الفصل الأربعون

2.2K 126 67
                                    

توتر ميخائيل بشدة وشعر أن قلبه قد اقتلع من جذوره عندما وقعت عيناه على رفيقه وجاره ملقي على الأرض والدماء تتسرب من تحته، همس بقلق كبير:
- حبيب!!

لوهلة بسيطة تشتت عقله وغفل عما يفعل، ثم قال:
- اعمل إيه؟ .... بابا

ركض يخرج من غرفته واقتحم غرفة والديه بهوجاء وهو يهتف بصوت عالي:
- يا بابا؟ الحقني يا بابا في مصيبة

على إثر الصوت المرتفع استيقظا الوالدان بسبب صوته المزعج، ليوبخه فيليب بقسوة:
- مالك ياض في إيه! قلقت منامي آآ

قاطعه بقوة كبير:
- حبيب وقع من البلكونة

لم يقتنع بقوله وظنه يسخر منه، فزجره:
- اطلع برة يالا انت جاي تهزر في نص الليل!

لم يرضخ ميخائيل لعصبية والده، وتابع ويده تسبقه في الإشارة على الشرفة:
- والله حبيب وقع من البلكونة وزمانه اتصفى تحت

وهنا تأكد من وجود شيئًا ما ليس بطبيعي، حملق بدهشة متعجبة، ثم سأله بتعابير مليئة بالاستفهام:
- انت بتتكلم بجد؟

أجهش بالبكاء كطفل صغير وراح يخبره بعدم اهتداء:
- ابوس إيدك انزل معايا وشوفه

تحدثت ڤيڤيان قائلة بقلق وهي تنهض من الفراش:
- جيب العواقب سليمة يا رب

وبطريقة عاجلة هاج فيليب واقفًا وأخذ ميدالية المفاتيح من المنضدة الصغيرة وخرج بسرعة فائقة، بينما أسرعت الزوجة في خطاها على الشرفة لتنظر منها وعلى الفور تحولت للصدمة ولطمت وجنتيها بهلع:
- يا نهار اسود حبيب؟؟ ... يا رب سلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أوشك حبيب على فقدانه للوعي بسبب الألم الذي اجتاح جسده، راقبه رفيقه إبراهيم زيدان بقلة حيلة لا يعرف ماذا يفعل له أو يقدم له خدمة، ظل جاثيًا على ركبتيه ويبكي عليه حتى قدم فيليب أبو الدهب الذي تغيرت ملامحه للفزع وركض يهرول على حبيب ويقول بخشية:
- ده انت مابتكدبش الواد غرقان في دمه!

ثم أمر إبراهيم بصرامة:
- اسنده كويس وأنا هشيله

واستكمل توبيخه القاس على ابنه:
- وانت يا كلب اجري افتح العربية وشغلها

استطاع فيليب هو وإبراهيم بحمل حبيب برفق ولين حتى لا يحدث له مكروه ومن ثم قصدا السيارة التي انطلقت على أقرب مستشفى، كان حبيب في الخلف مع رفيقه إبراهيم الممسك به، وميخائيل مع والده يبكي بصوت مرتفع، وسأل والده:
- حبيب هيموت؟

تجهم وجه والده للغضب والوعيد وانطلق صوته بقتامة:
- اخرس يا حيوان ماسمعش نفسك صوتك بيعصبني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم نقل حبيب التميمي إلى غرفة الأشعة السينية ليجري اختبارًا سريعًا والتي تُنتج صورًا للبنية الموجودة داخل الجسم وخاصة العظام

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now