الفصل الثاني والثلاثون

1.4K 150 102
                                    

كان شارد اللب، ساهم النظرات، تبدو في عينيه الصدمة والذهول معًا، مثل زوجته يظهر عليها علامات الإستفهام والتعجب ...........

هل خيل لها أنها سمعت لفظ حامل من الطبيبة؟، في هذه اللحظة تحديدًا تعجبت من صمتهما فأرادت رفع حاجز الصمت بينهما، والاسترسال بلا قيود أو معوقات:
- مالكم يا جماعة في إيه؟ هي مش مراتك؟

أومأ رأسه بصمت وسحبت الطبيبة نفسًا عميقًا لفظته على مهل مع القول:
- مبروك المدام حامل

رمقتها رئيفة وبترقب يحاوطه المزيد من الحيطة وضحت لها رغمًا عن تلعثمها:
- يا دكتورة آآآ.. الدورة بتتأخر عندي أيام كتيرة

تفهمت الطبيبة مقصد كلام رئيفة حول حتمية تأخر دورتها الشهرية بعدم حدوث حمل ولكن التقارير عكس ذلك وأجابتها بكل هدوء:
- بس انتِ حامل يا مدام في شهرين

لم تطرف بعينيها وهي تحادثها بهدوء وعدم تصديق:
- أنا بقالي عشر سنين متجوزة مابخلفش

رمقتها بنظرة ذكية قبل أن توضح لها في صيغة متعجبة:
- ودي حاجة بعيدة عن ربنا!!

مازالت رئيفة غير مصدقة أو بالتحديد لا تريد تأمل في فرحة لن تدوم في مخيلتها وهتفت بمزيد من الاحتراز:
- وعملت حقن مجهري قبل كده وفشلت

القت عليه الطبيبة عبارة تأكيد:
- برضو حامل

بدت رئيفة متحمسة لسماعها حين استرسلت الطبيبة الكلام:
- مستهونة ليه بقدرة وكرم ربنا؟ بقالك عشر سنين مابتخلفيش ولما ربنا أذن في حاجة منعت حملك؟ .. افرحي انتِ وجوزك

انتظر أنور من رئيفة أن تتابع الحديث، وركز كل بصره عليها يتابع أدنى تغير في ملامحها، حيث بدأت قطرات الدموع تسيل من مقلتيها بطريقة لا ارادية والبسمة الجميلة تزين ثغرها:
- أنا حامل يا أنور مش مصدقة

فردت ذراعيها إليه وتابعت بحدقتين اجتمعت فيها العبرات المتأثرة:
- الحمد لله الحمد لله يارب على كرمك

عجزت عن ضبط إنفعالاتها الثائرة فانفجرت باكية بشكل هيستري من شدة الفرحة، الحال عند أنور الذي خفق قلبه طربًا وشوقًا لذلك المولولد المنتظر، وجذبها بحنو نحو صدره ليحتويها بين ذراعيه، ترفق في ضمها وراح يقبل جبينها مرددًا بسعادة شديدة:
- أمرك عجيب يا رئيفة لما تزعلي تعيطي ولما تفرحي تعيطي برضو، طب إيه مافيش حاجة غير العياط؟

بكت في صدره وصوتها يملؤه السعادة الغامرة:
- فرحانة أوي يا انور حاسة الدنيا مش سيعاني من الفرحة

بقيت لبرهة في أحضانه تلملم شتاتها الذي تبعثر من هول المفاجأة إلى أن هدأت واستكانت، ابعدها عنه قليلًا دون أن يحررها، نظر إلى وجهها المبتل ورفع يده نحو بشرتها يزيح عبارتها الساخنة عن ونتيها قائلًا بابتسامة:
- خلاص بقى مش عايزين حاجة تبوظ فرحتنا، اسمعي .. الشرط نور أنا عايزها بنت

زمهرير لهب الصحراءWhere stories live. Discover now