_١١_( اكتئاب حاد )

6.1K 294 106
                                    

٠٦/٠٥/٢٠٢٣
(اكتئاب حاد)

"و مالى بك سوى فتات قلبى المتعلق بكل ما هو لك"
_غيث الحديدى

**************************

قبل لحظات

ودع شقيقه و انطلق فى طريقة للجامعة ،يأمل بأن يمر اليوم بهدوء ،حيث تكفيه ألم تلك الذكرى ،لكن هيهات
وصل بعد فتره بسيطة ،هبط من سيارته و لكن قبل أن يخطو خطوة واحدة وجدها تقف أمام البوابة الرئيسية برفقة صديقتها
نفس المشهد السابق يتكرر ،لكن هناك شىء مختلف ،هناك بعض النبضات المشتركة بين كليهما
اقترب بهدوء ،لم تراه فقط كانت موجهة ظهرها له ،وقف خلفها و لكن حافظ على مسافة معينه ،لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين
حمحم"غيث" بصوت منخفض و قال :
نفس المكان ،اتقبلنا أول مره هنا
التفت له سريعًا ،و ابتسمت ابتسامة مقتضبة لا تعرف حتى لما ،لكنه كان سعيدًا للغاية بتلك اللوحة الرائعة التى كونتها ملامحها ،و قبل أن تجيبه ، هتفت تلك الشقية قائلة بمشاغبة:
أه يوم ما رفعت أيدها
و قبل أن تكمل تهورها ذلك كان "أحمد" قد وصل هو الآخر و قال سريعًا:
جواب تعيينك لسه متمضاش ،فمتلعبيش بعداد عمرك يا وعد
ضرب على نقطة ضعفها و تحولت تمامًا من فتاة متمردة إلى قطة وديعة مسالمة و قالت:
على فكره أنت فاهمنى غلط ،دا أنا يومها زعقلتها جامد ،ازى تتصرف كدا مع دكتور غيث ؟المحترم ،المهذب ،الوقور ،اللى مفيش منه تلاته
رمقتها "رنا"بذهول تام و قالت دون وعى منها :
محصلش
نكزتها "وعد"فى جنبها و هى تقول بحدة:
لا حصل بس أنتِ مش فاكره و لمى الدور و رانا محاضرة

أنهت حديثها و سحبت صديقتها خلفها بينما ظل كليهما يتابعان أثرهما ،إلى أن صاح "غيث "قائلًا بسخرية:
عجباك على ايه دى ؟ و كمان مصر تعينها فى فريقك ،هتتعبك فى الشغل بجد ،دا غير أنى معرفشى مستواها عامل ايه ؟ أنا مبحبش المحسوبيه فى التعيين
رد "أحمد"عليه قائلًا :
لذيذه ،الوقت بيعدى معاها بسرعة ،بكون مضايق اشوفها أضحك ،هى حالة غريبة من اللا شىء و فى نفس الوقت كل شىء ،دا غير أنها كويسه فى كل المواد تقريبًا إلا مادتى ،بتجبلى كحكه فيها ،و بترمى السبب عليا
عارفه هى بجحه بس لذيذه دا الوصف المناسب ليها
كان "غيث"يطالعه بأعين متسعة من وصفه لها و كلماتها التى تشبه الغزل إلى حد كبير ،و ما انتهى صديقه من حديثه المعسول عنها ،قال الآخر:
يا سيدى يا سيدى
خلل"أحمد"شعره بأصابع يده و قال بتوتر ملحوظ :
دا اعجاب بشخصيتها مش أكتر،أنت عارف اللى فيها
لوى"غيث"ثغره بإستهزاء ثم قال بينما كان يدفعه للأمام:
ماشى ،قدامى يا خفيف

"مرة آخرى ،بعد أربعة أعوام كاملة ،أقابل من نزعت النوم من عينى ببساطة ،نزعتها بعيون الريم تلك ،و يا ليتها تدرك ذلك لأتمكن من التصرف بأريحية أكثر ،لكن سحقًا لبلاهتها التى تأسرنى هى الآخرى"

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now