبوها!رد عليه حبيب دون تفكير:
- ده لو كان راجل غيرك يا أبو الشبابيا لك من محتال يا حبيب هكذا همس بها والده وهو يرفع صوته:
- انت كده بتشعللها يا ابن الكلب، أبقى شوف مين هينفعك في النصايح اللي عايزهاهز حبيب رأسه وبعينين مترجية وهو يطلب من والدته:
- أنا جوعت حضري العشا وبعد الأكل ابقى أصالحكمنهضت رئيفة ودلفت للمطبخ وقبل أن يلتفت لوالده كان أسبق بصفعه على مؤخرة رأسه، تجهم وجه حبيب وهو يسأله:
- إيه يا بابا!رمقه أنور بعينين حادتين وقال بغضب:
- شغال تلف وتدور عليا وكلت دماغي إنك هتصالحنا .. حبكت دلوقتي الأكل يعني؟تفوه بتلقائية:
- جعان يا أنورأعرض عنه متمتمًا بضجر واستهزاء:
- ويا ريته بيبان عليك بيروح فين الأكل ده!ابتسم حبيب ما أن سأله والده بعفوية فرد عليه ببشاشة:
- يعني هيروح في جيبي مثلًا؟ ما بيروح في الحماماشمأز وتابع قوله بضيق وهم يرد عليه، ولكن خرجت رئيفة من المطبخ ممسكة صينية عليها جبن ومربى وخبز وضعتها على المائدة وجلست بصمت، أسرع حبيب بالجلوس بجوارها وباشر في تناول طعامه بشهية مفتوحة، همس لوالدته بنبرة لعوبة:
- يا سلام على المربى طعمها حلو أوي وانتِ كمان يا ماما حلوة أوي خسارة إنك متجوزةاحتقنت ملامح أنور وصاح يسأله وهو يضغط على أسنانه:
- بتقول إيه يا حبيب أبوك عليّ صوتككانت قسمات وجه أنور ستفتك به، فأجاب والده:
- أبدًا يا بابا بقولها الأكل حلوأيده القول وهو يلطف من حدة كلامه:
- ده عشان هي حلوة تعدل المزاج المخلع
![](https://img.wattpad.com/cover/273058260-288-k89057.jpg)
YOU ARE READING
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات