_٣٦_(الغضب الساطع آت)

8.4K 303 52
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

{وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً ۝ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ۝ ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ۝ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ۝ عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرا }

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

.........................................................

٢١/١٠/٢٠٢٣
(الغضب الساطع آت )

حياتى مع والدتى كدولة استيطانية مبنيةٌ على العنفِ و سفكِ الدماءِ، ربما يكون التعبير كبيرًا و قاسيًا على وقع الأذنِ و لكنه بالفعل هكذا، وقعت أسيرًا لجشع و طمع لا علاقة لى به، فإن كان لى حق الإختيار سأترك السفينة للعمالِ، فلا أريد أى سلطة و لا اشتهى قوة و جاه غائر بدماء الآخريين و عرقهم.
عائلة غريبة بها جميع الأطراف التى تجعلنى مريضًا فى المقام الأولِ، و مهما حاربت أجد نفسًا عائدًا لتلك الرقعة المُتسخة فى أرضية غرفة ضحيتى الأولى .
أردت أن أكون سويًا مع من أحب، من عاصرت كل حياتى و لم تتركنى حتى و إن تظاهرت بالعكسِ بعدما فاض الكيل، و لكنى الآن مجرد معتدى حقير، لا يتذكر حتى تلك الأمسية التى أطاحت بآخر بذرة صالحة بأرضه، و بين كل تلك التناقضات وقعت بمفردى فى صحرائى دون أى نقطة ماء واحدة .
"مالك إبراهيم راشد "

لم تكن طفولتى سوى مرحلة من الإعتداءات المتكررة، جسديًا و نفسيًا، و بجسدى ألف علامة تدل على تلك الفترة المشرفة و المصيرية بتكوينى، كنت كبش فداء لأجل أن ينعم شخص آخر بحياته، و لم أرفض لأجل أمى، حتى و إن كانت هى أول المعتدين
كان لى حق الإختيار و حرمت نفسى من ذلك لأجل والدى، اعتدت التضحية إلى أن سئمت منى .
أمزق نفسى بين هنا و هناك حين يتعلق الأمر بأحبتى، لكن حين يأتى لى أقف عاجزًا لا رغبة لى فى الحراكِ، أملًا فى الرحيل بعد كذا ذلك العناء .
تعودت على العطاء دون الأخذ ،فلا رغبة لى فى رد الجميل، إلى أن وطأت بقدمها، تلك الصغيرة، وجدت نفسى سعيدًا بعد أعوام طويلة من الألم، أحارب لأجلى، لأجل أن تكون بقربى و بين كل تلك الحروب وضحت أمامى الرؤيا آخيرًا :
بت أنانيًا حين تعلق الأمر بكِ، بعدما تفننت فى الزهدِ إلى أن اقترن باسمى .
"غيث سامح الحديدى"

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now