بعد سبعة أيام، يوم بعده يوم إستعاد حسن عافيته قليلًا بالرغم من أنها ليست بكاملها وخرج من المستشفى، مكث حبيب في منزل عمه على مدار الأسبوع، وفي مساء اليوم الأخير قرر الرجوع لبيته
صباح اليوم الثامن رغم الآلام والهموم التي ملأت القلوب والحال الشيء الذي عاشوا فيه خلال فترة مرض حسن، ارتشف الشاي من الكأس الزجاجي ثم قام بوضعه على الشرفة ونظر للسماء في الصباح الباكر تجد أسراب الحمام تطير وترفرف بالسماء في صفوف مُنتظمة، ونسيم الصباح يُداعب أوراق الشجر وقطرات الندى على أوراق الورد تبرق مثل اللؤلؤ
لمح اسينات بالأسفل ستذهب لعملها ثم ظهرت ابتسامة متهكمة على جانب فمه وقد تغيرت خطته بالكامل عنها، زفر على مهل وقبض على كوبه ثم دلف للغرفة وتوقف أمام المرآة يضغط على زجاجة المسك التي تركها لمدة وأخيرًا خرج للصالة وجلس على الأريكة بجوار والديه، فسألته رئيفة وهي ترتشف من كأس الشاي:
- الدكتورة اللي هتيجي تعالج حسن امتى؟
رد عليها بعدما تناول جهاز التحكم وضعت على الأزرار بعدم اهتمام:
- لما جرحه يلم .. اسبوع، عشر تيام وهبقى اكلمها
رفع أنور بصره إليه وقال بتفكير:
- وامتى هتروح شغلك؟
سمع صوت زفرة حانقة من ابنه وأردف يجيبه:
- قبل ماروح عند حسن هبقى اشوف اسينات
ثم صمت لبرهة قبل أن يطرح على والده سؤال:
- ماتشوفلي يا حج أنور نصيحة اعمل بيها النهاردة، بقالي كتير ماشوفتهاش
وضع كأس الشاي على المنضدة وكان صوتها مثل طلق نار بسبب الصمت المميت والتفكير المحلق برأس أنور، وأردف بنبرة صريحة:
- لمح لسعيد إنك عايز تتجوزها
شرق بالماء الذي شربه وتناثرت القطرات على والديها بطريقة مذهولة وقد أصبحت آذانه صماء وسأله ليتأكد:
- اتجوزها؟؟ انت بتتكلم جد يا بابا؟؟ هي تقريبًا مابتكرهش حد قدي ولا بتطيق تبص في وشي، عايزني اطلبها للجواز! دي أكيد هترفض
لم يبد أنور متأثرًا بما فعله، بل بدا نافرًا منه وقال ببساطة:
- ما أنا عارف إنها هترفضك
رمق والدته ثم والده وقال بتلقائية مندهشة:
- لأ لسه مش فاهم برضو .. ليه اتقدملها وهي هترفضني؟
لحظات من الترقب سادت في إنتظار سماع قوله الفاصل، وزع أنور أنظاره على الأثنين ونطق أخيرًا بعد صمت قليل:
- دي ليها تاثير على المدى البعيد بس ماتتعشمش في واحد في المية إنها هتوافق
طال حبيب النظر في والده وقال بعدم إقتناع:
- حاسس إن الخطوة دي متقدمة مش في وقتها
قال بنوع من قلة الصبر:
- انت مش عايز تتجوزها؟
- اكيد طبعًا
علق عليه بتهكم:
- اعمل اللي بقولك عليه وأنا بنفسي اللي هخليها تيجي تطلب منك تقدم ميعاد الجواز
أنت تقرأ
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات
