مريض نفسى بالفطرة

_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

.....................................................

١٧/١٢/٢٠٢٣
(مَلاَك مُحْتَجَز)

"كلٌ له من اسمه نصيب"
جملة عادية ربما تصيب مع أحدهم و تخفق مع شخص آخر، لكن حين نمعن النظر باسم "غيث"
يعنى الخير و المطر، فهناك صحراء قاحلة فى أمس الحاجة لقطرات الغيثِ، و التى تتمثل بفتاة صغيرة فى حاجة شديدة للحب و الرعاية .
"حان للغيث أن يروى صحراء قلب أحدهم"

و نعود أكثر للخلف لاسم والده"سامح"
أى العفو و التسامح، و تلك هى سخرية القدر بحق!
مطالب منه أن يسامح كل شخض ساهم فى أذيته منذ الصغرِ
والدته، والده، زوجه أبيه، جده الراحل، كل شخص عبر بحياته .
كم يعانى حقًا!

و خطوة آخرى للخلف، نصل لاسم العائلة "الحديدى "
حدته الملاصقة له، تصرفاته العدوانية فى مواقف عادية، عنفه الغير مبرر فى كثير من الأحيان و التى لا تلائم طبيعة مهنته و نسبه.
ليكون فى النهاية "غيث سامح الحديدى "
مزيج من كل شىء بالأعلى.
يليق به الاسم لدرجة غريبة، و كأنه لا يحق لسواه ، كصك ملكية، نُقِشَ حروف بنودها فوق الاسم مباشرة .
________________________________

بعد مرور ثلاثة أيام
بالتحديد فى منزل "أحمد البلعوطى"
و الذى تفاجيء حين عاد من الخارج بوجود "رنا" فى منزله، تجلس فى وضع القرفصاء و تنضم لها زوجته، و يبدو عليها علامات الضيق الشديدة و تحاول "وعد" التخفيف من حزنها لكن دون أى فائدة تذكر.
مازالت على وضعها رافضة الإنضمام لها و تناول الطعام أو حتى مشاركتها فى مشاهدة إحدى الأفلام
حالتها مزرية، نعم لا دموع لكن هناك ألم صريح يبدو فوق صفحة وجهها.