الفصل الرابع عشر

1.8K 170 40
                                    

ابتلع الطبيب غصة بحلقه فأشد شيء على قلبه هو اخبار المريض بمرضه وإنه يعلم إنّ أصعب ما يمكن أن يمر به الإنسان هو تعب نفسيته حيث يؤثر هذا التعب على كل ما يقوم به، وتتأثر النفسية غالبًا بالضغوطات الخارجية لتجعله ما يتجه للعزلة والبعد عن العائلة والأصدقاء عند المرور في مشاكل مما يؤدي الى تفاقم حالته وازدياد تعبه

زفر ببطء من فمه ونطق بلهجة تقريرة:
- مش نهاية الحياة مش معنى إن عندك سرطان إنك هتموت! الأعمار بيد الله، وانت لسه الحياة قدامك سنك صغير ومعندكش أمراض تانية عشان تتعب صحتك وأهم خطوة إنه تم تشخيص مرضك مبكر قبل ماينتشر في جسمك كل الأسباب دي بتساعد في الشفا بنسبة عالية جدًا، وثقتك بربنا إنه مش هينساك ويسيبك في الضلمة

بصيص أمل تعلق بقلب أنور ليتغلب عليه الآسى والقلق، غادر مسرعًا من المستشفى ومعه نتائج التحاليل، صعد سلالم منزله بتعب شديد وهو يشعر بإعياء لم يعرف مثله أبدًا كانت الأيام السابقة كالجحيم كل هذا الارهاق النفسي ليعود في النهاية ويستلقي على الفراش بغرفتهما وحدق بالسقف، كم يتوق إليها وكم يريدها ولكنه ققر أن يعتاد ويعودها على بعده كل شيء معها تعقد بكثرة

التفت بوجهه للباب الذي فُتح من قبل زوجته وعاود النظر للسقف ولم يهتم بعبوس وجهها وهي تقترب منه وتهتف بصوت مكبوت:
- انت بتعاملني كده ليه؟ بتحاسبني على اللي عملته منال وكأني أنا اللي اتفقت مع متولي عليك

خفق قلبه بشدة حتى كاد يتوقف منه وهو يقول بصعوبة:
-مش وقت كلام يا رئيفة سيبيني في حالي

ضغطت على أسنانها وتملكت العصبية منها لدرجة تغاضيها عن هيئته:
- مش هبطل كلام معاك غير لما تفهمني بتعاملني بالطريقة دي ليه؟؟! رفضت تنام معايا امبارح ومشيت للشغل من غير ماتخليني احضرلك فطار وبتعاملني بكل قسوة .. ليـــــــه؟

ظل ينظر إليها بلا تعبير على وجهه مما أفقدها الثقة التي ظلت تجمعها طوال الفترة التي أعدتها له وأكملت بحدة:
- رد عليا

شده العذاب الذي يعانيه وجعله يجيبها بشجى ونهض منتصبًا بجسده:
- يا رئيفة أنا مش حمل أسئلة ملهاش أول من آخر

استدار بجسده واعرض عنها ثم حدثها بجمود:
- دلوقتي هاخدك لأمك أنا مش عايز أكمل

اتسعت حدقتي رئيفة ووقفت قابلته بعدم تصديق، ربما أخطأت في سماع حديثه وسألته بإنكار:
- يعني إيه مش عايز تكمل؟!!

رد عليها بفراغ صبر ضائق:
- يعني حياتي اللي باقية مش عايز أكملها معاكي، مجرد مضيعة للوقت

اهتز قلبها عندما أعطاها هزة حاسمة بالرفض في خوض حياته معها، تجمد أنور حينما اقتربت منه بخطوة واحدة ملقية نفسها على جسده لتصبح بين ذراعيه وأحضانه هامسة بتحدي خفيف:
- هنشوف!!

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now