اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)

4.6K 208 35
                                    

١٤/٠٨/٢٠٢٣
(فتاتى الصغيرة)

رغم رفضه للإنصياع لفؤاده و لكنه وجد نفسه فى نهاية المطافِ يقف أمام عتبة باب منزلها ،ابتسم بسخرية حين أيقن أنها استحوذت عليه بالكامل ،بات يكره ذلك لكن يحبه ،تناقض جديد يضاف لسلسة التناقضات التى تلاحقه

نظر لساعة يده فوجد أن الوقت تجاوز الثانية عشر، يعرف أنها مازالت مُستيظقةً فقد باتت مثله دائمةُ السهرِ، لكن لم يستطع أن يطرق الباب، ربما تمالك نفسه فى اللحظة الأخيرة، يريد أن يجبر فؤاده على القوة رغم كل اللين الذى يجتاحه ناحيتها و مع ذلك أخرج تلك الورقة التى كتب بها بعض الكلمات تاركًا إياها  أمام الباب ثم رحل أملًا بأن تأتى رياح شتوية فى نصف فصل الصيف الحار و تسحب تلك الورقة بعيدًا قبل أن تصل لها و تعرف بأنها من فازت فى تلك الجولة ككل الجولاتِ السابقة، كانت دائمًا و أبدًا الفائزة الوحيدة .

كانت بالفعل تقف خلف الباب، شعرت به و ما أكد إحساسها  هى سيارته التى تقف أسفل البناية، فهرولت سريعًا للباب مُنتظرةً أن يطرق طرقة واحدة فقط لتلقى بنفسها عليه، تلقى بكل شىء خلف ظهرها و فقط تستكين بين أضلاعه، مكانها الوحيد الأمن .

حين وصل لها صوت تحركه بعيدًا، فرت دمعة صغيرة من مُقلتها و فتحت الباب كآخر أمل لها بأنه مازال هنا لكن ضاع الأمل و ضاع كل شىء حين وجدت فقط الفراغ .
لفت انتباهها فى آخر لحظة قبل أن تغلق الباب و تغلق قصتها معه تلك الورقة الصغيرة، طريقته المفضلة فى التعبير عما يعتريه، هبطت بجذعها مُلتقطةً إياها ثم بدأت فى قرأتها دون أن تدرى محتواها :
"انه الخميس و مع ذلك لستِ هنا
تركتى المنزل و سكانه دون أى رحمة يا مُهلكة
لاذ جسدكِ بالفرار رغم تعلق الأرواح ببعضها !
ألم نتعاهد على قضاء أمسية نهاية كل أسبوع سويًا؟
أقص عليكِ إحدى قصائدى المفضلة و تبتسمين بخجلِ كالعادة مع كل كلمة أهمس بها
وأذوب أنا بذلك الإحمرارِ الطفيفِ فوق وجنتيكِ و تحاولين الفرار من ملاحقة عيناى لكِ
و مع ذلك أجد إبتسامة صغيرة تزين ثغركِ، ترجو المزيد بعفوية شديدة وحتى دون أن تدرك ذلك
هى فطرة بداخلك و ألبى لها كل ما تريد بسعادة عارمة، فما نفع "الغيث" إن كانت صحرائه قاحلة؟!

أضعف بعد فترة طويلة من التظاهر بالقوة و الصلابة و ألقى بكل همومى لأرتاح بين ذراعيكِ غير عابىء بكل ما يدور من حولى
فقط أنا و أنتِ و قصيدة" المتنبى".

لكن ماذا الأن؟ عُدت لوحدتى القاتلة
عُدت دونك يا فتاتى الصغيرة
عاد "غيث "دون "رنا" خاصته"
فلمَ؟!
لمَ من البداية اجتمعنا إن كان الفراق هو نهايتنا ؟!

تبكى، نعم تبكى، لا يمكنها أن تفعل أى شىء سوى البكاء فى تلك اللحظة و إحتضان تلك الورقة كآخر شىء لها منه.

........................................................

وحشتوني جدًا ،الحمدالله عدى تقريبا اسبوعين و اتبقى شهر ،ادعولى أكمل على خير يارب و أعود قريب إن شاء الله

هنزل كمان اسبوعين كدا شرح مرض مايا على ما اكون جهزته كويس عشان أبقى راضيه عنه ان شاء الله و بعدها نعود بقى لروايتنا على خير ان شاء الله

الاقتباس دا لسه مش دلوقتى خالص بس فى بنوته قمر اسمها "رنا " بحبها ،طلبت دا و حبيت انفذلها طلبها .

بحبكم ،دمتم بخير

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now