الفصل السابع

2.8K 205 132
                                    

أخبر ابنته أنه سيذهب لمقابلة رفاقه على المقهى، والذي قطع شعورها بالملل منذ العودة حضور ايڤا ودميانة وثرثة الصغيرة رودينا، رحبت بهما فهما رفيقات منذ نعومة الأظافر قابلتهما ببيجامتها القطنية وشعرها المربوط على هيئة كعكة، خرجت من المطبخ ممسكة بصينية عليها أكواب عصير مثلجة، ثم جلست على حافة الفراش وقالت:
- وحشيني يا بنات

تشبثت رودينا بمنامة شقيقتها الكبرى ورددت بلهفة:
- وأنا يا اسينات عايزة أشرب عصير

كادت تُسقط الكوب من يدها، فرمقتها بضيق وقالت بثبات وهي تشد على معصمها:
- براحة يا رودينا العصير هيقع من إيدي

ثم شردت لبرهة قليلة واعطته لها مكملة قولها بحماس:
- خدي اشربي العصير واخرجي اتفرجي على التلفزيون برة

نقلت رودينا عينيها بينهما ثم ابتسمت قائلة لاسينات:
- عايزة اقعد معاكم خلي ايڤا تلعب معايا

ارتفع حاجبي اسينات لتقول بتوبيخ قليل:
- قوليلها أبلة ايڤا

ارتشفت ايڤا العصير وردت بابتسامة:
- أبلة إيه بس يا اسينات اللي تقولي عليها أنا متعودة على الفسلة دي تقولي ايڤا عادي

نظرت للصغيرة وأكملت بعفوية مرحة:
- لما نكون فاضين يا رورو نبقى نلعب مع بعض لكن دلوقتي اسينات وحشتنا أنا ودميانة من زمان ما شوفنهاش ينفع نتكلم معاها شوية؟

لديها قوة خارقة لإقناع الأطفال والكبار فأمسكت الصغيرة الدمية وقالت:
- طب خلاص أنا هخرج اتفرج على الكرتون

في حين دميانة غائبة عنهم عقلها يفكر متوترة في حركتها، سألتها اسينات:
- مالك يا دميانة من أول ما جيتي وانتِ سرحانة

رفعت نظرها وقالت بإرتباك:
- كويسة يا اسينات

جاهدت بالانغماس في حديثهما كي لا يكتشف سرها، وتابعت اسينات قائلة:
- بس شكلك بقى جميل أوي من بعد ما خسيتي

بادلتها بسمة راضية وحاولت أن تسترجع معهما ذكريات مرت من عمر فات القديمة لفترة طويلة إلى مغادرتهما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في المساء عند وصول حبيب إلى الشقة ترقب نظرات والده الغاضبة والثاقبة كأنه قتل شخص ما، بالرغم من غضبه سأله بهدوء:
- انت بعت شقتك؟

سار في خطواته مقتربة منه وجلس بجواره ثم أومأ رأسه بتأكيد:
- أيوة بعتها عشان عملية حسن ويقدر يرجع يمشي على رجليه

رمق رئيفة وفي داخل صدره قصص كثيرة يريد قولها له ولكن كل شيء في وقته فزفر أنور بغضب وأكمل قوله بمثل النبرة السابقة:
- من يوم الحادثة لحد دلوقتي وأنا بقنعك إنك مش السبب في شلل حسن

- وحتى لو مش أنا، أنا ماهسيبش حسن يقعد بقية حياته على كرسي متحرك ما يقدرش يجري ويتحرك ولا حتى يعرف يروح الحمام، أنا خلاص بعت الشقة وخدت تمنها وكلمت دكتور ما فاضلش غير الدكتور اللي يحدد العملية

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now