_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)

8.1K 333 96
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

_____________________________________
٢٠/١١/٢٠٢٣
(نَقَشَ فوق جسدها)

"حَتَّى وَ إِنْ طَالَ التَّمَادِى
سَتَظَلُّ سَاكِنَةُ الْفُؤَادِ"
_غيث الحديدى

______________________________________

انتهت ساعات الليل الطويلة، تاركةً خلفها العديد من المعارك و الكلمات الناقصة، فالبعض باح بنصف الحقيقة و عجز عن النصف الآخر و البعض الاخر اقتلع جذور الحديث قبل أن تنمو كاملة رافضًا النبش فى الماضى المؤلم، و ها هو الصباح أخيرًا يهل ليعطى فرصة جديدة للبداية بعد العودة لنقطة الصفر مجددًا.

كان ممدًا على الأريكة، عارى الجذع، مغمض العينين يفكر فى حديثه بالأمس مع صديقه، كان رده تهكميًا لأبعد حد و لكن صديقه أمسك بتلك الكلمة و راح يفكر جديًا فى الإنفصال دون التطرق للتبعيات، قرار متسرع من رجل شعر بالرفض و الألم و لم يكن الحال بأفضل مع الآخر
و بينما هو غارق فى أفكاره، عصف بكيانه إحدى الأبيات الشعرية التى تصف حاله :
"لَيتَ الَّذِي أَشْتَاقُهُ يَشْتَاقُنِي
‏لَيتَ القُلُوبَ القَاسِيَاتِ تُعَارُ!"

و كأنها استمتعت له أو لما يجول بخاطره و حضرت بطلتها التى تذيب كل قسوة عهدها.
دلفت دون أن تطرق على الباب و لكنها التفت سريعًا ما أن رأت هيئته و قالت بإعتذار خجول:
اسفه، اسفه مكنتش أعرف أنك .......
نهض سريعًا ما أن رآها، و وقف للحظات لا يعرف ماذا يفعل؟!
لا يريدها أن ترى ظهره و جروحه العميقة، فانحنى بجذعه يرتدى القميص دون حتى أن يغلق أزراره، المهم أن لا تظهر آثار سادية جدة العنيفة.
ثم قال بهدوء ينافى ما يشعر به:
خلاص لفى
طالع ساعة يده ليرى التوقيت ثم رفع رأسه يحدثها بتهكم:
لسه بدرى على مواعيد العمل الرسمية، جايه بدرى ليه ؟ فى حاجه حصلت ؟!
التفتت له و مازالت تخفض رأسها من الخجل، خاصة أنه احتجزها بسؤاله ذلك، لتفضل فى النهاية أن تقولها صريحة دون أى مراوغة:
أنا مش جايه للشغل، أنا جايه ليك، محتاجه أتكلم معاك شوية، لو ينفع يعنى ؟

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now