_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)

7.7K 320 304
                                    

{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }

*قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ*

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

١٩/٠٩/٢٠٢٣
(نتعايش أم نتداعش؟! )

"أسيرُ على الطريق وحدي
في شارعٍ مُلونٍ
مليءٍ بالحياة
لا شيءَ فيه ميتٌ
إلا أنا "
_لأحدهم

____________________________________

بعد أن أنهى"غيث" كل عمل له فى الشركة و أحضر بعض المشتريات لمنزله قرر أن ينعطف فى الطريق و يتجه لصديقه ،فهو لم يذهب له اليوم ،فمنذ تلك المحادثة الصادمة و هو دائم التردد عليه يوميًا متحججًا بأى شىء مهما كانت سخافته ،لا يريد تركه بمفرده لهواجسه و صراعاته الداخلية ،لطاما كان سندًا و عونًا له و ها قد حان دوره .

هبط "غيث" من سيارته و صعد لمنزل صديقه ،دخل مُستخدمًا المفتاح الخاص به
لكن ما أن دلف وجد من يقف أمامه عاقدًا ذراعيه أمام جسده و يرمقه بنظرة سخط و ضيق ،قابل"غيث" كل ذلك بسؤال مغلف بالإستنكار:
ايه فى ايه ؟ هو ممنوع أجى لبيت صاحبى ؟
تأفف "آدم" دون أن يتحدث ،أعطاه ظهره و اتجه للشرفة لعل الهواء يلطف من النيران بداخله ،وقف يطالع السماء و ما أن شعر بصديقه يقف خلفه ،رد على حديثه :
لا مش ممنوع يا غيث ،بس متنطليش كل يوم يعنى

سحب نفسًا عميقًا ثم أكمل حديثه متظاهرًا بالقوة :
أنا كويس يا غيث متقلقش عليا ،مش أول و لا آخر واحد يحصل معاه كدا ،تعرف أنا بقابل كام مريض فى اليوم ؟تعرف بشخص كام حالة فى الأسبوع عندها نفس المرض بعد ما بيجيلى هو و مراته و فاكر أن العيب منها ؟
المشهد دا بيتعاد بشكل دورى ،الزوج بيرفض و يزعق و يستنكر دا و يبدأ يغلط فيا و أنى دكتور مبفهمشي و سيل من الشتايم الفظيعة و الزوجة بتخجل و تصبر نفسها و تقول دا نصيبى أو بتسيبه فى الآخر و تهرب
الأمور دى اعتياديه فى حياتنا العملية يا غيث ،بالعكس حالتنا أرحم بكتير ،على الأقل أحنا لسه على البر الحمدالله ،أنا بنقذ أختك من مستقبل بشع و حاضر هيستنذفها بالبطىء ،أنا عارف أنى بحرمها من حقها فى الإختيار ،بس صدقنى دا أفضل option ليها ،حتى لو كان الأسوء ليا ،المهم ليلى ،مفيش عندى أهم منها .

أوشك "غيث" على مقاطعته مُستنكرًا حديثه و ما يحاول التظاهر به ،لكن "آدم" انتقل بالحوار لنقطة آخرى حيث قال :
و بعدين أنت ناسى أنك عريس ،مفروض تبقي فى بيتك دلوقتى مع مراتك
أدرك أن لا فائدة للحديث معه ،ككل يوم لا يقبل المناقشة أو التراجع عن قراره ،إصرار بشكل غريب ،لذلك نفذ ما يريد و انصاع خلف هروبه الواضح ،و قال :
أنا نزلت الشركة من تانى يوم يا آدم ،متبقاش قديم
اتسعت حدقتى"آدم" بذهول و قال متسائلًا باستنكار :
و مراتك وافقت على المهزلة دى ؟!
رد عليه قائلًا بينما كان يتكأ بساعديه على سور الشرفة :
أه ،و سألتنى هتنزل الشغل امتى ؟
بعيدًا عن كلمة مهزلة اللى بتوصفنا بيها
بسمة جانبية صدرت منه دلالة على سخرية حديثه ثم قال :
ما جمع إلا ما وفق فعلًا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now