على المقعد الخشبي أمام الأوراق التي يجب على أنور أن يوقعها، اقترب رفيقه فاروق يدس له ورقة حتى يدون عليها بسرعة، استطاع أنور قرائتها خلسة وقال له:
- إيه الورقة دي؟توتر فاروق ورد عليه بتلعثم:
- هه ... تلاقيها ورقة طارت من هنا ولا هناقطب أنور وقد تعرف على نوايا رفيقه، ثم قام بطي الورقة بطريقة مبعثرة وقال:
- انت هتهزر، دي مزقوقة بين الورقجف حلق فاروق مضيفًا بنوع من التهدئة:
- انت مكبر الموضوع ليه يا أنور!- عشان ده اسمه اختلاس وسرقة
قالها وهو يقذفه بتلك اللفافة في وجهه وهو يغادر المكتب بسخط ويهمس بغضب:
- دي مابقتش عيشة! كل واحد عايز يهبر من لحم التانياحتدت نبرته بعدما غادر:
- هو فاكر نفسه مين عشان يزعقلي كده؟لم يتعجب الرفيق الثالث، بل قال بكامل نبرته الفاترة:
- معذور طلق مراته وهيسافراغتاظ فاروق من كلام رفيقه قاسم وقال بعدم تصديق:
- انت بتتكلم جد؟ أنور هيسافر؟جاوبه قاسم بصوت عبر عن سعادته:
- في الصبح سمعته بيتكلم مع المدير على عقد عمل في الكويتتطلع له وقال بسماجة:
- أنا كنت مرشح على سفرية الكويت ومرتبلها إني هروحهاوضع قاسم محفظته في جيبه ورد عليه بلهجة رسمية:
- ده قبل ما المدير القديم يطلع على المعاش كان شريكك في الاختلاس .. إنما الجديد ماشي قانوني ورسمينظر له فاروق بجمود كأنما اعتاد على مثل تلك الإنفعالات الثائرة وأصبح الكثير يعرف عنه الاختلاس فقام يبرر له:
- حتى انت يا قاسم مصدق اللي بيتقال عليا؟ أنا ماختلستش .. لو اتزنقت في فلوس وانت عارفة مصاريف البيت وكنت برجعهم تانيهز رأسه بهدوء يناقض الثورة الحادثة بداخله:
- رصيد سترك هيتكشف، المرات اللي فاتت والمدير كان بيداري عليك، ومش كل مرة هتسلم الجرة .. الله أعلم المدير الجديد لو عرف هيعمل فيك إيه؟ ولا أنور ده أكيد مش هيسيبك في حالكبجحود لا يضاهيه نطق فاروق عن ابتسامة شريرة وبكل ثقة دون أن يظهر الندم على تقاسيم وجهه:
- وهو أنور ده فاكر نفسه مدير الشركة؟- أنا كنت ساكت عشانك يا صاحبي لما قولتلي غلطة ومش هتكررها .. بس انت طمعت
اقترب من الباب وقبل أن يفتحه القى عليه جملة تحذيرية:
- اوعى تفتكر إني سايبك خوف منك! المرادي يا فاروق لو عقلك صورلك إنك تقدر تسرق أنا اللي هبلغ عنك أنور ومش هراعي العيش والملحـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تعرف رئيفة كيف صمدت فترة النهار وشعرت بسقم الإنتظار لقد طاول وكأنه عام، كانت تنظر من النافذة وشاهدت غروب الشمس، خلف جفن الغروب عين تترقب عودة من تحب، ملأها دمع الحنين لمن تحب
YOU ARE READING
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات