_٤_ (أنا القاتل)

9.5K 494 19
                                    

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ و صلى قُبِلت صلاته ))
[رواه البخاري] .
______________________________________

١١/١٢/٢٠٢٢
(أنا القاتل)

"أراد الهروب من سُلطتها المطلقة ، تحكمها المبالغ فيه بكل جوانب حياته، الطعام و الملابس و مواعيد النوم ، حتى الزواج.
هذه الفتاة لاتصلح، هذه تصلح و ستتزوجها دون نقاش، تضع يدها على كل شىء فى حياته، حتى أحلامه تتحكم بها، حرمته من أمنيته الوحيدة و مازالت حتى هذه اللحظة تتفنن فى التحكم و الحرمان، مثال مصغر لأبيها "

"لَيْسَ بِالْمَطْلَبِ الْكَبِيرِ
أَرَدْتُ فَقَطْ أَنْ أَطِيرَ
أَحْلَقَ بَعِيدًا عَنْ طُفُولَتِى
وَ أُحَقِّقُ أَحْلَامًا رُدِمَتْ بِتُرَابِ الْأَمْسِ
لَكِنِّى قَابِعٌ هُنَا، مُقَيَّدٌ بِأَوَاصِرِ الرَّحِمِ"
_غيث الحديدى

______________________________________

كان يقف أمامه بوجه قاتم ،ملامح غاضبة و صورة على وشك الإندلاع دون حتى أن يدرك ذلك

رمقها"غيث" بنظرات غريبة ،ثم قال بهظوء يناقش ما يشعر به :
و ياترى الدكتور عماد قالك ايه السبب و لا أكتفى بأنه يولعها و خلاص ؟
لم تعجبها طريقته على الإطلاق ،لكنها أسرتها فى نفسها و هتفت متسائلةً بوضوح :
أنا بسألك أنت يا ليث مش دكتور عماد، ايه السبب اللى خلاك تكذب عليا؟
زفر "غيث" أنفاسه بضيق شديد و قال بحدة :
طالما عرفتى منه حاجة يبقي تعرفى كل حاجة، أنا مش فاضي للتبرير الكتير ، أه نجحت و خدت الدكتوراه و دا كل اللى عندى
قال ذلك و هم بالإنصراف لغرفته ،لكنها أسرعت و أمسكت بساعده الأمين و صاحت بضيق :
أنت بتعاندنى يا ليث؟
حدجها بنظرة لو فهمت معناها لكرهت حياتها و أيقنت أنها ضيعت عمرها ،ثم تركها و ذهب لغرفته ببرود مفتعل ،أراد التظاهر بأن لاشىء حدث و لكن حين بات وحيدًا بغرفته دخل للحمام الملحق و أحضر شفرة حادة
قربها من معصمه ، أراد إحداث الأذى بأى شىء دون أن يصدر صوتًا و لكن منعه رنين هاتفه ،وقف أمام المرآه بأعين حمراء مشتعلة كالنار ،ظل يحدق بنفسه و ضوضاء الهاتف لاتهدأ ،كأنه يسأل نفسه أ يجيب أم يكمل ما أراد فعله ؟
انتصر صوت عقله أخيرًا و خرج من الحمام ،ذهب لشرفته و حاول فك أزرار قميصه ثم نظر للمتصل ، ابتسم ابتسامة جانبية لامعنى لها سوى أنه أراده أن ينقذه من نفسه حقًا ،كما كان يفعل دائمًا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now