تسائل يوسف بتلك العبارة وعيناه الحائرتان تراقبان ما تفعله شقيقته وقد بدا التوتر على ملامحها الخائفة، وأجابته بغموض:
- محدش جاب سيرة العمليةسألها ساخرًا قبل أن ينفجر صائحًا، مستهينًا بردها:
- ليه شيفاني أهبل وبريالة عشان أصدقك! انتِ لو قدرتي تضحكي عليا مرة مش هتقدري في التانيةثم نظر لها شزرًا وأمرها بلهجة غُلفت بالضيق:
- كنتي بتكلمي مين؟مسحت دميانة دمعة نافرة من عينها وأكملت:
- مـ آآ ميخائيلفاجأها برده الوقح غير مكترث:
- وعملية اللي بتتكلمي عليها مع ميخائيل ما الموضوع اتفض وكل واحد راح في طريق! ولا حنيتي للدكتور؟سرعان ما تبدلت نبرته المتهكمة للتهديد وهو يستكمل:
- لآخر مرة يا دميانة هسألك وبصوت واطي.. كنتي بتكلمي مين؟ وعملية إيه اللي سمعتها!استطاعت أن تنطق بكراهية وعبراتها تهتز وتشوش أنظارها:
- كنت بكلم دكتور وعملية عشان المعدة عندي بتسرب... ارتحت!سرعان ما تبدلت نظرته المتهكمة للقلق والحزن وهمس لها:
- ارتاح ازاي وانتِ بتتوجعي!حملقت فيه بنظرات حزينة، وسألته بتوجس:
- هتقول لبابا؟كان رده الفظ صامدًا:
- انتِ اللي هامك بابا ومش دريانة باللي هيحصلك لو ماعملتيش العملية؟ إيه الغباء ده!عنفته شقيقته لأسلوبه المستفز:
- اتلم يا يوسف أنا أختك الكبيرةوقبل أن تتمادى في تكديره بالحماقات، رفع سبابته ينذرها:
- بس عقلك صغير.. يا بت انتِ هتفضلي هبلة وغبية لحد امتى؟ مابتزهقيش من الغباء؟ مافكرتيش مرة تجددي وتبقي ذكية يا أغبى أخواتك آآ- كفايـــــــة خلاص انت مين عشان تزعقلي
لوح بيده أمام رأسها معلقًا بسخط:
- أخوكي اللي خايف عليكي وخايف في يوم من الأيام يصحى مايلقكيشوتغيرت نبرته تغيرًا جذريًا:
- أنا خايف عليكي يا دميانة انتِ مش بس أختي الوحيدة وصحبتي كمان... مش قادر اتخيلك بعيدة عندي حتى لما اتخطبتي لميخائيل زعلت عشان هتبعدي عنيحز في قلبه بشدة أن يراها تتألم، وهو يقف كالعاجز لا يقوى على تقديم أدنى مساعدة لها، فاحتضنها بحنو وود، حاول التهوين عليها واحتواء أحزانها المتمكنة منها بعاطفته الجياشة:
- حاسة بإيه يا داندي؟مالت برأسها على كتفه، وانتحبت تشكو له ما يضمر في صدرها:
- بطني وجعاني أوي حاسها بتتقطعمد يده ليمسح برفق على وجنتها بحركة متكررة، بينما استمرت دميانة في استرسالها المليء بالأسى:
- ومش قادرة اتكلم عشان بابا.. لو عرف هيعمل إيه!
![](https://img.wattpad.com/cover/273058260-288-k89057.jpg)
YOU ARE READING
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات