الفصل السادس عشر

2.2K 180 57
                                    

شعر بنفحات خفيفة من الهواء البارد تضرب جانب صدغه، واستعاد إدراكه الحسي حينما نطق بنبرة خشنة ظهرت القسوة بها:
- موسى؟!! ... موسى تاني يا دميانة؟

نظراته الغاضبة نحوها أوحت لها بشيء مخيف، ازدردت ريقها في توتر محسوس، ولعقت شفتيها متابعة كلامها الموجه إليه:
- موسى هددني إنه هيسجنك لو وافقت عليك، عشان كده اختارته هو وبعد ما اتأكد إنك كرهتني سابني

لم تتغير قسماته المقتضبة والغاضبة متسائلًا باهتياج:
- وانتِ ازاي تصدقي كلامه؟ وما قولتليش ليه؟!

علقت عليه بجدية:
- خوفت عليك منه، زي ما كسر رجلك كان هيكسر ضهرك بكل سهولة

اكتست تعابير وجه ميخائيل بالثأر وهو يتوعده:
- وما خوفتيش عليا لما أعرف الحقيقة هيحصلي إيه؟

ثم توغر صدره وقبض على رسغها قائلًا بغل:
- انتِ فاكرة كده عملتي دور بطولي يخليني أسكت وانسى! ده انتِ ولعتي النار في صدري .. ولعتي نار ماهتطفيش غير بدم

اهتز صوتها وهي تستفهم منه:
- ليه كل ده؟

اكتسب صوته المزيد من الحقد والكراهية وهو يخبرها:
- بعد كل اللي عمله ولسه بتسألي ليه؟ .. كسر رجلي وكان هيسجني، اتهمني أنا وأمي بسرقة الدهب .... كان هيسجن أمي .... هو وأخته عملوا عليا رباطية وقالوا إني بحب بنت مسلمة وبعاكسها، وآخرها ساومك عليا

ليسألها باستنكار كبير:
- ولسه مستغربة أنا بكرهه ليه؟

فهتف بها متحديًا نبرتها المستعطفة:
- ده أنا ********

قالت بيأس وهي تقف أمامه غير مهتمة بتلك المسبة الفاحشة:
- استنى بس يا ميخائيل

- ابعدي عني

تفوه بها وقد دفعها برفق وكان سيستقل سيارته، فأوقفته بنبرة مترجية:
- لا مش هبعد، أنا لو بعدت عنك يا هتبقى في السجن يا هتبقى ميت ...... عشان خاطري يا ميخائيل انسى اللي فات آآ

قاطعها بغطرسة:
- اللي فات ما يتنسيش

هزت رأسها للجانبين وعلقت بعد زفير طويل:
- بس يتجاهل .. صدقني أنا مش هبقى فرحانة وانت لابس بدلة حمرة ولا زرقة ومرمي بين أربع حيطان

جاءها رده الأكثر عندًا من ذي قبل:
- انتِ عمرك ما حبتيني أصلًا

نطقت بألم ومرارة، وعيناها تفيض بدموع لا حصر لها:
- انت أكتر واحد أناني شوفته في حياتي

أخفض نبرته مؤكدًا عليها:
- فعلًا أنا أناني، وبرضو مش هسيبك لموسى

على الفور لاحقته بأسئلة عديدة مليئة بالحقد والكراهية:
- انتوا بتتقاسموا عليا كأني حتة تورتة وناسين إني بنت .. حرة .. من حقي اختار أعيش مع مين؟ من حقي أحس إني زي بقية البنات ... للدرجادي أنا رخيصة في نظرك؟ انت وابن عمك بتتعازموا عليا ... انتوا الاتنين واحد مافيش فرق بينكم

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now