_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )

6.8K 337 100
                                    


{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }

*وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ*

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

٠٥/٠٨/٢٠٢٣
(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )

خير ما يأتي به المحب، ما أتى به الجواهري:
‏" أتيتُكُم ومتاعي فيضُ عاطفةٍ "

"عانقت كفك أخيرًا ،فمتى سيكون العناق الكبير و الخلاص الأكيد ؟! "
_غيث الحديدى

____________________________________

تحرك"غيث" للأمام مُتجهًا للباب ،كان يدفع قدمه للتحرك و عقله و قلبه لا يصدقان بأن ذلك صديقه المقرب ،هو من خانه بكل تلك البساطة و الحقارة ،لقد طعنه فى أكثر أجزاء جسده ضعفًا ،و ها هو ينزف دون أى نقطة دم واحدة ،ينزف من الداخل على شقيقته الغالية

و قبل أن يخطو الخطوة الأولى خارج المنزل سمع هتاف صديقه من خلفه :
غيث
توقف "غيث"و لم يلتفت ،فأكمل الآخر و باح بحقيقته المؤلمة رغم أنه جاهد نفسه بشدة بألا يفعل ذلك:
التحاليل اللى عملتها عشان الجواز بينت انى Azoospermia

أنهى "آدم"حديثه و سقط باكيًا فلم يرد أن يبوح بعِلته تلك و لكنه لم يتحمل فقدان صديقه ،يكفيه كل ما فقد حتى هذه اللحظة ،و ما هى إلا لحظات و سقط "غيث " هو الآخر بقربه محاوطًا إياه و يبكى ،يبكى بكل ذرة من كيانه ،شقيقته و أعز صديق لديه كُتِبَ عليهما المعاناة ببشاعة .

لكنه رفض ذلك و صاح بتأكيد أرعن بينما ماتزال الدموع واضحة وضوح الشمس على صفحة وجهه :
أكيد فى علاج
ثم أمسك بيد صديقه و قال و هو يضغط عليها بقوة :
مش أنت دكتور أكيد عارف أن فى علاج
ابتعد "آدم" عنه وقال بضعف بينما كان يدفع جسده للنهوض :
مفيش علاج يا غيث ،أنا hopeless case

أنهى جملته تلك ثم اتجه لغرفته ،غاب للحظات وعاد و هو يحمل بعض التقارير الطبية ،ألقاها على الأرض بالقرب من "غيث "و قال بألم و حسرة:
دى كل التحاليل ،أنا من رابع المستحيلات أكون أب ،أنا عمرى ما هسمع كلمة بابا و لو كملت مع أختك كنت هحرمها هى كمان
لم يفهم "غيث" كل تلك التقارير ،كان يطالع الورق بأعين فارغه من أى تعبير ،جمل طبيبة لا يمكنه استيعابها حتى لو أراد ذلك ،لكنه ألقاهم على الأرض مجددًا و قال و هو يصرخ بوجهه :
أنا مش فاهم و مش عايز أفهم ،بس ليلى لازم تعرف يا آدم، من حقها تعرف و هى تختار ،مش يمكن تختار تكمل
فصاح الآخر بحدة و رفض تام :
لا مش من حقها ،مش من حق أى حد يشاركنى فى وجعى دا

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن