_٣٤_ (راقصة بمبادئ)

8.3K 331 101
                                    

{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }

*وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ*فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ*وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ*

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

٢٥/٠٩/٢٠٢٣
(راقصة بمبادئ)

"طفل صغير ،حياته ليست وردية و لا حتى رمادية ،كانت مزيج من كل شىء إلا السعادة و مع ذلك لم يشك ،اكتفى فقط بالهدوء القاتل ،إلى أن تلاعبت النار به و بجسده ،تاركةً وصمة كبيرة لا يمكن محوها و معها اكتسب شخصية آخرى ،لتبدأ حياته فى أخذ منحى خاطىء ،بدايتها ليس له أى ذنب بها لكن النهاية تلتف حول يديه كأصفاد حديدية من أفعاله الشيطانية. "

____________________________________

"مالك إبراهيم راشد"
و قع ذلك الاسم على أذنه وقع الصاعقة ،احتدت ملامح وجهه ،و جحظت عيناه بشدة ،حتى كف يده بدأ فى الارتعاش بشكل ملحوظ ،لكنه حاول تمالك نفسه بقدر الإمكان .

رحب بهم على مضض ،فرغم كل شىء هذا الرجل عم زوجته ،حتى و إن كان الآخر غريمه ،عدوه اللدود الذى بات فى دائرة الخطر المحيطة به .
حاول "إبراهيم" التخفيف من حدة الأجواء و شرع فى ما جاء لأجله ،حيث أخرج الأوراق التى أحضرها معه و ناولها "لغيث" مباشرة و الذى بدوره هتف متسائلًا بحيرة :
دا ايه ؟
سحب "ابراهيم" نفسًا عميقًا ثم قال بينما كان يطرق على المكتب بأصابع يده بخفة كى يقلل توتره :
دى وصية "الحاج راشد" الله يرحمه ،قبل ما يتوفى وصى أن نص ممتلكاته تكون باسم" رنا" لانها البنت الوحيدة" لحسام" أخويا الله يرحمه
يعنى ليها نص البيت الكبير و نص المحلات و نص الفلوس اللى فى البنك و
و قبل أن يكمل باقى حديثه قاطعه ابنه حيث هتف بغيظ شديد و هو يطالع "غيث" بنظرات كره صريحة:
طبعًا مبسوط ،عمرك ما كنت تحلم بجوازة زى دى ،كأنك كسبت ورقة يانصيب بملايين
عض"غيث" على جدار فمه الداخلى بغيظ شديد ،و بدأ يحرك قدمه بشكل عشوائى من أسفل المكتب ،تعلو و تهبط بشكل لا إرادى ،و رغم حالته التى أوشكت على الوصول لذروتها ،هتف بحدة قاصدًا بها لجم غريمه:
كمل يا استاذ ابراهيم
أكمل "إبراهيم " حديثه بعد أن رمق ابنه بحدة كى يصمت و لا يتدخل فى النقاش مجددًا:
بس للاسف" منى و رنا "رافضين الورث دا ،و حاولت كذا مره بس مفيش أى فايده ،فجايلك أنت كآخر محاولة تخليهم يقبلوا ، دا حقها يا ابنى ،و عمرى ما هقبله على نفسى و لا على عيالى ،دا حق يتيمه و لازم يرجعلها
مسح"غيث" على وجهه بكف يده ثم قال مستفسرًا:
طب هى رنا رافضه ليه ؟ أكيد فى سبب

لم يعرف "إبراهيم" بما سيجيبه ؟! فوالده قد أفسد الأمر من البداية حين رفض أن يمنح شقيقه حقه و جعله يعانى للعديد من السنوات و يعمل بأعمال كثيره لا تليق بهم و بمكانتهم ،لم يجد سوى الهروب من سؤاله و قال :
أنا جيالك عشان تقعنها يا ابنى ،عايز أرتاح ،خلينى أشيل الهم التقيل دا من على قلبى ،عشان "الحاج راشد" و" حسام" أخويا يرتاحوا فى تربتهم
صمت للحظات ،يستشف ملامح الجالس أمامه ،ليعرف هل تمكن من إصابة الهدف و مرواغته نجحت أم لا ؟و ما أن لاحظ هدوئه أكمل حديثه مسترسلًا:
اديها الورق دا ،خليها تمضى بس عشان المحامى يبدأ فى إعلام الوراثة و كل واحد ياخد نصيبه بحق الله

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن