_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)

7.8K 439 17
                                    

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل:
أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال:
(( أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل ))
[رواه مسلم] .
______________________________________

٢٣/١٢/٢٠٢٢
(ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)

" بين الماضى و المستقبل هناك حاضر ربما لست به "
_لقائلها
______________________________________

نفس الكابوس يتكرر مجددًا و لكن بصورة واضحة مجسمة ثلاثية الأبعاد، تبدو حقيقة أكثر من الواقع بحد ذاته، و مؤلمة بشدة كأنها تعيد النبش فى الماضى
متى سيلتئم جرح الماضى ليصبح هناك متسع لجرح الحاضر ؟
ناهيك عن المستقبل و كل ما ينتظرها به.
اعتقدت أن تلك الصفحة أُغلقت للأبد من دفترها، لن تحتاج أن تدون عنها بعد اليوم
مجرد ذكريات تأتى و تذهب أمام عقلها، بعض الخدوش المحفورة للأبد و التى تعايشت مع نتائجها لأعوام، فقط دموع خائنة رغمًا عنها و لا شيء آخر
فلمَ الآن؟ لمَ مجددًا ستعود لوكر الأفاعى ذلك ؟ ألا يكفى ماعانته؟
خائفة من القادم، من شخص واحد أو أربع، لا تعرف حتى عدد أعدائها هناك، ما تعرفه أن لا أصدقاء لها بذلك المنزل.

وقفت "رنا" مصدومة أمام وقع تلك الجملة، قدمها لم تعد تحملها، فسقطت أرضًا مغشيًا عليها
ولم يكن الموقف يتحمل أى غباء، الفتاة فاقدة لوعيها و صديقتها أسرعت لكى تحاول إيقاظها بينما الجحود و الشر يتجسد فى الواقف أمام عتبة المنزل غير مراعى لأى شىء فقط ينتظرها لتنهض مجددًا ليقوم بسحبها معه دون الأخذ بالاعبتار موافقتها أو الإنصات لرأيها حتى .
متى نبت بوادينا كل هذا الجحود؟

صرخت"وعد" بصوت عالى بينما كانت تمسك بيدها تحاول سندها :
"رنا"، يا" رنا" أنتِ سمعانى؟ رودى عليا أنتِ سمعانى؟
لكنها لم تحصل على أرد رد، فقد كانت الفاقدة لوعيها فى عالم آخر، لا يصل لها الأصوات المحيطة بها
رفعت"وعد" رأسها سريعًا للواقف أمامها و صاحت بحدة :
أنت هتفضل واقف كدا، اعمل أى حاجة؟ خليك انسان و لو لمرة واحدة فى حياتك
حدجها"الجد راشد" بنصف عينو هو يقول بلا مبالاة غريبة و منفرة :
هعمل ايه يعنى ؟ وقعت من طولها عادى
فوقيها يلا عشان أخدها و امشى، ورايا مصالح كتير مش فاضى لدلع البنات دا

طالعته بكره كبير، كيف يمكن للغريب أن يكون حنونًا عليك أكثر من القريب ؟ حقًا عبث

أسرعت تحضر أى عطر لكى تتمكن من إيقاظها و لكن بلا جدوى، لم تستيقظ أو تصدر أى رد فعل
بدأت فى صفعها صفعات خفيفة لكن لا رد أيضًا
فيدأ الخوف يتسرب لفؤادها و عقلها، أستعود لنفس الوضع كما السابق ؟
قبل عامين حين دخلت فى صمت تام، حين قفزت بذهنها لتلك الذكرى صرخت بأعلى صوت لها:
حد يلحقنا بسرعة، قومى يا رنا
حد يكلم الإسعاف، أنت واقف كدا ليه؟ دى حفيدتك أعمل أى حاجة، ربنا ينقتم منك يا شيخ

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now