_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)

6.1K 340 139
                                    

١٨/٠٧/٢٠٢٣
(كلانا لديه تجربة سابقة )

"كِلَانَا ضَلَّ مَوْطِنُهُ و ﻻقى فِي الأَنَا وَطَنَا "
_لأحدهم

....................................................................

قاطعته قائلة بقوة حاولت التحلى بها :
أنا موافقة أتجوزك لو أنت لسه عايز ؟

اتسعت حدقتيه و انفغر فاهه ،و ليكون الموقف أكثر كارثية و أغرب عرض زواج ،هتف بغير تصديق :
نعم ؟!
وجدها تخفض رأسها سريعًا و تفرك كلتا يديها بتوتر شديد بعد أن انزلت حقيبتها و اضعةً إياها على الأرض ،و دون أى تفكير هتف بما يخشاه :
رنا ،أنا بكرر كلامى ،أنتِ مش مضطره توافقى لمجرد أنى ضغطت عليكى ،أنا آسف اعتبرى أن اللى قولته كلام فاضى ،أنا مستحيل أجبرك على حاجة ،حتى لو روحى فيها ،المهم أنتِ

كلماته تلك جعلتها تفكر للحظات فى التراجع ،لكنها لا تدرى كيف ستمضى ،أ تعود لمنزلها و تتعامل بشكل طبيعى مع قاتلة أبيها ،أم تعود لمنزل جدها و تقابل مصير كارثى ،أم تترك كل شىء و ترحل لمكان لا يعرفها بها أى أحد ؟
نعم يمكنها الإعتماد على نفسها ،لكنها أرادت أن تلقى بحالها و يتلقفها شخص آخر ،لم تعد تريد المقاومة أو التماسك ،هى فقط تريد السقوط ،و الإختباء خلف أحدهم ،و كان هو أول من أعترض تفكيرها .

لذلك هتفت بإقتضاب :
أنا تعبانه و مش قادره أكرر كلامى ،حضرتك موافق و لا لا ؟
نبذ كل ما يفكر به ،و صاح متسائلًا بتوتر و خوف عليها :
أنتِ كويسه ،فيكى حاجه ؟

لكنه غفل عن خوفها المرضى الذى لا يعرف حتى سببه أو طبيعته و اقترب منها ،اقترب دون أن يفكر فى أى شىء ،أراد فقط أن يمسك بيدها و لكنها تراجعت سريعًا و هى ترمقه بنظرة غاضبة ،فقال و هو يعود للخلف تاركًا لها المجال لتتنفس :
آسف
طب تحبى أروحك للبيت ؟ و لا فى مكان تانى تحبى تروحيه الأول ؟
فرت منها دمعة صغيرة و هى تقول :
أنا سبت البيت و جتلك ،و مفيش مكان تانى أروحله
أومأ برأسه و قال بهدوء شديد :
تمام ،اتفضلى معايا

تقدمت للأمام ،و خرجا سويًا من الشركة ،صعدت لسيارته دون تردد ،و وضع هو حقيبتها فى الخلف ثم صعد هو الآخر و انطلق سريعًا ،كان سعيدًا و لكن سعادة ناقصة ،هناك شىء ما حدث معها و لهذا وصلت إليه ،تقاطعت طرقهم الأن ،رغم رفضها لفكرة الزواج و خوفه الدائم بسبب حياته و ماضيه لكن ربما أرادت الحياة أن تعطيهما فرصة ثانية ،فرصة ثانية لأكثر الأشخاص تعاسة فى العالم .
فهل سيقتنصها ؟فهو الرجل و المبادرة الأولى دائمًا ما تكون من نصيبه .

....................................................................

(فى المشفى )

كانت "الست فاطمة" تقف خارج غرفة العمليات بعد أن تم نقل صديقتها إليها
لقد سمعت بعد الأصوات العالية و بمجرد أن خرجت من باب منزلها و جدت صديقتها على الأرض فاقدة للوعي
صرخت بأعلى صوت تملكه و تجمع الناس من حولها و فى غضون دقائق بسيطة كانت سيارة الإسعاف بالأسفل و تم نقلها مباشرة لأقرب مشفى
و ها هى الأن تنتظر أى خبر كى يطمأن قلبها ،هى حتى لا تعرف كيف ألت الأمور لهذا الحد و ما سبب مرضها رغم انتظامها على العلاج ؟ هناك سر ما ،هذا ما هتفت به لنفسها

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن