الفصل التاسع عشر

1.8K 132 79
                                    

اغرورقت عينا شكرية بالدموع واستحال وجه محمد في مثل لمح البصر للغضب والوعيد وظل يسدد لها الركلات والضرب، حتى أن ثريا بهتت مما رأت ونفر قلبها وصاحت بقلق:
- هتموت في إيدك يا محمد سيبها وتعالى شوف رئيفة مابتنطقش ليه!؟

قذف برأسها على الأرضية الصلبة ومن ثم تفحص بوجهه رئيفة وارتفع معدل الفزع خشية أن يكون أصابها مكروه، دنى على ساقيه وقال باضطراب:
- عملتيلها إيه يا بنت *****"

التفت يكمل اعتدائها عليها ولكنها كانت الأسرع بالفرار بصعوبة وهي تعرج، صاحت ثريا:
- الحقها لتعمل مصيبة .. إيه ده؟؟!!!

لم يقدر على الركض بالرغم من كبر سنه الا أنه استطاع امساكها بإحكام وأكمل وعيده:
- عملتيلها إيه؟ انطقي يا بت ****"

وأنصت محمد محمد أو تظاهر بالإنصات، ولكنه لم يفقه ما تقوله شكرية بل مضى يهجس في مصيبته ثم ناجى نفسه غاضبًا:
- اكتمي يا بت واتكلمي براحة محدش هيمد إيده عليكي تاني

وما كادت شكرية تشعر بمقدم الرجل حتى جلست على الأرض بألم وقالت:
- أنا ماليش دعوة منال اللي قالتلي اعمل كده

الآن نطقت ثريا وعلى حجرها رئيفة الفاقدة للوعي:
- ورئيفة عملتيلها إيه ودخلتي هنا ازاي؟؟

حاشت بيديها أمام وجهها خشية صفعة أخرى ثم استرسلت توضح وتبرر:
- منوم، منال فتحتلي باب المزرعة .. كانت شورة الندامة لما قالتلي ساعديني منال ضحكت عليا

ولما توطدت حالتها عاد محمد يقول بلهجة تشف عن تجهمه وصراحته:
- اياكي تقولي لمخلوق على اللي حصل النهاردة واخرجي دلوقتي قبل ما اطلع روحك

فتململت شكرية متحرجة ثم تضرج وجها للألم الممزوج بالغضب وألجمت لسانها ولكنها استجمعت قواها بعد جهد ومشقة وقالت وهي مطرقة:
- أنا ولا هتكلم ولا هفتح بوئي من أساسه هبلع جزمة قديمة واسكت ................... خد فلوسك أهي

ألقى المال على الأرض وأزف على زوجته وزوجة ابنه يضربها على وجنتها ولما لم يجد منها رد فعل قال:
- قبل ما رئيفة تفوق ماتقوليش حاجة عن منال أنا اللي هروح اتكلم معاها واياكي تجيبي سيرة لأنور يمكن يتخانق مع شريف .. كل اللي هتقوليه محمد نسى يقفل باب المزرعة وفي حرامية جات

أكملت ثريا تستفهم منه:
- انت هتعمل إيه في منال؟ دي من يوم ما جات والبيت اللي كان عمار بقى خراب

لم يدعها محمد تطيل في القول لرغبته في الاطمئنان على رئيفة:
- مالكيش دعوة أنا عارف هتصرف معاها ازاي .. مش هوصيكي ماتكتريش في الكلام معاها وأنا رايح لمنال بس ناوليني بصلة ولا أي حاجة تفوقها

دلفت ثريا لداخل المنزل وبحثث على أي شيء يجعل رئيفة تفيق وما أن وصلت أعطتها له، بعد عدة محاولات بدأت رئيفة في استعادة وعيها شهقت وهتفت خوفًا من الذي كان سيحدث وأردفت تقول:
- حصل إيه؟! الست اللي كانت هنا باين عليها حرامية هي راحت فين؟ سرقت إيه ولا عملت فيا حاجة؟

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now